صراع فى قبة المهدي

 


 

 

حزب الامه .. حزب مهم فى الحياة السياسية السودانية .. وله رصيد فى الفوز بالانتخابات .. حيث له مزية الأنصار.. امتداد الثورة المهدية التى قادها الامام محمد احمد المهدي .. وكان يجد الدعم السريع المؤزر من كل أهل السودان.. ويهزم الاستعمار والغزاه .. وأصبح رجلا مهما فى تاريخ السودان ..

السودانيون حتى عهد عبدالرحمن المهدي ابن الامام المهدي .. يكنون له احتراما خاصا ..حيث صدره مزركشا بزخات رصاص الانجليز فى الشكابا .. وله عبارات تلهب حماس السودانيون.. مثل السودان .. للسودانيين .. ، وكان شعاره: “لا شيع ولا طوائف ولا أحزاب، ديننا الإسلام ووطننا السودان”. .
.. تم تقيد حركته ايام الانجليز ولكن بفطنته .. بنى علاقات مع الحكام الاداريين..
.. وكان حضورا مميزا فى مشهد رفع العلم محدقا إلى اعلى .. اتجه إلى الإنتاج والدولة الحديثة .. ومحو الفقر والمصالحات السياسية والمجتمعية .. وقال للانجليز هذا سيفى فى غمده لكم .. وصدري مخددا برصاصكم ..
لكن أصابت الحزب بكتيريا صراع ال البيت .. عند القبة وأظهر الصادق المهدي خصومة مع عمه الهادي المهدي .. الذى احتفظ بجانبه السياسي المحنك محمد احمد محجوب.. لكن الصادق المهدي ضن عليه أن يكون رئيسا للوزراء .. وكان رائد التشظى .. حيث أنشأ جناحا له .. يكل سريعا من الطيران .. ويسقط..

وبعد سيطرة مايو على مقاليد السلطة.. انتبذ الهادئ المهدى مكانا فى جزيرة ابا التى قصفتها الطائرات .. وكان أحد قيادات الإخوان المسلمين .. محمد صالح عمر مرابطا معه ..
بعد المصالحات التى قادها الصادق مع سلطة مايو.. تبرم أبناء الهادي المهدى وقالوا .. نحن أولياء الدم
ونحن من نعفو.. وليس غيرنا .. وكان الشريف حسين الهندي أكثر قربا للهادى المهدي ..
احتفظ الصادق المهدي لنفسه برئاسة الوزراء .. والحزب والإمام وقائد الجيش والانصار .. وليس للغر المحجلين واهل الصفه مكان .. حل مكانهم أهل الفلوس والضحاكات ..

جاءت فترة الإنقاذ ومثلث العلو والهبوط بالنسبة لحزب الامة بقيادة الصادق .. وتشظى حزب الامه تشظيا مركبا يصعب علاجه..
حيث بعض الابناء مع البشير .. واعتبره الخصوم ..تكتيكا .. واتهم بالهبوط الناعم .. وقاد مبارك الفاضل صراعا محموما .. سمعنا منه عبارات العتاب.. حيث قال أخذ الصادق الحزب فى شنطته ..واحتكره فى بيته وابناؤة ..
تحول المنزل إلى ثكنة حزبية .. وسياسة .. وفى هذا جهدا مركبا وابتلاء .. و نحن نعرف ان بيته اصلا مقسما بين زوجتين .. الراحلة سارة الفاضل تخرجت من امريكيا .. لها حضورا اعلاميا .. وبناتها وأولادها أكثر حظوة .. وان كنا لا نرى فى السطح تشاكسا..
ولكن شاهدنا نقدا لاذعا فى التليفزيون الاستاذة فاطمة عبدالرحمن المهدي .. عمة الامام الصادق فى حوار تليفزيونى غاضبة .. تقول ..ليس من حق الصادق .. أن يتصرف فى القبة حسب مزاجه ... وتحويلها إلى مدفنة . ويدفن فيها موتى يختارهم بنفسه داخل القبة .. وليست القبة لهذا الغرض ...
وقد حاول الامام الصادق دفن صديقه وصفيه .. .د. عمر نوالدائم فى القبة .. وربما فى قادم الايام يدفن د.صلاح مناع بعد عمر طويل حيث انه نسيب د. عمر نورالدائم..
..
هذة الايام تسيدت د.مريم الصادق القرار .. وكنا نسمع القائد اللواء برمه يصرح بحكم موقعة.. لكن د.مريم تمسح كلامه .. وهى من تقول له خطوات تنظيم .. مكانك سر.. وجلس د.الامين ود. سارة نقدالله فى كنبة الاحتياط ..
وقد شاهدت د. مسار فى حوار مع د.مريم الصادق متبرما ومتجهما قبل أن يغادر الحزب .. وتبعه د. تيجانى سيسي .. وقاد اتفاقية الدوحة اوصلها للأمم المتحدة .. حتى لا ينفرط الإقليم الدارفوري ثقل حزب الامة .. الذى يسيطر عليه الان مناوي وحميدتي .. وعبدالواحد .. وجبريل..
هذا الصراع المحموم .. والشعور بالغبن والعوز.. ومعسكرات النزوح والخلخلة المجتمعية فى دارفور خصمت كثيرا من رصيد حزب الامه ..
.. لا أعتقد أن حزب الامه سيكون بطلا للدوري بعد الان .. عليه ان يتصارع مع ودنوباوي والتعايشه ...
.
كذلك تصرفات د.مريم الصادق . التى شاهدها الشعب .. اخذت نساء الملازمين والهتافات فى صالة كبار الزوار فى مطار الخرطوم .. عاشت مريم المنصورة ..
د.مريم لا تدرك قيمة أنها تتبع لحزب عريق تترصده أعين الخارج لتذويب الحديد داخله لإخماد جذوة النضال من مبادىء ثورة تاريخية.. وكانت صيدا سهلا .. لمخابرات معقدة .. مر بها والدها....دخلت مركز الأهرام مكان صياغة القرار المصري وتحدثت بلغة فيها تنازلات.. وهى تعلم أن القاهرة.. أوقفت والدها فى المطار ومنعته من الدخول ضربة لا يتحملها أهل الدروع والخليل.. حتى اعتصام القيادة اختطف لصالح الجبهات المعادية للسودان .. فى الداخل والخارج .. ومحاصصتهم ..
سافرت د. مريم إلى بلاد السيراميك والبورسلين .. المغطى بالسجاد العجمي الفاخر .. والفلل الطافية فى مياة دبي .. هؤلاء يحبون السجاد الايراني.. وليس سجاد وبروش خلاوي الغبش.. حيث تعلم الجد المهدي..
قبة المهدي .. اصبحت جزء من التراث السودانى.. رمزا لنضال وليس لقداسة ..
ولا يحق لاحدا أن يسيطر عليها.. حتى لا نسمع غدا أحدا من ديناصورات المال داخليا وخارجيا وأصحاب الغرض .. اخذ القبة .... لتحويلها إلى جبانة هايصة ..او مشروع سياحى .. التذاكر عند بوابة عبدالقيوم ..

tahagasim@yahoo.com
//////////////////////

 

آراء