رسالة قصيرة في بريد الحركة الإسلامية .. بقلم/ محمود عثمان رزق
بسم الله الرحمن الرحيم
morizig@hotmail.com
إن الكل الآن يعلم ما وصل إليه حال البلد فلذلك لا أجد سبباً يدفعني لوصف ما هو غنيٌ عن الوصف، ولا حاجةً لي لتعريف المعرف الواضح. والكل يعرف أنَّ الحركة الإسلامية أصبحت منذ أربعينات القرن الماضي لاعباً أساسياً في لعبة السياسية السودانية وفريقاً من فُرق درجتها الأولى بلا خلاف. وهذا التاريخ العريض له أثرٌ على الحاضر والمستقبل حتماً. وهذه الحركة بعد أن استولت على الحكم عبر إنقلاب الإنقاذ أصبحت أكثر الأحزاب تجربة في الساحة السودانية والأفريقية عامة، فقد إكتسبت كثيراً من الإنجازات التي تحسب لها وتبقى مخفورة في ذاكرة التاريخ، وأيضاً ارتكبت كثيراً من الإخطاء والمظالم والجهالات التي ستحسب عليها حتماً وسيسجلها ضدها التاريخ الذي لا يرحم ولا يجامل أحداً.
ولا يتوقع عاقلٌ من العقلاء ولا مبغضٌ من المبغضين أن تتلاشى الحركة الإسلامية من الوجود بسبب الأخطاء مهما كان حجم تلك الأخطاء ونوعها. ولو كانت الأخطاء تؤدي للتلاشي لتلاشت أحزاب كثيرة في السودان وأفريقيا والعالم العربي والعالم أجمع بل لتلاشت دول بحالها. فهذا التلاشي ليس في الإمكان وليس متوقع أصلاً إلا في أذهانٍ مغيبة متعصبة لا تمت للواقع بشيء ولا تعرف اللعبة السياسية وأصولها.
فنحن نريد للحركة الإسلامية أن تنهض وتستقيم وتراجع نفسها وفكرها وخطها لتقوم بدورها الوطني المنوط بها مع بقية القوى الوطنية جنباً بحنب. فمسؤلية الوطن ليس مسؤوليتها وحدها وإنَّما هي مسؤولية الجميع، وللحركة الإسلامية في هذا المعركة لواء متقدم على جميع الألوية إلا أنَّها جميعاً في خندق واحدٍ تقاتل من أجل الوطن.
وبالطبع لا أحد يريد رجوع الحركة الإسلامية للساحة بنفس الثوب القديم والفكر القديم. لا مريدوها يريدون ذلك ولا خصومها السياسيين يردون ذلك. ولذلك للحركة ثلاثة محاور يجب أن تلتفت إليها قبل أن ترجع للملعب السياسي مرة أخرى.
أولا، محور المواقف الفكرية والفقهية
ثانيا، محور التنظيم الداخلي للحركة
ثالثاً، محور الإستعداد للحكم
في محور المواقف الفكرية نطالب الحركة بحسم القضايا الآتية قبل الرجوع للمعب السياسي:
1- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رأي الحركة الفقهي بالنسبة لقضية الرجم
2- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة لقضية الردة
3- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة لقضية الحريات.
4- نريد موقفاً واضحاً وثابتاً يوضح رؤية الحركة بالنسبة في مسألة المواطنة
5- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية تنفيذ العقوبات في الميادين العامة
6- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية التوسع في الجلد وراء الحدود المتفق عليها.
7- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية الختان
8- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية سن الرشد، هل هي نفس سن البلوغ؟
9- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية الفساد.
10- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية الفصل للصالح العام.
11- نريد موقفا واضحا وثابتا في قضية التعذيب في السجون.
12- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية الإعدام في غير القصاص الشرعي على المستويين المدني والعسكرية.
13- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية الأممية واتخاذ السودان منطلقاً لمفاهيمها.
14- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية التمكين للموالين على حساب غيرهم.
15- نريد موقفاً واضحا وثابتا في قضية الديمقراطية كماعون متفق عليه.
16- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة في قضية العنف في الجامعات بين الطلاب.
17- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة للعلاقات الخارجية وخاصة مع الغرب.
18- نريد موقفا واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة لتغيير القيادات على مستوى الحركة والدولة بصورة مبرمجة وممنهجة.
19- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة للقبلية والإثنية والتنوع البشري في السودان.
20- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة لحل الدولتين بخصوص القضية الفلسطينية.
21- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة لإسرائيل.
22- نريد موقفاً واضحا وثابتا يوضح رؤية الحركة بالنسبة للجيش والدفاع عن الوطن.
وفي محور التنظيم نريد للحركة أن تحسم القضايا الآتية:
1- إعادة وحدة الحركة الإسلامية ولملمة أطرافها وتنظيماتها وأحزابها في حركة واحدة
2- على الحركة الإسلامية تحديد هويتها. هل هل حركة سياسية إجتماعية بمعنى Political movement أم هي حزب سياسي بمعنى Political Party والفرق بين المعنيين كبير جدا وشاسع. فالحركة السياسية لا تحكم ولكن تدفع من يحكم لتبني أهدافها وتعمل في مجالات شتى بينما الحزب هدفه الحكم مباشرة.
3- على الحركة إعادة صياغة أهدافها في منفستو جديد
4- على الحركة إعادة كتابة دستورها ونشره للملأ
5- على الحركة إعادة هيكلة هيكلها الإداري
6- على الحركة الإستعداد لعقد مؤتمؤها العام متى أتيح لها الظرف
أما في محور الإستعداد للمشاركة في الحكم، نريد من الحركة الإسلامية أن تعد ملفات في المجالات الآتية. فنحن نريد من الحركة الإسلامية - وهي قادرة على ذلك -أن تجهز ملفاتها للمشاركة في الحكم
{عندما تولى الرئيس بايدن الرئاسة شاهده كل العالم يمضي 17 ملفاً جاهزاً ومكتملاً في الخمسة دقائق الأولى من رئاسته..}
1- ملف لتوفير الإحتياجات الأساسية للمواطن من غير رهق ولا نصب.
2- ملف لتنمية المجال الزراعي في كل أنحاء البلاد
3- ملف لتنمية المجال الحيواني ولحومه والبانه
4- ملف لتنمية المراعي وسُقيا الحيوان
5- ملف لتنمية مجال الصناعات الخفيفة
6- ملف لتنمية مجال الصناعات العسكرية الثقيلة
7- ملف لتنمية السكة حديد والطرق القومية
8- ملف لتنمية الطيران الداخلي والخارجي
9- ملف للنقل النهري والبحري
10- ملف للصناعات الدوائية والنظام الصحي
11- ملف للصناعات البترولية
12- ملف للاصلاح القانوني والقضائي
13- ملف يشمل تصورا كاملاً للدستور والمحكمة الدستورية وتداول السلطة دستورياً
14- ملف للتربية والتعليم والمناهج
15- ملف للنهوض بالجامعات والمعاهد العليا وزيادتها
16- ملف لتأسيس مدارس ومعاهد صناعية وحرفية
17- ملف للكهرباء بجميع أنواع توليدها
18- ملف لتنمية السياحة والحفاظ على الآثار التي تجذب السواح
19- ملف للإرتقاء بالسجون والمعتقلات للمستوى الذي يليق بكرامة الإنسان
20- ملف لتنمية الفنون والثقافة والفلكلور السوداني جميعه
21- ملف لتنمية صناعة الترفيه عن الفرد والجماعة والأسر
22- ملف للنهوض بالرياضة بشتى مجالاتها للجنسين
23- ملف للنهوض بالمدن والريف السوداني ليكون جاذبا للسكن والإستثمار
24- ملف لمكافحة العطش والتصحر
25- ملف لتأسيس مكتبات عامة في كل المدن والولايات
26- ملف للإحصاء والتوثيق وإدارة الوثائق
27- ملف للحكومة الإلكترونية
28- ملف للعلاقات الخارجية
29- ملف للمشاكل الحدودية مع الدول المجاورة
30- ملف لإدارة الإنتخبات والإستفتاءات
هذه أهم الملفات والقضايا التي أتمنى أن تلتفت لها الحركة الإسلامية، ولو واجهتها وراجعتها واحدة واحدة وأوجدت لها الحلول والإجابات فستعود للساحة السياسية وهي أكثر وعياً ونشاطاً وخبرة وستساعد بالمشاركة مع الآخرين في بناء وطنٍ حرٍ ديمقراطي يجمع بين قيم المجتمع ومتطلبات العصر. ولا أدعي أن الحركة الإسلامية لم تهتم بهذه القضايا والملفات من قبل شفهيا أو كتابة أو سياسة، ولكن المطلوب منها الآن تثبيت هذه القضايا وتبنيها ونشرها بصورة رسمية واضحة تقتطع الشك باليقين حتى يعلم الجميع موقفها ورؤيتها في كل شيء.