رؤيتا مصر وأمريكا لمفاوضات السودان
زين العابدين صالح عبد الرحمن
9 August, 2023
9 August, 2023
بدأ السفير الأمريكي في الخرطوم اتصالات مع عدد من النخب السياسية في الخرطوم و خارجها بهدف معرفة تصورها للعملية السياسية القادمة، و السفير الأمريكي يلمح أن يكون التفاوض بين للقوى السياسية و المدنية في أديس أبابا، إلا أن السفير الأمريكي على قناعة أن المفاوضات السياسية القادمة تعتبر مرحلة جديدة سوف تتجاوز مرحلة ما قبل الحرب، و أن القوى السياسية هي المناط بها وضع أجندتها، و القناعة الأمريكية جاءت لمتابعتهم للعملية السياسية حتى العملية الانقلابية التي أدت للحرب، و من خلال حواره يؤكد على اتساع قاعدة المشاركة التي تضمن نجاح العملية السياسية. و هي مرحلة لن تشارك فيها ميليشيا الدعم السريع باعتبار أن المفاوضات السياسية يجب أن تجري ما بعد وقف الحرب، و الانتهاء من المشكلة التي تسببت في الحرب. و هناك العديد من الناشطين الذين يرفعون لواء مشاركة القوى المدنية، و هؤلاء تدعمهم بعض المنظمات الغربية، و ينشطون الآن بهدف حجز مقاعد لهم في أي مفاوضات تجري في أية دولة من دول العالم تحت مسمى القوى المدنية، و هذه محاولات من البعض لفرض أجندة بعينها على أي مفاوضات قادمة يعتقدون سوف تدعمهم القوى الغربية، أن الفترة القادمة يجب أن يشارك فيها من خلال مؤسسات حزبية أكبر قطاع من الشباب المؤمنين بقضية التحول الديمقراطي ، و الذي يمكن الوصول إليه من خلال التوافق وطني.
في جانب أخر: قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في اجتماع (انجمينا) لدول جوار السودان قال "إن مصر بدأت بخطوات عملية في سبيل تحقيق هدف لم الشمل السوداني لمعالجة جذور الأزمة باستضافة اجتماعات قوى الحرية والتغيير في القاهرة يومي 24 و25 يوليو" و في ذات الاجتماع أشار إلي منبر جدة بأن يتولى عملية التفاوض بين الفرقاء السودانيين. و أضاف قائلا "لسنا هنا لفرض حلول أو أوضاع على أي طرف، وإنما مقترحات بإجراءات فورية للاستجابة للأزمة الإنسانية الطاحنة في السودان" و لكن يفهم من حديث وزير الخارجية أن مصر تفضل الاعبين السياسيين الذين كانوا على المسرح السياسي قبل 15 إبريل. و مصر متمسكة بالملعب القديم ربما لتخوفها من رجوع عناصر النظام السابق للمسرح السياسي مرة أخرى. و الخوف يرجع لقناعتها أن عناصر النظام السابق من خلال جلوسهم على مقعد السلطة ثلاث عقود يجعلهم الأفضل في إدارة الأزمة من الأخرين الذين فشلوا في إدارتها منذ أغسطس 2019م. لا أحد يجادل أن عناصر النظام السابق يبحثون عن الطرق التي تعيدهم إلي المسرح السياسي، و لكنهم أيضا متأكدين هذا لا يعني رجوعهم للسلطة، أما قضية أن الجيش يتحكم فيه الكيزان هذه شعارات قوى اليسار المناصرين لهم الذين يبحثون عن فترة انتقالية طويلة الأمد، تبعد البلاد من أي انتخابات قريبة. و أن دعم الشعب للجيش لا يعني كل الداعمين يريدون إرجاع نظام الإنقاذ، لكن لقناعتهم أن الجيش يمثل الحمة الوطنية التي يجب الرهان عليها في مثل هذه الحرب الاستيطانية ذات المؤامرات الداخلية و الخارجية. و الشعب السوداني يجب أن يعرف ابعاد هذه المؤامرة و الذين شاركوا فيها، حتى لا يتعرض السودان مرة أخرى لمثل هذه المؤامرة التي عان منها المواطنين و البلاد.
أن المفاوضات القادمة يجب أن لا تفرض الأجندة من قبل قوى خارجية، و أيضا محاولة فرض عناصر بعينها على الآخرين، و لابد من توسيع قاعدة المشاركة. خاصة أن البلاد في حاجة لصعود القيادات التي تسعى بالفعل لانجاز عملية التحول الديمقراطي بعيدا عن الشعارات التكتيكية. أن الإسراع بيقام الانتخابات سوف تعالج قضايا عديدة، أولها حسم قضية ابتعاد الجيش عن العمل السياسي. الثاني يحصر القيادة في العناصر التي تم اختيارها من قبل الشعب، ابتعاد المجتمع الدولي من التدخل في الشان السياسي في البلاد، و يصبح الانتقال من الشعارات إلي التنفيذ و الممارسة.
أن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن دورها السابق في الرباعية و دعم الثلاثية بهدف فرض حلول و قيادات على الشعب السوداني مسألة لا تخدم قضية الديمقراطية في البلاد، باعتبار أن الديمقراطية يجب أن يشارك فيها أكبر قطاع من القوى السياسية عبر الممارسة الديمقراطية، و ابتعاد الميليشيا عن الساحة السياسية سوف يكون له أثرا إيجابيا كبير في عملية الانتقال و قيام الانتخابات. و يجب أن تكون كل الحوارات على وضح النهار و يعلم بها كل الشعب السوداني. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
في جانب أخر: قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في اجتماع (انجمينا) لدول جوار السودان قال "إن مصر بدأت بخطوات عملية في سبيل تحقيق هدف لم الشمل السوداني لمعالجة جذور الأزمة باستضافة اجتماعات قوى الحرية والتغيير في القاهرة يومي 24 و25 يوليو" و في ذات الاجتماع أشار إلي منبر جدة بأن يتولى عملية التفاوض بين الفرقاء السودانيين. و أضاف قائلا "لسنا هنا لفرض حلول أو أوضاع على أي طرف، وإنما مقترحات بإجراءات فورية للاستجابة للأزمة الإنسانية الطاحنة في السودان" و لكن يفهم من حديث وزير الخارجية أن مصر تفضل الاعبين السياسيين الذين كانوا على المسرح السياسي قبل 15 إبريل. و مصر متمسكة بالملعب القديم ربما لتخوفها من رجوع عناصر النظام السابق للمسرح السياسي مرة أخرى. و الخوف يرجع لقناعتها أن عناصر النظام السابق من خلال جلوسهم على مقعد السلطة ثلاث عقود يجعلهم الأفضل في إدارة الأزمة من الأخرين الذين فشلوا في إدارتها منذ أغسطس 2019م. لا أحد يجادل أن عناصر النظام السابق يبحثون عن الطرق التي تعيدهم إلي المسرح السياسي، و لكنهم أيضا متأكدين هذا لا يعني رجوعهم للسلطة، أما قضية أن الجيش يتحكم فيه الكيزان هذه شعارات قوى اليسار المناصرين لهم الذين يبحثون عن فترة انتقالية طويلة الأمد، تبعد البلاد من أي انتخابات قريبة. و أن دعم الشعب للجيش لا يعني كل الداعمين يريدون إرجاع نظام الإنقاذ، لكن لقناعتهم أن الجيش يمثل الحمة الوطنية التي يجب الرهان عليها في مثل هذه الحرب الاستيطانية ذات المؤامرات الداخلية و الخارجية. و الشعب السوداني يجب أن يعرف ابعاد هذه المؤامرة و الذين شاركوا فيها، حتى لا يتعرض السودان مرة أخرى لمثل هذه المؤامرة التي عان منها المواطنين و البلاد.
أن المفاوضات القادمة يجب أن لا تفرض الأجندة من قبل قوى خارجية، و أيضا محاولة فرض عناصر بعينها على الآخرين، و لابد من توسيع قاعدة المشاركة. خاصة أن البلاد في حاجة لصعود القيادات التي تسعى بالفعل لانجاز عملية التحول الديمقراطي بعيدا عن الشعارات التكتيكية. أن الإسراع بيقام الانتخابات سوف تعالج قضايا عديدة، أولها حسم قضية ابتعاد الجيش عن العمل السياسي. الثاني يحصر القيادة في العناصر التي تم اختيارها من قبل الشعب، ابتعاد المجتمع الدولي من التدخل في الشان السياسي في البلاد، و يصبح الانتقال من الشعارات إلي التنفيذ و الممارسة.
أن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن دورها السابق في الرباعية و دعم الثلاثية بهدف فرض حلول و قيادات على الشعب السوداني مسألة لا تخدم قضية الديمقراطية في البلاد، باعتبار أن الديمقراطية يجب أن يشارك فيها أكبر قطاع من القوى السياسية عبر الممارسة الديمقراطية، و ابتعاد الميليشيا عن الساحة السياسية سوف يكون له أثرا إيجابيا كبير في عملية الانتقال و قيام الانتخابات. و يجب أن تكون كل الحوارات على وضح النهار و يعلم بها كل الشعب السوداني. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com