صحا من نومه مبتهجا وقد كان حلمه خال من اي سياسة

 


 

 

صحا من نومه مبتهجا وقد كان حلمه خال من اي سياسة وراي منذ تلك الليلة المباركة أن يتناول حبوب منع التهريج والتغريد خارج السرب !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
بلدنا ليس فيها حكومة ترعي مصالح الناس وليس فيها ناس يفهمون أن ترك الحبل علي الغارب هو سبب التعاسة التي تجلل وجوهنا مع سائر الجسد وقد تحولنا الي اشباح وضاع منا الطريق وفقدنا البريق وكم منا من تائه في الرمال وكثير منا غريق في لجج التكرار والملل ولا جديد !!..
نفس الوجوه التي يعلوها الغبار الممسحة بالزيوت المغشوشة تطل علينا من الشاشات ونسمعها عبر الإذاعات ونراها في الصحف والمجلات ليس من ورائها نفع ولا معلومة ذات قيمة مضافة نمضغها كالعلقم تنسينا طعم الكنافة والأشعار القيافة والقصص والروايات ذات البريق المضيئة لمعالم الطريق وقد احترنا واحتار معنا الريموت ومؤشر المذياع وكشك الصحف ودور الأحزاب الخالية من الاعضاء النائمة طيلة العام من غير معترك أو حراك ومن منازلهم الشامخة يتحكر كبار الساسة فوق كل القرارات نيابة عن التبع والرعايا والامعات ومع ذلك يبشروننا بالانتخابات ومجالس النيابات واجود السياسات في الاقتصاد والدبلوماسية ولعب الثلاث ورقات وحكومة التكنوقراط والبروفات !!..
اتبالغون يا أهل الخير لاقناعنا بأننا دولة مكتملة الأركان مع أن مطيرة شوية تفعل في شوارعنا العجب العجاب ومواصلاتنا العامة المهلهلهة تئن من وجع المفاصل والظهر وهي تخوض الوحل وتجتاز المطبات والحفر وتخرج من ميدان المعركة بكرامة البليلة !!..
قبل صناديق الانتخابات نريد صناديق لجمع القمامة وطمرها أو تدويرها علي حسب المواصفات ولا نريد مبادرات بل نريد مواطن مسؤول يحب الوطن وياكل من عرق جبينه ولا يجلس بالساعات لاحتساء الشاي والقهوة في قارعة الطرقات !!..
عندما تكون الشوارع مثل المراية المجلوة وليس هنالك مياه صرف صحي تغطي الساحات وعندما تسير المواصلات مثل الخيول العربية الأصيلة مع كامل النظافة من السواق وحتي الكمساري والركاب وعندما ينعدل حال المدارس وتتحقق مجانية التعليم والصحة وتختفي الحركات المسلحة وتتحرر وزارة المالية من جبريل وعندما يقتنع حميدتي والبرهان وينزلان المعاش بمبادرة شخصية وقناعة ذاتية يكون استقلال السودان الثالث قد تحقق وبعدها يمكن للناخبين أن يتوجهوا للصندوق !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء