سندوتشات الخندقاوي في سوق الهلال

 


 

حسن فاروق
31 March, 2014

 


اصل الحكاية

إنتشرت أمس صورة سندوتشات في أيدي عدد من الجماهير في بعض المواقع الالكترونية مكتوب علي ورقتها (بالهنا مع تحيات الخندقاوي) ، وعندما تعلم أن هذه الصور تم إلتقاطها من داخل أستاد الهلال وفي يوم مباراة الفريق أمس الاول أمام ليوبارد الكنغولي ، ستضع يديك أمامك في حركة (قبضة) الخندقاوي ، ويبدو أن الرجل الداخل حديثا إلي (خلا) الوسط الرياضي ، غير من تكتيك إنتشاره غير الطبيعي وسط نجوم الكرة والفنانين والفنانات والمذيعين والمذيعات والصحفيين ، وغير ايضا من هدايا الموبايل (الجلاكسي) ، إلي سندوتشات لفئات من الشعب لايستطيع أن يصدر إليها (قبضته) فإختار هذا الشكل القبيح لتقديم نفسه ، وبصورة لاتشبه ثقافة اي شعب دعك من سوداني أو هونولولواوي ، ولنا أن نتخيل السنددوتشات توزع ملفوفة بورق مكتوب عليها (بالهنا مع تحيات الخندقاوي) ( ده يسمو شنو؟) .
قرأت قبل فترة تعليق لزميل علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك )، حكي من خلالها مشهد جعله يتأكد أن هذا البلد مازال بألف مليار خير ، كان الزميل متواجدا في موقف جاكسون ليلا يستعد لركوب المواصلات والدنيا شتاء ، جاءت عربة بها عدد من الشباب ، ترجلوا منها وبيديهم بطاطين وملابس شتوية ، وزعوها علي الذين يلتحفون الارض والسماء (لامأوي لهم) ، وغادروا بالسرعة التي حضروا بها دون أعلام ولاكاميرات ولاجلاكسي ، ولم يكتبوا علي البطاطين ولبس الشتاء (نوم العوافي مع تحيات اولاد الحي الفلاني او شباب الحلة الفلتكانية) . هذا النموذج هو الذي نفتخر به مثله مثل كثير من الجماعات والافراد الذين ينفقوا بيمينهم مالا تعلم شمالهم ، لايتاجروا بعمل الخير ، ولاتتحول عندهم مواقف المساندة والدعم بأشكالها المختلفة إلي سلعة لعرض أنفسهم كما يفعل هذا (الفرحان) .
الفارق أن شعب الهلال الذي ملأ مدرجات أستاد الخرطوم ، وبدأ الزحف نحوه منذ العاشرة صباحا لم يرسل نداءات إستغاثة طالبا من اهل الخير مده بالغذاء ليستطيع تسجيل الهلال ، فقد لايعلم هذا الدخيل من الباب (الغلط) باب المال أن من أمتن عليهم بسندوتشاته (بالهنا مع تحيات الخندقاوي) ، دفعوا (نصف مليار) في مباراة أمس الاول ومثلها في مباراة الملعب المالي ، حوالي مليار في المباراتين ، وقد لايعلم الذي تبرع بحافز 150 مليون جنيه للاعبين ، أن هؤلاء اللاعبين أدخلوا لخزانة النادي حوالي مئات الالاف من الدولارات بالتأهل لهذا الدور (دو الثمانية الكبار)حوالي (450 الف دولار) ، أحسبها كم مليار ؟
مايحدث في الوسط الهلالي هذه الايام يثير القرف والاشمئزاز ، وبكل الحسابات المادية والمعنوية الهلال أغني من كل الذين يعرضون بضائعهم البائرة في سوقه عبر بوابة الفاشلين دوما وهي بوابة (المال) ، البوابة التي تزغلل العيون الفارغة ، وتخضع لها (شوارب) كبيرة .
عموما بعيدا عن هذه النقطة السوداء التي ألقت بظلال سالبة في يوم يفترض أنه خالص للفرح الهلالي بالتأهل لدور المجموعات ، أري أن الجمهور الذي حاول ان يبيع له هذا الدخيل بضاعته البائرة كان هو النجم الاول في اللقاء ، ويستحق أن يهدي له التأهل من اللاعبين ، ويستحق كل اشكال التعبير التي عبر بها عن فرحته بعد انتهاء المباراة .. جمهور الهلال ، كان احلي واجمل وأطعم من كل السندوتشات الملفوفة .. ويستحق أن ترفع له قبعة الاحترام . الخندقاوي (كذبة) وكل ابريل وانتو طيبين.

hassanfaroog@gmail.com

 

آراء