ردة سياسية للمجلس العسكري
كلام الناس
*للأسف عادت روح الغضب والرفض تسيطر على الشارع السوداني بعد أن كشف المجلس العسكري الحاكم حاياً عن وجهه الحقيقي وهو يسير على ذات النهج السياسي الذي ظل يحكم السودان خلال حقبة "النظام السابق".
*ظهر ذلك بوضوح عقب المؤتمر الإعلامي الذي عقده المجلس العسكري والتصريحات التي ادلى بها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري قال فيها أنه تسلم 100 رؤية حول مستقبل الحكم في السودان، وإصراره على مشاركة كل القوى السياسية في المشاورات حول تشكيل الحكومة المدنية.
*ليس هذا فحسب بل عقد المجلس العسكري لقاء مع عددمن الحركات المسلحة "40 حركة مسلحة" وعودة الحديث عن الإتفاقات الموقعة بين بعض الحركات المسلحة وبين "النظام السابق" .. ولقاء اخر مع بعض أئمة المساجد، وهذا هو ذات المنهج الذي ظلت تعمل على هديه حكومات الإنقاذ دون أن تحقق حتى مشوعها "الحضري".
*من التصريحات المريبة قول رئيس المجلس العسكري بإلتزامهم بإجراءات إنتخابات حرة نزيهة عقب نهاية الفترة الإنتقالية التي حددها بعامين وهو ذات الخطاب السياسي الذي ظل يردده الرئيس السابق حول المرحومة إنتخابات 2020م.
*تسببت هذه التصريحات في تعليق المفاوضات المتعثرة بين المجلس العسكري وبين تحالف قوى الحرية والتغيير التي تضم تحالف نداء السودان بمكوناته السياسية والعسكرية وتجمع المهنيين وقوى الإجماع الوطني وتحالف الإتحادي المعارض ومنظمات المجتمع المدني، لتعود "حليمة" السياسية لقديمها بوجوه جديدة.
*قوى الحرية والتغيير التي أعلنت منذ إنطلاقة عملها إتفاقها على ضرورة تحقيق الإنتقال إلى الحكم الديمقراطي المدني بكل إستحقاقاته، وإتفقت معها جماهير الشعب الثائرة التي ظلت ترابط أمام مقر القيادة العامة منذ السادس من أبريل وحتى الان، ولا يمكن الإنتكاس بها إلى أسلوب الجلوس مع الحزب الذي كان حاكماً والأحزاب الموالية له عبر واجهات جديدة مثل الجبهة الوطنية للتغيير وإئتلاف الإصلاح والتنمية و... وغيرها من التسميات المعدة في مطبخ "النظام السابق".
*ليس من مصلحة المجلس العسكري الدخول في الشأن السياسي بنهج النظام السابق الذي تفنن في أسلوب فرق تسد عبر حوار الطرشان وكسب الموالين من الأحزب السياسية والحكات المسلحة على هدي إقتسام الثروة والسلطة، ولا برفع راية الشريعة التي لايمكن المزايدة السياسية عليها كما فعل النظام السابق إنما لابد من تنزيهها من الألاعيب الحزبية التي تسببت في دفع أبناء الجنوب للإنحياز لخيار الإنفصال، وفشلت في تحقيق السلام الشامل العادل وفي تأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، بعد فشل حكومات النظام الاسابق في حلحلة الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية و...مازالت.
///////////////////