كلام الناس
رغم الإجراءات الأمنية المشددة والمخاوف المبررة من فايروس كوفيد 19 واستمرار تامر فلول النظام البائد لزرع الفتن وسط الثوار خرجت الجماهير الثائرة في العاصمة والولايات يوم الثلاثين من يونيو هذا العام للمطالبة بالإسراع في إنجاز تطلعاتهم المشروعة في السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين.
كان من التوقع حدوث بعض التفلتات التي تستهدف إفشال المظاهرات السلمية وكان من المؤمل أن تحمي المتاهرين السلميين الإجراءات الأمنية إالمشددة لكن للأسف
سقط شهيد جديد في أمدرمان ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية انه أستشهد نتيجة إصابته برصاصة اخترقت صدره، كما حدثت بعض الإصابات وسط المتظاهرين في العاصمة والولايات، فيما نشرت صورة لمجموعة من المتفلتين ومعهم أسلحة بيضاء كي يُتهموا بأنهم هم من ارتكبوا الاعتداءات على المتظاهرين.
نحمد لمجلس وزراء الحكومة الإنتقالية إعترافهابأن رسالة الثوار قد وصلت إليهم كاملة وهم يهتفون بالعدالة والحرية والمساواة وانصاف الشهداء، وأن الحكومة عازمة على الاستجابة لمطالهم ومواصلة سعيها لتحقيق السلام وبسط العدل ومحاكمة الجناة، وناشدت الحكومة الثوار كي يضعوا أيديهم في يدها للعبور بالسودان نحو الفجر الجيد.
هذا التوجه من الحكومة الانتقالية بمواجهة الثوار بالحقائق يجسد الفرق الواضح بين الحكومة الديمقراطية ويبن حكومات النظام البائد التي ظلت تتكتم على جرائمهم وتمنع الصحف من نشرها.
لكن لابد من الإعتراف ببطء تنفيذ برنامج الإسعاف الإقتصادي لاستمرار سياسة السوق الحر وزيادة الأعباء المعيشية على المواطنين، وتكرار تجربة المفاوضات مع الحركات المسلحة خارج السودان التي عطلت بمماطلاتها عملية إستكمال مؤسسات الحكم خاصة المجلس التشريعي وتعيين ولاة مدنيين، وتعطيل إنجاز السلام بسبب الأجندة الفئوية والمناطقيةللحركات بدلاً من العمل مع الحكومة لإنجاز عملية السلام في الواقع وسط المواطنين المتضررين من النزاعات والحروب.
لابد من الإعتراف ببعض التطورات الإيجابية التي تمت في مجال إعمار علاقات السودان الخارجية مثل قيام مؤتمر شركاء السودان في برلين،لكن ذلك وحده لايكفي للخروج من الأزمة الإقتصادية والضائقة المعيشية التي تحتاج لعمل تنفيذي أكثر لمحاصرتها والخروج منها إلى رحاب الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
كما أن إجراءات محاكمة المجرمين والفاسدين لاتكاد تبين رغم مرور العام على انتصار ثورة ديسمبر الشعبية وسط تصريحات معممة إعتذارية.
إن الجماهير الثائرة التي خرجت يوم الثلاثاء الماضي الثلاثين من يونيو أكدت مجدداً أنها الحارس الحقيقي للثورة، وعلى الحكومة الإنتقالية التي دفعت بها هذه الجماهير للحكم أن توفي بعهدها الذي قطعته بالبدء فوراً في تنفيذ برنامجها للمرحلة الإنتقالية والعمل معها سوياً لاستكمال مهامها، وقفل الطريق أمام محاولات الردة السياسية التي مازال فلول الإنقاذ يسعون عبرها لاسترداد سلطتهم المبادة التي أكدت جماهير الشعب في كل أنحاء السودان مجدداً رفضها لحكمهم الفاشل، وانه لاعودة للوراء.