سيد أحمد الحسين: وحدة الاحزب الاتحادي هدفنا فى المرحلة القادمة.. ولسنا راضين عن علاقة مولانا الميرغني بالمؤتمر الوطني
17 January, 2010
على الحركة الشعبية ان تضع فى حسابها انها لكل السودان .. وليس الجنوب وحده؟
القيادات السياسية المتجردة أصبحت عملة نادرة؟
اعلن الامين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل سيد احمد الحسين عن عودته الى البلاد ، من القاهرة ، فى فضون اسبوعين. . وكاشفا لـ (الاخبار) عن خطة عاجلة للعمل السياسي يقودها هو بأسم الحزب الاتحادي و تضم كبار رجالات الحزب والقيادات السياسية من الاحزاب الاخرى من اجل انقاذ البلاد من طريق التفكك الذي تسير فيه.
وشن الحسين هجوما شديد اللهجة على السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب لانه" يساير المؤتمر الوطني و ( ماشي معاه).. رغم رفض الاتحادين لهذا النهج الذي يتعارض مع تأ ريخه وسمعته . واضاف الحسين ان الحزب يجب ان ينائ عن اي علاقة مع المؤتمر الوطني معتبرا انه لا يوجد ما يجمع الاثنين الا" ان كان البعض يريد ان يعيش"!؟.
القاهرة/ الاخبار ـ ماجد محمد علي
كيف تصف المشهد السياسي فى البلاد؟
ــ الساحة تعيش حالة من الركود غير عادية.. وهذا سمة مميزة لمرحلة ما بعد الانقلابات السكرية.. خاصة التي تتسم بالتسلط واهدار الحريات.
والمفارقة هنا انه حتى في حزب المؤتمر الوطني القابض على السلطة .. لاتجد ، فعلا، العمل السياسي والمواقف السياسية التى تجعلك تنتمى لهذا الحزب او تقدم له شئ.
زمان فى العمل السياسي كان الناس متجردين .. لذلك كان له زخمه وكانت الجماهير تمشي وراء القيادات.
تلك القيادات التى كانت تعطي الجماهير الالهام وتجعلها تنقاد وتستمع لها .
لذلك دعني أسئلك : اين مثل هذه القيادات الان؟.. ابحث عنها فى المؤتمر الوطني او اي حزب اخر!
لن تجدها بالمرة !!. ؟ أصبحت عملة نادرة.
والامر ليس فى الركود السياسي وحده .. الامر فى الخوف على وحدة السودان.. الخوف من ما هو قادم وينذر بتفكك البلاد.
انا اعتقد ان الزخم السياسي يمكن ان يولد.. لان القضايا الجماهيرية.. والتي تفيد البلاد" راقدة".
× فى نظرك ، وانت الامين العام له ، ما لذي يمنع وحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي؟
ــ الركود السياسي الذي تحدثنا عنه لا يقع على بعض ويترك البعض الاخر ..بل يشمل الجميع.
وهذا الركود يكون موجودا ،ايضا ، اذا كانت الشخصيات السياسية غير مواكبة .. والعمل السياسي غير مترابط ومتماسك.
ثم ان النظام الذي وجد له مكان فى السودان نظام انقلابي.. انقلب على الاوضاع السابقة واستمر بطريقته الخاصة.. ثم عجزعن حل المشكلات.
لذلك ان قام المؤتمر الوطني او قعد فستذهب دارفور بطريقتها .. وجنوب السودان سيذهب بسكة مختلفة .. وربما الشرق !. هذه هي الاوضاع التي تخلفها الانقلابات العسكرية، دائما وابدا ، فهي ان لم ترجع بالبلاد الى الوراء لا تقدمها الى الامام.
واعود لاقول ان الزخم السياسي يحتاج لاجواء معروفة .. وهذه الاجواء لا تهبط من السماء ..لكن تخلقها القيادات التي دافعها ، الاساسي ، هو الوطن ومصالحه مثلما كان ذلك دافع السابقين.
و الواقع الان انك لا تجد في القيادات المطروحة الكاريزما السياسية التي تثق بها الجماهير مية فى المية.. لكي تستمع اليها وتشير بما يجب فعله.. للأسف لا يوجد بالمرة !.
× كيف يمكن النهوض من هذا الواقع الذي تراه انت؟
ــ هذا يحتاج ، بالتأكيد ، الى اهل الفكر والقيادات المختلفة والذين يريدون ان يعملوا بتجرد من اجل البلاد.. وبصراحة ان نظرت من حولك لن تجد هذا النوع من القيادات.. القيادات التي يمكنك ان تؤمن بها .. وتمشي من خلفها. وانعدام هذا النوع من القيادات التي تحظى بثقة الجماهير هو الذي جعل الاطراف تفكر وتعمل ، حتى ، للانفصال .
ورغم كل ذلك اقول ان هناك وقت وفرصة.. فقط يجب ان نبدأ بالعمل ..وبأشخاص تثق الجماهير فيهم وفي كلامهم وتوجهاتهم.
انا شخصيا غير مرتاح لوجودي بالقاهرة.. ولست مريضا والحمد لله فى اتم الصحة.
لكن ما اراه امام عيني واتعبني : مع من اتحدث؟.. مع من اتخاطب هناك؟..اذا كانت الظروف حول الناس ......!؟
يا خي حتى فى المعيشة مضايقنهم!.
الامر اصبح يحتاج لملمة أطراف .. وفى مقدمتها نحن السياسين القدامى..ثم نبدأ جميعا عمليا بالاجابة على السؤال الاهم : كيف نستطيع ان نعيد للسودان عمله الحزبي المعروف؟..وخاصة فى الحزب الاتحادي على سبيل المثال.
× متى ستعود للبلاد؟
ـ خلال اسبوعين او ثلاث على الاكثر. نحن لا نعفي انفسنا من المسئولية.. لا يكفي اننا كبرنا او اصبحنا غير قادرين على الحركة.. لا يجب ان نتحرك ولو " شالونا بالعنقريب".
× داخل مؤسسات الحزب الاتحادي ام خارجها؟
ــ لا.. لا ..بأسم الحزب الاتحادي
× وباعتبارك الامين العام للحزب ؟
ــ لا اقول انني الامين العام .. ولكن يجب ان اتحرك مع أخواني من الكبار والقدامى لانه لا يمكن ان نجلس ونرى البلاد تزول !؟.. فعلا السودان يمكن ان يتفكك.. ولابد التفكير فى هذا الامر وعلى الحزب الاتحادي ان يساعد فى حله. الحزب يجب ان " يقف على حيله" ويعود ليصبح كما كان أيام الازهري ونور الدين.
يجب ان لا نتباكى على الذي مضي فقد تركنا المؤتمر الوطني يفعل ما يريد .. ولم يقدم فى نهاية الامر شئ.
الان علينا ان نعما كأحزاب وأتحاديين ، على وجه الخصوص ،على ترتيب أوراقنا ونبدأ العمل مهما كانت الظروف .. لايمكن ان نجلس و" يكتحونا بالواطة او يكتحوا البلد بالواطة"!؟
× المسؤولية ، فيما حدث للبلاد، على من تقع؟..الا تتحمل القوى السياسية الكبرى جزءا منها ؟
ــ ان كانت فى البلاد حكومة ، بمعناها الحقيقي ، لما تعرضت لما تعرضت له. الحكومة " مبهدلة ومبهدلة البلد معاها " وان كان المؤتمر الوطني يقدم ، فعلا ، ادائا سياسيا وقياديا من اجل البلاد لكان ت مضت الى الامام. لكن العكس هو ما حدث !. وهذه مسؤليتهم هم فليتحملوها.
× وجودك بالقاهرة ، منذا فترة ليست بالقصيرة ، هل هو يعبر عن احباط ، فقط ، من المناخ السياسي ام عوزف عن مؤسسات الحزب.. ام ماذ؟
ـ اعتبر مدة اقامتي فى القاهرة فترة نقاهة..ثم ان الانسان فى هذا السن يركن للهدوء ويبحث عنه في اي مكان يجده.
الامر الاخر ان العمل العام دحل فيه اناس عن طريق انقلاب.. واتبعوا فيه وسائل لا تشبهه. كان من المفترض ان تحل محلنا قيادت شابة من الصف الثاني لتقود ما خلفنا وتبني عليه الا ان الاعتقالات والمطاردات خلقت الركود والواقع الذي نرأه الان .. ويوجعنا.
× كيف ترى دور شريك الحكم الثاني ، الحركة الشعبية ، في ما يحدث من تطورات..
ــ بصراحة ان بامكان الحركة ان تعمل الكثير ، وبامكانها هي ، بالذات ، ان تقود بقياداتها العمل العام والجماعي ، بدلا من الانعزال. انا اعلم ان الحركة الشعبية جد مظلزمة فى كثير من الاشياء.. ولا يجب ان تجعل هذا الاحساس يكبلها.
فى ما سبق ، رغم أختلاف الظروف ، كانت الحركة مشاركة معنا.. والان الامل فيها كبير ، لو " وضعت فى حساباتها انها للسودان كله وليس للجنوب فقط" .
× ما تعليقك على محاولات توحيد الحزب التى تتم الان ؟
ـ لست فى الصورة على الاطلاق..لكن اوضح ان الحزب الاتحادي تاسس على الطريقة الصحيحة.. وهوحزب قديم له تاريخ ومواقف وقيادات مشرفة وعروفة بما قدمت للبلاد.. لذلك اقول : ان كان للديقير حزب لوحده بالمعني الصحيح للكلمة.. فيجب ان" يمشي فى طريقه".
اما حزبه فليس له ناريخ من ليس له تاريخ او مواقف فمصيره معروف!.. و" ما ذا نعرف نحن للدقير و الجنبه غير الاناقة والسيارات" .. ماذا قدموا؟
ولكل هذه القضايا يجب ان يكون لنا كلمة فى كل ما يحدث ويجب ان نبحث عن طريقة للنهوض والعمل..
يجب ان نجدد الحزب..لان علينا واجب.
× كيف ترى حظوظ الحزب الاتحادي فى الانتخابات القادمة ؟
ـــ صمت قليلا ثم ضحك وقال " الحقيقة ان لم يتواضع اهل السودان على حل كل المشاكل المطروحة اولا فلا فائدة".. وان اقيمت الانتخابات . و لا يمكن تجاوز الواقع المتشظي الحالي بانتخابات لان الثقة اصبحت معدومة .
اما فيما يخصنا كاتحاديين فعلينا بعد ان تفرقنا كثير ان نتوحد من اجل وحدة السودان..و ليس من اجل الانتخابات.
المهم الان ان يقوم مؤتمرنا العام بالشكل الصحيح و"نمنع تفكك السودان" .. ذلك الهدف الذي سنسعى اليه.
هل الاتصالات مستمرة بينكم وقيادة الحزب ؟
ـ اولا لا يوجد نشاط بشكل حقيقي بحيث يؤدي لعمل مؤثر لان " السيد ماشي مع المؤتمر"..
وهذا الامر غير صحبح فى نظرنا.. ونحن كاتحادين لا نريد ان نرفع اصواتنا لحين انعقاد المؤتمر..
الحزب ينبغي ان ينأى عن اي علاقة مع المؤتمر الوطني .. لانه لا يوجد ما يجمع الاثنين.. الا " ان كان البعض يريد ان يعيش".