ست البنات.. وست البنات أو عندما ترحل أشجارُ التبلدي !!
د. بشير إدريس محمدزين
21 February, 2023
21 February, 2023
• مثلما ترعرعتا معاً، شباباً، في ربوع مدينة النهود الوادعة، ثم ارتحلتا معاً كسيدتي مجتمع مرموقتين إلى مدينة أم درمان القديمة الجميلة الماتعة.. ومثلما أكرمتا هناك الضيوف والحيران والجيران والأهل والمرضى والزمنى وطلاب العلم والحاجات، ومعاً، كسفيرتين رفيعتين وفوق العادة، ها هما كذلك (تتوسدان الباردة) معاً في أمريكا، متجاورتين ومتقالدتين، ولا يفصل بينهما إلا سردابٌ واحدٌ من التراب، وأربعين يوماً بلياليها في عددِ السنينَ والحساب !!
• تعجّلت بالرحيل أولاً، كسحابةٍ مسافرة، ست البنات بت عبد القادر ود جحا، وقبل أربعين يوماً فقط..تلك السيدة الجميلة البهية الودودة الراقية، فوارينا جسدها الطاهر ثرى ضاحية كانتون القريبة من ديترويت، ووارينا معها أمومة البهاء والجمال، ومودة الحنو والجلال، مما ظلت تغمرُ به الغاشي والماشي، والقاصي والداني، والقريب والبعيد ممن يلتقيها، ولو لمرةٍ واحدة، في غربة الزمان والمكان الباردة القاسية في أمريكا.. وظلت ولأكثر من عشرين سنةً قضتها بأمريكا أمَّاً مبذولةَ الجناح، ومتاحة الجناب لكل بعيدٍ تجافى، أو يتيمٍ تحافى، أو غريبٍ تنافى وبلا استثناء !!
• لقد كان يشعُّ من هذه السيدة جلال الأرومة القديمة، وبهاء المُلك التليد، وكانت تلاقى الواحدَ منا فتناديه باسمه، وتخصه بحنوها ودفئها ومودتها حتى ليظن أنه وحده فقط من غمرته هذه النعمة وفاضت عليه منها تلك الفيوض والرحمة والحنان والملاطفة، ولهذا فعندما كان الجميع يبكيها وهو يودعها، فلكأنه كان يبكي خصوصيته وحده التي لا يشاركه فيها أحد !!
• واليوم تعجّلت راحلةً كذلك ست البنات الأخرى بت حسن ود جحا، تلك السيدة الميرم الشيخة الكريمة، رفيعة الذوق، وقائمة مقام النظافة والقيافة، وحاكم عام الحكمة والهندام والمحنة وحلو الكلام..
• ويا سلام على لطفها وخفة روحها وجمالها..كانت عندما تلاقيني تقول لي (كيفك يا دكتور بشير يا أخوي) فأضحك وأقول لها أنا أخوك؟! أنا قدرك يا ست البنات ياخي.. بس معقولة بس؟! فتضحك وتقول لي بل إنت أكبر مني قدراً يا أخوي فأضحك مجدداً وأبلعُها منها مغلفةً بذوقها وذكائها وجمال روحها وبلاغة توصيفها..
• ويا سلام على كرمِها وعمدانها وصوانيها وعِدة شاييها المتمّرة، ويا لحسن ضيافتها ومحبتها للناس وللكرم والإكرام، ويا لحسن إستقبالها للجميع.. ويا لذوقها الرفيع، وفي كل شئ !!
• كم كانت تحب وتكرم أهلها، وأحبابها وأصدقاء وإخوان أولادها وكل زائرٍ لها.. وكم كانت تفتخر بأخوانها وأبنائها وأبناء إخوانها وأخواتها، وكم كانت تعتز بهم وتعتزِي..
ويا لجمال حكاويها عنهم وعن النهود والأبيض وأم درمان، وعن ليالي البذل والكرم والإكرام، وعن الزمن الباذخ في تلك المدن الباذخة، في تلك الأزمان البعيدة القريبة الباذخة..
• مع السلامة ياخي يا ستات البنات يا بنات جحا السمحات..وفي أمان الله..
• فحتى في الرحيل أبيتُنَّ إلا رحيل الجماعةِ والرفقة الطيبة..مع السلامة ياخي
•••
bashiridris@hotmail.com
//////////////////////////
• تعجّلت بالرحيل أولاً، كسحابةٍ مسافرة، ست البنات بت عبد القادر ود جحا، وقبل أربعين يوماً فقط..تلك السيدة الجميلة البهية الودودة الراقية، فوارينا جسدها الطاهر ثرى ضاحية كانتون القريبة من ديترويت، ووارينا معها أمومة البهاء والجمال، ومودة الحنو والجلال، مما ظلت تغمرُ به الغاشي والماشي، والقاصي والداني، والقريب والبعيد ممن يلتقيها، ولو لمرةٍ واحدة، في غربة الزمان والمكان الباردة القاسية في أمريكا.. وظلت ولأكثر من عشرين سنةً قضتها بأمريكا أمَّاً مبذولةَ الجناح، ومتاحة الجناب لكل بعيدٍ تجافى، أو يتيمٍ تحافى، أو غريبٍ تنافى وبلا استثناء !!
• لقد كان يشعُّ من هذه السيدة جلال الأرومة القديمة، وبهاء المُلك التليد، وكانت تلاقى الواحدَ منا فتناديه باسمه، وتخصه بحنوها ودفئها ومودتها حتى ليظن أنه وحده فقط من غمرته هذه النعمة وفاضت عليه منها تلك الفيوض والرحمة والحنان والملاطفة، ولهذا فعندما كان الجميع يبكيها وهو يودعها، فلكأنه كان يبكي خصوصيته وحده التي لا يشاركه فيها أحد !!
• واليوم تعجّلت راحلةً كذلك ست البنات الأخرى بت حسن ود جحا، تلك السيدة الميرم الشيخة الكريمة، رفيعة الذوق، وقائمة مقام النظافة والقيافة، وحاكم عام الحكمة والهندام والمحنة وحلو الكلام..
• ويا سلام على لطفها وخفة روحها وجمالها..كانت عندما تلاقيني تقول لي (كيفك يا دكتور بشير يا أخوي) فأضحك وأقول لها أنا أخوك؟! أنا قدرك يا ست البنات ياخي.. بس معقولة بس؟! فتضحك وتقول لي بل إنت أكبر مني قدراً يا أخوي فأضحك مجدداً وأبلعُها منها مغلفةً بذوقها وذكائها وجمال روحها وبلاغة توصيفها..
• ويا سلام على كرمِها وعمدانها وصوانيها وعِدة شاييها المتمّرة، ويا لحسن ضيافتها ومحبتها للناس وللكرم والإكرام، ويا لحسن إستقبالها للجميع.. ويا لذوقها الرفيع، وفي كل شئ !!
• كم كانت تحب وتكرم أهلها، وأحبابها وأصدقاء وإخوان أولادها وكل زائرٍ لها.. وكم كانت تفتخر بأخوانها وأبنائها وأبناء إخوانها وأخواتها، وكم كانت تعتز بهم وتعتزِي..
ويا لجمال حكاويها عنهم وعن النهود والأبيض وأم درمان، وعن ليالي البذل والكرم والإكرام، وعن الزمن الباذخ في تلك المدن الباذخة، في تلك الأزمان البعيدة القريبة الباذخة..
• مع السلامة ياخي يا ستات البنات يا بنات جحا السمحات..وفي أمان الله..
• فحتى في الرحيل أبيتُنَّ إلا رحيل الجماعةِ والرفقة الطيبة..مع السلامة ياخي
•••
bashiridris@hotmail.com
//////////////////////////