رؤية لمستقبل الحكم

 


 

 

بيقين راسخ أقول أن الذين يتعاطون السياسة والعاملين في دهاليز الأحزاب ومن همهم الشأن العام وكذلك من يكتبون في القضايا السياسية جلهم يفتقر لمعرفة علمية وتاريخية وإنسانية تجعله جدير بأن يكون سياسي قادر علي تقديم مشروع سياسي يخدم الامة او طرح يؤسس لدولة مؤسسات ولم نعرف منذ الاستقلال رجل دولة قادر على مشروع نهضة لدولة لها مؤسسات قانونية تحمي حقوق الأمة وتشحذ الشعب للقيام والنفرة لصالح الاعمار
أقول لكم الشباب أصروا على تحقيق التغيير وجعلوه واقعاً، وأصبح لا مناص للتغيير والوصول إلى الديمقراطية نتيجة إلى الحراك الثوري المستمر رغم الانقلاب والقمع والتقتيل ، السياسيون التقليديون أصبحوا في حالة ضياع وليس لديهم حضور ذا قيمة أما حملة السلاح هؤلاء أصحاب أجندة معلومة ولا تعدو المنصب والمغنم الرخيص وذلك أضحي واضح لدي كل أهل السودان ذلك والان نري الحراك الثوري علي الارض أكثر تفجير لروح الشباب الذين هم على دراية وعلم بكل ما يحدث حولهم، فلم يعد هناك ما يمكن التعتيم عليه، كما أن انتشار المدونين والمدونات بين الشباب، جعل منهم كتلة رأى متحركة وأصبحوا قادرين على التعبير عن رأيهم دون خوف أو قلق بل خطوا لأنفسهم رؤية سياسية لسودان الغد
الشباب الثوري والمقاوم ينظر للواقع الان بكل أرث الماضي الذي أعاق الدولة واستغل الشعب الآن لا يقبل المهادنة ويطالب بإزالة عهد الاستبداد والاستغلال كما يطالب بالتغيير الجذرى إلى الأفضل وهم الأقدر على تكوين مستقبلهم وفتح آفاق رحبة لامتصاص البطالة والقضاء على الفقر، والاستغلال الأمثل لمقدرات البلاد وإطلاق الطاقات وروح التنافس والإبداع، وجعل التعددية السياسية والحزبية مبنية على أسس ديمقراطية فيها الحقوق والحريات مكفولة، والتداول السلمى للسلطة يمارس عملياً كل ذلك أراده الشباب لأنفسهم بعد أن عجز الآباء عن التعامل مع الفئة الشبابية وتركها على قارعة الطريق تعانى من التهميش والإقصاء والإلغاء، وتعاني من سوء الحال والنكد اليومى الذى يطالها بقسوة ولا تجد له مبرر غير الاستحواذ على المشهد في العمل العام بالتضليل والتخويف والتخوين وجعل الجميع بلا حقوق أمام حقوقهم التاريخية في إدارة الشأن العامً
نرى أن الديمقراطية عملية مستمرة تبنى على التعلم والتدريب والتراكم بل أفضل طريق لتعزيزها هو ممارسة المزيد منها بل علينا أن تبدأ من الاسرة الصغيرة وسماع الكل والحرية في داخل الاسرة للراي والاختيار بالرغم من شروطها ومتطلباتها الثقافية والاجتماعية والمؤسسية والاهم من ذلك تأسيس قيم ديمقراطية للتعايش مع إدارة التنوع والاختلاف وهو من صميم الأساس لقيام دولة ديمقراطية
وهنا أعود واقول بثقة كل الفرقاء الفاعلين علي الساحة السياسية ليس بينهم حزب او جماعة أو مجموعة بل نقول كذلك المليشيات المسلحة أجمعين هؤلاء غير قادرين علي تقديم مشروع متكامل لدولة ديمقراطية بل هم داخل مؤسساته التنظيمية لا يمارسون الديمقراطية بل بعضها مبني علي الولاء الطائفي الأسري والقبلي والجهوي ومجموعات ضئيلة هي ذات الصبغة الديمقراطية والمنحى الجماعي في العمل العام
ونجد ان ما يزعم أنه تيار أسلامي عريض يتطلع للعودة للسلطة عن طريق احتواء العسكر وتمزيق القوي الثورية وكلاهما عسكر وإسلاميين أختيار بعيد عن مسار الانتقال الديمقراطي ولكن الأمثل في قيادة مسار الانتقال الديمقراطي هم التيار المدني ولكنهم ليسوا جاهزين ومؤهلين لطرق أبواب المستقبل لقيادتنا إلى انتقال ديمقراطي ولكن الان شرعنا في تدريب عدد من قيادات الشباب منهم من لازال قيد التأهيل وأخرون بيننا الآن يعملون من أجل غدا ديمقراطي لأهل السودان
اقول لكل السودانيين أن كان السيناريو القريب لحل الازمة السياسية هو ان يستمر الاسلام السياسي في سدة الحكم ونعود لعهد التمكين وتكون دولة قومية دينية الطابع ومحاولة بناء توافق وطني ولن يعتمد الاخوان علي الشعب بل علي الجيش في تحقيق أغلبية مناصرة لهم لأن تجربة السودانيين معهم غاية في التحسر والغضب علي ثلاثين عام من الفشل وأقول لشباب الثورة لم يعرف السودان خلال تاريخه الحديث انتصار للتيار المدني بهذا المستوي الشعبوي ولن تكون للكيزان الدولة مرة أخري وسوف نحصن خطواتنا القادمة اعتمادا على الشعب في الاحتجاج والتظاهر والإجماع على الانتقال الديمقراطي
ونحن شعب السودان ضد استيلاء الجيش علي السلطة وتدشين فترة قهر جديدة تستنسخ تجارب الانظمة البائدة بالرغم عن عجز العسكر عن تحديد ملامح أيدلوجية لفترة حكمهم القادمة حسب امانيهم وهي ما بين نظام يجنح للعدالة الاجتماعية على حساب الديمقراطية وهذا المرفوض جملة وتفصيلا ولكن نرى أنهم سائرون إلى نظام حكم يغلب عليها الفساد السياسي والمالي دوم ملامح فكرية يمكن التعرف عليها ولا احد يضمن كيف يكون حكم العسكر القادم ,لا أحد يريد بطل قومي كاريزمي يمكن ان يظهر من صفوف الجيش ليعيد دكتاتورية عسكرية
لقد تجدد الحراك الثوري بسبب الاستبداد والقمع والتقتيل والثورة سوف تظل مستمر لنصر مبين و الى اسقاط الانقلاب وتحقيق القصاص
وبقدر ضرورة تحقيق التحول الديمقراطي تكون أهمية حراستها بالقانون والوعي الشعبي مع توفير الضمانات الكفيلة باستمرارها وعدم التراجع عنها ولأن الديمقراطية نظام له مشكلاته فلابد من التفكير في وضع الاليات والاساليب التي تكون فعالة في تصحيح عثرات مساره في كل مرحلة من مراحل مرهونا بمبادئ الشورى والإجماع الشعبي وبناء الأحزاب بمعايير عصرية وحرمان كل من يصر على حمل السلاح من المشاركة بشرط ان تصبح كل الحركات المسلحة والمليشيات كيانات مدنية وتنظيمات لا تعرف غير الحوار والوسائل السلمية طريق للعمل السياسي وتعزيز هذه المفاهيم في التنشئة التربوية مع رفع الوعي الشعبي بالديمقراطية وسوف نصل إلى نظام ديمقراطي يسع الجميع بمفهوم انساني راقي وهذه هي رؤية لمستقبل الحكم .

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء