رفقاً بالهلال

 


 

 


جملة مفيدة               

مالي أرى الخناجر والسيوف تسد الطريق على الرايات والدفوف ..ومالي أرى صفحات الذم والشتم تزاحم سماء البدر وتكاد تحجب ضياؤه .. مالي أرى الناس قد فروا ممن به سروا ومالي أراهم جحدوا لمن به سعدوا .
ولولا أننا نقر ونسلم بأن أحزان الكبار كبارا لما رضينا سببا لهذا الصراخ والعويل ولطم الخدود وشق الجيوب ... فالهلال خسر جولة النمور لأسباب عديدة خاض الناس فيها فأصابوا وخابوا ، ودواعي الهزيمة كانت بائنة ومتوقعة ..
إنشغل الناس بالتأهل للمجموعات ونسوا الدوري وسباق النقاط وتربص النمور بتعثر الأول والوصيف ... بالغ السودان من أقصي شماله وحتى مسقط رأس جينارو - متحديا الإنفصال السياسي -  فغنوا ماغنوا من أكبر مطرب في فرقة الخندقاوي وحتى الصغير هنو .. وخطبوا ماخطبوا من أصغر مشجع وحتى (النائب حسبو) ..
بالغ أهل السودان على مختلف المستويات الرسمية والشعبية في التعاطي مع تأهل الهلال وكأن الهلال لم يتأهل من قبل ، مع إن دور الثمانية أضحى ماركة مسجلة بممثل السودان الأشهر على مستوى إحصاءات الكاف والفيفا .
فالدول من حولنا وأقربها مصر لاتفرح بالبطولات كما نفرح نحن بالـتأهل أو حتى التعادل في مباراة ذهاب ..
نعم بالغ أهل الوصيف في الحزن والندم وطفقوا ينشرون التهكم والسخرية والوعد بالهزائم المذلة  ، ووصفوا سيد بالبلد بما وصفوه وشغلوا حماة الراية الزرقاء بهرطقاتهم وتجاوب معهم ضحايا العاطفة الجياشة وتجار القلم وكتاب الغفلة الذين أوردت كتاباتهم الهلال مورد الهلاك وذلك يوم دعوا اللاعبين و(كبيرهم النابي) إلى شيخ الإستادات ونصبوا حولهم كيمان البطر والغرور فجاءوا يجرجرون الخطى كالأشباح ليقدمونهم فريسة لأولاد جعل حتى يضرموا فيهم الهزيمة ويحرقوا الفؤاد الأزرق كما حرقوا فؤاد أم اسماعيل باشا ، بينما عاد جنود المك نمر إلى شندي يتأبطون نشوة الإنتصار .
الهلال إنهزم يوم قادت (لجنة الحكومة) نجومه إلى قاعات التكريم وأخجلتهم بالفلاشات الرئاسية والخطب الحكومية والتبرعات المليارية من عينة شوفوني (مهتم بالرياضة وهي لم تعد عبثاً) ... والهلال إنهزم في تلك الجمعة يوم (إنخلع) جمعة وفقد تركيزه بسبب ذاك التكريم الممجوج الذي تفوح منه رائحة الغرض والسياسة البغيضة ..
فماقولكم أهل العقل في حارس مرمى أدى دوره في حماية شباكة أن يكرم على مستوى الوزراء والولاة والمعتمدين والمنظمات الشبابية واللجان الشعبية وجمعية سائقي الرقشات بولاية الخرطوم ورابطة بائعي البصل الأخضر في موقف الشهداء
وجمعية مناصرة (المطرب نايل ) وجمعية قابضي السراب المتخندقة ....آه منك يا الخندقاوي ، انت حسابك براهو) . ماقولكم ؟؟
جملة أخيرة :
أنظروا يابني وطني للعالم حولكم ودعوا الانكفاء على قبيح الطبع والتطبع واستغلوا ثورة الاتصالات في الوقوف على شواهد التطور الرياضي حولنا، بدلاً عن  (قروبات) الثرثرة و(شمارات الواتس أب) و(تلفونات القطيعة) ، شاهدوا كيف تخطط حكومات أفريقيا الفقيرة وترعى النشئ وتبني الملاعب دون حاجة إلى (قبض الأيادي) على دولارات (متخندقة ) يلفها المن ويغسلها الأذى .
ولنا عودة ...
ياسر فضل المولى
yaserazazy@yahoo.com

 

آراء