شهادتي للتاريخ .. الرائد عبد الله الصافى الذي لا نعرفه
خالد البلولة
14 July, 2023
14 July, 2023
يقول اديبنا الطيب صالح اجمل النقد ما كان عن محبة واقول امتع الكتابة عندي عندما تكون عن عزيز له محبة ومعزة خاصة وعبد الله ود سعدية ماخلى الحبة من محبة الناس،كما قال الشيخ ود بدر(العنده محبة ما خلى الحبة والماعنده محبة ماعنده الحبة).
#الرائد عبد الله الصافى (واشتهر بين اهل امه بعبد الله ود سعدية)فى الحسبة قريب لحمة ودم(وعرفت منه أن علاقتنا بوالده ود الصافي اقرب من سعدية امه)لكن اعجابي بشخصه أومحبتي له تقوم على اشياء قد لا تبدو موضوعية للكثيرين فهو لا دفعتى ولا زميل دراسة ولا نديدي ومع ذلك اعده نديدي وعنوان قصيدي كما يقول سيف الجامعة فى اغنيته الجميلة فمعرفة امثال عبد الله كنز لذلك نكن له من الاحترام الكثير والمحبة التى لا تشوبها ردة .
#معرفتي به جاءت متاخرة(وأن تاتى متاخرا خير من أن لا تاتي) اذكر جيدا وانا طفل صغير عندما جاء للقرية مرتديا البزة العسكرية والكاب متخرجا من الكلية الحربية،والنساء يزعردن وبعدها لم نكن نراها كثيرا والمرة الثانية اتذكر حفل زواجه فى فى ديوان الامين خالى حيث غنى فيه الفنان فيصل الخير عدد من الاغنيات اذكر منها منعوك اهلك ،والهلال هلا :-
شفنا حبيب بنريدو غير علة
اهلا بيهو الهلال هلا
الحزن ولى وكوكب الافراح
في السماء تجلا
شفنا حبيب الروح النوّر الحله
يا سلااام ،هذه المواقف والمشاهد ماثلة امامى كانها كانت بالامس القريب .
#يمتاز عبد الله بشخصية فريدة ويمتلك سمات عجيبة التواضع البساطة تالفه من اول مرة،عندما اراد اصدار كتابه (شهادتي للتاريخ )ارسل مسودة الكتاب قبل طباعتها وطلب ملاحظاتي وهذه المسودة اطلع عليها قبلى عدد من الباحثين وجهابذةالعلم و المعرفة منهم البوني واكاديمى جنوبي استاذ بكلية القانون جامعة الخرطوم الخرطوم واخرين ،قلت :له ماذا امثل امام هؤلاء؟!! فقال (يهمنى رايك) لا يبخس رايا مهما كان.
وهناك ميزة اخري يتصف بها عندما تدلي له بمعلومة وتظن انها جديدة وانك الوحيد الذي يلم بتفاصيلها تجده ينصت اليك بكل اهتمام ويشعرك انه يستمع اليك بكل جوارحه مستمتعا ومعجبا ويستفسرك عن اسرارها وانت تحكى مستمتعا وتكتشف لاحقا انه يعرف البئر وغطاها لكن يستحيل ان يشعرك بذلك ويديك احساس انه يعرفها لأول مرة .
*كنت اسكن حلفايا الملوك وبالبيت الذي اسكنه يبعد عن منزله مسافة فركة قدم ويومذاك كان الاستاذ ابراهيم حسن، رحمة الله عليه طريح الفراش بمستشفى حاج الصافي فاتصل يخبرني ان ابراهيم يرقد فى المستشفى لمعاودته واخبرني بوفاته بحكم القرب الجغرافي وصلت باكرا مع الاخ كمال الامين واظنه اخس فينا الظن واننا يمكن نساعده فى غسل الجنازة وللاسف خيبنا ظنه ويكن لدينا اي معرفة بغسل الميت وسبحان الله فقام ابنه عمر باللازم دون ان يطرف له جفن (ماشاء الله تبارك الله )حتى وصل الاهل من النوبة واكملوا الباقي اكبرت فيه هذا الموقف ايما اكابر .فهذا دليل تقدير واحترام ومحبة. فهو رغم ظروف الحياة ومشاغلها لكنه يحرص على مشاركة الناس فى السراء والضراء،وكثيرا ما نجده فى مناسبات النوبة الاجتماعية سواء فى السراء او الضراء .
*لفت نظري علاقته بالاستاذ الطيب الواعظ ومحبتهما لبعضهما البعض وصداقتهما رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية واذكر عند مناقشة كتابه (شهادتي للتاريخ)فى مركز عبد الكريم ميرغنى تحدث الواعظ عن معرفته بالكاتب فقال (منذ ان عرفت عبد الله طفلا لم اعهد فيه الكذب البتة)و مهما اختلفت معه فى الراي يراعي ادب الاختلاف لا يجرح ولا يسيء ولايتنطع ولا يدعي المعرفة.
وفى هذا السياق يروي انه ذهب برفقة صديقه احمد الحسين الى محجوب شريف بعد عودته مستشفيا،فصادف هناك ضابطا يحكي أنه حرك الدبابات من المدرعات وفعل وفعل والجميع ينصتون اليه ،فقال صديقه احمد صحح الزول ده ،كلامه كل غلط،فقال له الصافي(خليه هو مستمتع والناس مستمتعة).فرد عليه صديقه احمد(تافه).
*كنت اظن عبد الله بحكم التربية العسكرية ان يكون انسانا عنيدا يمشي حياته بالتعليمات لكن وجدته صارما حازما وقت الحزم والجد وفى الاوقات التى تستدعي اللين تجده كالطفل هينا لينا ديمقراطيا فكرا وممارسة يحترم الراي والراي الاخر وتربطه بابنائه علاقة مميزة لاحظت ذلك مع ابنه عمر ،تشعر انه(فردته)مع احترام المقامات.
سالته عبد الله تبدو شخصيتك مرنة رغم انك تربيت على الانضباط والزبط والربط فقال(إن كانت هذه الصفات صحيحه كما ترى فإني اعترف بأني اكتسبتها بحكم العمل في مواقع ومهن مختلفة اكسبني معرفة الناس،كان زملائى فى الجيش يسموننى عبدالله عسكرية من شدة الصرامة وعملت ايضا كاتب سراكي مع البنايين بخشم القربه ومدرس للبنات فى المتوسطة وضابط جيش وعاشرت عدد من المساجين عند اعتقالنا ثم ضابط إداري تم فصله عن العمل بعد قوانين سبتمبر واشتغلت سايق تاكسي وتاجرت في السمن والعسل وعملت موزع ثلج ومزارع ومربي ابقار كل هذه المهن والحرف اكسبتنى كيف اتعامل مع الطبيب و المهندس والخفير والراعي بروح واحدة فهل الاكتساب يحول الطباع الاصلية ؟؟ لا ادري؟!
*مجالسة عبد الله ود سعدية فوائدها لا تحصى ولا تعد ،فاذا اردت حديث السياسة بفهم ودون تعصب تجدها عنده واذا بحثت عن الحكاوي فهو حكاء بالدرجة الاولى وان ابتغيت الادب والشعر فهو قاص وجرب نشر القصة القصيرة فى مجلة العربى وهو ذكي ولماح ويحكى عنه عند مقابلة القائد العام عند تقديمه للكلية الحربية طُلب منه ان يسلم عليه دون يمشي على الموكيت فطواه حتى امتثل امامه واداءه التحية واظن يومذاك نميري قال (اداني التحية والمنام ابا لى فقبلته) وهو معلم ومربي ويحكى ان ابنته الكبري صحّحت معلم اللغة الانجليزية عندما اخطأ فى نطق كلمة انجليزية نطقا صحيحا فعدها المعلم وقاحة منها فطلب منها حضور ولي امرها فجاء وسمع القصة من المعلم فى حضور إبنته وطلب منه أن تذهب الى فصلها،فقال للمعلم(بنتى نطقها صحيح لكن ماداير أقول ليك كده قدامها).
حفظك ورعاك ..ودامت المحبة
الجمعة: ١٤-٧-٢٠٢
khalidoof2010@yahoo.com
//////////////////////
#الرائد عبد الله الصافى (واشتهر بين اهل امه بعبد الله ود سعدية)فى الحسبة قريب لحمة ودم(وعرفت منه أن علاقتنا بوالده ود الصافي اقرب من سعدية امه)لكن اعجابي بشخصه أومحبتي له تقوم على اشياء قد لا تبدو موضوعية للكثيرين فهو لا دفعتى ولا زميل دراسة ولا نديدي ومع ذلك اعده نديدي وعنوان قصيدي كما يقول سيف الجامعة فى اغنيته الجميلة فمعرفة امثال عبد الله كنز لذلك نكن له من الاحترام الكثير والمحبة التى لا تشوبها ردة .
#معرفتي به جاءت متاخرة(وأن تاتى متاخرا خير من أن لا تاتي) اذكر جيدا وانا طفل صغير عندما جاء للقرية مرتديا البزة العسكرية والكاب متخرجا من الكلية الحربية،والنساء يزعردن وبعدها لم نكن نراها كثيرا والمرة الثانية اتذكر حفل زواجه فى فى ديوان الامين خالى حيث غنى فيه الفنان فيصل الخير عدد من الاغنيات اذكر منها منعوك اهلك ،والهلال هلا :-
شفنا حبيب بنريدو غير علة
اهلا بيهو الهلال هلا
الحزن ولى وكوكب الافراح
في السماء تجلا
شفنا حبيب الروح النوّر الحله
يا سلااام ،هذه المواقف والمشاهد ماثلة امامى كانها كانت بالامس القريب .
#يمتاز عبد الله بشخصية فريدة ويمتلك سمات عجيبة التواضع البساطة تالفه من اول مرة،عندما اراد اصدار كتابه (شهادتي للتاريخ )ارسل مسودة الكتاب قبل طباعتها وطلب ملاحظاتي وهذه المسودة اطلع عليها قبلى عدد من الباحثين وجهابذةالعلم و المعرفة منهم البوني واكاديمى جنوبي استاذ بكلية القانون جامعة الخرطوم الخرطوم واخرين ،قلت :له ماذا امثل امام هؤلاء؟!! فقال (يهمنى رايك) لا يبخس رايا مهما كان.
وهناك ميزة اخري يتصف بها عندما تدلي له بمعلومة وتظن انها جديدة وانك الوحيد الذي يلم بتفاصيلها تجده ينصت اليك بكل اهتمام ويشعرك انه يستمع اليك بكل جوارحه مستمتعا ومعجبا ويستفسرك عن اسرارها وانت تحكى مستمتعا وتكتشف لاحقا انه يعرف البئر وغطاها لكن يستحيل ان يشعرك بذلك ويديك احساس انه يعرفها لأول مرة .
*كنت اسكن حلفايا الملوك وبالبيت الذي اسكنه يبعد عن منزله مسافة فركة قدم ويومذاك كان الاستاذ ابراهيم حسن، رحمة الله عليه طريح الفراش بمستشفى حاج الصافي فاتصل يخبرني ان ابراهيم يرقد فى المستشفى لمعاودته واخبرني بوفاته بحكم القرب الجغرافي وصلت باكرا مع الاخ كمال الامين واظنه اخس فينا الظن واننا يمكن نساعده فى غسل الجنازة وللاسف خيبنا ظنه ويكن لدينا اي معرفة بغسل الميت وسبحان الله فقام ابنه عمر باللازم دون ان يطرف له جفن (ماشاء الله تبارك الله )حتى وصل الاهل من النوبة واكملوا الباقي اكبرت فيه هذا الموقف ايما اكابر .فهذا دليل تقدير واحترام ومحبة. فهو رغم ظروف الحياة ومشاغلها لكنه يحرص على مشاركة الناس فى السراء والضراء،وكثيرا ما نجده فى مناسبات النوبة الاجتماعية سواء فى السراء او الضراء .
*لفت نظري علاقته بالاستاذ الطيب الواعظ ومحبتهما لبعضهما البعض وصداقتهما رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية واذكر عند مناقشة كتابه (شهادتي للتاريخ)فى مركز عبد الكريم ميرغنى تحدث الواعظ عن معرفته بالكاتب فقال (منذ ان عرفت عبد الله طفلا لم اعهد فيه الكذب البتة)و مهما اختلفت معه فى الراي يراعي ادب الاختلاف لا يجرح ولا يسيء ولايتنطع ولا يدعي المعرفة.
وفى هذا السياق يروي انه ذهب برفقة صديقه احمد الحسين الى محجوب شريف بعد عودته مستشفيا،فصادف هناك ضابطا يحكي أنه حرك الدبابات من المدرعات وفعل وفعل والجميع ينصتون اليه ،فقال صديقه احمد صحح الزول ده ،كلامه كل غلط،فقال له الصافي(خليه هو مستمتع والناس مستمتعة).فرد عليه صديقه احمد(تافه).
*كنت اظن عبد الله بحكم التربية العسكرية ان يكون انسانا عنيدا يمشي حياته بالتعليمات لكن وجدته صارما حازما وقت الحزم والجد وفى الاوقات التى تستدعي اللين تجده كالطفل هينا لينا ديمقراطيا فكرا وممارسة يحترم الراي والراي الاخر وتربطه بابنائه علاقة مميزة لاحظت ذلك مع ابنه عمر ،تشعر انه(فردته)مع احترام المقامات.
سالته عبد الله تبدو شخصيتك مرنة رغم انك تربيت على الانضباط والزبط والربط فقال(إن كانت هذه الصفات صحيحه كما ترى فإني اعترف بأني اكتسبتها بحكم العمل في مواقع ومهن مختلفة اكسبني معرفة الناس،كان زملائى فى الجيش يسموننى عبدالله عسكرية من شدة الصرامة وعملت ايضا كاتب سراكي مع البنايين بخشم القربه ومدرس للبنات فى المتوسطة وضابط جيش وعاشرت عدد من المساجين عند اعتقالنا ثم ضابط إداري تم فصله عن العمل بعد قوانين سبتمبر واشتغلت سايق تاكسي وتاجرت في السمن والعسل وعملت موزع ثلج ومزارع ومربي ابقار كل هذه المهن والحرف اكسبتنى كيف اتعامل مع الطبيب و المهندس والخفير والراعي بروح واحدة فهل الاكتساب يحول الطباع الاصلية ؟؟ لا ادري؟!
*مجالسة عبد الله ود سعدية فوائدها لا تحصى ولا تعد ،فاذا اردت حديث السياسة بفهم ودون تعصب تجدها عنده واذا بحثت عن الحكاوي فهو حكاء بالدرجة الاولى وان ابتغيت الادب والشعر فهو قاص وجرب نشر القصة القصيرة فى مجلة العربى وهو ذكي ولماح ويحكى عنه عند مقابلة القائد العام عند تقديمه للكلية الحربية طُلب منه ان يسلم عليه دون يمشي على الموكيت فطواه حتى امتثل امامه واداءه التحية واظن يومذاك نميري قال (اداني التحية والمنام ابا لى فقبلته) وهو معلم ومربي ويحكى ان ابنته الكبري صحّحت معلم اللغة الانجليزية عندما اخطأ فى نطق كلمة انجليزية نطقا صحيحا فعدها المعلم وقاحة منها فطلب منها حضور ولي امرها فجاء وسمع القصة من المعلم فى حضور إبنته وطلب منه أن تذهب الى فصلها،فقال للمعلم(بنتى نطقها صحيح لكن ماداير أقول ليك كده قدامها).
حفظك ورعاك ..ودامت المحبة
الجمعة: ١٤-٧-٢٠٢
khalidoof2010@yahoo.com
//////////////////////