رسالة مفتوحة من مبارك الفاضل المهدي الي الأخ السيد الصادق المهدى
شاركنا في الحكومة ولم نتلق مليماً و تسلمت تعويضا مليون دولار ومبالغ أخرى
خابت تقديراتك السياسية وننصحك بدور ابوي والابتعاد عن صراع السلطة والركد وراء رئاسة الوزارة والدول
إن الاختلاف فى الرأي أمر طبيعي خاصةً فى القضايا العامه فى الحياه الديمقراطيه وهو جزء من سنة الحياه ولكن هنالك منهج أدب لممارسة الخلاف فى الرأي . ولذلك ومنذ أن إختلفنا معك إلتزمنا الموضوعيه وإحترام الرأي الآخر، وابتعدنا عن الرد على الاستفزازات والمهاترات التي ظللت تصوبها نحونا لا ضعفاً أو خوفاً أو عجزاً عن الرد بما هو أكثر إيلاماً بحثاً عن نقاط الضعف لدى الخصم ، فنحن عملنا معك ثلاثون عاماً منذ أن كنا طلاباً فى المدرسه الثانويه وخبرناك عن قرب ولدينا أدق الأسرار وكافة الوثائق الدامغه . ولكننا أثرنا الالتزام بأدب الخلاف فى الرأي وإحترام أسس النضال المشترك والعشره وصلة الرحم وإحترام مؤسسة حزب الأمة وتراث الثورة المهدية الذي جمعنا ومشاعر جماهير الأنصار ومؤيدي حزب الأمة الذين تتأذى مشاعرهم ويجرح كبرياءهم مساجلات قادتهم على الصحف . وفوق كل هذا وذاك فنحن دعاة إصلاح لمنهج الحياة السياسيه ندعوا لتجاوز الصراعات والخصومات التي طبعت الحياه السياسيه.
هذه هي الأسباب التي عصمتنا عن الرد على إساءاتك المتلاحقة والتي نجملها لك هنا على سبيل المثال للذكرى والاعتبار لا الحصر :-
1. فى أعقاب قرارك بتجميدي لمدة عام لأنني أدليت برأي لصحيفة حول قيادة الأنصار وخط الحزب السياسي والذي نشرته فى الصحف - أي قرار التجميد- قبل إخطاري به رغم أنني كنت معك فى اجتماع حتى المغرب وعندما قاومت هذا القرار ديمقراطياً عبر الجماهير وأجهزة الحزب تحدثت فى مؤتمر صحفي وعلى رؤوس الأشهاد متهمنى بارتكاب عشرة خطايا أدناهن العمالة لأمريكا، ولم تكتفِ بهذه الإساءة بل أردفتها بالأذى وقلت أنني مارشال المديرية آي شخص واهم ومعتوه. ولكننى لم أرد عليك من علي أعواد المنابر أو على واجهات الصحف بل واجهتك ووبختك فى لقاءي المغلق معك بمنزل الأخ السر الكريل وذكرتك بما أعرفه عن علاقاتك الخارجيه من أسرار فى طيها أسرار وقلت لك فى نافلة قولي هل تريدني أن أرد عليك بما أعرف وما إطلعت عليه من خبايا وأسرار . فاعتذرت لي وتأسفت ووعدت بأن تصدر بياناً تصحح فيه ذلك ولكن هيهات لم تفعل .
2. بعد الفراق أصدرت عنى كتاباً ذيلته ومهرته باسم أبنتك رباح حشوته أكاذيب ومغالطات كانت أشبه بأحاديث خرافه مسترجعاً ومعيداً ذات التهم وكانت أولى هذه الافتراءات والأباطيل تذييلك للكتاب باسم أبنتك رباح مع أن وقائع الموضوعات وظروف زمانها ومكانها مرتبطة بشخصينا ولا أحد سوانا .
3. فى لقاء الواجهه التلفزيوني وعلى الهواء شاهدك أهل المعمورة وأنت تخاطبني متهكماً (زول سوبا ) فى محاولة للتشفى والتصغير ثم تحدثت عن خلافات أسرية إدعيت فيها زوراً وبهتانا بأنني شكوت أخوتي وأوقفتهم بين يدي القضاء وأنت تعلم علم اليقين إن هذا ليس صحيحاً . وأصاب رذاذك والدي السيد عبد الله الفاضل رغم محاولتك الاستدراك فى آخر لحظة.
4. اتهاماتك لنا فى الصحف بالعمالة للإنقاذ واستلام المال من المؤتمر الوطني وبأننا جماعة مستوزرة وان مؤتمرنا دبر بليل وأننا حيوانات عرجاء سترجع للمراح :-
لقد استمرأت ترديد هذه الإساءات والتهم والافتراءات بصورة لا تليق بزعيم في مقامكم، وحتى بعد أن تجاوزت الأحداث السياسية ما حدث فى حزب الأمة . إننا لن نجاريك فى هذا النهج إحتراماً لتراثنا وتاريخ حزبنا ومشاعر جماهير الأنصار وحزب الأمة ولكننا فقط نود أن نصحح بعض المفاهيم والمعلومات التي أردت التشويش بها علينا.
أنت تقول إننا دبرنا الأمر بليل وان مؤتمرنا كان مؤامرة وأننا لا رأى ولا موضوع لنا . وقلت أننا كنا متفقين معك حتى آخر لحظه، وأننا مستوزرين ديكور فى نظام شمولي لا قيمه لنا . أن هذا الحديث لايصح منك فإن خانتك ذاكرتك فذاكرة التاريخ والرأي العام موجوده . ولأذكرنّك فإن الذكرى تنفع المؤمنين :-
أولاً :-
إن حوارنا الذي إنقلب إلى صراع حول تجديد وتحديث شباب حزب الأمة بدأ منذ ديسمبر عام 1999 م بمذكرة قدمتها لك بالقاهرة .
ثانيا :-
إن خلافنا معك حول تنظيم الحزب بدأ منذ إجتماع القاهرة فى أغسطس 2000 م الذي رفضت فيه مقترحنا بعقد مؤتمر استثنائي للكوادر العامله لانتخاب تنظيم يحضر للمؤتمر العام. وقمت بتعيين المكاتب والقيادات بعد أن إختلف أبناء جيلك وكاد أن يضرب بعضهم بعضا . وحينها قُمت بالإعتذار عندما تم تكليفي برئاسة القطاع السياسي، ثم قبلتٌ تحت إلحاح الخصوم والأصدقاء بشروط محدده بعد أن أعلنت لنا إن تنظيم القاهره هذا مؤقت بمدة ستة اشهر بعدها يعقد المؤتمر العام للحزب. وانتظرناك سنتين فما انعقد المؤتمر وما انتهت مدة التنظيم الذي عينته فى القاهرة. وأصبحت هنالك أزمه تنظيميه حقيقيه فى الحزب . أجهزة عاجزه ومنقسمه على نفسها .
ثالثاً :-
بعد أزمة التجميد إحتكمنا إلى لجنة من (15) كادراً قيادياً برئاسة الأمير الحاج عبد الرحمن نقد الله لدراسة الوضع التنظيمي المأزوم فى الحزب . عملت اللجنة ثلاثة اشهر وجاءت بتقرير من 300 صفحة لخص فيها الحال فى عشرة نقاط أهم ما جاء فيها إن أجهزة الحزب جزيره معزوله عن جماهيرها وهذا بيت القصيد ومربط الفرس . وقد إعتبر الكثيرون تقرير اللجنه إعلان شهادة وفاه للتنظيم الذي أقامه إجتماع القاهره في أغسطس 2000م .
رابعاً :-
بدأت مناقشة السمات العامه لتقرير الحاج نقد الله على أن تتواصل المناقشه إلى لب التقرير وعندها اقترحنا فى المكتب السياسي حل أجهزة اجتماع القاهرة والدعوه لمؤتمر للكوادر لانتخاب أجهزه جديده تحضر للمؤتمر العام لأن السمات العامة فى التقرير أوضحت أن أجهزة اجتماع القاهرة مقعده ومعزوله عن جماهير الحزب وعاجزه عن العمل . لكنك رفضت اقتراحنا بل أوقفت مناقشة التقرير وقدمت ورقه تحدد فيها ما يجب قبوله وما يجب رفضه فى التقرير وما يجب إضافته . ألغيت مناقشة التقرير وقلت بالحرف الواحد "أنا معي الجماهير إما أن تقبلوا ورقتي هذه وإما أن أحلكم وأنزل للجماهير (والحشاش يملا شبكتو)" عندها انسحب الأمير عبد الرحمن نقد الله شفاه الله مما آلم به واعتكف بمنزله لان تقريره الذي سكب فيه عصارة جهد ثلاثة أشهر أختزل فى وريقات من رئيس الحزب.
خامساً :-
بعد فشل محاولات الإصلاح من داخل الأجهزة وآخرها تقرير الحاج نقد الله وكانت حينها الأزمه التنظيميه قد تلاقحت فأنجبت ازمه سياسيه فى الحزب لان الحزب اصبح لا فى المعارضة ولا فى الحكومة . اجتمعت مجموعة من الكوادر الأساسية فى الحزب بمنزل الأخ السر الكريل وبمبادره من الأخ المرحوم الدكتور عمر نور الدائم لدراسة الأوضاع فى الحزب واستقر الرأي على صياغة مذكرة ضغط لرئيس الحزب يوقع عليها اكبر عدد من قيادات وكوادر الحزب ويطلب منه اجتماعاً لمناقشتهاً. وكونت لجنه من الحاضرين لصياغة المذكرة بعد أن حدد المجتمعون محورين للازمه التي يمر بها الحزب أحدهما تنظيمي والآخر سياسي ثم الرأي للخروج من هذا النفق وصيغت المذكره وأجيزت من الاجتماع. وعندها طلب الأخ المرحوم الدكتور عمر أن ينقل محتوى ومضمون المذكرة شفاهة فى اجتماع مع رئيس الحزب بدلاً من كتابتها والتوقيع عليها. لكن رفض المجتمعون اقتراح الدكتور عمر ووقع على المذكرة أربعون كادراً قيادياً من الجنينة إلى بورتسودان وسلمت مع طلب لتحديد موعد لمناقشة محتواها معك كرئيس للحزب .
استقبلتم المذكره باستهجان واستنكار ورفض مبالغ فيه ورفضتم بداية الاجتماع مع موقعي المذكره ، بل وطلبتم أن يأتوا فرادى ليسحبوا توقيعاتهم من المذكره ثم اجتمعنا أنت وشخصي بترتيب من الأخ صلاح عبد السلام وكان رد فعلك فى ذلك اللقاء وما قلته مفاجئه كبرى لي سوف أمسك الآن عن الولوج والخوض فى محتواه الخطير .
عقد الاجتماع مع موقعي المذكرة الأربعينيه فى منزل الأخ السر الكريل وقد حضرت مع أسرتك وابنك عبد الرحمن متأبطاً مسدسه داخل الاجتماع ومن خلفه حرسكم الخاص وأحضرت صلاح عبد السلام ليرأس الاجتماع لكي تتحكموا فى إدارته كما تشتهون . رفض الدكتور عمر نور الدائم طيب الله ثراه حضور الاجتماع وحضره الساده من غير الموقعين علي المذكره السيد عبد الرسول النور واللواء(م) فضل الله برمه والدكتور على حسن تاج الدين .
بدأت الاجتماع بفاتحة حديثك إن هذا حزبي أنا فمن يريد العمل فيه عليه أن يفهم ذلك ومن لا يريد فأمامه الشارع والمؤتمر الوطني ثم ختمت حديثك بأنك لو عرضت عليك هذه الأسماء فى مذكره لوقعت عليها دون ان تقرأ المضمون ثقةً فيهم لانهم قادة الحزب حقاً. وانتهى الأمر إلى إتفاق تسويه بأن تتم مناقشة محتوى المذكرة دون الإشاره لها بعد عودتك من الخارج. ولكن بعد عودتك أخذت تتهرب من الاجتماع مع أصحاب المذكره متعللاً بعسى ولعل .مع أنك قد أعلنت في إجتماع المكتب القيادي بأن موضوع المذكره قد حسم تماماً وتم تجاوزه .
الأزمة السياسية :-
قدمنا نحن فى القطاع السياسي ورقه تحليليه للوضع السياسي وما يجب أن يكون عليه خط الحزب بناء على طلب من المكتب التنفيذي . قدمناها للمكتبين السياسي والقيادي . ففوجئنا بهجوم كاسح من شخصكم رفضاً لمبدأ تقديم الورقه التي حسب حديثكم يجب أن لا تقدم إلا بأذنك وعبرك، وقلنا لك إن الورقه دراسه اجتهاديه مطروحة للنقاش وأننا قدمنا دراسة فى ذات الموضوع بصورة سرية لك وللدكتور عمر نور الدائم قبلها بثلاثة اشهر ولكنك وعدت بمناقشتها وتجاهلت الأمر . وقمت كرد فعل بتقديم ورقه مضادة لورقة القطاع السياسي وقلت (الحشاش يملا شبكتو)!! لعمري لم نرَ رئيس حزب يرفض مناقشة ورقه تحليله فى أجهزه يتسنم ذراها بل يقدم ورقة مضادة لها !!
ثم ماذا حدث ؟ اجتمعنا بك، وكنا 25عضواً من المكتبين السياسي والقيادي بعد الأزمه التي أثارها تعدى حرسكم الخاص بالضرب على أعضاء من المكتب السياسي . لنجد سبيلاً لمناقشه سياسيه هادئه وهادفه فى الأجهزه فقلت لنا ( أنا ما عندي مشكله مع طرحكم أنا فقط شاعر بان قيادتي مهدده ومبارك مهدد قيادتي يجي مبارك ويقف فى اجتماع المكتب السياسي ويقول انه يؤمن على قيادتي وأنا اقبل طرحكم ونتفق على خط وفاقي ). حضرنا للاجتماع واستجابة لطلبكم وقفت كالتلميذ أردد ما طلبته حرصا منى على المصلحه العامه (وقلت أنا أؤيد قيادة السيد الصادق المهدى وهى ليست محل خلاف بيننا ) ولكن صدر القرار الذي صغته أنت شخصياً وكان حمال أوجه يحمل الشيء وضده واستمرت الأزمة بل استفحلت.
ثم بدأت عملية الإقصاء على النحو الآتي :-
1. الإعلان عن تغيير الوفد المفاوض مع الحكومة .
2. إقصاء رئيس قطاع الشباب والطلاب الفاضل آدم (أحد قادة الإصلاح ومن موقعي المذكرة الأربعينية )
3. إقصاء عبد الله بركات رئيس قطاع الفئات بالإنابة (أحد موقعي المذكرة ذاتها)
4. حل القطاع السياسي .
5. تحجيم قطاع الجنوب الذى يقوده عبد الرسول النور
واستمر مسلسل الاقصاء. فانت الذى رفضت الحوار والاحتكام للقاعده وبدأت فى عملية الاقصاء .
* المؤتمر الاسثنائي لحركة الاصلاح والتجديد في حزب الأمة بسوبا :
إزاء هذا الوضع نزلنا الى القواعد لنحتكم إليها بعد أن سدت فى وجوهنا كل السبل على مستوى المركز وعلى مستوى الحوار المباشر معك . فأوفدنا القيادات والكوادر لكل انحاء السودان من الجنينة لبورتسودان ومن الرنك فى أعالى النيل الى راجا فى بحر الغزال شارحين رؤيتنا فوجدنا لديهم استجابه فاقت كل تقديراتنا. فقمنا بزيارات للبحر الأحمر وجنوب النيل الابيض وشماله والجزيرة بوفود قياديه كنت شخصياً على رأسها، واقمنا اللقاءات الجماهيريه والليالى السياسيه كل هذا كان علي الهواء الطلق وقبل قيام المؤتمر الاستثنائي فى سوبا فى يــــوليو عام 2002 م.
وبناء على تقييمنا للموقف فى القاعده وإعلانك حرب الإقصاء علينا فى المركز قررنا قيام المؤتمر قبل الخريف وأرسلنا الدعوات قبل منتصف يونيو 2002 م اى قبل حوالى شهر من قيام المؤتمر . كل هذه الحركه فى القواعد وأنت لا تدرى حتى هبطت الطائرت من الجنينة ونيالا والفاشر والمجلد ووصلت البصات من بورتسودان والرنك وكوستى وعطبرة والقضارف وكسلا والدويم وكادقلى والدلنج والابيض والنهود وبابنوسة ونهر النيل والشماليه ؟ . هل يعقل أن يكون عمل كبير مثل هذا دبر بليل ودبر كمؤامره ؟ فالمؤامره تكون فى مجموعات صغيره ولا تكون على مستوى جماهيرى. هنالك مثل يردده دكتور جون قرنق مفاده أنك اذا ابلغت واحداً بالسر فيصبح السر لدى 11 شخص اى واحد + واحد. والحقيقه ياسيدى انك معزول عن القواعد تماماً كما قال تقرير الحاج نقد الله "جزيرة معزوله عن القواعد". وفوق هذا وذاك أرسلنا لك الإنذار الأخير قبل اسبوع من انعقاد المؤتمر مع إبنتك الدكتوره مريم الصادق فى محاوله اخيره لتفادى الانقسام ، وقلت لها بالحرف الواحد "أبلغى والدك بأن الحزب على أعتاب ثوره وان هذه الثورة لا تستهدفه شخصياً بل هدفها تحديث الحزب وتجديد شبابه وإصلاح المسار السياسى واننا على قمة هذه الحركه مما يجب ان يبعث فى نفسه الطمأنينه بأننا لا نستهدفه وعليه مراجعة مواقفه من مطالب التجديد والإصلاح" . استمرت الجلسه أربعه ساعات وذهبت الدكتورة مريم مقتنعة ولكنها لم تعد لأنك سفهت الرسالة إمعاناً فى الغرور وسؤ التقدير للموقف داخل حزبك وللوضع السياسى عامه .
5 . اتهامنا بالعمالة واستلام المال
من المؤتمر الوطنى :
هذه تهمه مردود عليها وهى من باب التهريج السياسى تحاول عبرها تبخيس الحدث وعدم الاعتراف بأننا نجحنا حيث أخفقت أنت لأنك كنت تتذرع بعدم وجود المال لقيام مؤتمر الحزب . ولكن لنفترض جدلاً بأننا تلقينا تمويلاً من المؤتمر الوطنى وهو أمر لم يحدث لان المؤتمر الوطنى والحكومه لم يعلما بقيام المؤتمر إلا قبل ثلاثة ايام من قيامه ولأسباب تتعلق بالاجراءت الأمنيه . أما المعسكر فى سوبا فقد حجزناه قبل حوالي شهر من المؤتمر تحسبا لاى ظرف .
ولكن يا سيدى فلنعد الى موضوع استلام المال من الحكومه والمؤتمر الوطنى لقد اعترفت زوجتك السيدة سارة الفاضل بأنك استلمت مليون دولار من الحكومه تعويضات عن عربات حزب الامة.
وقبل عودتك من منفاك الاختياري الأخير بالقاهرة في 2003م أرسلت إبنك عبد الرحمن الى رئيس المؤتمر الوطنى ليقول له إن أبى يقول لك بأن بقائه فى القاهرة ليس عوده الى المنفى ولا هو مرتبط بموقف سياسى ولكنه بسبب العجز عن مواجهة الالتزامات الماليه فى السودان وانه يسألك العون حتى يعود الى السودان . وقد استجاب رئيس المؤتمر الوطنى وسدد فاتورة العوده . فلماذا تتهموننا بالحصول على التمويل من المؤتمر الوطنى اذا كنت انت معارضاً وتستلم التمويل من المؤتمر الوطنى بالفعل وليس اتهاما؟! اما اذا كان ردك بان تعويضات الحزب حكرعليك فقط فنحن ايضاً نمثل حزب الامة بل قمت شخصياً بتوفير التمويل لشراء عربات حزب الامة فى عام 1986 م، وقمت بشرائها بنفسى ومازلت املك المستندات وفواتير الشراء، بل إن معظم هذه العربات مسجل باسمى. قانوناً نحن احق منك باستلام التعويضات ولكننا لم نفعل ذلك، وكنا نسهل عليك استلامها ونترافع لك امام الحكومه وبعد كل هذا تتهمنا باستلام المال من الحكومه، واذا فعلنا يا اخى فعلى الاقل نحن حلفاؤها ولكن ماذا نقول فى معارضيها امثالكم الذى يستلمون منها التمويل لمؤتمرات السقاى وسوبا والعودة من المنفى الاختيارى فى القاهرة ؟!!!
6. المشاركة فى فى النظام الشمولى
ووزراء الديكور :
لقد قلت ان صديقاً لك قال لك بان الوزراء فى النظام الشمولي ديكور. ولكن يا سيدي لماذا الاعتماد على رواية صديقك؟ الم تشارك أنت فى نظام مايو الشمولي؟ ألم تقبل فى خطابك فى مؤتمر الاتحاد الاشتراكي بالحزب الواحد وتركت حزب الأمة ودخلت المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي و أدخلت معاونيك اللجنه المركزيه ومجلس الشعب والوزارة وحتى حكام للأقاليم ؟ وعندما لم ينفذ نميرى وعده بتعيينك رئيساً للوزراء افتعلت موضوع كامب ديفيد واستقلت من عضوية المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ولكن بقى أعوانك فى اللجنه المركزيه وفى مجلس الشعب والوزاره والأقاليم . لقد انخرطت فى الاتحاد الاشتراكي بموجب مصالحة عام 1977 م . وكل الوثائق تؤكد أن نميرى خاطبك كشخص وليس كحزب أو جبهه معارضه وقام اتفاقه معك على قبولك للحزب الواحد والشمولية وهذا ماحدث تماما . أما نحن فنشارك فى نظام قانوناً ودستوراً نظام تعددي، وواقعياً فى مرحلة تحول تدريجي من حزب واحد الى نظام تعددي، وهو الآن فى مرحلة الحزب الغالب مع الاعتراف بالاخر . وقد عدل قانون تنظيم العمل السياسي ليعترف بنا كحزب كان قائما قبل قيام انقلاب 30 يونيو1989 م وهذا لم يحدث فى تاريخ السودان من قبل . أن يحدث التحول من نظام شمولي إلى تعددي سلماً وطوعاً . لقد دخلنا الحكومه بموجب ميثاق وبرنامج سلام وتحول ديمقراطي واصلاح دستوري وهو برنامج وطني تنداح خطوات تنفيذه بدعم إقليمي ودولي وسند شعبي كاسح .أما فاعليتنا فى الحكومة لا ينكرها الا غافل أو حاسد والحكم فيها للشعب .
أخي الصادق لقد خابت تقديراتك السياسيه فأين الطريق الثالث ؟ وأين المبادره المصريه الليبيه المشتركه ؟ وأين المجلس القومي للسلام الذي تنظر له بعد أن رفضته في عام 2001م وقد قدمه لكم مستشار السلام على طبق من ذهب. أين كل ذلك وأنت جالس الآن على الرصيف توصف وتنظر للمسيره الوطنيه بعد أن أضعت فرص قيادتها والتأثير فيها ؟.
لقد كنت تفاوض النظام سراً في الخرطوم ولوزان وجنيف والمعارضه في أوجها دون علمنا ولما استجبنا للمصالحه والوفاق وفارقنا التجمع الوطني الديمقراطي فإذا بك تختار طريقاً ثالثاً لا مع المعارضه ولا مع الحكومه وكن نريد توقيع الاتفاق بالعوده في حضور القائد معمر القذافي الذي ساهم مساهمه فاعله في البحث عن حل سياسي شامل وأرسل طائره لتقل الوفد في تفلحون ولكنك رأيت أن تحضر الي السودان دون الاتفاق النهائي .
ولا أدرى كيف تقاوم السلام بالجهاد المدنى - كما أعلنت لأنك لم تشارك في صياغته - وهو يأتى مدعوماً شعبياً واقليمياً ودولياً بينما خاب جهادك المدنى عندما كان النظام شموليا معزولا وجبهات القتال تحاصره من الجنوب والغرب والشرق. لماذا لا تنظر لمصلحة الوطن بدلاً عن النظره الضيقه لموقعك فى السلطه ؟ فالسلام سيأتى بدستور جديد وانتخابات تعدديه واعادة هيكلة الدوله . هل ثلاثة سنوات بعيده للوصول للانتخابات ؟ لماذا تريد ان تنهى ولاية الرئيس عمر البشير فى ستة اشهر من اتفاق السلام ؟ اليس فى هذا خطر على استقرار البلاد واتفاق السلام ؟.
أخي الصادق :
نصيحتي لك وأنت في العقد السابع من العمر أن تسعى لجمع الشمل وان تقنع بدور زعامي وأبوي، وأن تبتعد عن صراع السلطة والركض وراء رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة فقد نلتها وأنت ابن الثلاثين وأتتك تارة أخرى وأنت فى الخمسين، فأنت لم تعد فى حاجه الى ألقاب ومواقع، ويمكنك أن توظف قدراتك وطاقتك الفكرية وشهرتك فى عمل يفيد البلاد والعباد .
أننا نعرض مع هذا الخطاب وثيقه سريه تؤكد خطأ تقديراتك السياسيه والوثيقه تتحدث عن نفسها وبخط يدك تستنكر فيها تقريراً عن إحتمال قيام إنقلاب عسكرى قبل أسبوع من قيام الانقاذ فى يونيو 1989 م . نصحناك حينها ولم تستمع فهل تستجيب الان ؟؟؟
والله ولى التوفيق وهو المستعان
أخوك
مبارك عبد الله الفاضل المهدى
في : 4/5 / 2004 م