* أثارت إحدى الأمهات قضية تربوية مهمة في إحدى قروبات الواتساب وهي تحكي بحسرة ماحدث لإبنها في إحدى المدارس الخاصة بالخرطوم في أعقاب نقد الرئيس السوداني قرار إيقاف عقوبة الجلد بالمدارس وقال : أنا في المدرسة "انجلدت 60 جلدة" !!.
*قالت الأم التي فوجئت بإبنها على غير عادته يعود إلى البيت "كاتم صوت" رافضاً الحديث عن ما ألم به في المدرسة‘ إلى أن شاهدت بعينيها أثار الضرب المبرح على يديه. *أضافت الأم قائلة لم أصدق مارأيت ولم أصدق أن هذا الضرب حدث له في المدرسة ومن مدرس مادة الكون التي يحبها‘ إبنها ولم تتمالك نفسها حتى بكت من القهر على إبنها. *تحسرت الأم أكثر على الإنتكاسة التربوية التي أصابت المدرسة الخاصة التي أدخلت فيها إبنها مخافة أن يتعرض لمثل هذه المعاملة العادية في المدارس الحكومية‘ لكن للأسف نقد الرئيس السوداني لقرار إيقاف معاقبة التلاميذ بدنياً أعطى لهذا المدرس الفرصة كي "يفش غبينته" الخاصة في إبنها. *مضت الأم قائلة : نحن حسمنا قرارنا وحددنا ما سنفعل مع هذا المدرس لكنني قصدت تذكيركم بأن أبناءكم وبناتكم أمانة في أعناقكم خاصة وأنهم لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم‘ خاصة بعد إطلاق يد المدرسين في العقاب البدني عليهم/ن. *لاأعرف ماذا ستفعل هذه الأم لكنها طرحت قضية تربوية ماثلة ناجمة عن إعادة المفاهيم الخاطئة المضللة الضارة بمستقبل الأجيال القادمة بمزاعم ضرورة العقاب البدني للتربية السليمة. *تذكرت قصة قصيرة قراتها قبل أعوام مضت للدكتور مصطفي محمود بعنوان"لاأحد"تحكي عن تكرار التجارب التربوية بكل سلبياتها بحجة أنهم نشأوا عليها مع إدعاء باطل بأنهم على خير مايرام .. لأنه كما يقول المثل السوداني " الجمل مابعرف عوجة رقبته". *هناك وسائل تربوية حديثة تجاوزت نهج العقاب البدني لتحل محله عقوبات تنبيهية للخطأ بحرمانه من أنشطة أو أشياء يحبها لفترة محددة مع توضيح أسباب هذه العقوبة. *هكذا وضعت هذه الأم تحت المجهر قضية تربوية مهمة ليس بغرض التنديد بسلوك هذا المدرس وإنما للإسراع بمراجعة قرار الإنتكاسة التربوية الذي فتح الباب من جديد لبعض المدرسين المتأزمين للتشفي المرضي على أكبادنا التي تمشي على الارض.