اصل الحكاية
وجه المنتخب الكيني صفعة قوية للإتحاد العام السوداني لكرة القدم ، برفضه أداء المباراة الودية المعلنة امام المنتخب السوداني بمدينة الفاشر ، وكالعادة بداء قادة الاتحاد حملة التبريرات للفشل الاداري الذي تسبب في إلغاء المباراة ، وكعادتهم لن يعترفوا بأخطاءهم ، وسيواصلون في ذات الطريق مقدمين نموذج سيء في العمل الاداري الذي أختلط معهم فيه الحابل بالنابل ، وهو وضع طبيعي لإتحاد يرفض قادته حتي اليوم الاستقالة وبأضعف الايمان الاعتذار عن فضيحة مشاركة مساوي الشهيرة.
الاتحاد الكيني لكرة القدم لم يكتف بالرفض المعلن من خلال البيان الذي أصدره امس الاول ، بل ذهب الي ابعد من ذلك بتقديم شكوي رسمية للإتحاد الدولي (فيفا) بدعوي أن عدم قيام المباراة سيؤثر في عملية التصنيف الدولي للمنتخبات وهو ماإعتبروه حق وطالبوا بإعتبار النتيجة لصالحهم .
كان يوم أمس في العاصمة السودانية الخرطوم يوم الوساطات العالمي ، تدخل الجميع لإقناع المنتخب الكيني بأداء المباراة في الفاشر وفشلت جميعها ، لأن الإتفاق حسب تصريحاتهم كان بأداء المباراة في الخرطوم وليس الفاشر ، فقد حاول اسامة عطا المنان إيجاد طائرة خاصة لنقلهم إلي الفاشر والعودة بعدها مباشرة ولكن المحاولات حسب الأخبار باءت بالفشل ، ولم تفلح تدخلات ابوجبل أمين عام الاتحاد ، وتدخل والي شمال دارفور ، ووصل التدخل حديث هاتفي بين الوالي ورئيس البعثة ولكن رئيس البعثة رفض ( مادخل الوالي في هذا الشأن الرياضي ليتصل برئيس بعثة منتخب وطني مؤكد أنه ممثل للإتحاد الوطني) ، وتدخل مجدي شمس الدين ولم يصل معهم لنتيجة وحتي القنصل الكيني في السودان لم يصل مع البعثة وقيادتها لنتيجة .
رئيس البعثة قال في تصريحات صحفية أن الخطاب الذي وصلهم من الاتحاد يفيد أن المباراة ستقام بالخرم وليس مدينة أخري ، قدم المنتخب الكيني في تقديري دفوعات منطقية ، تؤكد أن العمل داخل الاتحاد الكيني مؤسسي لايعتمد علي المزاج الشخصي مثلما يحدث عندنا ، والتشدد في الرفض درس مجاني لاتحادنا الهمام في كيفية ادارة اللعبة ، وفق مكاتبات ملزمة أي إخلال بها يتحمل الطرف المسؤول النتائج ، ليتحمل منتخبنا فشل جديد لقيادة الاتحاد ، وهذه المرة في إقامة مباراة ، لا أعتقد أن هناك أسواء من هذا.
سبق أن كتبت في هذه المساحة مرارا وتكرارا ، أن هذا الاتحاد ترك اللعبة وإدارتها من الانتخابات السابقة ، وتفرغ بكامله للترضيات السياسية ، ورهن معظم قراراته وإستقلاليته المحمية بلوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم وقوانينه للسلطة ، لنجد أن كل خطوة لقرار رياضي خلفه ترضية سياسية .
السؤال المنطقي بعد صفعة المنتخب الكيني ، لماذا قرر الاتحاد لعب المباراة في مدينة الفاشر وليس الخرطوم ؟ ليقول ماذا لمن ؟ ومادخل السياسة بالرياضة ؟ وماهو موقف الإتحاد بعد الرفض المهين ؟ إستقيلوا فالرياضة لم تعد تحتمل مزيدا من الفشل الاداري .
hassanfaroog@gmail.com