أمس منذ الثامنة صباحا تسمرنا جميعا على شاشات التلفزيون في داخلنا قلق لا يهدأ وفي أيدينا ريموت كنترول لا يكف عن التجول بين أكثر من ست محطات رئيسة تنقل الحدث وهاتف لا يتوقف عن الرنيين. هذا مشهد تاريخي لن يتكرر في مدى حياتنا وعلينا الانتباه والتركيز في اللحظة الراهنة. تركنا منذ الأمس جدل السياسين وتصريحاتهم خلفنا فلم يعد لديهم ما يقولون، اللحظة الراهنة أبلغ من كل الأقوال.
الصورة على الأرض كما نقلتها الفضائيات، اصطف الجنوبيون في طوابير ممتدة في مشهد حضاري راقٍ، كل يحمل بين يديه رقم تسجيله وفرحة لا تخطئها عين تغمرهم. ولكن هذه الفرحة لم تقدهم لصنع فوضى ولا إثارة توتر في المراكز أو بعيداً عنها، كان التعبير في كل الحالات هو الرقص والفرح. هذه مشاهد بديعة ذكرتني بأيام المهرجانات العالمية التي كنا نسعى في دهاليزها إذ تحشتد بالصخب والطلاقة والهدوء، كل شيء على إيقاع منتظم لا تهريج ولا توتر.
اطل من على قناة البى بى سى صديقى وابن دفعتى د. لوكا بيونق هادئا وباسما كعادتة قال كلاما يشهبة تمام مقدما هذا المشهد الحضارى للعالم قائلا( اننا كسودانيون شماليون وجنوبيين فخرون اننا اوفينا بالتزامنا وبما تعاهدنا عليه ونمارس استحقاق تقرير المصير اليوم بشكل حضارى يشهده كل العالم الذى سيعرفنا من خلال هذه الممارسة).
قدمنا شعب الجنوب نحن السودانيون امس للعالم بشكل رائع، انظروا هؤلاء هم السودانيون الذين زعمتم انهم سيتقاتلون وستفيض انهارهم دما هاهم يمضون فى انفاذ التزاماتهم دون هرج وليس من طلقة واحدة و(لاشكلة) وقعت اثناء الاقتراع ولاقريبا من المراكز هل من صورة تبيض وجه السودان اكثر من تلك.؟شكرا شعب جنوب السودان.