* أوردت صحيفة التيار بأن د. نافع علي نافع القيادي في المؤتمر قد دافع عن مقولته الشهيرة "لحس الكوع" مضيفاً " أنا لم أتهجم على شخص معين لفظياً وإذا حصل هذا فأنا أعتذر له" وعد أن الخلافات ظاهرة طبيعية في الأحزاب السياسية وليست حصراً على المؤتمر الوطني. ولفت للانقسامات التي نشبت بين الأحزاب السياسية منذ الاستقلال وحتى الآن. * الدكتور نافع علي نافع وخلال كل خطاباته وتصريحاته السياسية يشحن تعابيره بكم هائل من "الشتائم والاساءات" لمخالفيه في الرأي، ولذا فإن قطاعات واسعة من معارضيه يمقتون خطاباته هذه ويعتبرون نافع أحد الأمثلة لفاقدي المنطق والذوق والكياسة في مخاطبة الآخر المختلف من بين جميع مسؤولي الانقاذ. * ونقر بأن لفظ "الكوع" تعتبر الأقل شططاً من بين تلك الاساءات والشتائم التي ظل بعض مسؤولي وقادة الانقاذ يوجهونها لأفراد الشعب السوداني في كل حين يحسون فيه "بغيظهم" من مقاومة الجماهير لنظامهم، كيف تنسى تلك الجماهير الفاظاً ما كان يجب استخدامها من شاكلة " الهوت دوك، والشحادين، والقميص الواحد، وخلافه" وكيف تنسى الجماهير ما كتبته إحدى صحفيات الانقاذ التي وصفت مجتمعات السودانيين بما يعني " في كل بيت سوداني مدمن وسكران وصايع وزاني"، والتي أشاد بها بعض مسؤولي النظام والانقاذ وأعجبوا "بقدراتها الصحفية" بدلاً عن الاسراع في نقدهم لما تفوهت به ومطالبتهم بأن يتم تحويلها وعلى وجه السرعة إلى ّهيئة ترقية السلوك الحضري بولاية الخرطوم" حتى يتم يقويمها. * وحتى نكون منصفين فإننا نقر أيضاً بأن مثل هذا السلوك في أوساط مسؤولي وقيادات الانقاذ والنظام، لا ينسحب عليهم جميعهم بالطبع، فنشهد لبعضهم بالاستقامة والبعد عن الشطط وصائنين لألسنتهم من منزلقات الكلام وعفته، مع اختلافاتهم الفكرية والسياسية مع المعارضين، ونهمس في أذن د. نافع بأن الكبار من الساسة والقادة والمسؤولين يبتعدون دوماً ويترفعون ولا يستجيبون للاستفزاز لمجرد أن المعارض المختلف قد خاض في أحاديث السفاهة وقلة الذوق.
* وبما أنه عد الخلافات ظاهرة طبيعية في الأحزاب السياسية وليست حصراً على المؤتمر الوطني، لذا نعود ونذكر بأن د. نافع وخلال تهجمه الشنيع على المعارضين لتوجهاته السياسية، فهو يرى أن ذلك يعد حديثاً في السياسة، وهو يثبت ما قيل أن الراحل د. الترابي حين سئل بعد خروجه الأخير من معتقله عن ما لفت نظره في المجتمع بعد اطلاق سراحه، قال بتهكم ،، خرجت ووجدت نافع علي نافع يتحدث في السياسة. * وأما بخصوص "الانقسامات التي نشبت بين الأحزاب السياسية منذ الاستقلال وحتى الآن". فالتاريخ يوضح أن الخلافات السياسية بين الأحزاب كانت تتم في أجواء من الخلاف الذي لا يفسد للود قضية في غالب الأحايين، وأن "الاسلاميين" الوحيدون الذين شذوا عن هذه القاعدة بفجورهم الذي يصل في كثير من الأحيان درجة المروق عن أصول التعامل الاسلامي نفسه وسماحته، وفي بال الجماهير العريضة تلك الصحف التي استغلت سعة صدر الديمقراطية الثالثة ففجرت وتباذئت وكانت الممهد الأساسي لانقلاب الجبهة القومية الاسلامية بفصيلها العسكري المحدود على الديمقراطية بكاملها، ومن جانب آخر ما تزال ساحات الممارسة السياسية في أوساط الطلاب تشهد عنفاً دموياً تقوده كوادر الانقاذ وحزبها بالنصال الحادة والأسلحة النارية، مما يؤكد أن العنف اللفظي والبدني ليس سوى طبع متأصل بمشاعر سيئة تجاه المجتمع والكون في أوساط هذا التنظيم من كبيرهم وحتى صغيرهم، فلم يشهد الشعب طيلة ثمانية وعشرين عاماً سوى إرهاب مقنن !. * ولدكتور نافع، الذي يقول أنه لم يتهجم في حياته على شخص لفظياً ، فإننا نحيله لاتهام "أستاذه" ،، نكرر "أستاذه " د. فاروق محمد إبراهيم الذي اتهمه عبر رسالة جرى نشرها في العديد من الصحف والدوريات بالمشاركة في تعذيبه داخل أقبية ما كان يسمى في بدايات إنقلاب الانقاذ ببيوت الأشباح عندما أوضح أن “دكتور نافع هو الذي قام باستجوابه في يوم 30 نوفمبر 1989 حول ما ذكره في اجتماع الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم التي كان نافع علي نافع احد أعضائها. وأكد أن دكتور نافع هو الذي أشرف على تعذيبه وقام باستجوابة. وقال في هذا الخصوص "الدكتور لم يخف شخصيته خلال استجوابه له آنذاك بل كان شخصا معروفا لديه لأنه كان تلميذه وزميلة في هيئة الأساتذة". وبذا فإن د. نافع هنا لم يمارس التهجم اللفظي فحسب ،، بل البدني أيضاً ،، فماذا هو قائل؟. * نحن ننادي بفضيلة الاعتذار، وجميل أن يبادر د. نافع بالاعتذار لكل من يعتقد أنه قد أُضير من تهجمه عليه لفظياً، وحتى يقرن سيادة الدكتور القول بالفعل فعليه أن يبادر أولاً بالاعتراف علناً بأنه قد شارك بالفعل في تعذيب أستاذه د. فاروق، ثم يطلب الاعتذار منه، ويبقى تقدير قبول فاروق للاعتذار وما أن يقبله ويصفح أو يرفض ويطالب بالادانة، وينطبق ذلك على بقية من قُتلوا أو عُذبوا في أقبية الأمن، وهو ما ندعوا إليه ضمن المنادين بضرورة ترسيخ مبدأ العدالة الانتقالية والحقيقة والمصالحة التي مارستها بعض الشعوب وأثبتت التجربة نجاحها، سيما عند جنوب أفريقيا ،، عليه أن يفعل ذلك ،، أو أن لحس الكوع وارد هنا!.