شعور سخيف … يازمن … بقلم: عادل الباز
يا زمن وقِّف شويَّة!!
قبل فترة ذهبت للأستاذ ربيع حسن أحمد في منزله محتجاً على احتفائه بجيل الستينيات وقلت له: (الطريقة التحلنا من جيلكم ده شنو.. نمشي الكورة تقولو جكسا وماجد.. في الغنا الكاشف وعثمان حسين.. في السياسة الإمام والترابي وغيرهما. يعني فضاء الوطن مغلق تماماً في مرحلة الستينيات؟). نظر إلي ضاحكاً قائلاً (هسع بالله نحن المتشربكين فيكم ولا إنتو المتشربكين فينا؟)... إلى الآن أجمل الغنا هو غنا الستينات وشبابكم لازالوا عاجزين عن تجتاوز مرحلة الستينات بإبداع جديد!!. تذكرت هذا الحوار وأنا أستمع للأستاذ عبد القادر سالم وهو يتساءل لماذا ننتج غناءً جديدا وأشهر برنامج الآن هو برنامج من الماضي!!. لا شك انه يقصد برنامج (أغاني وأغاني) الذي جذب المشاهدين والشركات المعلنة طيلة خمسة أعوام. أنا لازلت أستمتع بـ(أغاني وأغاني) رغم أن صديقي طارق شريف لم يعد يطيقه. من الطبيعي أن يعتري أي برنامج خلال مسيرة خمسة أعوام شييء من الضعف ولكن التحدي الذي يواجه المبدعين في قناة (النيل الأزرق) هو إحداث المفاجآت داخل إطار البرنامج في كل عام، بمعنى أن يظل الإطار ثابتاً والمضمون متجدد وهو لا يخلو هذا العام من هذه الفكرة باستضافة الشعراء والملحنين. هذا البرنامج حبَّب الغناء السوداني لأجيال من الشباب وأصبح ملتقى للأسر وهو على العموم ممتع ومفيد وتلك رسالة مهمة للإعلام. حافظوا على البرنامج وطوِّروه عاماً بعد عام.
مفاعل نووي بجيب الهوا!!
عندما أقدمت سوريا على بناء مفاعل نووي صغير قامت الطائرات الإسرائيلية بهجوم مسح به الأرض في دقائق، ورغم هذا العدوان الواضح التزم العالم كله الصمت إزاء الجريمة الإسرائيلية. ليست هذه هي المرة الأولى التي تُقْدِمُ فيها إسرائيل على قصف مفاعل نووي عربي، ففي العام 1992م هاجمت الطائرات الإسرائيلية مفاعل العراق النووي وساوت به الأرض، وأيضاً مارس العالم فضيلة الصمت. الآن تُذاع التهديدات الإسرائيلية على فضاء العالم مهددة بنسف المفاعلات النووية الإيرانية والعالم صامت بل بعضه مشجع. تذكرت هذه الحكايات وأنا أقرأ خبر المفاعل النووي السوداني الذي وافقت عليه الوكالة الدولية للطاقة على الرغم من أنني لا آخذ مثل هذه الأخبار مأخذ الجد لأنني أعرف البئر وغطاها، لكن من العقل ألا تهدر الموارد الشحيحة فيما لا يفيد حالياً ومخاطره بائنة ويد إسرائيل التي لحقت لاندكروزرات في صحارى الشرق لا يعجزها تدمير مفاعل نووي صغيراً كان أم كبيرا أياً كان غرضه. إسرائيل لن تنسى مشاركة السودان في حرب 1973م ومواقفه التي ظلت على استمرار ضدها، أي أن السودان عدو وهي ليست لها فضيلة التسامح مع الأعداء النوويين.
شعور سخيف
على قناة (دريم) شاهدت هشام الجخ.. هشام الجخ ظاهرة شعريَّة مصرية مدهشة.. هو الشاعر الوحيد حسب علمي في العالم العربي الذي يدخل الناس لحفلاته الشعرية كما يسميها بفلوس. سعيت أن أدخل إحدى حفلاته بساقية الصاوي وسط القاهرة، لكنني لم أستطع الحصول على تذكرة لنفاد كافة التذاكر ومن وقت باكر. يسعدني أن أقدِّم هذه القصيدة لهشام الجخ لتعلموا أن أم الدنيا تلد في كل شيء عجيب.
شعور سخيف
إنك تحس بإن وطنك شيء ضعيف
صوتك ضعيف
رأيك ضعيف
إنك تبيع قلبك وجسمك
وإنك تبيع قلمك وإسمك
ما يجيبوش حق الرغيف
سألوا جحا عن سر ضحكه
قالك أصل اتنين وشبكو
اللي كان من تحت ميت
واللي كان من فوق كفيف
دا شعور سخيف
وشعور سخيف
إنك تكون رمز الشحاتة
تبني مبنى للشحاتة
تعمل وزراة للشحاتة
يا ساقية دوري... عدي فوقي ودوسي
نصبوا عليا وشحتوني فلوسي
ربطوني فيكي.. حتى ما اتغميت
هما اللى فرحوا ووحدي أنا اتغميت
أنا اللي صاحب البيت
عايش بدون لازمة
ولما مرة شكيت
إدونى بالجزمة
أنا اللي زارعك دهب
بتأكليني سباخ
إن كان دة تقل ودلع
بزيادة دلعك باخ
لا شفت فيكي هنا
ولا شفت فيكي ترف
كل اللي فيكي قرف
كرامتنا متهانة
واللقمة بإهانة
بتخلفينا ليه لما انتي كارهانا!!!