رسائل كمبالا (1): المؤتمر الإستعراضي للمحكمة الجنائية الدولية

 


 

 

31 مايو- 11 يونيو 2011

نشرة مؤقتة تصدر عن المشاركين السودانيين بالمؤتمر

 

إفتتاحية:

بدأت فعاليات المؤتمر الإستعراضي الإول للمحكمة الجنائية الدولية بالعاصمة اليوغندية كمبالا والذي يستمر خلال الفترة من 31 مايو الى 11 يونيو 2010. تشارك في المؤتمر الدول الاطراف فى نظام روما الاساسى المنشىء للمحكمة الجنائية الدولية والبالغ عددها 111 دولة، إضافة لعدد كبير من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمنظمات والكتل مثل الإتحاد الإفريقي ومنظومة دول عدم الإنحيار والإتحاد الأوربي، فضلا عن هيئات المحكمة الجنائية الدولية المختلفة والأمين العام للأمم المتحدة. إضافة للوفود الحكومية للدول والهئيات المختلفة، يمثل المؤتمر فضاء مفتوح لمشاركة المنظمات غير الحكومية الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني المحلية، فضلا عن اعداد مقدرة من ضحايا الإنتهاك الجسيمة التي تنظر فيها المحكمة. ويتضمن جدول الاعمال الرسمي للمؤتمر القضايا التالية:

         تعريف جريمة العدوان الورادة فى نظام روما الاساسى ومناقشة اختصاص المحكمة على جريمة العدوان،

       استعراض أداء المحكمة الجنائية الدولية منذ تاسيسها فى العام 1998 ودخولها حيز النفاذ فى العام 2002،

       إستعراض ومراجعة المادة 124 والتى تسمح للدول طلب تاجيل الولاية القضائية للمحكمة الجنائية لمدة 7 سنوات فى حالة جرائم الحرب،

       إدراج استخدام اسلحة معينة على انها جرائم حرب فى النزاعات المسلحة ذات الطابع الغير دولى،

       مناقشة اثر نظام روما الاساسى على الضحايا والمجتمعات المتضررة،

       بالاضافة الى مناقشة مبدا التكاملية والتعاون بين الدول الاطراف والمحكمة والعدالة والسلام

 

أقوال وأخبار من المؤتمر:

      "قارة افريقيا بمثابة بيت المحكمة الجنائية الدولية، وان انعقاد المؤتمر الاستعراضي الاول للمحكمة بيوغندا هو بمثابة تكريم للقارة وعودة مساعي العدالة الى مكانها". جاكييه كيكوتى الرئيس التنزانى

      " نلتزم  بميثاق روما الاساسى وعملنا على مؤامة قوانيناالمحلية مع نظام روما مع التزامنا الكامل بالتعاون مع المحكمة من اجل انفاذ قرارتها العالقة". ممثل دولة مدغشقر

      " ان وجود 5 ملفات تنظر فيها المحكمة الجنائية من القارة الافريقية يؤكد انحياز المحكمة للشعوب الافريقية وضحايا الإنتهاكات الجسيمة من أجل تحقيق العدالة". كوفى عنان، الأمين العام السابق للامم المتحدة

      " التكاملية الايجابية هى ان تتعاون الدول فيما بينها لتطوير انظمتها القانونية وطلبها لتلقى الدعم الفني من المحكمة الدولية حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها بموجب ميثاق روما".  لويس اوكامبو المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية 

      " ان عهد الافلات من العقاب قد ولى الي غير رجعة والان نشهد عصر المحاسبة والمسالة وان كان بطيئا فهو حتمى. فالذين إرتكبوا الفظاعات سوف تطالهم العدالة سواء ان كانوا قادة عسكريون أو موظفي خدمة مدنية يتلقون الأوامر فقط أو قادة سياسيون". بان كى مون الامين العام للامم المتحدة

      انضمت بنغلاديش الى نظام روما الاساسى يوم 23 مارس 2010 لتصبح الدولة رقم 111 من الدول المنضوية تحت نظام المحكمة.  وفى الوقت نفسه وضمن الفعاليات الموازية للمؤتمر أعلن وزير الشئون القانونية والبرلمانية الماليزى محمد نظيرى ان دولة ماليزيا تنظر فى امر انضمامها الى المحكمة الجنائية الدولية بشكل جدى.

      على خلاف ما تزعم السلطات السودانية من مقاطعتها لفعاليات المؤتمر وتهديدها للمواطنين السودانيين وحظر سفرهم ليوغندا، وجهت ما يسمى بمجموعة الدفاع عن السودان والتي سبق وان أوكلتها السلطات السودانية عن طريق اتحاد العمال ورئيسه البروفسير أبراهيم غندور للتعامل مع المحكمة الدولية، وجهت المجموعة دعواتها بمقر المؤتمر بكمبالا لحضور ندوة تحت عنوان المحكمة الجنائية في السودان بين الحقيقة والخيال.

 

أنشطة وفعاليات:

بالإضافة للقاءات ومخاطبات الدول حول محاور المؤتمر المختلفة، يتضمن المؤتمر أنشطة متعددة من سمنارات وورش عمل وندوات تنظمها وتشارك فيها مئات المنظمات غير الحكومية فضلا عن الوفود الرسمية. كما تشمل فعاليات المؤتمر " مساحة الناس" حيث تتلقي مجتمعات الضحايا وأعضاء المحكمة والدول الإعضاء والمدافعين(ات) عن حقوق الإنسان للحوار حول القضايا التي تنظر وتحقق فيها المحكمة، فضلا عن تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية والتوثيقية وعرض لصور من الجرائم التي شهدتها المناطق التي تنظر فيها المحكمة.

سبق افتتاح المؤتمر يوم ثقافي رياضى مفتوح باستاد نيلسون مانديلا حيث احتوى على عروض للتراث والموسيقي والغناء من دارفور وشمال يوغندا والكنغو، اعقبتها مباراة في كرة قدم بين ضحايا النزاعات من شمال يوغندا والكنغو ودارفور، شارك فيها بالعب الامين العام للامم المتحدة والرئيس اليوغندى يوري موسيفني.

من الإنشطة التي شهدها الإسبوع الأول لإنعقاد المؤتمر ورشة عمل محكمة النساء، والتي نظمتها مبادرة النساء للعدالة حول الجرائم الجنسية وإستخدام الإغتصاب كسلاح في النزاع في حالة دارفور. حيث تناول المشاركون من الخبراء السودانيين والدوليين انماط الجرائم والعنف الممارس ضد النساء في دارفور، وتواطؤ النظام القانوني والياته في السودان لمصلحة المتهمين، بما فيها عدم التعريف القانوني لجريمة الإغتصاب والحصانات.

ورشة العمل الثانية التي شهدها المؤتمر عن العلاقة بين المنظمات غير الحكومية والمحكمة الجنائية الدولية والتي نظمتها المبادرة الدولية لحقوق اللاجئين. حيث ركز الخبراء المشاركون على العلاقة بين هيئات المحكمة المختلفة والضحايا وسبل توفير الحماية لهم. كما إنتقد المشاركون نظام المحكمة في تركيزه الأكثر على دبلوماسية العلاقات الرسمية مع الحكومات دون الإستفادة الكاملة من مقدرات ومجالات إهتمام المنظمات غير الحكومية، خاصة في مجالات رفع الوعي بدور المحكمة الجنائية في المجتمعات التي تنظر فيها.

ورشة العمل الثالثة التي يتناولها هذا العدد من " رسائل كمبالا" هي السمنار الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية وحالة السودان. حيث تفاجاء الحضور الكبير لهذا السمنار بمنع السلطات السودانية للمتحدثين الرئيسين من مغادرة السودان الى يوغندا للمشاركة في السمنار. حيث ذكر منظمي السمنار قيام السلطات السودانية بمنع كل من الدكتور البخاري الجعلي والاستاذ صالح محمود والدكتورة مريم الصادق من مغادرة السودان والتحقيق معهم ومصادرة جوازات سفرهم. رغم ذلك نجح منظمي السمنار من عقده في موعده بمشاركة خبراء أخرين من السودان ومن القارة الإفريقية، وبحضور ومخاطبة ماثيا وانجاري الحائزة على جائزة نوبل. وقد أكد المتحدثون في مختلف مداخلاتهم على الامل الذي بثه إحالة الأوضاع في دارفور للمحكمة الجنائية الدولية في نفوس الضحايا وأسرهم، منبهين الى ضرورة حفز الجهود وتعاون المنظومة الدولية من أجل انفاذ قرارت أوامر القبض الصادرة عن المحكمة.كما شدد المتحدثون على ان تحقيق العدالة في دارفور مبدأ متلازم زمتربط مع تحقيق السلام، حيث لا يجب تحت اي ظرف رهن تحقيق السلام بإفلات الجناة من المسألة والمحاسبة. هذا وقد صاحب الفعالية إفتتاح معرض توثيقي للصور والتشكيل عبر عن تطور الإوضاع الإنسانية والجرائم المغترفة في حق مواطني دارفور.

 

آراء