سفيرة السلام والتعايش المجتمعي
كلام الناس
وسط العتمة السياسية التي سببتها أطماع النخب العسكرية التي تقدم مصالحها الخاصة على مصلحة الوطن والمواطنين أضاءت روائية سودانية بمبادرة مجتمعية شعلة إنسانية من العمل الصالح وسط المواطنين.
لا أخفي إعجابي بهذه الروائية منذ أن كانت تكتب في الصحافة في السودان التليد - المليون ميل مربع - قبل أن تتسبب سياسات النظام البائد في دفع السودانيين بالجنوب للإنحياز لخيار الإنفصال وقيام دولتين لشعبنا الواحد.
زاد إعجابي بها بعد أن قرأت قصتها القصيرة "العودة" التي كتبت عنها من قبل قائلاً أنها تجسد بعض مايحري في دارفور وفي جنوب السودان بحيث لايمكن التفريق بين القاتل والقتيل والجاني والضحية.
تابعت مبادرتها المجتمعية الإيجابية في دارفور خلال الفترة من 11 - 22 نوفمبر 2020م التي جاءت ثمرة دعوة من منتدى قناديل الثقافي بمدينة الضعين لعقد ندوة فانتهزتها فرصة لتطرح مبادرتهاحول دور الثقافة والفنون في تعزيز السلام ونظمت ورشة للكتابة الإبداعية للمبتدئين لتسليط الضوء على قضايا المتضررن من النزاعات والحروب الأهلية.
قامت بزيارة ميدانية لمعسكري كريو و الريم للنازحين في الضعين وأثناء ذلك وصلتها دعوة من منتدى نيالا كافيه فتوجهت لنيالا وقدمت ندوة هناك وتحولت ورشة الكتابة للمبتدئين إلى سمنار وسط حضور عدد كبير من المشاركين، كما زارت معسكر عطاش للنازحين وأجرت حوارات مع عدد من المهتمين بقضايا السلام والتعايش المجتمعي بالمنطقة.
إنها استيلا قايتانو التي تم تكريمها في لقاء جماهيري مشهود وأثناء ذلك وصلتها دعوة لحضور افتتاح مركز للشباب والمراة والطفل، بعد ذلك سافرت للفاشر في طريق عودتها للخرطوم وهي تحمل أمانة في عنقها بتكوين مكتبات ولائية في الولايات التي زارتها ودعت المتطوعين للمشاركة بمد هذه المكتبات بما تيسر من كتب لديهم وأعلنت عن تبرعها بمجموعة من مؤلفاتها لكل مكتبة، ووعدت بالمساعدة في مشروع إحياء المدرس وتوفير وجبة الإفطار للتلاميذ وشرعت في إتصالات مع المنظمات الإقليمية والدولية لدعم هذا المشروع.
تحية مستحقة للروائية السودانية استيلا قايتانو التي قالت عن نفسها في حوار أُجري معها بأنها تملك هوية واحدة بانتماءات متعددة، لذلك لاغرابة في أن تكون مهمومة بقضايا السلام والتعايش المجتمعي في السودان خاصة في المناطق التي تضررت بالنزاعات والحروب وهو أمر يستحق المساندة والدعم الرسمي والمجتمعي.