ردا على مقال د. وجدي كامل حول شخصية الهادي نصر الدين

 


 

خالد ابواحمد
30 October, 2022

 

تحياتي الاخ د. وجدي كامل
قرأت مقالك بهذه الصحيفة الالكترونية أمس بعنوان (كن كما الهادي نصر الدين وأشد ضلالا منه)!!. قرأته باستغراب شديد جدا أولا من اختيارك للعنوان، ثم من تكرارك الغريب والعجيب لعبارة (الضلالي) لست مرات، في بداية الأمر تفهمت القصد الأكاديمي من ذكرك لواقعة الاخ المرحوم الهادي نصر الدين، والمرحوم مهدي مصطفى الهادي عليهما رحمة الله الواسعة، لكني لم أفهم واستوعب عبارة "أشد ضلالا منه"..!!.
وانت تتحدث كأكاديمي حول الشائعة باعتبارها إحدى أسلحة التأثير على الرأي العام كان يمكن ذكر لقب المرحوم الهادي نصر الدين في المرة الأولى فقط عندما كتبت:
"بصفة شخصية لم أنتفع من ذلك العلم ومراجعه إلا عندما جرت لي الواقعة التالية مع الراحل الهادي نصر الدين الشهير بالضلالي"، ومن ثم الاكتفاء بتعريف لقب المرحوم الهادي نصر الدين وانتهينا، لكنك كررتها العبارة حتى بلغت 6 مرات بدون دواعي.
1) الهادي نصر الدين الشهير بـ(الضلالي).
2) الراحل الهادي نصرالدين (الضلالي) بمنزله ذات زيارة.
3) حكى (الضلالي) عن علاقة وطيدة كانت تجمعه بمهدي مصطفى الهادي.
4) ففهم الهادي (الضلالي) أن مهدي مصطفى الهادي قد أوصل نكتة.
5) جاءت إجابة (الضلالي) هنا: ها خليها ساكت.
6) كل الناس وأنه (أي الهادي الضلالي) أصبح من يومها مهابا.
الفقيد الراحل اخونا العزيز الهادي نصر الدين لم يكن "ضلالي" وقد جاء اطلاق هذا اللقب القبيح كما اعتقد في سن مبكرة من عمره من خلال رفاق الصبا، ومعروف لدينا في السودان في فترة الصبا نطلق على بعضنا البعض ألقاب مستوحاة من مواقف معينة واللقب يأتي على سبيل التندر، مثل هذه الألقاب ما يزول في لحظتها، ومنها ما يلتصق بصاحبه حتى الممات كما حدث للاخ العزيز المرحوم الهادي نصرالدين عليه رحمة الله.
وهنا استدل بما كتبه الاخ الرياضي المطبوع أحمد دولة ونشر في إحدى الصفحات الالكترونية بعنوان (ظرفاء ود نوباوي قصص وحكاوي) الهادي نصر الدين (الهادي.. الدلالي).
يا دكتور وجدي
إن تكرار عبارة (الضلالي) بهذه الطريقة التي استخدمتها توحي للقارئ الكريم باشارات غير كريمة في حق المرحوم، خاصة وأنك عممت مقالك للنشر في أشهر وأوسع المواقع الالكترونية انتشارا، وان هذا المقال قرأه بالفعل الملايين من الناس داخل السودان وخارجه، وممن لا يعرفون شخصية الهادي نصر الدين، الذي يعجز المرء أن يصف شخصه الجميل والراقي وطيب الذكر، والله ما جلس مجلسا إلا وجاء محبيه من كل حدب وصوب يستمعون له ويتبادلون معه القفشان، ومن المواقف التي لا انساها ابدا في بداية الثمانينات كنا نهم بكتاب كروت دعوة زواج أحد الاخوة الاعزاء لتوزيعها على أحياء مدينة امدرمان القديمة، وجلسنا وعندما بدأنا أوقفنا أحد الاعمام عليه رحمة الله قال "يا جماعة دي مهمة صعبة إلا تمشوا تجيبوا الاخ الهادي نصر الدين لأنه يعرف كل بيوت أمدرمان القديمة"، وقد كان.
الفقيد عليه رحمة الله كان علما من اعلام بلادنا ومن الذين لهم اسهامات اجتماعية يشهد عليها الجميع، لم نعرف عليه سواءا أبدا منذ صغرنا وحتى كبرنا نجده في كل الملمات، الشخص الوحيد الذي يذكره الناس دائما بالخير والمحبة.
أعرف يا دكتور وجدي أن الهدف من الكتابة لا تخرج عن تنوير الناس بالمفيد الذي ينفعهم في حياتهم أو التوثيق لجهود أو لشخصيات مهمة في مجتمعاتنا أو لنشر العلم والمعرفة بين الناس، لكني لا أدري ما الهدف من نشر هذا المقال وتعميمه على نطاق واسع وبهذا الطريقة التي كتبت به..!.
اللهم أرحم اخونا العزيز الهادي نصر الدين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
ومن هنا أتمنى أن يتنادى الجميع لتوثيق مسيرة الاخ الهادي نصر الدين فهي مسيرة محبة وتلاقي جميل، هي مسيرة اجتماعية لها تأثيرها في المجتمع، أكاد أجزم أن الفقيد الراحل قد اجتمعت كل امدرمان على محبته بل كل السودان، كان ينشر الفرحة والسرور.

خالد ابواحمد

khssen@gmail.com
//////////////////////

 

آراء