صور يا مصور
حسن فاروق
15 August, 2013
15 August, 2013
اصل الحكاية
حالة من الخوف والترقب يعيشها المواطن ، والاخبار تحذر بصورة يومية بأن القادم أسواء ، وعلي المواطنين الانتباه ، مع أن المواطن منتبه ، ويتابع يوم بيوم ودقيقة بدقيقة مايأتي من أخبار عن أمطار وسيول قادمة ، وفيضان للنيل يمكن أن تختفي معه جزر وأحياء تجاوره ، وأخري تنتظر.
الانفعال مع الكارثة خشم بيوت ، هناك يعمل في صمت ويقدم مايستطيع دون إشارة أو تحريض من أحد ، وهم الغالبية الذين تحزموا وأعلنوا حالة الطواريء من بداية الكارثة ، شباب ، رجال ، نساء وحتي الاطفال لهم إنفعالاتهم مع ذويهم ، فالمحنة فتحت أعينهم علي واقع غير الذي يعيشونه ، فشاهدوا وعرفوا وتفاعلوا وستحتفظ ذاكرتهم بدرس يعينهم في مقبل الايام .
تكونت لجان ، وتنادي الناس أفرادا وجماعات من قلب المحنة ومن خارجها ليصبح القادم للمساعدة هو صاحب الوجعة ، ولاتستطيع أن تميز أيهم فقد كل مايملك ، وأيهم إبن الحي المجاور أو الابنة القادمة من حي بمحلية أخري
(تقطع) كبري لتصلها ،وتفشل في التمييز بين رجال ورجال ونساء ونساء وأسر وأسر ، هذا هو السودان وهذا هو شعبه الذي فطم علي ثقافة (الفزع) في الافراح والاتراح ، وفي التفاصيل الشخصية التي قد تخص أسرة أو فرد من مجتمع الحي والحلة ( بناء غرفة ، بناء سور ، ويصل الامر إلي بناء منزل
(بالفزع) ) ، وهذا الثقافة لازالت وستظل متجزرة في الشعب السوداني وشواهدها كثيرة في مشوار الحياة اليوماتي .
المحنة أو الكارثة التي تسببت فيها السيول والامطار تحتاج إلي هؤلاء ، والقادم الأسوأ يحتاجهم بشدة ، يحتاج إلي همة بدون عرض أو إعلان عبر وسائل الإعلام ، كما يفعل البعض ليضاعفوا بفعلتهم هذه من حجم المأساة ، فبدلا من الإنفعال الصادق أصبح لدينا وسط المياه والطين إعلان مجاني أو ربما مدفوع الثمن توثق له الكاميرا وتنشره وسائل الإعلام ، ويتسابق المتسابقون للإعلان عن مساعداتهم ، كل يحاول أن يحجز لنفسه صورة أكبر من الآخر ، حتي الكارثة تحولت إلي عرض وأي عرض .
فالمؤسسة الفلانية ، والشركة العلانية ، والوزارة الفلتكانية ، والجماعة الهنانية وإلي آخر اشكال العارضين ، زارت وقدمت المأكل والمشرب والملبس والبطاطين والخيام والمشمع ، وصور يامصور ، وين كاميرا الفيديو ؟ تعال هنا ، يلا صور ، دقيقة صورني مع الحاجة دي وأن بديها الكرتونة ، دقيقة ياحاجة ، كده انا ظاهر؟ صور ، وصور صور يامصور .
صور الكارثة ، وصور المحنة ، ويبقي العزاء في أن هؤلاء (قلة) والغالبية العظمي تعمل بمجهود مضاعف ، بل بإضعاف أضعاف الامكانيات المتاحة ، السواعد تعمل ، ولبس خمسة حاضر ، وعلي ذكر لبس خمسة إستوقفتني صورة تعبر عن محنة إنفعال العرض والعرضين ، لإحدي الفنانات وهي بكامل أناقتها ولون الشبشب مع اللبسة والشنطة ، وصوووور يامصور . لك الله ياوطني .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]
//////////////