صراع الإخوة الأعدقاء “Frenemies” في حرب التدمير العبثية
عمر الحويج
7 March, 2024
7 March, 2024
بقلم / عمر الحويج
كبسولة :-
الجنجوكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام (ينكرون)
وفي قرى الجزيرة يبطشون وينهبون وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
الإسلاموكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام(يستنكرون)
وفي قرى الجزيرة يستنفرون للحرب وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
***
الإخوة الأعدقاء"Frenemies"في حرب التدمير العبثية .
كنا دائماً مانميل إلى توصيف الإسلامويين في تقلباتهم وتغيرات وتبدلاتهم المتواصلة في تسمية تنظيماتهم حسب المرحلة التي يتواجدون فيها بوصفهم بالحربائية ، ولا أظن أن هذا الوصف ينطبق عليهم ، فالحرباءهذه الحشرة المسالمة الزاهية بألوانها القزحية ، تُغَّير من ألوانها حماية لوجودها الذاتي من كلة لحوم الجسد الأملس اللين المسالم ، ومثلها هناك ، من لايجد الحماية من الذين يغيرون ألوانهم من أكلة لحوم البشر الصامتين الزاحفين النازحين ، من شجرة لظل أخرى ، ومن خفاء لخفاء آخر ، ومن دانة لقذيفة ، وإن كانوا حتماً ، يوماً أو لحين إلى قبورهم ذاهبون ، ومن تبقى إلى بيوتهم مغادرون .
في الحالة الإسلاموية لا يغيرون ما بأنفسهم ، وإنما يغيرون ألوانهم ليس لحماية وجودهم كما تفعل الحرباء ، وإنما لحماية منهوباتهم ، العينية والبنكية والنقدية ، وما خفي في الظل كان دائماً أبشع ، ولم تقتصر المنهوبات على نهب المال والجاه والسلطة وحدها ، وإنما تمتد منهوباتهم منذ القدم ، إلى مسار السياسة والدين ، حين كانوا ينهبون الأحزاب المسماة بالكبيرة ، قياداتها ثم يتبعونها حتى بقواعدها ، وأصحاب هذه الأحزاب لدين الخديعة وهم مصدقون ، مما أدى إلى تمزيق جسد السودان التي كانت ، " كل أجزائه لنا وطن " . كان ذلك قبل أو بعد تمكنهم من السلطة بكاملها بعد إنقلابهم المشوؤم في صباح جمعة (أول إنقلابهم كان كفراً) يوم أطل في الثلاثين من يونيو 89م ، حين كانوا قبلها يبتزون نهباً ، هذه الأحزاب بكاملها بإسم الدين ، كل ذلك ليحافظوا على وجودهم هم أولاً ، في الأرض والوطن الذي اغتصبوه بقوة السلاح ، ثم بعد ذلك يجتثون أي وجود آخر يجدونه أمامهم .فالحرباء المتلونة السمحاء بعيدة بألوانها القزحية ،عن نواياهم الخبيثة هذه ، فأقرب وصف اليهم هي"القرادة" هذه الحشرة ، خبيثة فجوراً في الخصومة ، حين تلتصق بجسد الحيوان ، لتمتص دمه حتى آخر قطرة فيه ، ولا تفارق هذا الجسد إلا بموته أو موتها هي .. أيهما كان أسرع للفناء . وهم في العداوة وفجور الخصومة وإجتثاث ومص دم من تظن أنه العدو ، مثلها وأكثر وأعني الإسلاموكوز ، يبدأ مص الدم والإجتثاث ، بالأحزاب والكيانات والهيئات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، التي كانت تشاركهم المشهد السياسي في الفترات الديمقراطية على قلتها . وعلى ما أعتقد ، أن هذه الخصلة ، لا تقف عند حالنا نحن في السودان مع الإسلام السياسي ، القوا نظرة على هذا التنظيم الأخطبوطي من حولنا ، حتى في قضية فلسطين ، التى نقدس نضال شعبها الطويلو ضد الإحتلال الإسرائيلي الممتد ، هي أيضاً ، كماو الإسلاموكيزاني ،و حذوه النعل بالنعل ، لا تتورع في سبيل تثبيت وجودها الديني الأسلاموي ، أن تقوم بمغامرة غير محسوبة ، يروح ضحيتها أكثر من ثلاثين الفاً ، طفلاً وشيخاً وشاباً وإمراة من شعب فلسطين ، وتدمر منازلهم وبيوتهم والبنية التحية المجهزة بعرق الكادحين النازحين عمرهم منذ ميلادهم ، وهم آمنون في خفائهم ، وهي تعرف نتائج مغامرتها غير المحسوبة لمصلحة تحرير الأرض وإنما لمصلحة تثبيت وجود التنظيم ، وإن لم تحصد من هذه المغامرة ما تبغاه ، فقد تعاطف العالم وشعوبه ، بما فيها الشعب الأمريكي والأوربي وكل شعوب العالم ، مع الشعب الفلسطيني المنكوب ، وليس مع التنظيم العالمي للإسلام السياسي بكل ألوانه ، والكل اليوم يعمل على ابعادها عن السلطة ، التي نهبتها بليل في إنقلاب دموي ، ضد تنظيم فتح في غزة المنكوبة بهم ، كما القرادة الكيزانية في السودان فهي ملتصقة بالجسد الفلسطيني في غزة الملئ بالجراح والآلام ، ولم تجد من يعزف معها مفامرتها غير المحسوبة نتائجها الكارثية ، إلا صنوها الإسلاموي الشيعي ، والتشارك معها في نشر المغامرة إلى شعوب ضعيفة أخرى ، ولم تجد من يتجاوب معها في العزف الدموي ، غير ايران الجاسمة على صدر الشعب الإيراني الرافض لسلطتها ، وإعلانه من قبل رفضه بثورة عاتية ، تم قمعها بوحشية لا مثيل لها في تاريخ قمع ثورات الشعوب ، ووصل تحريك العزف الإيراني إلى حلفاء العقيدة والدم الإسلاموي المغامر في اليمن ، حيث اعلن الحوثيين حربهم ليس على اسرائيل ليغزوها وينقذوا شعب غزة من الآبادة الجماعية ، إنما الوجهة إلى سواحل البحر الأحمر ، تحرشاً بالعالم ممثلاً في إرسال صواريخ الشر الإيرانية لسفن الشحن التجارية لوقف وإيذاء الإقتصاد العالمي المتآذي أصلاً ، وبالتالي نشر الفوضى الاقتصادية التي تؤثر على كل شعوب العالم عدواً كان لهم حليفاً أو صديق بما فيهم شعبهم الذي بحكمه يتشبثون ، ومن هناك يشاركهم العزف على المغامرة ، حزب الله الذي أدخل لبنان في أمر ضيق ، على أمرهم المر وضيق أصلاً وقبلاً .
ومن الذين تضرروا من هذه المغامرة الحمساوية غير المحسوبة ، والتي خرجت منها حماس دون ثمار تحررية جنتها القضية الفلسطينية ، كان ضرراً ، وأظنه كان بنداً من بنود هذه المغامرة قبل تنفيذها هي حرب العبث في دولة السودان ، وتوقيت مغامرة حماس ، كان وكأنه متعمد ، وشعب السودان يعيش وسط حرب ، داعس والغبراء ، وأجزم من ضمن خطة المغامرة ، أن يقدموا العون ، لتنظيمهم العالمي ، بأن يصرفوا نظر العالم عن حصد الشعب السوداني بسلاح المتنازعين على السلطة ، وتصفية أحدهما في الحرب لصالح أحد الطرفين ، الأقرب إليهم في إسلامويته ، وقطعاً هو ذاك ، من كان يزودهم بالمال والسلاح ، وجعله ينفرد بحكم السودان ، وهذا ما حدث بالفعل ، وأنصرف العالم عن حرب السودان العبثية ، وتحول الإهتمام بشعب غزة ، ومحاولة إنقاذه من الفك الاسرائيلي المفترس ، لإعتبارات معلومة ، يستحق شعب غزة الصامد الصابر ، انقاذه منها .
ومن هذا المدخل الحقيقي ، وإن أخذ درب المتخيل ، أستطيع أن أقول ، أن هذه الحرب عبثية بأمتياز ، لأن الإسلام السياسي ، بفرعيه فصيل القصر ( المخلوع) وفصيل المنشية( الترابي) ، وإن لم يكونا ، بذات وبلحم وشحم قديمهم ، فهم ظلهم من الخارج ، وجنينهم الذي خرج من رحمهم من الداخل ، توأمين ، تحولا إلى عدوين ، فصلت بينهم عمليات جراحية يطول شرحها .
استطاعا كل بقدراته الخُبثية الثعلبية ، أن يتلاعبا بالجميع ، ففي فترة المرحلة الإنتقالية ، وبعد ان أطمأنا علي نجاح خطتهم ، بتنصيب لجنتهم الأمنية الإسلاموية ، استطاعا خداع الجميع ، وخرجوا منهم في البداية بوثيقة دستورية معيبة ، ضمنوا من بنودها ، سيادة لجنتهم الأمنية التى طعموها بربيبتهم ، وحمايتهم ذلك الوقت الدعم السريع ، خدعوا جيش من المنافقين طلاب المصالح الذاتية ، وجمعهم تكالب على ثورة ديسمبر "القرنعالمية"والتي فتحت الأبواب على مصراعيها ، لنقل السودان وشعبه إلى ذرى الدولة الحلم ، الدولة العظمى ، بحق وحقيق ، لا كما كانوا يرددون ، حين كانوا يروجون لإنقلابهم ، المشوؤم في 89م من القرن الماضى ، يوم بشرونا بهذه العظمة التي إدعوها ، ولكنهم ، كانوا شبيهوا "القرادة" التي التصقت ، بجسد السودان وشعبه حتى كانت آخرة عظمتها التي إدعتها ، علمتهم كيف يكون الدمار والخراب والموت الزؤام ، والقتل المجاني ، حتى وصل الحد الداعشي في التلذذ بقطع رؤوس الأبرياء والتمثيل بها ، طمعا في السلطة كاملة وإستمرارها ، دون أن تزعجهم لجنة تمكين ، شرعت ونفذت قراراتها في حقهم ، أو حتى تلك الوثيقة الدستورية ، التي يلزم أحد بنودها ، لجنتهم الأمنية بتسليم المدنيين السلطة في التاريخ الذي حددته ، فقرروا إستلام السلطة كاملة بإنقلابهم في 25 أبريل 2021م ، الذي يجيدون تدبيره بنجاح
تصوروه في مخيلتهم المسعورة للسلطة ، ولكنهم عاشوه وشهدوه ، وهو يترنح أمامهم . حينها لجأت ، مستشارية حميدتي دون جنده الذين هم في واد آخر ، زرعه النهب والقتل والإغتصاب ، اما المستشارية ، وهم الخارجون من رحم الفكر الترابي بثعلبيته الماكرة ، وقرروا استخدام كرت العداوة الأحمر مع رفيق دربهم ومصيرهم ، وهو كرت التقية وفقه الضرورة ، من أضابير أدراج خبثهم ، وأعلنوا على لسان حميدتي ، الذى كان أقصى طموحه أن يحافظ فقط على جنجويده ، كذراع عسكري بتار يستخدمه عند اللزوم والحاجة ، والحفاظ على مركزه كالرجل الثاني في حكم البلد الهامل كما يرونه ، وكان هذا أقصى طموحه ، ولكن جاءته فتوى التقية ودخل على الخط فقه الضرورة ، وكان الشعار الجديد ، الذي بدأ بالإنسحاب من الإنقلاب الذي شارك فيه ، وساهم في تدبيره قلباً وقالباً ، سلاحاً وجنجويداً ، وأعلن بملء فيه أنه إنقلب على الإنقلاب واعتذر عنه ، وتبرأ من جرم إرتكابه والمشاركة فيه ، مبرراً أنه اكتشف أن عودة الديمقراطية والحكومة المدنية هي الحل ، التي يحتاجها شعب السودان ، وهو مع الثورة المتمسكة بهذه المطالب ، (كوميديا جنجوكوزية وعجبي!!) ، وهو لن يتخلى عنها للبرهان ، وهم ومستشاريته ، يبطنون كعادتهم ما لايظهرون ، فلن يتخلوا عنها ، لفرعهم مستشارية القصر والبرهان شخصياً ، مما رسب في تحليلات المحللين أنها سباق حنرالين للفوز ، ولو كانت كذلك لهانت ولحلتها المساومة والجودية ، باستمرار تقاسم السلطة بين الجنرالين ولكنها كانت أخطر من ذلك ، كانت سباقاً بين تنظيمين توأمين منفصلين ، واصبحا تنظيمين للإخوة الأعدقاء ، وما أشرها من عداوة وحرب بين الإخوة الأعداء ، فهي تقود قادتها بغبائنها
الى الحرب الضروس بكل ضراوتها وعنفها ، والبحث الآن عن من هو صاحب الطلقة الأولى ، لا جدوى منه ، فالطرفان كان كل منهم يتربص بالآخر ، لذلك دخلا فيها ، وكل منهما كان جاهزاً لخوضها حتي نهاية النصر أو الشهادة دونها .
وفي الختام أقول لكل من انحاز لأحد الطرفين بحسن نية أو سوئها ، أن فوقوا لأنفسكم ، وليتحد الحادبون على الوطن وبذل الجهد والعمل على وقف هذه الحرب اللعينة ، فقد أكلت منا الأخضر واليابس ، ولم يتبقى ، لعشائنا الأخير ، إلا الإنهيار التام .. والنهاية المحتومة .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والعسكر للثكنات
والجنجويد ينحل
ولا وألف لا للحرب
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////
////////////////////////
كبسولة :-
الجنجوكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام (ينكرون)
وفي قرى الجزيرة يبطشون وينهبون وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
الإسلاموكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام(يستنكرون)
وفي قرى الجزيرة يستنفرون للحرب وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
***
الإخوة الأعدقاء"Frenemies"في حرب التدمير العبثية .
كنا دائماً مانميل إلى توصيف الإسلامويين في تقلباتهم وتغيرات وتبدلاتهم المتواصلة في تسمية تنظيماتهم حسب المرحلة التي يتواجدون فيها بوصفهم بالحربائية ، ولا أظن أن هذا الوصف ينطبق عليهم ، فالحرباءهذه الحشرة المسالمة الزاهية بألوانها القزحية ، تُغَّير من ألوانها حماية لوجودها الذاتي من كلة لحوم الجسد الأملس اللين المسالم ، ومثلها هناك ، من لايجد الحماية من الذين يغيرون ألوانهم من أكلة لحوم البشر الصامتين الزاحفين النازحين ، من شجرة لظل أخرى ، ومن خفاء لخفاء آخر ، ومن دانة لقذيفة ، وإن كانوا حتماً ، يوماً أو لحين إلى قبورهم ذاهبون ، ومن تبقى إلى بيوتهم مغادرون .
في الحالة الإسلاموية لا يغيرون ما بأنفسهم ، وإنما يغيرون ألوانهم ليس لحماية وجودهم كما تفعل الحرباء ، وإنما لحماية منهوباتهم ، العينية والبنكية والنقدية ، وما خفي في الظل كان دائماً أبشع ، ولم تقتصر المنهوبات على نهب المال والجاه والسلطة وحدها ، وإنما تمتد منهوباتهم منذ القدم ، إلى مسار السياسة والدين ، حين كانوا ينهبون الأحزاب المسماة بالكبيرة ، قياداتها ثم يتبعونها حتى بقواعدها ، وأصحاب هذه الأحزاب لدين الخديعة وهم مصدقون ، مما أدى إلى تمزيق جسد السودان التي كانت ، " كل أجزائه لنا وطن " . كان ذلك قبل أو بعد تمكنهم من السلطة بكاملها بعد إنقلابهم المشوؤم في صباح جمعة (أول إنقلابهم كان كفراً) يوم أطل في الثلاثين من يونيو 89م ، حين كانوا قبلها يبتزون نهباً ، هذه الأحزاب بكاملها بإسم الدين ، كل ذلك ليحافظوا على وجودهم هم أولاً ، في الأرض والوطن الذي اغتصبوه بقوة السلاح ، ثم بعد ذلك يجتثون أي وجود آخر يجدونه أمامهم .فالحرباء المتلونة السمحاء بعيدة بألوانها القزحية ،عن نواياهم الخبيثة هذه ، فأقرب وصف اليهم هي"القرادة" هذه الحشرة ، خبيثة فجوراً في الخصومة ، حين تلتصق بجسد الحيوان ، لتمتص دمه حتى آخر قطرة فيه ، ولا تفارق هذا الجسد إلا بموته أو موتها هي .. أيهما كان أسرع للفناء . وهم في العداوة وفجور الخصومة وإجتثاث ومص دم من تظن أنه العدو ، مثلها وأكثر وأعني الإسلاموكوز ، يبدأ مص الدم والإجتثاث ، بالأحزاب والكيانات والهيئات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، التي كانت تشاركهم المشهد السياسي في الفترات الديمقراطية على قلتها . وعلى ما أعتقد ، أن هذه الخصلة ، لا تقف عند حالنا نحن في السودان مع الإسلام السياسي ، القوا نظرة على هذا التنظيم الأخطبوطي من حولنا ، حتى في قضية فلسطين ، التى نقدس نضال شعبها الطويلو ضد الإحتلال الإسرائيلي الممتد ، هي أيضاً ، كماو الإسلاموكيزاني ،و حذوه النعل بالنعل ، لا تتورع في سبيل تثبيت وجودها الديني الأسلاموي ، أن تقوم بمغامرة غير محسوبة ، يروح ضحيتها أكثر من ثلاثين الفاً ، طفلاً وشيخاً وشاباً وإمراة من شعب فلسطين ، وتدمر منازلهم وبيوتهم والبنية التحية المجهزة بعرق الكادحين النازحين عمرهم منذ ميلادهم ، وهم آمنون في خفائهم ، وهي تعرف نتائج مغامرتها غير المحسوبة لمصلحة تحرير الأرض وإنما لمصلحة تثبيت وجود التنظيم ، وإن لم تحصد من هذه المغامرة ما تبغاه ، فقد تعاطف العالم وشعوبه ، بما فيها الشعب الأمريكي والأوربي وكل شعوب العالم ، مع الشعب الفلسطيني المنكوب ، وليس مع التنظيم العالمي للإسلام السياسي بكل ألوانه ، والكل اليوم يعمل على ابعادها عن السلطة ، التي نهبتها بليل في إنقلاب دموي ، ضد تنظيم فتح في غزة المنكوبة بهم ، كما القرادة الكيزانية في السودان فهي ملتصقة بالجسد الفلسطيني في غزة الملئ بالجراح والآلام ، ولم تجد من يعزف معها مفامرتها غير المحسوبة نتائجها الكارثية ، إلا صنوها الإسلاموي الشيعي ، والتشارك معها في نشر المغامرة إلى شعوب ضعيفة أخرى ، ولم تجد من يتجاوب معها في العزف الدموي ، غير ايران الجاسمة على صدر الشعب الإيراني الرافض لسلطتها ، وإعلانه من قبل رفضه بثورة عاتية ، تم قمعها بوحشية لا مثيل لها في تاريخ قمع ثورات الشعوب ، ووصل تحريك العزف الإيراني إلى حلفاء العقيدة والدم الإسلاموي المغامر في اليمن ، حيث اعلن الحوثيين حربهم ليس على اسرائيل ليغزوها وينقذوا شعب غزة من الآبادة الجماعية ، إنما الوجهة إلى سواحل البحر الأحمر ، تحرشاً بالعالم ممثلاً في إرسال صواريخ الشر الإيرانية لسفن الشحن التجارية لوقف وإيذاء الإقتصاد العالمي المتآذي أصلاً ، وبالتالي نشر الفوضى الاقتصادية التي تؤثر على كل شعوب العالم عدواً كان لهم حليفاً أو صديق بما فيهم شعبهم الذي بحكمه يتشبثون ، ومن هناك يشاركهم العزف على المغامرة ، حزب الله الذي أدخل لبنان في أمر ضيق ، على أمرهم المر وضيق أصلاً وقبلاً .
ومن الذين تضرروا من هذه المغامرة الحمساوية غير المحسوبة ، والتي خرجت منها حماس دون ثمار تحررية جنتها القضية الفلسطينية ، كان ضرراً ، وأظنه كان بنداً من بنود هذه المغامرة قبل تنفيذها هي حرب العبث في دولة السودان ، وتوقيت مغامرة حماس ، كان وكأنه متعمد ، وشعب السودان يعيش وسط حرب ، داعس والغبراء ، وأجزم من ضمن خطة المغامرة ، أن يقدموا العون ، لتنظيمهم العالمي ، بأن يصرفوا نظر العالم عن حصد الشعب السوداني بسلاح المتنازعين على السلطة ، وتصفية أحدهما في الحرب لصالح أحد الطرفين ، الأقرب إليهم في إسلامويته ، وقطعاً هو ذاك ، من كان يزودهم بالمال والسلاح ، وجعله ينفرد بحكم السودان ، وهذا ما حدث بالفعل ، وأنصرف العالم عن حرب السودان العبثية ، وتحول الإهتمام بشعب غزة ، ومحاولة إنقاذه من الفك الاسرائيلي المفترس ، لإعتبارات معلومة ، يستحق شعب غزة الصامد الصابر ، انقاذه منها .
ومن هذا المدخل الحقيقي ، وإن أخذ درب المتخيل ، أستطيع أن أقول ، أن هذه الحرب عبثية بأمتياز ، لأن الإسلام السياسي ، بفرعيه فصيل القصر ( المخلوع) وفصيل المنشية( الترابي) ، وإن لم يكونا ، بذات وبلحم وشحم قديمهم ، فهم ظلهم من الخارج ، وجنينهم الذي خرج من رحمهم من الداخل ، توأمين ، تحولا إلى عدوين ، فصلت بينهم عمليات جراحية يطول شرحها .
استطاعا كل بقدراته الخُبثية الثعلبية ، أن يتلاعبا بالجميع ، ففي فترة المرحلة الإنتقالية ، وبعد ان أطمأنا علي نجاح خطتهم ، بتنصيب لجنتهم الأمنية الإسلاموية ، استطاعا خداع الجميع ، وخرجوا منهم في البداية بوثيقة دستورية معيبة ، ضمنوا من بنودها ، سيادة لجنتهم الأمنية التى طعموها بربيبتهم ، وحمايتهم ذلك الوقت الدعم السريع ، خدعوا جيش من المنافقين طلاب المصالح الذاتية ، وجمعهم تكالب على ثورة ديسمبر "القرنعالمية"والتي فتحت الأبواب على مصراعيها ، لنقل السودان وشعبه إلى ذرى الدولة الحلم ، الدولة العظمى ، بحق وحقيق ، لا كما كانوا يرددون ، حين كانوا يروجون لإنقلابهم ، المشوؤم في 89م من القرن الماضى ، يوم بشرونا بهذه العظمة التي إدعوها ، ولكنهم ، كانوا شبيهوا "القرادة" التي التصقت ، بجسد السودان وشعبه حتى كانت آخرة عظمتها التي إدعتها ، علمتهم كيف يكون الدمار والخراب والموت الزؤام ، والقتل المجاني ، حتى وصل الحد الداعشي في التلذذ بقطع رؤوس الأبرياء والتمثيل بها ، طمعا في السلطة كاملة وإستمرارها ، دون أن تزعجهم لجنة تمكين ، شرعت ونفذت قراراتها في حقهم ، أو حتى تلك الوثيقة الدستورية ، التي يلزم أحد بنودها ، لجنتهم الأمنية بتسليم المدنيين السلطة في التاريخ الذي حددته ، فقرروا إستلام السلطة كاملة بإنقلابهم في 25 أبريل 2021م ، الذي يجيدون تدبيره بنجاح
تصوروه في مخيلتهم المسعورة للسلطة ، ولكنهم عاشوه وشهدوه ، وهو يترنح أمامهم . حينها لجأت ، مستشارية حميدتي دون جنده الذين هم في واد آخر ، زرعه النهب والقتل والإغتصاب ، اما المستشارية ، وهم الخارجون من رحم الفكر الترابي بثعلبيته الماكرة ، وقرروا استخدام كرت العداوة الأحمر مع رفيق دربهم ومصيرهم ، وهو كرت التقية وفقه الضرورة ، من أضابير أدراج خبثهم ، وأعلنوا على لسان حميدتي ، الذى كان أقصى طموحه أن يحافظ فقط على جنجويده ، كذراع عسكري بتار يستخدمه عند اللزوم والحاجة ، والحفاظ على مركزه كالرجل الثاني في حكم البلد الهامل كما يرونه ، وكان هذا أقصى طموحه ، ولكن جاءته فتوى التقية ودخل على الخط فقه الضرورة ، وكان الشعار الجديد ، الذي بدأ بالإنسحاب من الإنقلاب الذي شارك فيه ، وساهم في تدبيره قلباً وقالباً ، سلاحاً وجنجويداً ، وأعلن بملء فيه أنه إنقلب على الإنقلاب واعتذر عنه ، وتبرأ من جرم إرتكابه والمشاركة فيه ، مبرراً أنه اكتشف أن عودة الديمقراطية والحكومة المدنية هي الحل ، التي يحتاجها شعب السودان ، وهو مع الثورة المتمسكة بهذه المطالب ، (كوميديا جنجوكوزية وعجبي!!) ، وهو لن يتخلى عنها للبرهان ، وهم ومستشاريته ، يبطنون كعادتهم ما لايظهرون ، فلن يتخلوا عنها ، لفرعهم مستشارية القصر والبرهان شخصياً ، مما رسب في تحليلات المحللين أنها سباق حنرالين للفوز ، ولو كانت كذلك لهانت ولحلتها المساومة والجودية ، باستمرار تقاسم السلطة بين الجنرالين ولكنها كانت أخطر من ذلك ، كانت سباقاً بين تنظيمين توأمين منفصلين ، واصبحا تنظيمين للإخوة الأعدقاء ، وما أشرها من عداوة وحرب بين الإخوة الأعداء ، فهي تقود قادتها بغبائنها
الى الحرب الضروس بكل ضراوتها وعنفها ، والبحث الآن عن من هو صاحب الطلقة الأولى ، لا جدوى منه ، فالطرفان كان كل منهم يتربص بالآخر ، لذلك دخلا فيها ، وكل منهما كان جاهزاً لخوضها حتي نهاية النصر أو الشهادة دونها .
وفي الختام أقول لكل من انحاز لأحد الطرفين بحسن نية أو سوئها ، أن فوقوا لأنفسكم ، وليتحد الحادبون على الوطن وبذل الجهد والعمل على وقف هذه الحرب اللعينة ، فقد أكلت منا الأخضر واليابس ، ولم يتبقى ، لعشائنا الأخير ، إلا الإنهيار التام .. والنهاية المحتومة .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والعسكر للثكنات
والجنجويد ينحل
ولا وألف لا للحرب
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////
////////////////////////