شيلو الصبر!

 


 

مكي المغربي
16 November, 2014

 


...................
في إفتتاح الجولة السابعة كانت هنالك توقعات بالإنهيار المبكر بسبب إبراز الحركة الشعبية لحلفائها في الصورة، والموضوع كان امتحانا لصبر وقوة تحمل الوفد الحكومي وإستدراج له ليرفض التفاوض مع الجبهة الثورية.
ولكن الوفد الحكومي بقيادة غندور أكد قبوله بالتفاوض مع أي شخص يرتضي أن يكون تحت مظلة الحركة الشعبية، وهنا غادر الحلفاء لأنهم لا يقبلون بأن يكونوا تحت إمرة الحركة الشعبية، لديهم حركاتهم وقواتهم ولا يعتبرون أنفسهم تحت إمرة ياسر عرمان..!
وآخرين لديهم رأي في الشراكة مع عرمان ولكن من أجل "توحيد الموقف النضالي" يقبلون بالجبهة الثورية.
والأنفاس تنقبض في إنتظار الساعة الخامسة وما بعد الساعة الخامسة في يوم الأحد 16 نوفمبر 2014، في مفاوضات الجولة السابعة والتي سماها بيان الحركة الشعبية، جولة تاريخية، وهذا يدعو للتفاؤل، لكن التجارب علمتنا أن الباب موارب نحو المزيد من المفاجئات المفرحة والمحزنة:

أولا: هل ستمضي الجولة بسلام ويتم تحديد موعد قريب لتوقيع إتفاق إطاري ووقف إطلاق نار شامل؟!
ثانيا" هل ستمضي الجولة ببطء؟! ويتم ترحيل موعد التوقيع إلى أيام؟! وإذا حدث هذا، هل من الممكن حدوث تراجع خلال هذه الأيام؟!
ثالثا: هل سيحدث تراجع في جولة الساعة الخامسة ويعود الناس إلى المربع الصفري؟ أو لمربع سالب عشرة؟!
صدقوني ... كل هذه الإحتمالات واردة، ولكن ما يسيطر على الأجواء حاليا، الإحتمال الأول والثاني، وهو إحتمال توقيع إتفاق يوم غد، أو على أسوأ الفروض يوم الخميس 20 نوفمبر 2014 ..!
ومن المتوقع أن تنشط الوساطة في إستلام أسماء أعضاء اللجان من الطرفين، بعد جولة الساعة الخامسة، وإلى حين إنعقاد إجتماعات اللجان..!
وأهم لجنة هي لجنة "وقف إطلاق النار" أو لجنة الترتيبات الأمنية لو وضعنا في الإعتبار أنه لا وقف إطلاق نار شامل بدون "ترتيبات أمنية"، لأن تجميع القوات وحصرها هو المدخل الوحيد لعملية التسريح وإعادة الدمج، وهو الهدف الحقيقي من وقف إطلاق النار ومن عملية السلام برمتها، والحركة الشعبية نفسا أكدت في إتفاقية "نافع – عقار" أن الجيش السوداني جيش واحد ويجب أن يكون جيشا واحدا وأن عضوية الجيش الشعبي لا بد أن يكونوا جزءا من الجيش السوداني أو من القوات الأخرى أو الخدمة المدنية أو...
أو يتم إعادة دمجهم في المجتمع المدني وهو ما يعرف بعملية "دي دي آر"، وهي العملية التي لم تكتمل في نيفاشا وباتت معلقة مع القضايا المعلقة، إلى أن صارت من مهددات الإستقرار في السودان، ولذلك لا فائدة من أي إتفاقية سلام لا تشتمل ترتيبات أمنية..!
ونواصل من تحت الأجواء المنقبضة ونكتب بأنفاس منقبضة.. شيلو الصبر ..!

......................
makkimag@gmail.com

 

آراء