*هذه ليست المرة الاولى التي أعبر فيها عن حزني لما آلت إليه الأوضاع في دارفور التي كانت آمنة مستقرة قبل أن تنتشر فيها الصراعات القبلية الفوقية التي غذتها سياسة إغراء القيادات بمغانم السلطة والثروة.
*لن أمل الحديث عن الأيام التي عشتها في "الخير خنقه" بالفاشر أبو زكريا عندما كانت دارفور آمنة مستقرة يعيش أهلها بمختلف مكوناتهم الإثنية في سلام ووئام بلا عصبية قبلية‘ بل احتضنوا الذين وفدوا إليهم من مختلف مناطق السودان ومن خارجه أيضا. *لم نسمع في أي يوم من الأيام بأن أهل دارفور طالبوا بتقرير المصير بل انحصرت مطالبهم في كفالة حقهم المشروع في المركز والإقليم وتحقيق السلام والعدالة والتنمية المتوازنة مع الاحتفاظ بكيانهم الإقليمي موحداً كما كان قبل التقسيمات الإدارية المسيسة. إن التقسيم الإداري الذي تم لإقليم دارفور الكبرى فيما مضى لم يتم بناء على رغبة أهل دارفور وإن استجاب لتطلعات بعض أبنائها الذين يطمعون في المناصب والمخصصات *إننا ندرك أنه ليست هناك نية لتقسيم السودان لكننا نخشى أن تفتح الخلافات الفوقية التي تقودها بعض الحركات المسلحة المتصارعة حول السلطة والثروة الباب للذين يتربصون بوحدة السودان واستقلاله وأمنه ومستقبله لتعميق الهوة المصطنعة لصالح المزيد من التشظي الإداري. *بعد كل هذه السنوات من الاستقلال والتجريب السياسي والفشل في إدارة التنوع الخصيب في السودان‘ لابد من الانتقال بالحوار القائم من الدائرة الضيقة الناجمة من غياب الإرادة السياسية القومية المجردة من المصالح والاهواء إلى دائرة أرحب تستوعبهم بصدق وتجرد وتحقق السلام الشامل في ربوع دارفور وفي كل مناطق النزاعات في كل مناحي السودان والإتفاق على مخرج آمن لمستقبل السودان من كل السياسات والممارسات السابقة الفاشلة التي تسببت في النزاعات الأهلية وفي تفاقم الأزمات الخانقة في حياة المواطنين كافة. *مرة أخرى نؤكد القول بأنه لا يمكن معالجة مشاكل السودان الحالية عبر الاتفاقيات الفوقيةوإنما لابد من الخروج من مربع هذه المعالجات التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل إلى معالجات أرحب للإتفاق على مستقبل السودان الديمقراطي الواحد الذي يسع الجميع.