ركوب الشارع .. والتوتر السوداني وإنتهاء فرضية فن القيادة !! … بقلم: نصر الدين غطاس
هناك إجماع عالمي حول ضرورة أن يتواضع الناس .. كل الناس إلي مستوي من قيادة السيارات العام منها والخاص راقي وفنان ، وهذا المطلب ظل هاجس أهل المرور وشركاء الشارع علي السواء .. وهؤلاء وأؤلئك بينهما أيضاً جملة من المناظرات التي تعتور بعدم القبول والإختلاف في وجهات النظر وهذا موضوع سنحكي عنه في عجز حديثنا لهذا اليوم أو نتركه لناصية كاملة أخري ، غير أننا نود أن نحكي عن المدي الذي بلغناه نحن أهل السودان في تحقيق أن تكون قيادة السيارة مثل ما يفعله أي فنان تشكيلي يجلس أمام لوحتة ويحمل الريشة وبيسارة لوحة الألوان ..!! ، هذا هو المطلوب .. ولكن ماذا يقول واقعنا ونحن جميعاً نستهم الشارع العام ..؟؟! ، فواقعنا يحدث عن وضعاً مختلفاً جداً وذلك من زاوية أولي خاصة بقانون السير الذي يجهلة معظمنا التي تفوق نسبته ال90% من سائقي المركبات العامة والخاصة ، وفوق ذلك مما يركب أحدنا مركبتة .. يركبه هو (شيطان الشارع) لا يسع أحدنا الآخر ولو لبضع دقائق هي فقط ما يسمح بتفويت أي (حادث) سير أو (مشاحنة) تتبعها شتائم يمكن أن تصل بأحدنا بالتعارك بالأيدي في وسط الشارع العام ونترك سياراتنا في وسطة دون مراعاة لأي ظروف أخري يمكن أن تكون السيارات الاخري تحملة علي ظهرها .. (مريض) يود ان يبلغ المستشفي لتقليل آلامة .. (مرأه) علي وشك الوضوع .. (شخص) لدية إرتباط ولم يتبقي له وقت كثير و(موظف) يود أن يصل لمنزله في وقت معقول لأن لدية جملة من الإرتباطات الأخري يود قضائها أو سيارة (طلاب مدارس) صغار السن والنهار غائظ والشمس حارقة ..!! ، يمكن لأحدنا وفق المفهوم السوداني وفقهنا بقيادة السيارت أن يفعل ذلك فيوقف حركة الآخرين جميعها ولا يأبه لذلك وشعاره وقتها (الرهيفة التتقد) ..!! ، نحن شعب نترك لحظوظ أنفسنا حبلها علي القارب لآخر مدي ممكن لا يثنينا من ذلك أي فضل يمكن أن نبقيه لبعضنا ، وسنة الإعتذار والمسامحة تقل عندنا لدرجة كبيرة ، فإذا حدث حادث بأي درجة كان تجد درجة الرفض لأي منا كبيراً ويمكننا أن نصل لدرجة من المكابرة والإصرار علي الخطأ كبير ، فبالأمس بمنطقة (بري) بالقرب من (مدرسة الخرطوم القديمة) وأنا أحاول اللحاق بأن أجد موضع قدم لي بالمسجد الذي أعتدت أداء صلاة العشاء والتراويح فيه .. فإذا بي أمامي سيارة وتسير بجانبها (ركشة) فبعد أن ذهبت السيارة بعيداً توسط صاحب (الركشة) وسط الشارع والشارع كلة لا يسمح بمرور مركبتين في آن ، فأشرت للركشة بأنوار السيارة التي كنت علي ظهرها فلم يأبه لي ثم كررت هذه الإشارة مرة ومرتين وأخيراً لم أجد بداً من إستخدام (البوري) و .. لا حياة لمن تنادي ..!! ، حتي أفضينا معاً للشارع الكبير الذي يصل إلي شارع (عبيد ختم) غرباً .. فعندما حازيتة قلت لصاحب الركشة (يا خونا ما تفتح الشارع) ..!! ، رد علي بغلظة (أبيت ما بفتحو) ..!! ، هكذا كان رد الفتي (صغير السن) ..!! ، لم يدري أن الشارع هو ملك للجميع ، بل أن قانون المرور يلزم من يسير ببطئ أن يلتزم بالمسار الأيسر للطريق .. هو لا يعرف ذلك ..!! ، وهكذا معظمنا معرفتهم بقوانين السير ضعيفة أو معدومة بالمرة ، وهو أمر يحمل العتب فيه لإدارة المرور أكثر من المواطن ، ذلك أن ترسيب القانون لأقل مدي بالمجتمع هو مسئولية إدارة المرور وليس سواها ، وهذه المعرفة التي يتشربها المجتمع (مجتمع السائقين) ومتخذي الطريق العام حتي ولو كانوا ماره فقط .. يتم ذلك بالعقوبات التي يتم توقعها علي المخالفين ، ولكن هذه يشوبها دخن كبير حتي تطبق .. فالكل يشعر بأن هذه العقوبات لا تطال كل الناس وبالتالي تجدنا نتهرب منها بصور شتي .. منها (الواسطة) أن يقوم المخالف بالإتصال بشخص يعرفة بالشرطة فيتصل هذا بالضابط بالميدان فيطلق سراح (زوله) ولا يوقع عليه عقوبه ، والطرفين يدركان أنهما يخالفان القانون ، فرجل المرور الممسك بالقانون يفعل ذلك بأنه (تجاوز القانون) ل(زميلة) أو ل(دفعته) لأنه غداً ربما إحتاج لموقف مماثل من زميله هذا .. فهو يقوم بتقديم (سبت اليوم) لكي ينال منه (أحد غداً أو بعد غدٍ) وهكذا تضيع فرصة تعريف المواطن بالقانون عبر أهم وسائلة وهي (العقاب) ..!! ، ففي أقرب البلدان إلينا (السعودية) مثلاً تجد أن الكل بلا إستثناء يحفظون قانون المرور عن (ظهر قلب) حتي أؤلئك الذي لا يقودون سيارات وليست لديهم رغبة أصلاً في القيادة .. فالقانون مبصوت علي الكل بمقدار ما يتم توقيعة من عقوبات و .. وساطات تتم ..!! ، الجميع في (المملكة) يعرفون أن من يقطع إشارة المرور سيحل ضيفاً علي (السجن العام) لمدة (24) ساعة كاملة .. فما علي أهله غير أن يوصلون له جلابية وفرشة أسنان ..!! ، فهم يفكرون في إحتياجاته لا في البحث عن من يتوسط له ليخرجه من السجن ، أما نحن نفعل ذلك وبالتالي يضيع القانون ويصبح لا قيمة له ويبقي قانون (الإخوانيات) هو الأفعل ..!! ، نحن (سودانياً) متوترين بصورة عامه في الشارع العام ، ليس من ثقافتنا أن نقدم بعضنا علي أنفسنا وتلك قيم يحض عليها ديننا ويجب أن نتمثلها ، فلا أدري من أين لنا هذا المزاج المختل والأخلاق (الضيقة للغاية) ومن أين أتينا بها ، وعلي الرغم من أن التقارب بيننا كبيراً جداً (رحماً) و(نسباً) و(معرفة) وهذه إعتبارات يجب مراعاتها إلا إننا نكون أقرب دائماً لحالة العراك الذي يمكن أن نصل به لدرجات لا تحمد عقباها .. فننكتشف أن هذا قريب إبن عم ذاك والآخر متزوج من هذا وذاك شقيقة كان جالس مع شقيق ذاك أيام الدراسة الجامعية (أربعة أعوام بالتمام والكمال) و .. خطب شقيقتهم الصغري ، غير أن (زول الشكلة) هذا لم يكن حاضراً للخطوبة لأنه كان في حالة سفر (بره البلد) ثم .. نعض أيادي الندم لما إغترفناه جراء تهورنا .. فالنلتزم بقانون تفضيل بعضنا بالطريق العام ..!!
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]