شبابنا عفوا وصفحا
ليلى الضو أبو شمال
23 February, 2024
23 February, 2024
د. ليلى الضو أبو شمال تكتب
ظل هاجسا لمدى طويل يشغل تفكيري وزاد مع عملي الأكاديمي الا وهو اهتمامي الخاص بشريحة الشباب في المجتمع وأنهم في تقديري دائما فاقدي السند والرعاية الصحيحة، وغالبا ما تموت كثير من الابداعات التي يمتلكونها بسبب فرض الوصايا عليهم من قبلنا ، حيث أننا لا نجيد التربية ولا نقوم بها حقا ، بل إنها عندنا أي التربية هي فرض الأوامر ووجوب الطاعة، وأصبحت التربية تعني الوصايا بتحكم على من كلفنا الله برعايتهم ، وكثيرا ما يكبر الشباب على نشأة غير واثقة الخطى لا تسمح لهم بأداء دورهم الفعلي في المجتمع وكثيرا ما تقتل ابداعات كمشروع أديب لأننا أقنعناه أن دراسة الطب هي رأس العلوم ،،أو مبتكر عظيم ومكتشف رائع ، لأننا فضلنا أن يقرأ القانون لأن دراسته أفضل في تقديرنا ، وهكذا يموت الإبداع في بلادي وقتلاه نحن.
إن الإهتمام بقضايا الشباب ومشكلاتهم المعاصرة والاجتهاد من الجهات المسؤولة (كالبيت والمدرسة والجامعة وغيرها من مؤسسات الرعاية ) تعد من القضايا السياسية والاجتماعية والتنموية المهمة، وهي تشكل مؤثر قوي من المؤثرات الدالة على تقدم أو تخلف أي مجتمع ومعلوم أن الشباب يمثل رأس مال المجتمع، وهو مصدر قوته لما يملك من إمكانيات وطاقات وقدرات تعينه على التفاعل مع قضايا المجتمع.
ان الأزمة التي يعيشها شباب اليوم هي أزمة هوية (ldentity crisis) والتي يؤدي فيها التساؤل (*من انا*؟) إلى اهتزاز في كل مفاهيمه السابقة عن تصور لذاتي، وأن النجاح في هذه المرحلة يؤدي إلى إكتشاف الشباب لهويته.
وأزمة الهوية ترتبط بعدم قدرة الفرد على إيجاد تصور واضح له بخصوص مدركاته حول ذاته وما يتوقع منه أو من خلال عجزه عن وضع أو ضبط تصور واضح له بخصوص المعايير والمرجعيات التي يستند عليها سلوكه، وهي الحالة التي تميز الجماعات أو المجتمعات بصفة مستمرة.
ومن أصعب المشكلات التي تواجه شباب العصر الحالي هي عدم توافر الانسجام والتكيف النفسي وعدم التركيز ، والتشتت الذهني وتقلب المزاج ، واضطرابات النوم والشعور بالانطواء والعزلة عن الآخرين (حقا أصبح مجتمع الأسرة غائبا تماما مع الإندماج الفعلي مع المجتمع الافتراضي)
وتعود المشكلات النفسية في المقام الأول إلى سوء توافق الفرد مع نفسه ومع بيئته وذلك لفشله في تحقيق أهدافه وارضاء حاجاته النفسية والجسمية والاجتماعية وتتمثل أهم تلك الإضطرابات في - القلق، التوتر النفسي، فقدان الثقة بالآخرين ، الخوف من المستقبل، المواقف الحياتية التي يتعرضون لها ، التخاذل اللامبالاة التشاؤم، والاكتئاب الوساوس والسرحان، والشعور بالذنب والغيرة والكراهية الزائدة.
ان ثقافتنا مع الاسف الشديد قائمة على تلقينهم الكراهية وأصبحت لهم شعارات لا تفارقهم ( اي كوز ندوسه دوس ،ولفترة كانوا يقولون الجيش يطلع بره ،، لا للحكم الأبوي ، حين نعزز فيه حب قبيلته ونزرع فيه كراهية الآخرين حين نضحك على النكات التي نرددها وهي تسخر من القبيلة، وبذلك نبث السموم التي تتصدر في عقلهم اللاواعي) ، أيضا من المشكلات التي تواجه الشباب هي المشكلات الأسرية والتي تتمثل في كثير من البيوت في عدم الشعور والإحساس باهتمامات الشباب وميولهم ورعايتها ، بل أحيانا بوأدها في مهدها ، عدم تفهم الأسرة لأصدقائهم ، عدم قدرة الشباب على التعبير عن رايهم في وجود راعي البيت ( الديكتاتور الكبير) غير مقبول تعارض رأي الشباب مع أراء الوالدين ،، عدم المودة بين الأب والأم (سئل أحد علماء النفس كيف ينشأ الأبناء نشأة سوية صالحة، فرد بأن أكثر شيء يصلح الأبناء هو أن يحب الأب أمهم وأن تحب الأم أباهم ) ،ولذلك تكون المودة هي الطريق السليم لنشأة جيل صالح ،،لكن للأسف أرى كثير من الأسر تعيش انفصالا معنويا دون قسيمة طلاق داخل البيوت الحزينة بحجة أنهم يعيشون من أجل أبنائهم وهم لا يعلمون أنهم بذلك يؤذون أبنائهم أكثر مما يصلحونهم.
إن عدم مواجهة مشكلات الشباب هذه تساعد على حدوث آثار سلبية كثيره مثل إنتشار الجريمة، وانحراف الشباب وانتشار العنف والتطرف السياسي والديني، وتعاطي المخدرات والكحول، وكلها أمور تحيد بهم عن طريق الحق القويم ، فالتطرف والانحراف في كل الأمور انما هو مدمر للنفس السوية.
نجدد الحديث ونواصل المسير في تناول قضايا هذه الشريحة المهمة و التي لنا كبير أمل في أن يقودوا وطن معافى بعد إنتهاء ظلام الحرب وبزوغ فجر الخلاص.
leila.eldoow@gmail.com
ظل هاجسا لمدى طويل يشغل تفكيري وزاد مع عملي الأكاديمي الا وهو اهتمامي الخاص بشريحة الشباب في المجتمع وأنهم في تقديري دائما فاقدي السند والرعاية الصحيحة، وغالبا ما تموت كثير من الابداعات التي يمتلكونها بسبب فرض الوصايا عليهم من قبلنا ، حيث أننا لا نجيد التربية ولا نقوم بها حقا ، بل إنها عندنا أي التربية هي فرض الأوامر ووجوب الطاعة، وأصبحت التربية تعني الوصايا بتحكم على من كلفنا الله برعايتهم ، وكثيرا ما يكبر الشباب على نشأة غير واثقة الخطى لا تسمح لهم بأداء دورهم الفعلي في المجتمع وكثيرا ما تقتل ابداعات كمشروع أديب لأننا أقنعناه أن دراسة الطب هي رأس العلوم ،،أو مبتكر عظيم ومكتشف رائع ، لأننا فضلنا أن يقرأ القانون لأن دراسته أفضل في تقديرنا ، وهكذا يموت الإبداع في بلادي وقتلاه نحن.
إن الإهتمام بقضايا الشباب ومشكلاتهم المعاصرة والاجتهاد من الجهات المسؤولة (كالبيت والمدرسة والجامعة وغيرها من مؤسسات الرعاية ) تعد من القضايا السياسية والاجتماعية والتنموية المهمة، وهي تشكل مؤثر قوي من المؤثرات الدالة على تقدم أو تخلف أي مجتمع ومعلوم أن الشباب يمثل رأس مال المجتمع، وهو مصدر قوته لما يملك من إمكانيات وطاقات وقدرات تعينه على التفاعل مع قضايا المجتمع.
ان الأزمة التي يعيشها شباب اليوم هي أزمة هوية (ldentity crisis) والتي يؤدي فيها التساؤل (*من انا*؟) إلى اهتزاز في كل مفاهيمه السابقة عن تصور لذاتي، وأن النجاح في هذه المرحلة يؤدي إلى إكتشاف الشباب لهويته.
وأزمة الهوية ترتبط بعدم قدرة الفرد على إيجاد تصور واضح له بخصوص مدركاته حول ذاته وما يتوقع منه أو من خلال عجزه عن وضع أو ضبط تصور واضح له بخصوص المعايير والمرجعيات التي يستند عليها سلوكه، وهي الحالة التي تميز الجماعات أو المجتمعات بصفة مستمرة.
ومن أصعب المشكلات التي تواجه شباب العصر الحالي هي عدم توافر الانسجام والتكيف النفسي وعدم التركيز ، والتشتت الذهني وتقلب المزاج ، واضطرابات النوم والشعور بالانطواء والعزلة عن الآخرين (حقا أصبح مجتمع الأسرة غائبا تماما مع الإندماج الفعلي مع المجتمع الافتراضي)
وتعود المشكلات النفسية في المقام الأول إلى سوء توافق الفرد مع نفسه ومع بيئته وذلك لفشله في تحقيق أهدافه وارضاء حاجاته النفسية والجسمية والاجتماعية وتتمثل أهم تلك الإضطرابات في - القلق، التوتر النفسي، فقدان الثقة بالآخرين ، الخوف من المستقبل، المواقف الحياتية التي يتعرضون لها ، التخاذل اللامبالاة التشاؤم، والاكتئاب الوساوس والسرحان، والشعور بالذنب والغيرة والكراهية الزائدة.
ان ثقافتنا مع الاسف الشديد قائمة على تلقينهم الكراهية وأصبحت لهم شعارات لا تفارقهم ( اي كوز ندوسه دوس ،ولفترة كانوا يقولون الجيش يطلع بره ،، لا للحكم الأبوي ، حين نعزز فيه حب قبيلته ونزرع فيه كراهية الآخرين حين نضحك على النكات التي نرددها وهي تسخر من القبيلة، وبذلك نبث السموم التي تتصدر في عقلهم اللاواعي) ، أيضا من المشكلات التي تواجه الشباب هي المشكلات الأسرية والتي تتمثل في كثير من البيوت في عدم الشعور والإحساس باهتمامات الشباب وميولهم ورعايتها ، بل أحيانا بوأدها في مهدها ، عدم تفهم الأسرة لأصدقائهم ، عدم قدرة الشباب على التعبير عن رايهم في وجود راعي البيت ( الديكتاتور الكبير) غير مقبول تعارض رأي الشباب مع أراء الوالدين ،، عدم المودة بين الأب والأم (سئل أحد علماء النفس كيف ينشأ الأبناء نشأة سوية صالحة، فرد بأن أكثر شيء يصلح الأبناء هو أن يحب الأب أمهم وأن تحب الأم أباهم ) ،ولذلك تكون المودة هي الطريق السليم لنشأة جيل صالح ،،لكن للأسف أرى كثير من الأسر تعيش انفصالا معنويا دون قسيمة طلاق داخل البيوت الحزينة بحجة أنهم يعيشون من أجل أبنائهم وهم لا يعلمون أنهم بذلك يؤذون أبنائهم أكثر مما يصلحونهم.
إن عدم مواجهة مشكلات الشباب هذه تساعد على حدوث آثار سلبية كثيره مثل إنتشار الجريمة، وانحراف الشباب وانتشار العنف والتطرف السياسي والديني، وتعاطي المخدرات والكحول، وكلها أمور تحيد بهم عن طريق الحق القويم ، فالتطرف والانحراف في كل الأمور انما هو مدمر للنفس السوية.
نجدد الحديث ونواصل المسير في تناول قضايا هذه الشريحة المهمة و التي لنا كبير أمل في أن يقودوا وطن معافى بعد إنتهاء ظلام الحرب وبزوغ فجر الخلاص.
leila.eldoow@gmail.com