رئيس الوزراء الأثيوبي – من نوبل إلي لاهاي

 


 

 

(1)
ربما لدوافعه النرجسية التي عرفها العالم خلال عهده بالبيت الأبيض أو قراءة لمستقبل الأربعيني الأثيوبي المنحدر من عرقية أورومو ؛ إلا ان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أول من استكثر أو استنكر منح جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد .

(2)
عندما منحت الاكاديمية السويدية جائزتها للسياسي الشرق افريقي الحديث العهد في عام 2019 كانت بمثابة تحفيز له للمضي في طريق إرساء السلام في المنطقة أكثر عن كونها مكافاءة على انجاز السلام رغم تنفيذه لإتفاق الجزائر للسلام مع اريتريا لإنهاء الحرب الحدودية بين عامي 1998- 2000.

(3)
كانت لحظة عاطفية قاهرة عندما سمحت الدولتان بالاتصالات الهاتفية بينهما ؛ لتجد الناس على جانبي القطرين يتصلون على أرقام بعضهم البعض دون سابق معرفة ؛ فقط يرغبون في سماع أصوات من الطرف الاخر و التي طالما حرموا منها لسنوات .

(4)
في مقال سابق كتبته عام 2018 تحت عنوان (إغتيال مدير سد النهضة - نذر الحرب الشاملة) و الذي تطرقت فيه لعزل رئيس الوزراء آبي أحمد لأقوى رجلين في المؤسسة العسكرية الأثيوبية و هما قائد الجيش الجنرال سامورا يوهانس و رئيس الاستخبارات الجنرال جيتاتشو أسافا بزعم تهيئة الاجواء للسلام مع إريتريا لكن في الواقع كان إبعادا للقادة المنحدرين من عرقية تيغراي من المؤسسة العسكرية الأثيوبية.
اي انها مقدمة لتطهير عرقي قادم لا محال ضد شعب تيغراي .

(5)
في نوفمبر 2020 و على طريقة حروب الخرطوم السابقة ضد شعوب الهامش السوداني( المتعطشة للحرية و الإنصاف) ؛ أعلن حامل جائزة نوبل للسلام الدكتور آبي أحمد الحرب على شعب تيغراي مستعينا بالجيش الاريتري و مليشيات عرقية من أقليم أمهرة .
ليشهد العالم الوحشية المطلقة و الاعمال المروعة بحق المواطنين العزل في أقليم تيغراي؛ و هي أعمال ترقى الي جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية بحسب تقارير المنظمات الدولية التي زارت أو تواجدت بالإقليم المنكوب .

(6)
رغم إعلان الحكومة الفيدرالية وقف اطلاق النار بالإقليم من جانب واحد "كبادرة حسن النوايا " إلا ان ضربات جبهة تحرير شعب تيغراي TPLF ( و التي قادت من قبل الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب اثيوبيا لطرد منقستو هيلي مريام من السلطة في التسعينات ؛ هي التي اجبرت الجيش الأثيوبي و حلفائه من الاريتريين على الانسحاب من أقليم تيغراي .

(7)
جائزة نوبل للسلام و التي لم تشعر حائزتها البورمية أونغ سان شو ببعض الخجل و هي تمتنع عن مجرد الإستنكار لقتل الضعفاء من عرقية روهينغا على يد جيش و مليشات بلادها لا أحد يعول كثيرا على حاملها الجديد رئيس الوزراء آبي أحمد لكن من العار ان يقف حائز للنوبل أمام قضاة الجنائية الدولية بتهم من شاكلة جرائم للحرب و أخرى ضد الانسانية.

د.حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء