صلاح إدريس في حوار ما بعد الاستقالة: أنا ما غواصة للمؤتمر الوطني

 


 

 

لن  أنضم لـ(الوطني) واسألوا د. نافع عن السبب

لهذه الأسباب سيدخل الاتحادي الحكومة

الميرغني استقبل الترابي فلماذا يعيبون على هؤلاء لقاء الدقير

أنا من قدمت طه على البشير للميرغني

هذه أسباب استقالتي من الاتحادي

علي محمود خارج على الحزب وعبد المجيد عبد الرحيم لا علاقة له به

*********
اسم مثير للجدل بمجرد ذكره، صلاح أحمد إدريس، خلق لنفسه قاعدة من القبول والمعارضة من خلال إدارته للعديد من الأنشطة الاقتصادية والرياضية والثقافية، لم يسطع نجمه سياسياً إلا في أوقات محددة جميعها كانت مفصلية، سماه رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني ضمن عدد من اللجان آخرها للحوار مع المؤتمر الوطني، الرجل بشكل عام مارس السياسة وكأنه يتفضل عليها  ظل فاعلا فيها من وراء ستار  بعض  أدواره انسرب للإعلام كاتفاق جدة الإطاري  والآخر ظل حبيس صدره وشركائه، فاجأ صلاح إدريس كعادته  الجميع باستقالته عن حزبه، رغم حديثه عن حب عميق ومتجذر للسادة المراغنة وزعيمهم رئيس الحزب مولانا الميرغني، (السوداني) اصطادت الرجل الموجود حاليا بالمملكة العربية السعودية في أول حوار سياسي له بعضه جرى بالهاتف والآخر عبر الايميل، فأدلى بالخبايا والأسرار التي تطالعها القارئ الكريم من خلال السطور أدناه:


حوار: عثمان فضل الله


* هل فعلا تقدمت باستقالتك من الحزب الاتحادي الديمقراطي؟
- نعم ولكن هذا الأمر ليس بالجديد فقد تقدمت باستقالتي منذ مايقارب الأربعة اشهر ولكن طلب مني السيد محمد عثمان الميرغني أن تبقى طي الكتمان فاحترمت رغبته وحافظت عليها ومن جانبي أوقفت نشاطي واستمرّ التواصل بيننا، السيِّد الميرغنى وشخصي، على خير ما يكون التواصل.
* ولكن لماذا الإعلان الآن؟
- لا يمكن أن يظل الأمر سراً وقد احتجت إلى أن أعلن بأنه لم تعد لى صلة بالحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة وأننى افترعت سلسلة مقالات، بصحيفة الخرطوم الغراء، رداً على ما ظلَّ يكتبه الأخ الدكتور الباقر أحمد عبدالله ودافعت عن السيد محمد عثمان الميرغنى وحتى يفهم الأمر فى سياقه الواضح ومعناه الصحيح وجدت نفسي ميالاً لأن يعرف الناس أنني لم أعد عضواً بالحزب الاتحادي الديمقراطي ولا أود من تلك المقالات غير إحقاق الحق وقول ما أعلمه عن السيّد الميرغني من خلال علاقة وثيقة امتدت لخمسة وعشرين عاماً كنت فيها قريباً منه وشاهداً على الكثير من الأحداث والمواقف فى أخطر فترة من فترات العمل السياسي فى السودان.
*  طالما أنك غير مختلف مع رئيس الحزب إذاً لماذا الاستقالة؟
- أنا لست على خلاف مع السيد محمد عثمان الميرغني فما عايشته وورثته من والدىَّ وعموم أسرتنا الكبيرة من حب للسادة المراغنة لا يعطيني فرصة للاختلاف مع السادة المراغنة فى شأن خاص فكيف لي أن أختلف مع كبير البيت الميرغني فى شخصه ولكنني لا اتفق مع الطريقة التى يدار بها الحزب ولي جملة من التحفظات ظللت أناقشها مع السيِّد الميرغنى مباشرة ومنذ أمد بعيد وللحقيقة أقول إنَّ السيِّد الميرغنى لم يضيق أو يتضجر من نقاشي معه حتى لو احتدَّ أحدنا فيه وأذكر له بأنه كثيراً ما كان يطيب خاطري بجملة كانت تنزل برداً وسلاماً على نفسي فيقول لي بعد كل نقاش حاد بيننا ، كتر خيرك على ملاواتك دي ، ويمكن القول أنني قد تقدمت باستقالتى عندما تراكمت الأشياء وانفجرت حينما تحدث أحد قيادات الحزب فى جنوب كردفان معلناً باسم السيِّد الميرغني دعمه لمرشح آخر وبحسب علمي لم يكن ذلك هو موقف السيِّد الميرغني ولا موقف الحزب ولم ينف السيِّد الميرغنى ما قاله الرجل بل ترك النفي لمصدر مسئول الأمر الذى يضعف النفي عادة ولم يتعرض من ادعى قولاً على رئيس الحزب للمساءلة والمحاسبة.
* أنت تعنى التوم هجو ولكن هل هذا موقف يدفعك للاستقالة من الحزب؟
- إن كنت تتحدث عن موقف جنوب كردفان فهو الأخ التوم هجو ولكن ذلك لم يكن الموقف الوحيد بل كان موقفاً تراكم على مجموعة من التحفظات فمثلاً أنا متحفظ على اللجنة المفوضة التى كانت تدير دفة العمل فى الحزب وأنا كذلك متحفظ على الهيئة القيادية إذ لا وجود لللجنة المفوضة أو الهيئة القيادية فى الهيكل الوارد فى النظام الأساسي ومتحفظ أكثر على تجميد المكتب السياسي بل وتغييبه بالكامل ومتحفظ على موقف السيّد الميرغني من الأستاذ علي محمود حسنين الذى أرى أنه قد خرج من الحزب دون إخطار وطالبت بتجريده من منصب نائب الرئيس خاصة أنه لم يأت بانتخاب مباشر من المكتب السياسي ولكن جاء تعيينه من السيِّد الميرغني رئيس الحزب وقد ناقشت هذا الأمر مع السيّد الميرغني فى آخر لقاء جمعنا قبل قرابة الأسبوعين.
•تحدثت عن تحفظات على الهيئة القيادية هل لأنها لم تأت بالانتخاب ام أن تلك التحفظات على الهيكل نفسه؟
- باختصار فإنّ الهيئة القيادية جاءت بديلاً لبديل مما يعني فشل البديل الأول وهى اللجنة المفوّضة ولا اللجنة المفوضة ولا الهيئة القيادية لهما أو لأىٍّ منهما شرعية فى النظام الأساسي ولم تأت عضوية أي منهما بالانتخاب فى حين جُمد وأهمل المكتب السياسي الذى جاء بالانتخاب مما يعنى تجاوز وإلغاء مؤتمر المرجعيات.. وكأننا يا زيد لا رحنا ولا جينا.
* هل تحفظت على الهيئة القيادية لأنك لست عضواً فيها؟
- على العكس تماماً فقد طُلب مني أداء القسم لأكون العضو التاسع أو العاشر قبل كل هذه الزيادات لكنني اعتذرت اعتذاراً موضوعياً وطالبت بأن يكون للهيئة القيادية وجود فى النظام الأساسي وإذا كان الأمر من باب أنه طارىء وضرورى فلا بدَّ من أن يكون هناك توصيف وتحديد واضح للمسئوليات والصلاحيات وأن يكون هناك توزيع للمهام بين الأعضاء ليعرف كل واحد منهم مسئولياته وصلاحياته واستمرت المحاولات معي للدخول عبر السيِّد نفسه ثم عبر إخوة قريبين مني فى الحزب وفى أسرتي وكان آخر هذه المحاولات قبل أقل من أسبوعين ومن السيِّد نفسه ولكنني قلت له أنا رفضت الدخول عندما كانت الهيئة ثمانية أو تسعة أشخاص فهل تتوقع مني أن أقبل عضويتها الآن بعد أن أصبحت 35 عضواً. الأمر ليس له علاقة بشخصي وإنما هو قضية مؤسسات يجب أن تفعل وتعمل.
* أنت ومجموعة من قيادات الحزب يقال أنكم أردتم (جرجرة ) الحزب للمشاركة فى الحكومة ولكم اتفاق مع المؤتمر الوطني على ذلك وفشل مشروعكم هو ما دفعكم لاتخاذ هذه المواقف؟
- (رد ضاحكاً) مشروع .. مشروع شنو أنا ياخى واحد من أربعة أشخاص فقط كنا نفاوض المؤتمر الوطني فى وقت غير هذا ووصلنا إلى إتفاق مبدئي بالمشاركة بعد أن تيقنا من أن الحزبين يتفقان على المبادىء العامة وهو ما طلبنا من الإخوة فى المؤتمر الوطني الإتفاق عليه قبل الدخول فى الحديث عن المشاركة إذ أنّ المشاركة يجب أن تتم على أسس وليس المشاركة من أجل المشاركة وشغل المناصب وكنا قد اختلفنا مع الإخوة فى المؤتمر الوطني على النسب حيث رأينا أن نسبة الاتحادى الديمقراطي يجب أن تتفق مع ثقله الجماهيري وإرثه التاريخي والوطني ومسئولياته المستقبلية التى سترمي المشاركة بها عليه ولم نشأ أن تكون مشاركة الحزب فى الحكومة تمامة جرتق ..ولك أن تعلم إن كان هناك من يرغب فى المشاركة من أجل المشاركة فأبشرهم منذ هذه اللحظة بأنَّ المشاركة قادمة فليس فى الحزب الإتحادي الديمقراطي من مفاوضين يمكن لهم أن يحققوا المشاركة بأي ثمن أقوى وأفضل من الأخوة بابكر عبدالرحمن وأحمد سعد وعبدالمجيد عبدالرحيم وهم المكلفون الآن بالتفاوض مع المؤتمر الوطني من أجل المشاركة ، حسب علمي، وبالنسبة للأخ عبدالمجيد عبدالرحيم فقد أعلن السيِّد الميرغنى أكثر من مرة ألا دور له فى الحزب ولا علاقة له بالقرار الحزبي.
* ولكن إعلان استقالتك فى هذا التوقيت يفسر بأنك داعم للمجموعة التى اجتمعت مع الدقير مؤخراً؟
- يا أخي أنا مختلف مع د. الباقر والآن أرد عليه مدافعاً عن السيد محمد عثمان الميرغني والحزب ورغم ذلك أرى أن من اجتمعوا مع مجموعة جلال الدقير لم يرتكبوا جريرة باجتماعهم هذا فالاجتماع قد تم فى بيت أحد القيادات الاتحادية المعروف بعطائه وسخائه وكفاحه ووفائه وعلاقته المميزة بالسيِّد الميرغني الذى كثيراً ما ذكر لي تقديره الكبير للأخ أحمد علي أبوبكر وقد تم بمبادرة من مجموعة جلال الدقير فإذا كان السيِّد الميرغني يستقبل فى بيته د.حسن الترابي وعلي محمود حسنين فلماذا الحجر على هؤلاء من الالتقاء بجلال الدقير أو غيره ؟؟  ولكن مؤسسات الحزب اعتبرتهما خارجين على الحزب ويقال إنها اتخذت قرارا بفصلهما؟
إذا كان هذا قد حدث فستكون هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها لجنة تحقيق قرارا بالعقوبة بما يشبه  محاكم التفتيش والعياذ بالله.
آخرون يرون ذلك  في إطار ضبط الانفلات الذي يعاني منه الحزب؟
ضبط أي انفلات لا يكون بانفلات مضاد، ولا بد لنا من أن نرجع الأمر إلى التكليف الذي قامت على أساسه لجنة التحقيق  من مهام ومسؤليات.
ألا يحق للمراقب العام رفع توصية؟
الحديث الآن عن قرار، ونرجع للنظام الأساسي ومسمى المراقب لا يعطي أي صلاحيات تنفيذية أو عقابية، فصلاحيات المراقب هي في حدود الرقابة وما يؤسس لها ويؤطرها.

* هل نتوقع انضمامك للمؤتمر الوطني؟
- أقول لك ما قلته للأخ د.نافع إذا (كملت) الأحزاب ولم يبق سوى المؤتمر الوطني فلن انضم له لا لرأي سالب فى المؤتمر الوطني بل أنا أعتقد أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين الحزبين ولكن لأنني كنت ملتزماً مع حزب وعملت معه فى ملفات ذات حساسية وحتى لايقال عني غواصة لصالح المؤتمر الوطني فلن انضم له علماً بأنَّ أهل المؤتمر الوطني لا يريدون إنضمامي لهم ولك أن تسأل الأخ د.نافع عن السبب.
* إذنً هل ستنضم الى أحد التيارات الاتحادية؟
= ولا هذه .. سأعمل معهم جميعاً وسأعمل على وحدتهم دون الانضمام إلى أي فصيل.
* اذن اذا زالت أسباب الاستقالة هل ستعود للميرغني؟
= قطعاً إذا زالت أسباب الاستقالة سأعود وقطعاً إذا عولجت القضايا التى استقلت من أجلها فستزول أسباب فرقة الاتحاديين وانشقاقاتهم وسيعود الحزب موحداً وسيكون أول عمل لي هو العمل على تحقيق الوحدة الاتحادية بالتفويض الذى كلفت به من قبل السيِّد الميرغني.
* الاتحاديون ليس من أدبهم تقديم الاستقالات وإعلانها فى الصحف هل تود إرساء أدب جديد فى الحركة الاتحادية؟
- الاتحاديون كحزب وسط وكحزب فيه من الحراك الفكري والسياسي ما فيه أحق الناس بأدب الاستقالة وأنا لا أدعي شرف إرساء هذا الأدب فللتاريخ ذاكرته وللتاريخ لسانه وقلمه وكتابه وأنا باستقالتي هذه أعطي نفسي حقها دون مساس بحق أي أحد آخر.
* التقى زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي بنائبه بعد قطيعة ومعلوم مواقف الأخير من الحكومة هل لإعلان استقالتك علاقة بهذا اللقاء؟
= لقد ذكرت لك سابقاً موقفي المعارض لموقف الأستاذ علي محمود حسنين بالصورة التى لا أرى فى اجتماع السيِّد الميرغني والأستاذ علي محمود حسنين اجتماعاً بين رئيس ونائبه بل إننى أراه اجتماعاً بين السيد الميرغني ورجل خرج على المؤسسة وعلى الأرث الديمقراطي للحزب وخروجه لم يكن للمرة الأولى ولم تعلن حتى الآن عودته وإن عاد وأراد السيِّد الميرغني تعيينه كنائب له فإنّ ذلك سيواجه بمعارضة عنيفة من داخل الحزب الذى أنا خارجه الآن.
* هناك من يتحدثون عن خلافات مالية بينك والميرغني أدت الى خروجك من الحزب؟
- لو كانت هناك خلافات مالية بيننا لانتظرت ولما تقدمت باستقالتى فما أنا من يجعل للأمور المالية دافعاً وسبباً لاتخاذ موقف فى مجال آخر سياسي أو غيره ولا السيِّد الميرغني من يمكن أن أبتعد عنه لخلاف مالي.
* حلفاؤك اليوم فى الحزب هم أعداؤك بالأمس هل يعني ذلك أنك بت تلجأ لتحالفات المضطرين؟
- استقالتى لا تعبر عن تحالفات ولا عن عداوات بل هى تنطلق من الواقع وتتوشح بالموضوعية وإذا كان لأحد رأي غير ذلك فليعلنه وحينها سأنشر ما جاء فى الاستقالة..ولي سؤال عمن قصدتهم بحلفائي فى اليوم أو فى الأمس ومن هم أعدائي اليوم أو بالأمس حتى يكون السؤال واضحاً وتكون إجابتي أكثر وضوحاً.

المحرر:-
* أصدقاء اليوم أعداء الأمس هم الأستاذ علي أحمد السيد وموقفه منك فى اجتماع الزقازيق والأستاذ أحمد علي أبوبكر وكانت له بعض التحفظات الصامتة نحوك فى فترة ما ...وأعداء اليوم أصدقاء الأمس ..الأستاذ بابكر عبدالرحمن والذى ظل مدافعاً عنك وعن مجهوداتك وإسهاماتك المقدرة طيلة الفترة الفائتة.
-حسبتك تعني الأخ طه علي البشير والذى كنت قد قدمته والذى كان لي خلاف معه فى الهلال ولكنني أتعامل مع خلافاتي بعيداًً عن شخصنتها وأحتفظ بكل خلاف فى إطاره الصحيح ولم يمنعني خلافي مع الأخ طه فى الهلال من أن أصطحبه معي فى زيارة للسيِّد محمد عثمان الميرغني بمقر إقامته بالقاهرة وأقدمه للسيّد الميرغنى وحينها ذكر الأخ طه للسيِّد الميرغني بأنه كان قد التقاه فى عام 1986م فى الخرطوم وبالنسبة للأخ علي السيد وغيره فإن اختلافنا لا يبارح المكان الذى اختلفنا فيه أما الأخ الأكبر أحمد علي أبوبكر فقد ذكر لي أنه كان كثير التحفظ علىَّ خلال سنوات المعارضة لأنه لم يكن يعرفني ولا يستطيع أن يثق بأي أحد فى ظروف المعارضة والملاحقة وتلك الأيام الصعبة ولم يذكر لي أي أحد عن أي موقف سلبي للأخ أحمد علي أبوبكر حتى السيِّد الميرغني نفسه لم يذكر لي عن تحفظات أحمد علي أبوبكر بل إن أحمد علي نفسه هو الذى أخبرني بتلك التحفظات عندما توثقت علاقتنا وصرنا صديقين وهو يذكر ذلك من باب الصدق والنقاء اللذين عرف بهما أما الأخ بابكر عبدالرحمن فقد التقينا فى الحزب نتفق فيه ونختلف فيه ولم نكن صديقين فى يوم من الأيام ولسنا بأعداء اليوم وأتمنى أن نكون صديقين يوماً ما لكن كل ذلك يجب ألا يؤثر على تقييم كل منا للآخر فى العمل العام.
• الآن هناك تياران فى الحزب يصطرعان الأول يؤيد المشاركة والأخير انضم له الميرغني رافضا للمشاركة هل نحن على اعتاب انشقاق جديد وأين يقف صلاح ادريس من تلك التيارات؟
- إذا فُعلت المؤسسية فإنّ هذا الأمر سينجلي عن قرار ديمقراطي يلتف كل الأعضاء حوله ويلتزمون به وسيكون النقاش طويلاً وموضوعياً وسيتاح لكل صاحب رأي أن يدلي برأيه وفى رأيي أن المشاركة من عدمها يجب ألا يكون فيها رأي قاطع دون نقاش الحيثيات والأسباب والظروف العامة فى البلاد وتلك الخاصة بالحزب على أنني لم أحس بوجود توجهات منظمة أو تكتلات لصالح المشاركة أو ضدها فالحزب الاتحادى الديمقراطي كحزب مفتوح عادة ما تجد فيه إعلان الأفراد عن آرائهم ومواقفهم ثم إنني ومن خلال معرفتي بالسيّد الميرغنى فإنه لم يعلن عن رأي فى المشاركة أكثر من ضرورة أن يبحث الأمر فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد والتحديات والتهديدات والمهددات التى تواجهها.
* ماذا تقول عن اتفاق جدة الإطاري بين الحزب الاتحادى الديمقراطي والمؤتمر الوطني ؟
- عملت وحدي على قيادة مبادرة للتقريب بين الميرغني والحكومة الحالية وكنت وسيطاً بينهما الى أن توصلنا الى اتفاق جدة والذى كتبت مسودته بتكليف من الأستاذ علي عثمان محمد طه فبعد أن توصلنا الى النقاط الرئيسية كلفني بأن أكتب المسودة وكتبتها وقدمتها للطرفين ووقعا عليها.

•تحدث الرئيس البشير فى حوار مع صحيفة السوداني عن تأكيدات تلقاها من الميرغني بالمشاركة فى الحكومة الجديدة من واقع معلوماتك هل ترى أن الاتحادي سيدخل الحكومة المقبلة؟
- سيدخل الاتحادي الحكومة المقبلة إذا توافر له فيها برنامج عمل سياسي متفق عليه وموجهات واضحة تضمن تنفيذ ما اتفق عليه وإذا ما أعطي الحصة التى تتناسب    مع ثقله وإرثه على أنني أرى أن يكون التوافق على أسماء الشاغلين لمناصب بذات الأهمية المعطاة للبرنامج الوطني والتوافق على الخطط التنفيذية والاتفاق على النسب لأن لكيمياء من يقع عليهم الاختيار أهمية قصوى وأثر كبير فى إنجاح ما سيكلفون به.
• من موقعك كعضو فاعل سابق فى الحزب الاتحادي هل ترى أن عدم مشاركة الحزب فى الحكومة المقبلة مضر أم مفيد للحزب الاتحادي الديمقراطي؟
- المشاركة يمكن أن تكون مضرة أو مفيدة للحزب ولكن هذا سيتوقف على توافر العوامل التى ذكرتها فى إجابتى السابقة وأنا أتمنى من كل قلبي وأسأل الله العلي القدير أن تكون فى مشاركة كل مشارك فائدة للوطن حتى لو جاءت فى غير فائدة المشارك وأن يكون فى عدم مشاركة كل من لم يشارك فائدة للوطن حتى لو جاءت عدم المشاركة مضرة بمن لم يشارك فالمهم بل الأهم هو الوطن والمواطن فيه.
• ألم يكن الأجدى لصلاح إدريس البقاء داخل الحزب الاتحادي ومحاولة الإصلاح عوضا عن الهروب عبر الاستقالة؟
- أبعد كل هذا تقول هذا ؟..على كل أنا أحترم وجهة نظرك وأرجو أن يلقى موقفي الاحترام منك وممن يهمهم الأمر.

 

آراء