د. عبدالله حمدوك .. وين قراراتك الحاسمة وقد مضت المدة التي حددتها؟

 


 

 

 

عشية خروج مليونية 30 يونيو 2020م لتصحيح مسار الثورة السودانية، التي دعت إليها لجان المقاومة وأسر شهداء الثورة للضغط على الحكومة من أجل استكمال مسار الثورة وتصحيحه. خرج عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني بخطاب خشبي وعد فيه الشعب السوداني، بقرارات حاسمة خلال الأسبوعين المقبلين، ذات تأثير سياسي واقتصادي واجتماعي، دون أن يكشف عن طبيعة تلك القرارات الحاسمة.

ودعا حمدوك الشعب السوداني لتوخي أقصى درجات الحذر في الأسابيع المقبلة، بعد صدور القرارات المرتقبة، وأشار إلى أن كل مطالب الكيانات الثورية التي تسلمها خلال الأيام الماضية هي مطالب مشروعة، وأن حكومة الفترة الانتقالية ستعمل على تنفيذها بالتوافق والرضا الشعبي مع توزان حساس لا بد منه.
عزيزي القارئ..
عقب الخطاب الخشبي للسيد حمدوك، كتبت مقالا تحت عنوان (خطاب حمدوك الكارثة والتعهدات الكاذبة)، قلت في فقرة منه: ( إذا كان في جعبة عبدالله حمدوك قرارات حاسمة وقوية كما يدعي ويزعم.. فلماذا لا يعلن عنها في خطابه المتلفز؟)
وقلت في فقرة أخرى من المقال: ( أليس عدم اعلان حمدوك عن قراراته المزعومة في خطابه الدغدغي، دليل فشل، وربما دليل عدم وجود أية قرارات أصلا لإعلانها، مما يعني أنه يكذب بقصد الخداع والغش؟).
الآن، مرت المدة التي حددها حمدوك نفسه بأسبوعين، ولا جديد في جعبة عبدالله حمدوك لتقديمه للثورة وللثوار. فالرجل إذن شخصيته هلامية وغير محددة، ومع هذا تصادف كلاب القافلة وهي مسترسلة في النباح لتثبت للعالم أن في وجود الرجل على رئاسة الحكومة الانتقالية فوائد كثيرة.
جبان والله يا ود أبوك عبدالله حمدوك.. وإذا كان الجبن السياسي السوداني ليس وليدة اللحظة، بل مرتبط بالسياسيين السودانيين أصلا، بسبب أنظمة قمعية تفننت في محاسبة الذين لا يهابون مواجهة هذه الأنظمة الديكتاتورية. إلا انني استغرب ولا افهم لماذا ومن ماذا يخاف عبدالله حمدوك الذي أتت به الثورة لإدارة المرحلة الانتقالية؟
لماذا يكذب حمدوك على السودانيين بتطلعات المستقبل، ويصور لهم مستقبلاً لا يتماشى أبداً مع معطيات الواقع، أو ما تفرضه الأحداث والمتغيرات الاقتصادية والسياسية على السودان، بل الأغرب أنه يغلف جبنه وخوفه ورعبه، بالقول أن حكومة الفترة الانتقالية ستعمل على تنفيذ مطالب الشارع بالتوافق والرضا مع توزان حساس لا بد منه؟
لماذا يعمد على إخفاء الحقيقية والتحدث بالمثاليات والشعارات الزائفة، وهل يعتقد حمدوك أن هذا الشعب الذي اقتلع البشير ونظامه، ينطلي عليه مثل هذه الأساليب الخادعة؟
مليونية 30 يونيو، كانت تفويضا لعبدالله حمدوك لاستكمال أجهزة السلطة المدنية المختلفة، وتقديم الجناة عن فض اعتصام القيادة العامة والجرائم الأخرى للمحاكمة العادلة..
إذا كان ضمير السيد عبدالله حمدوك حيا ولم يمت، ولم تصبح الإنسانية عنده كلمة لا معنى لها ولا رديف.. عليه فعل الآتي:
1/تعيين الولاة المدنيين وبقرار منه اليوم قبل غد، متجاوزا (قحت) والصادق المهدي والعسكر جنجويد وغيرهم.
2/تشكيل المجلس التشريعي فورا.
3/تشكيل مفوضية للسلام فورا والبحث عن منبر نزيه ومؤهل للمفاوضات السلام السودانية.
4/تعيين حكومة كفاءات مؤهلة لإدارة المرحلة الانتقالية دون التفات لأي ازعاج خارجي.
أما إذا مات ضمير السيد عبدالله حمدوك واُنتزع ذاكرته من جذورها، وأصبح كل شيء عنده أبيض ..الماضي صاف كجدول ماء عذب. الجلاد برئ والضحية متهم. فعليه إذن تقديم استقالته فورا وافساح المجال لشباب الثورة لاختيار حكومته وبرلمانه وولاة الولايات والتأسيس لدولة تسودها حرية سلام عدالة.

bresh2@msn.com

 

آراء