رمتني بدائها … بقلم: مصطفى سري

 


 

مصطفى سري
17 November, 2009

 

نقطة وسطر جديد

 

(3)

 

عبقرية

المؤتمر الوطني في تفريق السودانيين يفترض ان تسجل في الموسوعة العالمية ، وما ان مضى اسبوع من المؤتمر الصحافي الشهير للدكتور نافع علي نافع في الثامن من الشهر الحالي ، خرج علينا المؤتمر الوطني باحدى عبقرياته في استمرأه شق صف الجنوبيين وممارسة سياسة فرق تسد ، وضرب قادة المؤتمر الوطني بعرض الحائط  اتفاقه مع الحركة الشعبية حول وقف التصعيد الاعلامي والسياسي بينهما والذي لم تم الاتفاق عليه في اليوم التالي للمؤتمر الصحافي لنافع علي نافع  .

وانعقد مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي في الخرطوم هذا الاسبوع تحت رعاية واشراف نافع علي

نافع ، وهذا له اكثر من دلالة ، اهمها انه نشاط يخص المؤتمر الوطني اكثر من القادة الجنوبيين الذين يرضعون من ثدي المؤتمر الوطني  ، وهو كذلك محاولة للرد على مؤتمر جوبا للقوى السياسية الذي انعقد في سبتمبر الماضي ، لكن مؤتمر  ما يسمى بالحوار الجنوبي الجنوبي المنعقد في الخرطوم لا يختلف  في شئ عن مؤتمر كنانة الذي انعقد في اغسطس الماضي ( نفس الملامح والشبه ) ، وهم ذات القادة من ما يعرفوا بالقوميين الجنوبيين الذين لهم اواصر قوية بالاستعلائيين من حكام الخرطوم ، او كما يقولون (شبيهنا واتلاقينا ) ، وهؤلاء القادة الذين يجتمعون في الخرطوم كانوا صامتين خلال فترة الحرب الاهلية عندما كانت الطائرات تقتل الابرياء في الجنوب ، بل هم كانوا دعماً لحكومة الانقاذ وباعوا اهلهم بابخس الاثمان .

ومعلوم ان المؤتمر الوطني ما زال يواصل عرقلته في تنفيذ اتفاقية السلام بشتى السبل ، واذكر ان احد النافذين في الحكومة كان قد قدم شرحاً مطولاً بعد توقيع اتفاق مشاكوس الاطاري في يوليو 2002 ، وقبيل توقيع اتفاق السلام الشامل حول استراتيجية حزبه لشق الحركة الشعبية ومواصلة تسليح المليشيات في الجنوب ، وقد عددها باكثر من (25) مليشيا في الاستوائية ، اعالي النيل وبحر الغزال (بعضاً من تلك الملشييات انضمت الى الجيش الشعبي بعد توقيع اتفاقية السلام اهمها قوات دفاع الجنوب التي يقودها اللواء فاولينو ماتيب الذي اصبح نائباً عاماً للجيش الشعبي بعد ان كان يحارب الى جانب الحكومة ضد قوات الحركة ) ، ولذلك لم استغرب من تزايد الحروب المصطنعة في الجنوب بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل خاصة في الفترة الاخيرة  تحت دعاوى الصراعات القبلية ، خاصة ان التسليح يتم عبر المؤتمر الوطني واستخباراته في الجنوب، ومعروف ان احد الذين ظلوا يمارسون الانشقاقات والخروج من حزب الى اخر كأنه يستخدم احدى وسائل المواصلات ، كيف انه خاض حرباً عنيفة عندما انشق عن الحركة الشعبية في بداية الثمنينيات ، واستخدم النعرة القبلية ، ويمكن ان يقدم هذا الرجل الى محاكمة بسبب قتله ابرياء من المواطنيين بل انه قام وجيشه الذي كان يقوده برمي قادة من الجيش الشعبي في براميل مياه ساخنة قتلوا بابشع الصور بسبب انهم ينتمون الى قائد الحركة الشعبية الراحل جون قرنق .

ومن المضحك ايضاً ان يسعى مسؤول المؤتمر الوطني نافع علي نافع الذي لا يعترف بالتحول الديموقراطي باحياء قيادات عرفها اهل الجنوب كانوا وراء تقسيم الاقليم الجنوبي  في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري عندما هم بتقسيم الجنوب الى ثلاث اقاليم ، والان ذات القادة الذين احتشدوا في قاعة الصداقة

اول امس هم الذين قادوا شق الجنوبيين ، ولعبوا ذات اللعبة مع حكام الخرطوم السابقين والان يرصفون طريق التقسيم تحت عباءة الجهاد وبقيادة المؤتمر الوطني، واهل الجنوب يعرفون ان هؤلاء القادة  لا

وجود لهم وسطهم  في جنوب السودان ، لانهم لا صلة لهم بقضايا الجنوب اصلاً  بل هم سمسارة تمت اعادة انتاجهم في (كنانة ) ، ونافع يعرف اكثر من غيره ان التقسيمات التي ظل يقوم بها حزبه وسط القوى السياسية لم ولن تجدي نفعاً ، بل هو الان ينظر الى طرف ثوبه الذي ثقب وقد يشهد انشقاقاً ، وعلى المؤتمر الوطني وقادته ان يبتعدوا عن ذلك الدرب الذي قد يوردهم مورد التهلكة.

 

 mostafa siri" <mostafasiri@yahoo.com>

 

آراء