شداد والهلال .. إلغاء المفوضية والإستئنافات

 


 

حسن فاروق
21 July, 2013

 


اصل الحكاية

صدر القرار المتوقع من لجنة الاستئنافات الولائية بعدم شرعية مجلس إدارة نادي الهلال المنتخب ( لأنه ناقص) عضو ، وهي كما ذكرت في هذه المساحة أكثر من مرة سابقة خطيرة تهدد شرعية كل المجالس المنتخبة ، بفقدانها لشرعيتها تلقائيا في حال ( نقص) عضو لأي سبب من الأسباب .
قناعتي الكاملة أن هذا القرار لاعلاقة له بالقانون ، وأنه قرار سياسي وراءه عناصر نافذة في الحزب الحاكم أدمنت تسييس العمل الرياضي بالتدخل المتواصل في الشأن الرياضي من واقع النفوذ السياسي ، وأري أن الرياضة أهدرت وقت ثمين حتي تصل الحكومة لمفهوم أهلية وديمقراطية العمل الرياضي ، ولكن لاحياة لمن تنادي ، الشيء المبشر في ظل هذه التعقيدات أن الحركة الرياضية لم تستسلم لهجمة السلطة علي الرياضة ومحاولاتها المستمرة لتسييسها ، وظلت تتمسك بإستقلاليتها وتقاتل في سبيل أن تبقي هذه المكتسبات ، ومع التضييق الذي وصل مراحل متأخرة واصبح مهددا حقيقيا لأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية لجأت الجهات المتضررة للإتحاد الدولي لكرة القدم لحمايتها من التغول السياسي علي الرياضة .
وجاء الإتحاد السوداني لكرة القدم علي رأس هذه المؤسسات الرياضية في فترة الدكتور كمال شداد عندما تدخل الإتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) في الإنتخابات السابقة وأشرف عليها ، وألغي دور المفوضية في لتتحول إلي مقاعد المتفرجين ، وإتخد مجلس إدارة نادي الهلال الخطوة الأولي في تاريخ الأندية السودانية باللجؤ للفيفا لحماية المجلس المنتخب من تدخل السلطة بقرار الإستئنافات والمفوضية وبدوي الوزير بعدم شرعية المجلس .
وأري أن المعركة الكبري لشداد في مواصلة مابدأه في الإنتخابات السابقة ، بإلغاء أي دور للمفوضية في الإشراف علي الانتخابات خاصة وأن الفيفا أكد بيانا بالعمل في الانتخابات المذكورة أن هذه الاجسام الحكومية لاوجود لها عند الاتحاد الدولي وغير معترف بها .
ننتظر من الدكتور كمال شداد موقف واضح تجاه وضع المفوضية الإتحادية ،وإشرافها علي الانتخابات هذه المرة والذي بدأ بإستلام الترشيحات ، خاصة وأن الدكتور العالم كمال شداد أدري من الجميع بخطر المفوضية ولجنة الاستئنافات علي العمل الرياضي ، مع العلم أن بطرف الاتحاد الذي اكمل دورته مايفيد من الاتحاد الدولي بإلغاء هذه الاجسام من النظام الإساسي ، وإبعادها عن كل مايتعلق بممارسة العمل الرياضي ، وخاطب الاتحاد الحالي الحكومة أكثر من مرة لتعديل قانون الرياضة لتوافق مع موجهات الاتحاد الدولي (فيفا) .
ولكن عدم شفافية الاتحاد مع القاعدة الرياضية ، جعلت هذا المكسب الرياضي الكبير والذي وقف وراءه الدكتور كمال شداد ( سري للغاية) ، وذلك في إطار الموازنات التي تحكم سياسة المجموعة الحالية ، بمحاولة إرضاء الحكومة وعدم خسارة الفيفا .
لذا فإن  الدكتور كمال شداد مطالب بموقف أكثر قوة ووضوح ، لتأكيد مابدأه في الإنتخابات السابقة بإلغاء أي دور للمفوضية في الانتخابات القادمة ، وهو المكسب الأكبر في تقديري من نتيجة الانتخابات ، خاصة وأن شداد هو حامي هذه المكتسبات الرياضية أكثر من المجموعة الحالية ، و المكسب الذي حققه شداد للكرة السودانية بتدخل الفيفا في الانتخابات السابقة لايقارن بأي شيء حتي ولا بنتيجة الانتخابات ، لأن من فازوا هم الداعمين للتدخل السياسي في الرياضة .
ودافع أكثر يجعل شداد يقاتل من أجل هذا المكسب ، هو أن خطر المفوضية ولجنة الاستئنافات تمدد بصورة كبيرة ليصل الاندية ويبطل بقرار سياسي شرعية مجلس إدارة منتخب ، وهي المعركة التي يدخلها مجلس الهلال بسلاح الفيفا أيضا بجانب سلاح المحكمة الادارية، لذا فإن المعركة الحقيقية في إلغاء الإستئنافات والمفوضية .


hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء