رده أوهن من خيط العنكبوت

 


 

كمال الهدي
2 March, 2022

 

تأمُلات
. كتبت مقالاً بعنوان " بركاتك يا داليا الياس" قدمت من خلاله رسائل محددة يبدو أن البعض قد منعهم لونهم الرياضي عن استيعابها جيداً.

. وطالعت بعد ذلك رداً على مقالي المذكور خطه يراع زميل مريخي الهوى، وُصِف رده بالقوي لكنه في نظري بدا أوهن من خيط العنكبوت.

. إعتبرت رد أبي العلا البشير ضعيفاً لأن القوة في الحق دائماً ولي في هذا الافتراض إعتبارات عديدة.

. أول هذه الإعتبارات أنه ختم رده بالعبارة التالية " حريقة في قوش وفي اي كوز واي دموي.

. ياريت لا تفسدوا الرياضة بمثل هذه كتابات والبلد ما ماناقص".

. والعبارة أعلاه تعطي الانطباع بأن كاتبها ثوري من الطراز الرفيع وحادب على مصلحة البلد أكثر من غيره، وبالطبع لا أقدح في ذلك لأنه ليس لدي أي مأخذ شخصي عليه، لكن ما أفهمه هو أن الإنسان الثوري لابد أن يكون (حقانياً) جداً، وشخصي الضعيف لم يكن المبادر بالكتابة عن شخصية مريخية أو هلالية، وإنما عقبت في مقالي على ما خطته الكاتبة المريخية داليا من سخرية من الأهلة لدخول أردول مباراة الهلال والأهلي.

. لما تقدم فقد بدا لي رد أبي العلاء كإنحياز وتغطية على (خزعبلات) كاتبة تتفق معه في اللون، لكنه غلف الرد بقليل من التوابل اللازمة في مثل هذه المواقف.

. أما الاعتبار الثاني فهو أن الكاتب بدأ رده على مقالي بالعبارة " طيب رايك شنو في رئاسة السوباط لرئاسة نادي الهلال والفرق شنو بين قوش والسوباط"، والجملة أعلاه منحتني الانطباع بأنه يرد على زميل لا يتابع كتاباته، وإلا لأدرك أنني منذ أول يوم شُكلت فيه لجنة التطبيع كتبت أكثر من مقال حول (كوزنة) بعض أعضاء اللجنة، بل وذهبت لأبعد من ذلك عندما هاجمت فاطمة الصدق أعضاء اللجنة ونبهت في مقال لي الأهلة إلى أن ذلك الهجوم ممن تباهت يوماً ما بإنتمائها للمؤتمر الوطني ربما يكون تمويهاً، وأضفت أنني لا أستبعد إطلاقاً أن يكون بعض أعضاء لجنة التطبيع على توافق تام مع الكاردينال، وكل هذا متوفر في إرشيف مقالاتي بمواقع عديدة لو اجتهد الزميل العزيز قليلاً لكفى نفسه شر أن يكون ( off point) ليسكب حبراً غزيراً رداً على كاتب هذه السطور الذي عندما كان يرفض اقحام الكيزان للسياسة في الرياضة ويرفض كل فسادهم وينتقد من يتماهون معه سواءً أهلة أو مريخاب لم تكن وقتها بذرة ثورة ديسمبر - التي ركب قطارها الكثيرون مؤخراً - قد غُرست أصلاً.

. ثم من قال لك زميلي العزيز أنه لا يوجد فرق بين قوش والسوباط!! . مع اقتناعي التام بعدم أحقية السوباط برئاسة نادي الحركة الوطنية كموقف أخلاقي لإستفادته بشكل ما من فساد الكيزان، إلا أن الفرق شاسع جداً بين الرجلين.

. فقوش هو أحد أكبر مجرِمَيِن في نظام (الساقط) البشير، وهو من قتل وعذب وبطش بشابات وشباب الوطن.

. ولا ينطبق على قوش القول الضعيف الذي يُردد كثيراً ( ليأخذ القانون مجراه وإن جرمه فنحن ضده)، لأنه بهذا الفهم سنجد أن الثورة نفسها عمل غير مبرر من أصله لأننا لم نسمع عن حكم قضائي قد صدر ضد البشير وأدانه بالقتل والفساد حتى نخرج عليه كحاكم.

. لا يمكنك أن تقارن قادة ورموز نظام القتل والفساد والخيانة بآخرين أقل سلطة ونفوذاً. . السوباط من الفئة الثانية التي يمكن أن يتصدى لك هلالي ويسأل " هل ثبت أنه كسب أموالا بصورة غير شرعية"!

. أما بالنسبة لي شخصياً فالموقف أخلاقي وليس قانونياً كما أسلفت، ولهذا أرفض التعامل مع كل من تماهى مع نظام الكيزان واستفاد من فسادهم، وإلا لما ظللت أكتب لسنوات قبل الثورة ضد الكاردينال وأقول حتى جوهرته الزرقاء لم يشيدها إلا لإنها فتحت له أبواباً عادت عليه بأضعاف ما أنفقه فيها، وكل هذا لا أقوله اليوم (استعراضاً) أو لركوب قطار الثورة، لكنه محفوظ في الأرشيف منذ سنوات.

. خلاصة القول أن الكاتب أبو العلا حاول إفراغ مقالي السابق من معانيه ورسائله الهامة محاولاً منح الانطباع بأنها كتابات تدعو للشقاق وهي غير مرغوبة ( لأن البلد ما ناقص) ، لكن لا أظنك قد نجحت قي خلط الأوراق على كل من يتابعون هذه الزاوية.

. ما دمت حريصاً على مصلحة الوطن كان الأحرى بك أن تتفق بدءاً مع فكرة مقالي السابق وترفض ما خطه يراع الكاتبة المذكورة ثم بعد ذلك تبدي أي ملاحظات تراها، لكنها الألوان يا عزيزي.

kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء