ضرورة توقيع طرفي التحالف الخصمين – على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب .. تحت راية لجان المقاومة وتنسيقياتها .. أو الطوفان
عمر الحويج
30 September, 2022
30 September, 2022
كبسولة :- (1)
انجازاتهم : يبنون السجون الطازجة ويسألونها .. هل نيرانك جاهزة لإستقبال المزيد من سجناء شعب السودان ..؟؟!! .
إنجازاتهم : يبنون المشارح الطازجة ويسألونها .. هل قبورك جاهزة لإستقبال المزيد من شهداء شعب السودان ..؟؟!! .
كبسولة:- (2)
مناوي : الفقير إلى ربه يتبرع بآلاف الخراف لقطر الغنية بأموالها .
مناوي : الفقير إلى ربه يتبرع بآلاف الصفعات لنازحيه وما إليها .
كبسولة :- (3)
مهسا أميني:الملالي الكيزانوية عذبوها ثم قتلوها بسبب تهاونها في لبس وليس لخلعها الحجاب
مهسا أميني: الملالي الكيزانوية يعتاشون على الكنكشة السلطوية للنهب والجاه بفرض الحجاب
مهسا أميني:الكنداكات الإيرانيات يحلقن شعورهن ويخضن الثورة تحدياً بخلعهن الحجاب
***
ماهية التغيير الجذري ، الذي بدئت المناداة به ، منذ انتفاضة سبتمبر 2013م ثم تواصل ونادت به قوى الثورة الحية منذ بداية انطلاق الثورة في 19 ديسمبر 2018م ، ولخصته تلك القوى في الشارع ، إلى شعارات، واضحة وصريحة وقوية ، ولن يتنازل عنها الشارع ، حتى تاريخ اليوم وما بعده ، حرية سلام وعدالة ، ومدخلها لأرض الواقع ، والبدء في تنفيذها ، هو إبعاد المؤسسة العسكرية ، عن الحكم والسياسة ، ثم الحكم المدني الديمقراطي ، بوابة الدخول إلى التغيير الجذري المؤدي للسودان الجديد .
هذا مطلب رئيسي ، حتى قبل يوم 25 اكتوبر ، وتهاونت فيه الحرية والتغيير بمجلسها المركزي ، الذي ظل مكنكشاُ على الكراسي ، مثله والمصابين بداء الكنكشة ، الذين سبقوهم ، بل نقيضاُ لشعار الشارع المرفوع ، حيث تنازلوا ، وتركوا الجمل بما حمل للمكون العسكري بلجنته الأمنية التي ظلت تحت قيادة الاسلامويين ، منذ الإنقلاب الأول في 11/4/2019 م مروراً بكل المؤامرات الكيزانية ، التي تمت من وراء ستار اللجنة الأمنية ، حتى نضجت كاملة ، وتمت صريحة بإعلان عودة النظام البائد كاملة غير منقوصة ، وبنفس ، خدعة إنقلاب 30 يونيو 89 م "أذهب أنت إلى القصر رئيساً وأنا إلى السجن حبيساً" ، وإن كانت في هذا الإنقلاب الأخير ، بالمختصر المفيد ، دون مارشاته ومزيكته العسكرية الفجرية ، إنما فقط بالإعلان الصريح عن تصحيح المسار ، والمقصود به ، تغيير دفة الثورة كي تتجه أشرعة مسارها ثم مرساها إلى قاعدتها الإسلاموية ، إلا أنها نجحت فوقياُ فقط ، في قمة السلطة ، حتى بعد أن حاولت الإستعانة بذوي المصالح الشخصية والفئوية والحزبية ، وفي مقدمتهم الجزء الأكبر من الحركات المُسلَحة ، التي تحولت بفعل المَصلَحة إلى الحركات المُصلَحة ، ومعها تابعييهم من الإنتهازيين أمثال الهجو والعسكوري والأردولي ، يليهما المناوي والجبرين اللذين عادا إلي عرينهما الإسلاموي دون لف أو دوران. ومنذ فجريته الإنقلابية ، ظل الشارع مناهضاً للإنقلاب ، بالدم والدموع ، حتي لحظتي التي أكتب فيها وأنا أرى فيها الشارع رافعاً شعاراته دون تهيب من الموت والعنف الأعمى ويهتف ، وهو في طريقه إلى القصر حتى النصر ، بتوقيت الثورة في موكب 29 سبتمبر القائم على قدم وساق ومهابة . وكذلك ظل الإنقلاب ، مرفوضاً ومنبوذاً ، حتى من المحزونين ، الذين طردهم من جنته ومراكزهم ومناصبهم ، صحيح ناصبوه العداء وإن ظلوا فقط يتجادلون طيلة أحد عشر شهراً مع خصمهم المتوهم الغير لدود ، تؤامهم التوافق الوطني ، في فضائياتهم عن من الذي بدأ الإنقلاب على الثورة أولاً هل هو انقلابهم المدني كما يدعي عليهم اصحاب اليمين الإنقلابي أم إنقلاب 25 أكتوبر العسكري ، أيهما جاء أولاً ، بمعنى ايهما الأول ، البيضة أم الدجاجة ، ولم يقدموا لدحر الإنقلاب سوى السفسطة الكلامية بالصورة والصوت الأنيقتين وجاهة وسماحة فقط لجمل الطين.
والأن أرى أنه قد حانت لحظة الإمتحان ، حيث يكرم المرء أو يهان ، فقد اصطفت صفوف ، من يناضلون من أجل السودان الجديد ، وملمحه الأساسي التغيير الجذري ، الذي ظلت تنادي به الثورة منذ انطلاقتها ، والذي صوره بعض كرام الكاتبين ، أن له مسارين ومعنيين ، أحدهما الذي يريدونه ، والذي يؤدي مساره إلى السودان القديم ، سودان الحزبين الكبيرين وتوابعه ، وفي جانبه الأخر ، التغيير الجذري ، الذي طالبت به الثورة بمعنى السودان الجديد ، ويبعدون المعنى والتفسير عمداً ، في اتجاه أولئك المتطرفين ، ويعنون بهم الشيوعيون بغرض الإقصاء الجاري في جيناتهم منذ الستينات ، ويصورون أن تغييرهم الجذري المعني لايكون قوام انجازه إلا الإنتصار العسكري ، باي شكل من اشكاله الثورية ، وهذا مالم نسمعه من الشيوعيين ، فهي فقط دعاوي إختلاقية ، بحثاً عن حديث إفك آخر جديد ، يخلصهم من مأزق هذا البعبع المخيف ، هادم ملذاتهم وتطلعاتهم الإنتهازية ، وينسون أن الثورة السلمية قد إستطاعت اسقاط أعتى نظام غاشم وديكتاتوري في عصرنا ، وسوف يكون اسقاط الإنقلاب الثاني ، بذات الوسائل السلمية ، وقد تطور فعله السلمي الثوري ، ونراه الآن قد تمظهر في بروفات الإضراب السياسي العام ، برفقة العصيان المدني وسط العاملين والمهنيين ، وحتى تجار سوق الله أكبر ، الذين دائما ما كان لا يهمهم إلا مكاسب تجارتهم ، وهذا التحرك في منتهاه ، هو الكفيل بانجاز مهمة تسقط بس ، وهو التحرك الذي سوف يحقق مقولة التغيير الجذري الذي يرونه بعيداً مستحيلاً ونراه ماثلاً وقريباً .
لقد رحبت في مقالات سابقة ، بظهور تحالف قوى التغيير الجذري ، مقابلاً جيداً لتحالف قوى الحرية والتغيير . وجوداً دائماً ، وتنافساً انتخابياً سلمياً بينهما ، فيما يأتي من زمان الحكم الوطني المدني الديمقراطي ، بعد نجاح الثورة المأمول والمؤكد ، وهي الوسيلة وإن لم تكن الوحيدة لإبعاد مستقبل البلاد من المصير المظلم الذي عشناه سنين عددا ، المتمثل في التشرذم والتناكف الحزبي بين الحزبين الكبيرين ، والراغبان في إعادة اسطورتهما القديمة فاقدة الصلاحية والمنقرضة مرة أخرى ، لدرجة انهاض واحدهما ، المتماسكة قاعدته الشبابية ، جثة الآخر المرمية ، وهي رميم ، وهي المخططات ، فاتحة الشهية والأبواب المشرعة لطموحات ضباط الدائرة الشريرة بدوائرها الجهنمية .
وأنا هنا أدعوا أصحاب ودعاة ، التحالفين الحرية والتغيير وتحالف التغيير الجذري ، أن يجتمعا سوياً ، وأدعوا تحالف قوى التغيير الجذري ، وقد ارتضى صيغة التحالف ، وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، أن يتخلى عن مقاطعة التحالف الآخر ، فهو لن يرضي لنفسه وهو يصبوا أن يقف هذا التحالف صنواً للتحالفات الأخرى ، ويمتنع عن التعاطي معه كتحالف وإنما كأحزاب من قبل الآخرين ، على طريقة المعاملة بالمثل . وليعترف كلا التحالفين أحدهما بالآخر ، وأن لا أحد فيهما قادر على اقصاء التحالف الآخر ، والتجارب اثبتت ذلك، فتحالف الحرية والتغيير وهو بقيادة حزب الأمة أقوى مكوناته ، وتحالف قوى التغيير الجذري بقيادة الحزب الشيوعي أقوى مكوناته ، ظلا يتصارعان عشرات السنين ، ولم يستطع أحدهما اجتثاث الأخر ، ومن يظن غير هذا ، فهو واهم وغبيان ، وفي حقيقه هذه التحالفات يعني بالمختصر ، أنها لا تعدوا أن تكون غير تحالفات اليمين واليسار انتظاراً للوسط وهي الطبقات التي تتشكل من المجتمع أي مجتمع ، سوى عندنا أو باقي العالم ،ولا يستطيع أحد نفيها من الوجود بالإزالة عنوة أو تآمراً . وليعي الكل أن الصراع بينهما ، لن يحسمه الإقصاء أو الأزالة الجبرية ، بل الذي يحسمه ، هو الصراع السلمي حول البرامج والمواقف والأفكار، وبث الوعي وسط الجماهير ، وعند الإنتخابات الحرة والنزيهة ، في وطن حر مدني ديمقراطي ، وحينها الحشاش يملأ شبكته بسلمية انتخابية . ويومها ، لن تحدث جريمة الدائرة الشريرة ، إنما سيكون هناك ما يسميه العالم الديمقراطي ، بالتداول السلمي للسلطة ، وهو المراد المنشود ، لنهضة السودان وإخراجه من كبوة الستين عاماً وأكثر الماضية .
والمطلوب الآن الجلوس ، تحت شجرة وراية الثورة والثوار بقيادة لجان مقاومتها وتنسيقياتها الثورية ، والتوقيع معها على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ، الذي يدعوا لتكوين المجلس التشريعي ، وتفويضه باعلان رئيس الحكومة وبالتالي وزارته بالتشاور مع التشريعي ، وليكن هذا مسار الثورة مقبل أيامها حتى النصر ، فحتى لو شكل الانقلابيين حكومتهم ، فستواصل الثورة مسيرتها حتى نهاياتها ، وليشرب أعدائها من بحر الهزيمة المر ، حتى يرتووا ، وأولهم من يهددون بخطهم الأحمر لاتفاق جوبا المشوه ، الكالح السواد من أعلاه لأدناه ، والعودة حين تجاوزه كما ظلوا يرددون ، إلى الحرب الضروس ، يخيفون بها شعب السودان .. الذي لايخاف ، بل سيقول لهم بملء فيه .. فلتجربوا !!. فهم لا يعون أن مياهاً فاترة وفاضحة وضحلة ، جرت تحت جسور حركاتهم المُصلَحة ، ومِن مَن لو يعلمون ، من حاضنتهم السابقة ، التي حملت ورقة طلاقها منهم ، يوم تجاهلوها وتزوجوا من مصالحهم الذاتية ، ويمكنهم العودة من ضلالهم إلى حاضنتهم الأولى ، وإن كانت عودتهم إلى رشدهم مرهونة بمحلل ، موثوق به .
فلتتواصل الثورة من هذا المبتدأ وليكن خبرها ، وحدة قوى الثورة الحية ، بعد حضور والتزام التواضع كثيراً وصادقاً ، من قبل المجلس المركزي للحرية والتغيير، وبعد حضور والتزام التنازل قليلاً وصادقاً ، من قبل قوى التغيير الجذري ، تحت راية لجان المقاومة وتنسيقياتها ، والتوقيع على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب .. والتي قارب السفير الأمريكي نفسه -إن كان صادقاً أو مخاتلاً - أن يوقع هو أيضاً تحت راية لجان المقاومة ، بحسب تصريحاته الأخيرة ، ادرجها سخرية من تأخر قوى الثورة الحية ، وتقاعسها عن تحقيق وحدتها .. وهذا أو الطوفان .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والشعب أقوى وأبقى
omeralhiwaig441@gmail.com
انجازاتهم : يبنون السجون الطازجة ويسألونها .. هل نيرانك جاهزة لإستقبال المزيد من سجناء شعب السودان ..؟؟!! .
إنجازاتهم : يبنون المشارح الطازجة ويسألونها .. هل قبورك جاهزة لإستقبال المزيد من شهداء شعب السودان ..؟؟!! .
كبسولة:- (2)
مناوي : الفقير إلى ربه يتبرع بآلاف الخراف لقطر الغنية بأموالها .
مناوي : الفقير إلى ربه يتبرع بآلاف الصفعات لنازحيه وما إليها .
كبسولة :- (3)
مهسا أميني:الملالي الكيزانوية عذبوها ثم قتلوها بسبب تهاونها في لبس وليس لخلعها الحجاب
مهسا أميني: الملالي الكيزانوية يعتاشون على الكنكشة السلطوية للنهب والجاه بفرض الحجاب
مهسا أميني:الكنداكات الإيرانيات يحلقن شعورهن ويخضن الثورة تحدياً بخلعهن الحجاب
***
ماهية التغيير الجذري ، الذي بدئت المناداة به ، منذ انتفاضة سبتمبر 2013م ثم تواصل ونادت به قوى الثورة الحية منذ بداية انطلاق الثورة في 19 ديسمبر 2018م ، ولخصته تلك القوى في الشارع ، إلى شعارات، واضحة وصريحة وقوية ، ولن يتنازل عنها الشارع ، حتى تاريخ اليوم وما بعده ، حرية سلام وعدالة ، ومدخلها لأرض الواقع ، والبدء في تنفيذها ، هو إبعاد المؤسسة العسكرية ، عن الحكم والسياسة ، ثم الحكم المدني الديمقراطي ، بوابة الدخول إلى التغيير الجذري المؤدي للسودان الجديد .
هذا مطلب رئيسي ، حتى قبل يوم 25 اكتوبر ، وتهاونت فيه الحرية والتغيير بمجلسها المركزي ، الذي ظل مكنكشاُ على الكراسي ، مثله والمصابين بداء الكنكشة ، الذين سبقوهم ، بل نقيضاُ لشعار الشارع المرفوع ، حيث تنازلوا ، وتركوا الجمل بما حمل للمكون العسكري بلجنته الأمنية التي ظلت تحت قيادة الاسلامويين ، منذ الإنقلاب الأول في 11/4/2019 م مروراً بكل المؤامرات الكيزانية ، التي تمت من وراء ستار اللجنة الأمنية ، حتى نضجت كاملة ، وتمت صريحة بإعلان عودة النظام البائد كاملة غير منقوصة ، وبنفس ، خدعة إنقلاب 30 يونيو 89 م "أذهب أنت إلى القصر رئيساً وأنا إلى السجن حبيساً" ، وإن كانت في هذا الإنقلاب الأخير ، بالمختصر المفيد ، دون مارشاته ومزيكته العسكرية الفجرية ، إنما فقط بالإعلان الصريح عن تصحيح المسار ، والمقصود به ، تغيير دفة الثورة كي تتجه أشرعة مسارها ثم مرساها إلى قاعدتها الإسلاموية ، إلا أنها نجحت فوقياُ فقط ، في قمة السلطة ، حتى بعد أن حاولت الإستعانة بذوي المصالح الشخصية والفئوية والحزبية ، وفي مقدمتهم الجزء الأكبر من الحركات المُسلَحة ، التي تحولت بفعل المَصلَحة إلى الحركات المُصلَحة ، ومعها تابعييهم من الإنتهازيين أمثال الهجو والعسكوري والأردولي ، يليهما المناوي والجبرين اللذين عادا إلي عرينهما الإسلاموي دون لف أو دوران. ومنذ فجريته الإنقلابية ، ظل الشارع مناهضاً للإنقلاب ، بالدم والدموع ، حتي لحظتي التي أكتب فيها وأنا أرى فيها الشارع رافعاً شعاراته دون تهيب من الموت والعنف الأعمى ويهتف ، وهو في طريقه إلى القصر حتى النصر ، بتوقيت الثورة في موكب 29 سبتمبر القائم على قدم وساق ومهابة . وكذلك ظل الإنقلاب ، مرفوضاً ومنبوذاً ، حتى من المحزونين ، الذين طردهم من جنته ومراكزهم ومناصبهم ، صحيح ناصبوه العداء وإن ظلوا فقط يتجادلون طيلة أحد عشر شهراً مع خصمهم المتوهم الغير لدود ، تؤامهم التوافق الوطني ، في فضائياتهم عن من الذي بدأ الإنقلاب على الثورة أولاً هل هو انقلابهم المدني كما يدعي عليهم اصحاب اليمين الإنقلابي أم إنقلاب 25 أكتوبر العسكري ، أيهما جاء أولاً ، بمعنى ايهما الأول ، البيضة أم الدجاجة ، ولم يقدموا لدحر الإنقلاب سوى السفسطة الكلامية بالصورة والصوت الأنيقتين وجاهة وسماحة فقط لجمل الطين.
والأن أرى أنه قد حانت لحظة الإمتحان ، حيث يكرم المرء أو يهان ، فقد اصطفت صفوف ، من يناضلون من أجل السودان الجديد ، وملمحه الأساسي التغيير الجذري ، الذي ظلت تنادي به الثورة منذ انطلاقتها ، والذي صوره بعض كرام الكاتبين ، أن له مسارين ومعنيين ، أحدهما الذي يريدونه ، والذي يؤدي مساره إلى السودان القديم ، سودان الحزبين الكبيرين وتوابعه ، وفي جانبه الأخر ، التغيير الجذري ، الذي طالبت به الثورة بمعنى السودان الجديد ، ويبعدون المعنى والتفسير عمداً ، في اتجاه أولئك المتطرفين ، ويعنون بهم الشيوعيون بغرض الإقصاء الجاري في جيناتهم منذ الستينات ، ويصورون أن تغييرهم الجذري المعني لايكون قوام انجازه إلا الإنتصار العسكري ، باي شكل من اشكاله الثورية ، وهذا مالم نسمعه من الشيوعيين ، فهي فقط دعاوي إختلاقية ، بحثاً عن حديث إفك آخر جديد ، يخلصهم من مأزق هذا البعبع المخيف ، هادم ملذاتهم وتطلعاتهم الإنتهازية ، وينسون أن الثورة السلمية قد إستطاعت اسقاط أعتى نظام غاشم وديكتاتوري في عصرنا ، وسوف يكون اسقاط الإنقلاب الثاني ، بذات الوسائل السلمية ، وقد تطور فعله السلمي الثوري ، ونراه الآن قد تمظهر في بروفات الإضراب السياسي العام ، برفقة العصيان المدني وسط العاملين والمهنيين ، وحتى تجار سوق الله أكبر ، الذين دائما ما كان لا يهمهم إلا مكاسب تجارتهم ، وهذا التحرك في منتهاه ، هو الكفيل بانجاز مهمة تسقط بس ، وهو التحرك الذي سوف يحقق مقولة التغيير الجذري الذي يرونه بعيداً مستحيلاً ونراه ماثلاً وقريباً .
لقد رحبت في مقالات سابقة ، بظهور تحالف قوى التغيير الجذري ، مقابلاً جيداً لتحالف قوى الحرية والتغيير . وجوداً دائماً ، وتنافساً انتخابياً سلمياً بينهما ، فيما يأتي من زمان الحكم الوطني المدني الديمقراطي ، بعد نجاح الثورة المأمول والمؤكد ، وهي الوسيلة وإن لم تكن الوحيدة لإبعاد مستقبل البلاد من المصير المظلم الذي عشناه سنين عددا ، المتمثل في التشرذم والتناكف الحزبي بين الحزبين الكبيرين ، والراغبان في إعادة اسطورتهما القديمة فاقدة الصلاحية والمنقرضة مرة أخرى ، لدرجة انهاض واحدهما ، المتماسكة قاعدته الشبابية ، جثة الآخر المرمية ، وهي رميم ، وهي المخططات ، فاتحة الشهية والأبواب المشرعة لطموحات ضباط الدائرة الشريرة بدوائرها الجهنمية .
وأنا هنا أدعوا أصحاب ودعاة ، التحالفين الحرية والتغيير وتحالف التغيير الجذري ، أن يجتمعا سوياً ، وأدعوا تحالف قوى التغيير الجذري ، وقد ارتضى صيغة التحالف ، وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، أن يتخلى عن مقاطعة التحالف الآخر ، فهو لن يرضي لنفسه وهو يصبوا أن يقف هذا التحالف صنواً للتحالفات الأخرى ، ويمتنع عن التعاطي معه كتحالف وإنما كأحزاب من قبل الآخرين ، على طريقة المعاملة بالمثل . وليعترف كلا التحالفين أحدهما بالآخر ، وأن لا أحد فيهما قادر على اقصاء التحالف الآخر ، والتجارب اثبتت ذلك، فتحالف الحرية والتغيير وهو بقيادة حزب الأمة أقوى مكوناته ، وتحالف قوى التغيير الجذري بقيادة الحزب الشيوعي أقوى مكوناته ، ظلا يتصارعان عشرات السنين ، ولم يستطع أحدهما اجتثاث الأخر ، ومن يظن غير هذا ، فهو واهم وغبيان ، وفي حقيقه هذه التحالفات يعني بالمختصر ، أنها لا تعدوا أن تكون غير تحالفات اليمين واليسار انتظاراً للوسط وهي الطبقات التي تتشكل من المجتمع أي مجتمع ، سوى عندنا أو باقي العالم ،ولا يستطيع أحد نفيها من الوجود بالإزالة عنوة أو تآمراً . وليعي الكل أن الصراع بينهما ، لن يحسمه الإقصاء أو الأزالة الجبرية ، بل الذي يحسمه ، هو الصراع السلمي حول البرامج والمواقف والأفكار، وبث الوعي وسط الجماهير ، وعند الإنتخابات الحرة والنزيهة ، في وطن حر مدني ديمقراطي ، وحينها الحشاش يملأ شبكته بسلمية انتخابية . ويومها ، لن تحدث جريمة الدائرة الشريرة ، إنما سيكون هناك ما يسميه العالم الديمقراطي ، بالتداول السلمي للسلطة ، وهو المراد المنشود ، لنهضة السودان وإخراجه من كبوة الستين عاماً وأكثر الماضية .
والمطلوب الآن الجلوس ، تحت شجرة وراية الثورة والثوار بقيادة لجان مقاومتها وتنسيقياتها الثورية ، والتوقيع معها على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ، الذي يدعوا لتكوين المجلس التشريعي ، وتفويضه باعلان رئيس الحكومة وبالتالي وزارته بالتشاور مع التشريعي ، وليكن هذا مسار الثورة مقبل أيامها حتى النصر ، فحتى لو شكل الانقلابيين حكومتهم ، فستواصل الثورة مسيرتها حتى نهاياتها ، وليشرب أعدائها من بحر الهزيمة المر ، حتى يرتووا ، وأولهم من يهددون بخطهم الأحمر لاتفاق جوبا المشوه ، الكالح السواد من أعلاه لأدناه ، والعودة حين تجاوزه كما ظلوا يرددون ، إلى الحرب الضروس ، يخيفون بها شعب السودان .. الذي لايخاف ، بل سيقول لهم بملء فيه .. فلتجربوا !!. فهم لا يعون أن مياهاً فاترة وفاضحة وضحلة ، جرت تحت جسور حركاتهم المُصلَحة ، ومِن مَن لو يعلمون ، من حاضنتهم السابقة ، التي حملت ورقة طلاقها منهم ، يوم تجاهلوها وتزوجوا من مصالحهم الذاتية ، ويمكنهم العودة من ضلالهم إلى حاضنتهم الأولى ، وإن كانت عودتهم إلى رشدهم مرهونة بمحلل ، موثوق به .
فلتتواصل الثورة من هذا المبتدأ وليكن خبرها ، وحدة قوى الثورة الحية ، بعد حضور والتزام التواضع كثيراً وصادقاً ، من قبل المجلس المركزي للحرية والتغيير، وبعد حضور والتزام التنازل قليلاً وصادقاً ، من قبل قوى التغيير الجذري ، تحت راية لجان المقاومة وتنسيقياتها ، والتوقيع على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب .. والتي قارب السفير الأمريكي نفسه -إن كان صادقاً أو مخاتلاً - أن يوقع هو أيضاً تحت راية لجان المقاومة ، بحسب تصريحاته الأخيرة ، ادرجها سخرية من تأخر قوى الثورة الحية ، وتقاعسها عن تحقيق وحدتها .. وهذا أو الطوفان .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والشعب أقوى وأبقى
omeralhiwaig441@gmail.com