شِين إسحاق ونبيذ ود الباز …. بقلم: عادل الباز

 


 

عادل الباز
23 October, 2010

 


في تلك الليلة كنا مجموعة من الصحفيين نتحلق حول طاولة مليئة بالمطايب. أفاض علينا الجنوب أفريقيين بكرمهم المعتاد بأنواع من المأكولات والمشروبات، وليس من عجب فلقد كنا ضيوفاً على رمزهم الأبرز مانديلا. ولمانديلا وشعب جنوب إفريقيا قصة تستحق أن تُروى مع شعب السودان. كان يتوسطنا في ذلك المساء أستاذنا علي شمو والأخ هاشم الجاز الأمين العام لمجلس الصحافة آنذاك والأستاذ تبيدي، بينما الفتيات الجميلات (هاف كاست) يطفن على الموائد وهنّ يحملن الواين المعتق( البااااارد) الذي تنز زجاجته بالندى، أشرت لإحداهن لتأتي إلينا وسط دهشة الجميع، وقدمت كاسي أمام الجميع، وطلبت من الفتاة أن تصب لي كأسا!! هنا بلغت الدهشة قمتها ولم يتسطع القوم صبراً فسألني أستاذنا شمو... ياعادل إنت بتشرب؟ فأخذت الكأس ورفعتها أمام الجميع وقلت: معاذ الله، ولكن يا أستاذ هاشم الجاز، أود أن أسألك؛ هل هذا يستحق إيقاف الصحافة ثلاثة أيام. فذكروا الموقف وضجت الطاولة بالضحك!! كانت الصحافة على أيام رئاستي لها قد نشرت إعلاناً بالإنجليزي للخطوط الجوية الإثيوبية دعت فيه للسفر عبرها لباريس حيث الواين المعتق!! (يعني الواين ذاتو ما في العمارات). اجمتع مجلس الصحافة يومها على عجل واتخذ قراراً بإيقاف الصحافة ثلاثة أيام بلياليها.!! حين قرأت شِين إسحاق توقعت أن القرار إعدام عديل، ولكن ربك ستر وطلعت شين إسحاق أخفّ من واين ود الباز المسكر!! أنا ضد إيقاف الصحف لأي سبب، ومع إيجاد عقوبات، ولكن ليس من بينها إغلاق الصحف وحرمان قرائها من مطالعتها كل صباح. أخونا إسحاق راوئي مبدع، ومن قرأ قصته (أيام الموحيية) التي نشرها في كتابه (أشياء تحت الذاكرة) يدرك أن إسحاق ينتمي لعالم الرواية البديع وليس لعالم السياسيين. ما يصلح للنشر في الرواية والقصة لا يصلح للنشر في الصحف السيارة، وإلا تخيلوا معي لو أننا نشرنا ما قالته بت المجذوب لود الريس في لياليها الغبراء تلك؟ يا إسحاق اكتب في الرواية ما تشاء للصباح، وخفّف في آخر الليل!!.
 

 

آراء