رسالة إنسانية للسلام والمحبة

 


 

 

كلام الناس
شاهدت فيلم "ياسمين وروسل" في قروب من القروبات السودانية في أستراليا نقلاً عن قناة الجزيرة الوثائقية وما أن شاهدته حتى أعدت الفيديو لمشاهدته مرة أخرى.
فكرة الفيلم بسيطة ورسالته واضحة فهو يطرح قضية إنسانية تجمع بين إثنين من إثنيات مختلفة إلتقيا في بريطانياوتطورت العلاقة بينهما وهما يشكلان معاً تحدياً إيجابياً في مواجهة الواقع المعقد المحيط بهما.
ياسمين الإبنة الأكبر وسط إخوانها من أسرة هندية رحلت إلى بريطانيا أنشأها والدها نشأة تربوية جعلتها تتمسك بعقيدتها الإسلامية السمحة القائمة على حسن المعاملة مع الاخرين والسلوك الحميد والتعايش الإيجابي مع الاخر.
صديقتها تحكي لنا في أحد مشاهد الفيلم موقفاً معبراً عن شخصية ياسمين، قالت فيه أن ياسمين جاءتهم ذات يوم وهي تحمل حزمة صحف كبيرة وعندما سألتها لماذا إشترتها كلها قالت إن بائع الصحف كان يعرض الصجف في جو شديد الحرارة وعندما سألته لماذا لايعود للبيت قال لها لابد أن ابيع الجرائد أولاً فاشترتها منه رأفة به.
ينتقل الفيلم بعد ذلك ليعرفنا بشخصية روسل الذي يكبرها في السن وكيف أنه إهتم بدراسة الأديان ومن بينها الإسلام والتقى أثناء ذلك بياسمين وبدأ يتجاذب معها أطراف الحديث وأعجبه سلوكها وحسن معاملتها مع الاخرين، وعبرها إعتنق الإسلام وتطورت العلاقة بينهما إلى أن تزوجا.
جرت مناقشات طويلة بينهما حول وضع المسلمين في الغرب والتحديات التي تواجههم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر2001م وما سببته من ردود فعل معادية للإسلام والمسلمين في الغرب وبدأ روسل يفكر في الهجرة .
أثناء بحثه عن طريقة للهجرة جاءه عرض للعمل في قناة الجزيرة العربية فلم يتردد وهاجر مع زوجته ياسمين إلى دولة قطر وأستقرا هناك.
هذا عرض مبسط لفيلم ياسمين وروسل الذي حمل رسالة إنسانية مفادها أن الإنسان قادر على الإنتصار على الحواجز العرقية والدينية وبناء مستقبله بكامل إرادته.
إضافة لرسالة مهمة للشباب بأن يتمسكوا بمعتقداتهم وتراثهم المجتمعي في البلاد المتعددة الثقافات والأعراق دون تعصب أو إنكفاء وانعزال عن المجتمع المحيط، وأن يختار شريك حياته بإرادة نابعة من القلب دليل الإنسان للمحبة والرحمة.
تحية مستحقة لكل الذين ساهموا في إنجاح هذا الفيلم الذي أُنتج هذا العام 2021م ضمن مشروع الأفلام القصيرة، والتحية موصولة لقناة الجزيرة الوثائقية وتحية خاصة للمخرجة السينمائية السودانية نداء ابراهيم.

noradin@msn.com

 

آراء