رمتني بداءها (1) … بقلم: مصطفى سري

 


 

مصطفى سري
8 November, 2009

 

نقطة ... وسطر جديد

 

نشرت عدة مواقع سودانية على شبكة الانترنت صورة لسيارة حكومية عليها دعاية تخص حزب المؤتمر الوطني ، وبالطبع فان الصورة لا تكذب حتى لا يخرج علينا متنطع ويرمينا باننا من (معارضة الفنادق ) ، ولان لوح السيارة من الخلف (صفراء) لونها تسر الناظرين ، فان الصورة تضع حالة (فساد ) بائنة ، وعلى مفوضية الانتخابات ان تجري تحقيقاتها وتعلن نتائج التحقيق ، وقبل ذلك الاجراء يتم تعميم بفك اسر الدولة من براثن الحزب (الذي شبع من ثدي السلطة عشرون عاما ) .

هذا نقرأه مع المؤتمر الصحافي (الديموقراطي ) الذي اجراه نائب رئيس الحزب السبت في قاعة الصداقة ، وقدم فيه محاضرة ديموقراطية ، تعتبر هي جديدة عند المسؤول ، لانه لم يعرف عنه انه من قادة  التحول الديموقراطي ( وهذا سناتي اليه لاحقاً ) ، والنعوت التي اطلقها الرجل يسرة ويمنى ، تعتبر كسباً انتخابيا ، وحملة مبكرة للدعاية الحزبية – مع استخدام حزبه لادوات الدولة – لكن ما وراء المؤتمر الصحافي وبين السطور يمكن قرأتها بعدة اوجه .

المؤتمر الوطني يعاني من ازمة داخلية كبيرة منذ انعقاد مؤتمره العام الاخير ( ولم يعلن حتى الان من هم نواب رئيس الحزب ) ، وهناك بوادر انشقاقات كبيرة وتحركات واحتجاجات تمور في داخل اروقة الحزب ، ومن المحتمل ان تقود الى انشقاق اخر قبل اجرءا الانتخابات ، واول هذه الانشقاقات ما حدث في ولاية الجزيرة التي اعلن قادتها عن تشكيل حزب جديد ، كما ان هناك اخرين في القضارف ، سنار ودنقلا والنيل الابيض ربما يعودون الى احزابهم ضمن الخيارات التي اصبحت مطروحة لاي فرد سوداني ، وعودة القيادات الوسيطة التي شقها المؤتمر الوطني بساسة الترغيب والترهيب ستكشف ان حزب المؤتمر الوطني كان يقوم بعمليات السطو على كوادر الاحزاب ، والان هي اصبحت في العودة (بضاعتنا ردت الينا ) .

ومع ذلك فان مسؤول حزب المؤتمر الوطني في مؤتمره الصحافي ذاك يتباكى على ديموقراطية هي اصلاً مفقودة ، وهو يدري اكثر من غيرنا كيف سرقت الديموقراطية  ، لكن ما يلفت النظر قوله (إن الجنوب تحكمه إستخبارات الحركة الشعبية عبر الأهواء الشخصية والإدارات المتعددة ) كما انه ابدى ( مخاوفه من عدم توفر الضمانات لممارسة الحقوق الإنتخابية للمواطنين بالجنوب) (السوداني –الاحد- 8- نوفمبر 2009 ) ، وهنا نقول على شعب الجنوب ان يرفض اي ممارسات تقوم بها استخبارات الحركة ، بل حتى الخروج في تظاهرات كما فعلت قبل ذلك بسبب المرتبات ، وان ترفع العرائض وتسير المسيرات ، ولن يرضى احداً بان تمارس استخبارات الحركة ممارسات تنافي حقوق الانسان من اعتقال وتعذيب في بيوت ومعتقلات غير معروفة ، ويجب ان تجد مثل تلك الممارسات الادانة والشجب والحصار ، وان يتم كشف كل من يقوم او قام يتعذيب مواطن في (تلك البيوت ) والمعتقلات السرية ويقدموا الى المحاكمة ...

ونواصل

 

آراء