رمضان والبحث عن مدرب (موفق) 2

 


 

حسن فاروق
21 April, 2013

 


أصل الحكاية

( أشرف غارزيتو علي الهلال في 55 مباراة في كل المسابقات وقاده للفوز في 39 مباراة فيما تعادل 13 مرة وخسر ثلاث مرات فقط ) إنتهي .. من خلال هذه الإحصائية المحترمة للمدرب الفرنسي غارزيتو والتي نشرتها الزميلة ، يمكن نقف علي حكاية الفشل والدمار الذي وصفه به الأستاذ رمضان ، كنت ولازلت وأتمني أن أقرأ كتابة علمية تنصف هذا المدرب العظيم ، كتابة توضح الحقائق ولاتقتلها ، ( الإنشاء) سهلة وتطويع الرأي وتوظيفه ليتماشي مع مزاج الكاتب الشخصي أسهل مايكون ، ومحاولة التسطيح بالقاريء بحشو المفردات من علي شاكلة ( فاشل مدمر) يمكن أن تنطلي علي البعض ، ولكنها لن تمر بكل تأكيد علي الكثيرين من الذين لم يتجاوبوا مع قرار الإقالة ، ولم يجدوا له تفسيرا ، فالأرقام لاتكذب ولاتتجمل ، والفريق علي أرض الملعب لايكذب ولايتجمل ، وأكثر وصف مضحك يمكن أنه نصفه به (فريق سيء أو أداء سيء) في المطلق ، فهذا يجعلك ببساطة مثل الذي لم يشاهد الفيلم السينمائي ومع ذلك يحكي عن تفاصيل تفاصيله .
لذا عندما يحكي قائد رأي مثل الأستاذ رمضان بهذا التعميم المخل ، مؤكد أنه يتعمد توزيع الجهل للقاريء ، فقد تمت إقالة غارزيتو من الجهة التي تملك القرار ، ولكن هذا لايعني عدم نقده والتأكيد علي أنه خطأ كارثي سيدفع المجلس ثمنه غاليا ، والفرق كبير بين أن تكتب بروح الشماتة أو ( فش الغبينة) في قضية سابقة (شطب هيثم مصطفي) وتوجه سهام النقد للحيطة القصيرة (غارزيتو) ولاتملك الشجاعة في مواجهة منفذ قرار الشطب (البرير) لأن تكتيكات المرحلة والتقارب الأخير إقتضي ذلك .
يظل غارزيتو مدرب شاطر صاحب بصمة ، ومن المدربين الذين يضيفون للفرق التي يدربونها فنيا وفكريا ، وهو مدرب لايختلف في قيمته عن مدربين كبار في العالم من حولنا ، بل لانستطيع تحديد أنه لم يكن موفقا هذا الموسم كما جاء علي لسان رئيس النادي ، والذي لاأعلم ماذا يعني بهذه الكلمة ، وماهو معني ( التوفيق) الذي جاء أيضا في كتابات بعض الزملاء ، وفي الحالتين تعتبر محاولة من المجلس ورئيسه ومن بعض الزملاء للإلتفاف علي قرار الإقالة الكارثي ، لأن الرجل وبالأرقام أيضا مدرب موفق  للغاية ( من 55 مباراة لم يخسر سوي ثلاث مباريات فقط) ، توفيق أكثر من هذا إلا (توفيق صالح جبريل أو توفيق الحكيم) ، بل إن الرجل وحتي كتابة هذه السطور يتصدر البطولة الأولي في السودان (الدوري الممتاز) ، وقد يقول قائل ولكن غارزيتو خرج مبكرا من البطولة الأفريقية ، وأؤكد هنا علي ماكتبه الاستاذ رمضان في عموده أمس الأول أن الحظ هو الذي أخرج الهلال ، ولأن الفريق في حالة بناء ( عام وشوية) كان يجب الإبقاء عليه لأن فريق البطولات بدأ يعلن عن نفسه بقوة .
إلا إذا كان البرير يبحث عن مدرب لايخسر ، وبأرقام غارزيتو القياسية التي حققها مع الهلال وحتي يعتبره البرير موفقا ، يجب ألا يتعادل (13 تعادل لغارزيتو في مسيرته) ، ولايخسر (3مباريات فقط خسرها غارزيتو مع الهلال) ، والمدرب الذي لايخسر ولا يتعادل لايوجد ولن يوجد ، لأن كرة القدم لعبة لاتخرج من الفوز والخسارة والتعادل .عموما غادر غارزيتو وترك للهلال فريقا قويا .ولم يفشل ولم يدمر ، والأرقام كماذكرت لاتكذب ولاتتجمل .

hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]

 

آراء