زمن الكردنة والبرجسة والنيلين (5/10)
أصل الحكاية
شطح فنطح
حكمة
لزمن الكردنة والبرجسة والنيلين تأثيراته المباشرة علي لعبة كرة القدم ، وأقصد بذلك مايجري داخل المستطيل الأخضر في حالة الفوز والخسارة ، وسأستدل في ذلك بثلاثة نماذج ، نموذج خاص بالحلقة الفكاهية التي بثتها قناة النيلين وتألق في إضحاك المشاهدين وإمتعاضهم في ذات الوقت مشجع أظن إسمه الكاردينال ، ولكن قبل ذلك أتوقف عند نموذجين أحدهما خاص بنتيجة مباراة الهلال وأهلي الخرطوم والثاني له علاقة بمباراة أهلي شندي والمريخ .
إذا أخذنا المباراة التي شهدها أستاد الهلال بين صاحب الأرض والجمهور وفريق الأهلي الخرطوم فهي في تقديري من المباريات الممتعة ويكفي أنها شدت الجمهور من داخل الأستاد والمتابعين عبر شاشات التلفاز من بدايتها وحتي نهايتها ، وإنتهت المباراة كما نعلم بتعادل الفريقين ، وتعتبر نتيجة عادلة ومفيدة للطرفين ، وإن كنت سأتناولها من زاوية أخري خاصة بإدارة نادي الأهلي ، وأقارنها بالإنتصار الباهر الذي حققه فريق الأهلي شندي علي المريخ بهدف قاتل من نادر الطيب وأتناوله من ذات الزاوية .
النتيجة الإيجابية التي خرج بها فريق الأهلي الخرطوم أمام الهلال أميز مافيها أنها للأهلي الكيان ، المجلس ، اللاعبين ، والجمهور ، بعكس نتيجة مباراة أهلي شندي التي تنطبق عليها تفاصيل هذا الزمن الأغبر ، فالنتيجة بكل أسف وكما ظل يحدث دائما منذ أن وصل هذا الفريق للتنافس في الدوري الممتاز ، تحسب لقطبه صلاح إدريس لأنه وحسب تصريحات مسؤوليه والإعلام المحسوب عليه هو الداعم الأول والأوحد ، ويتراجع بأسف أشد أهلي شندي الكيان والجمهورواللاعبين والجهاز الفني إلي آخر القائمة .
وهنا الفرق فالمجهود الذي يبذله أهلي الخرطوم والنتائج التي حققها الموسم السابق ويحققها حاليا تحسب للمجموعة أو المنظومة وليس لفرد ، لهذا يستحق نادي مثل الأهلي الخرطوم أن نرفع له قبعة الإحترام مليارات المرات لأنه نادي حقيقي ، ولاتوجد فيه مساحات للتزييف ، إذا حدث إخفاق بمافيه هبوط النادي للدرجة الأولي أو الصعود مرة أخري وتقديم هذه النماذج المشرفة فنيا وإداريا في الحالتين يحسب الأمر كما ذكرت للمجموعة ، وبالتالي هو من الأندية التي تطمئننا علي أن زمن الكردنة والبرجسة والنيلين ليس هو الزمن الحقيقي ، وأنه مازال هناك كثير من الأندية تمارس النشاط الرياضي بمفاهيم صحيحة ، وبفكر راقي متقدم .
في المقابل يعيدنا أهلي شندي إلي زمن الكردنة والبرجسة والنيلين ، فنجد في الظاهر هناك مجلس إدارة والمؤكد أنه يقوم بأدوار مقدرة ومحترمة ، ولكن في الإعلام وربما حتي في التفاصيل الخاصة بالنادي لايوجد مجلس إدارة ، بل توجد شخصية صلاح إدريس هي الطاغية علي كل تفاصيل التفاصيل في النادي والفريق ، ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك ، ولا أود أن أدخل في رهان أطالب فيه أن يخرج علينا من مجلس إدارة أهلي شندي من يري غير ذلك ؟ لأنه ببساطة لن يخرج أحد ليقول ذلك ويكفي ما كتبه صلاح إدريس عن مدرب الفريق السابق الكوكي ، وكيف إكتشفنا بعد الموسم الممتاز الذي قدمه أهلي شندي تحت قيادته أنه لم يكن المدرب الحقيقي للفريق ، بل إن الرجل ذهب أبعد من ذلك وأوحي لنا أن بصمته في نتائج الفريق لاتخطئها عين ( لو ماشافها شينة كان قال أنا المدرب) .
وحتي الخلافات توضح الفرق بين مجلس إدارة وقطب صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في النادي والفريق ، المتابع لخلاف مجلس إدارة أهلي الخرطوم مع مدرب الفريق السابق لطفي السليمي سنجد أن الخلاف تميز بكل أشكال الإحترام رغم حدته في بعض الأحيان ولكنه لم يخرج من الإطار القانوني ، ولم يتم فيه التقليل من قيمة المدرب السليمي كمدرب في كل مراحل الخلاف ، بعكس ماحدث للتونسي الآخر الكوكي . الفرق بين أهلي الخرطوم وأهلي شندي ، فرق بين زمن وزمن .
أواصل
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]