رسائل إليهم…. تشبثوا بآمالكم فالوطن باقٍ!!
عادل الباز
9 July, 2011
9 July, 2011
9/7/2011
إلى الشهداء
لعلكم تعلمون أن ثرى أجسادكم اليوم أصبحت في وطن آخر... من حسن حظكم أنكم لم تروا مغيب شمس هذا اليوم... ومن حُسن حظنا أنكم هنالك كأصدق دليل على أنكم وهبتم الوطن أغلى ما تملكون في سبيل ما آمنتم به.... هنا نحن اليوم نترككم هناك.... وديعة ليوم تُسترد فيه الودائع... لن ننساكم.. سنظل نذكركم، وندعو لكم كلما طاف طيف الجنوب بخاطرنا... لن تضيع تضحياتكم سدىً؛ فمنها «استمدينا» العزيمة لإنهاء تلك المأساة التي حصدت أرواحكم، وظلت تحصد أرواح الآلاف لعشرات السنين. انتهينا بوطنين لشعب واحد... ليتنا فعلناها قبل ذلك... ولكنها إرادة الله الغلابة التي قضت أن تمضوا شهداء إلى ربكم فرحين بما أتاكم لنستخلص نحن العبر. سلامٌ عليكم في الخالدين.
لقادة الجنوب
ها نحن نلوّح بأيدينا لكم اليوم وأنتم ذاهبون لبناء دولتكم الوليدة. سيسعدنا أن تبنوا حياة أفضل لشعبكم، فلقد ضحّى وعانى في انتظار هذه اللحظة التاريخية..... ليس لنا وصايا... ولا دروس ولا أي شيء.. لكم كرهتم منا الوصايا... الآن ليس لنا سوى أمانٍ طيبات نودّعكم بها..... دمتم.
لقادة الشمال
مهمة القادة أن يهبوا شعوبهم الأمل، وإلا كيف يكونوا مؤهلين لقيادة الأمة والدولة؟ بإمكانكم أن تصنعوا الآن المعجزة... معجزة التقدم الممكنة. لقد فعلتها شعوب قبلكم أقل إمكانات... موارد وبشر. بإمكانكم أن تتحدوا وعلى ماذا ستختلفون الآن... إذا اختلفتم اليوم بمثلما اختلفتم بالأمس فلن يبقى أمام الوطن إلا أن يبحث له عن كفن!!.
كونوا قدر التحدي؛ فالشعب ينتظر منكم أن تحققوا آمالاً طال انتظارها... كونوا على قدر الرجاء والأمل... التاريخ ينظر لأفعالكم في هذا المنعطف، وسيسجل أي قادة كنتم... بأيدكم أن تكتبوا تاريخاً جديداً للوطن ولكم... وستنظر أجبال قادمة لما قدمتم... فتأملوا هل ستكونون جديرين بالاحتفاء، أم أنكم ستختارون ما لا يليق بكم... الآن كل شيء رهن أفعالكم.. إما أن تمضوا واثقي الخطى أو أن تضحوا ملوكاً على أنقاض مملكة؟!
لشعب الجنوب بين ظهرانينا
ستبقون ما بقيتم بينيا معزّزين مكرّمين لن يسؤكم منا فعل ولا قول... لعل ما شهدتموه بالأمس وأنتم تودعون رفقاءكم في المصالح والمؤسسات؛ لأصدق دليل على أن وجداننا المشترك لن تغيره قرارات السياسة ولا تغيرات الجغرافيا... بمثل ما لن يستطيع أحد أن يغير مجرى النيل وعلى مدى التاريخ....
لشعب الشمال!!
هنالك أنبياء كذبة يقولون لكم إنكم ستجوعون وستعرون متى ما أُغلق أنبوب النفط... هيهات... هذه الأرض عاشت آلاف السنين بلا نفط وستعيش.... سنعاني قليلاً، ولكننا لن نموت من الجوع.... سنشعر بالإرهاق إلى حين، ولكن ستظل هاماتنا منتصبة. كل خيرات الأرض والنيل هنالك.... فليس من سبب يجعلنا أكثر خوفاً من المستقبل.... بل الصحيح في مثل هذه الأوقات يجب أن تكونوا أكثر ثقة بأنفسكم، وبمقدرتكم على صنع المستقبل وبنائه كما تشتهون.
من حقكم أن تحلموا الآن بغد سعيد.... من حقكم طلب الحياة الكريمة التي تستحقونها، ولكن الأهم من كل ذلك.... هو ألا تتركوا أحلامكم تُسرق ولا تُزيف فما أكثر أحلامكم المجهَضة. تشبثوا بآمالكم....
لزملاء المهنة
لا تجعلوا من صفحات صحفكم هذا الأسبوع سرداق عزاء؛ فالوقت ليس للبكاء، إنما للبناء. كيف سنبني هذا الوطن، كيف سنجنّبه الخوض في برك الدماء مجدداً... كيف يمكن لنا المساهمة في ازدهاره واستقراره؟؟. مسئوليتنا تتعاظم باستمرار، وقدرنا أن نبقى مسئولين، مساهمين في بنائه بالكلمة التي بإمكانها أن تبني وطناً. علينا أن نكون دعاة سلام لا أمراء حرب.. هذه هي الأسلئة التي يجب أن تؤرّقنا... لنصبح معاول للبناء لا بوماً يعجبون بالخراب... إذا أصابتنا حمى السوق، وشهوة التربح و(احمرّت مينشيتاتنا) عقب كل كارثة ليزداد الوطن توتراً... فلن نجد في النهاية وطناً نصدر فيه صحائفنا!!