ضمت نحو الف مشارك .. رحلة لإهرامات البجراوية .. رصد: حسن الجزولي
حسن الجزولي
31 January, 2023
31 January, 2023
* شركة نوس ميديا تنظم مهرجاناً ثقافياً غير مسبوق بالقطار من الخرطوم إلى كبوشية!.
* نخبة من أبرز المبدعين والصحفيين والكتاب يشاركون في الرحلة!.
* البلوستاروفرقة ود الزين يحيون حفلاً موسيقياً على مسرح الاهرامات!.
* تكريم عدد من المؤسسات والمنظمات والشخصيات المرتبطة بفعاليات الأثار السودانية!.
* مدير اليونسكو بالسودان يخاطب الاحتفالية ويشيد بفكرة المهرجان ويصف الحدث بالعظيم!.
رصد: حسن الجزولي
" خلقنا الله فسجدنا له ،، وجعل العالم يهتف لنا
فنحن الأوائل فى كونه ،، وكل البشر أتوا بعدنا
فيا مجد كوش العظيم المجيد
فمن في الورى يكن مثلنا
وكنداكة تنسج ثوب المهابة عزاً وفخراً ليبقى لنا"
" نشيد مملكة كوش السودانية أول نشيد وطني في العالم "
نظمت شركة نوس ميديا مهرجاناً ثقافياً الجمعة الماضية، بمشاركة مئات من المهتمين والمتابعين والمتخصصين في حقول التاريخ والآثار والثقافة السودانية بآفاقها الفسيحة، حيث أشارت إدارة المهرجان إلى عدد هؤلاء المشاركين بنحو الفي شخص "قدموا من الخرطوم بالقطار، ومن مدن كبوشية وشندي والدامر وعطبرة".فضلاً عن جمهور واسع من أهل منطقة كبوشية الذين لبوا الدعوة بالحضور والمشاركة واستقبال الضيوف بحفاوة أهل السودان.
شكلت الفعالية التي بدأت من محطة السكة حديد بالخرطوم بحري مهرجاناً ثقافياً وتظاهرة فنية وترويحية، ظل فيها المشاركون داخل القطار الذي سار بهم في البوادي والسهول الفسيحة في حالة نشوة وفرحة، وما أن تحرك القطار حتى انطلقت الهتافات الثورية الداوية بحتمية انتصار ثورة الشعب والوطن على جحافر الفلول وبقايا المتآمرين على قضية الشعب الكبرى، ففي القاطرة التي خصصت للمبدعين والصحفيين والاعلاميين وبعض المشاركين الآخرين، بدأت المهندسة " مايسة جعفر حسن" بعض هذه الهتافات التي تجاوب معها المشاركون، بما فيهم الأطفال الذين اصطحبتهم أسرهم، وضمنهم الطفلة سارة مجدي عثمان والطفل محمد حامد ابن السيدة رانيا ثم أيمن ابن سحر الموظفة بشركة مروج، وهي إحدى الشركات الداعمة لفعالية المهرجان، فقد انتبه رصدنا هذا لعدد كبير من موظفي وموظفات هذه الشركة تحديداً بالقطار، كالموظفة مناسك التي عرفتنا بالشركة وتغليفها لبعض المنتجات الغذائية، وموظفي الشركة الذين كان لهم القدح المعلى في تطريب المشاركين في مقطورتهم بالأغاني العاطفية الجميلة، وفي مقدمتهم الموظف علي محمد أحمد، إضافة لكل من محمد، عثمان، خدر،عبد الرحمن، ثم الموظفة زينب.
شاركت مجموعة من المبدعين والكتاب والشعراء في الفعالية، كان في مقدمتهم الفنان المخضرم "علي دوكة" أحد أعضاء فرقة البلوستار التاريخيين خلال سبعينيات القرن الماضي، والتي نقلتنا بفواصلها الغنائية والموسيقية إلى أجواء وبهجة تلك السنوات البديعة، وكذا الفنان " ود الزين وفرقته" والمذيعة هايلين هاشم التي ستقدم فقرات الحفل المسرحي فيما بعد، هذا بالاضافة للمبدعين السينمائيين " سليمان محمد إبراهيم والطيب المهدي" عن جماعة الفيلم السوداني، الدرامية نادية بابكر وأسرتها كتكريم لها ولأسرتها حيث أن زوجها الشاعر عماد الدين إبراهيم هو من صاغ كلمات "بلاد النور" والتي تم تلحينها وتقديمها وأصبحت بمثابة شعار للمهرجان، كما شارك أيضاً الشاعر والناشر "الياس فتح الرحمن" مدير دار مدارك للنشر، المهندس المعماري "عثمان الخير"، المؤرخ صلاح الأمين، " فريد إدريس" مدير منظمة Hope & home for children ـ أمل للطفولة، وشمس الدين ضو البيت ناشر ورئيس مجلس إدارة صحيفة الحداثة التي تحولت مؤخراً من ورقية إلى رقمية وكانت برفقته ابنته "نور"، شرفت الفعالية أيضاً الممثلة الصاعدة "أمال سليمان" إحدى بطلات الفيلم الروائي السوداني "ستموت في العشرين"، وشارك أيضاً صديقنا الشاعر عالم عباس عن اتحاد الكتاب السودانيين، وقد حكى لنا ـ وكنا نجاوره المقاعد ـ واقعة قصيدته البديعة التي تنبأ فيها ( بمعنى كلمة تنبوء) بانفجال الثورة وهزيمة "جلاوذة الملتحين المرجفين"!، والتي أتت بعنوان "صمت البراكين قبل انفجار الحمم":ـ
"هدوءٌ، ولكنه عاصفةْ.
هدوءٌ،
وفي صمته الكاظم من غيظه
قنبلةٌ ناسفةْ.
هدوءٌ،
يهندس في السرِّ
ذرّاتِ وثبته،
ومجرّاتِ ثورته،
واكتساحَ جحافله الجارفةْ.
هدوءٌ
يدَمْدِمُ غَضْبتَهُ، ويُكوّرُ قَبْضَتَهُ
ويدوْزِنُ أوتارَ حناجرِهِ الهاتِفةْ.
هدوءٌ،
يسطّر اشعار مسيرته العارفةْ
و يرتّبُ للنصر عبر صفوف كتائبه الزاحفة.
هدوءٌ،
يكدّس الرعدَ والبَرْقَ ضمّادةً
فوق شرايينه الراعفة.
هدوءٌ،
ليملأ عينيه من خناجر جلاده النازفةْ.
هدوءٌ،
يُحَفّزُ خَيْلَ الوُثُوبِ،
بِمِهْمَازِ هَبّتِه الهادفةْ.
هدوءٌ صَمُوتٌ ليكبُت ثرثرةَ المُرْجفينَ،
ويَفْضَحُ عُرْيَ المُرائين،
علَى وَهْجِ نيرانها الكاشفةْ.
هدوءٌ،
يُخاتِلُ عُذْرَ التأنِّي،
وغَدْرَجَلاوِذَةِ الأمْنِ،
إفْكَ الدجاجلة الملتحين،
ذوي السحنة الزائفةْ.
هدوءٌ،
وتحسبه هدْأة الموت،
لكنّها الآزفةْ،
ستتْبعُها الرادفة.
فلا هجعت تلكمُ الأنفس الخائراتُ
ولا وهنت جذوةُ الرفض فينا،
ولا نامت الأعينُ الخائفةْ".
والتي تلاها في أحد مهرجانات مسابقة جائزة الطيب صالح التي تنظمها شركة زين للاتصالات، وكان عالم أحد أعضاء لجنة التحكيم للجائزة، وبعد واقعة "قصيدته الشجاعة" تم إقصاؤه من عضوية اللجنة!.. كما احتشد في عربات القطار عدد كبير من المشاركين الممثلين لمؤسسات ومنظمات متعددة.
يصل القطار المخصص للفعالية خلال ساعات قليلة لمدينة شندي التي استقبلت فيها لجان المقاومة ضيوف المهرجان بالحفاوة والهتافات الثورية الداوية والأهازيج والأغنيات التي تمجد ثورة ديسمبر المجيدة وشهدائها البررة، حيث تجاوب معها "سكان القطار" مؤكدين على بقاء جذوة الثورة مشتعلة في قلوب الثوار والكنداكات عبر طول البلاد وعرضها وبحتمية انتصارها في نهاية أشواط النضال الوطني.
كما نرجو خلال رصدنا الصحفي هذا ألا نتجاوز جهد موظفي وفنيي وعمال وإداريي القطار وحسن استقبالهم والوقوف على راحة المسافرين، ونخص بالذكر مجموعة شرطة تأمين القطار من المخاطر حيث نشير لكل من "رقيب شرطة عباس عبد الله، مساعد شرطة ماهر عز الدين، مساعد شرطة عوض الكريم محمد خير من الدفاع المدني.
وهكذا يصل بنا القطار لمدينة كبوشية الجميلة فينتقل المشاركون إلى الحافلات التي أقلتهم إلى أرض المهرجان حيث إهرامات البجراوية تقع على مرمى من الاستراحة التي كانت بمثابة "نُزل" استجم بها المشاركون. فتناولوا وجبة الغداء واستجموا قليلاً، حيث عقد سمنار عن الآثار السودانية كان بمثابة ملتقى ثقافياً تفاكرياً لممثلي البعثات والكشوفات الأثرية، تحدث فيه عدد من المتخصصين إلى جانب مداخلات العديد من المهتمين، وبعده ينتقل الجمع إلى المدينة الملكية "عبر المواصلات المحلية والجمال والحمير والكارو والبرينسات".
وتحت أضواء الاهرامات السودانية البديعة بالكشافات الضوئية ذات الألوان المتعددة والمبهرة "عروض مسرح الضوء"، تم عرض فيلم عن "جيرزيلدا الطيب" الأنثربولوجية السودانية ـ البريطانية من إخراج الطيب صديق. وكرمت إدارة مهرجان بلاد النور، كل من "متحف اللوفر والبعثة الفرنسية للآثار، والمعهد الألماني للآثار وخبير الآثار دكتور صلاح محمد أحمد، ومدير موقع البجراوية د.محمود سليمان، وعمال الورشة والخفراء والفنيين في الهيئة العامة للآثار والمتاحف وحراس الإهرامات والمواقع الأثرية بالنقعة والمصورات، والمدينة الملكية. كما خاطب الحفل جورج مدير اليونسكو بالسودان الذي أشاد بالفكرة المهرجان ووصف الحدث الذي تم في الإهرامات بأنه حدث عظيم. وقدمت مجموعة من شباب مدينة الدامر، بقيادة عمر المامون، هدايا لخفراء الإهرامات والمواقع الأثرية عبارة عن (بطاطين)، وقوبلت الخطوة بالإشادة والترحيب من المشاركين.
أفاد المخرج الطيب صديق رئيس المهرجان و مدير عام شركة نوس ميديا التي تنظم المهرجان، إن عدد المشاركين في الحفل، يقدر بنحو الف شخص قدموا من الخرطوم بالقطار، ومن مدن كبوشية وشندي والدامر وعطبرة. مضيفاً بأن فعالية البجراوية "كانت حلماً وتحولت إلى واقع بتفاعل جمهور مهرجان بلاد النور الذي أبدى حماساَ شديدا وترجم ذلك الحماس إلى مشاركة حقيقية في الفعالية رغم بعد المكان. وأضاف أن المهرجان سينتقل لاحقاً إلى الموانئ والمزارع والجبال وتحت القمر بجانب دول الجوار الأفريقي والعربي ودول الخليج" وقال أن مهرجان بلاد النور يهدف في الأساس لاضاءات كاشفة على مرافق حيوية تم تدميرها خلال حقبة الانقاذ ويتجه المهرجان الذي سيتواصل للفت الأنظار إليها، وما السفر بالقطار إلا تعبيراً عن لفت الأنظار لمؤسسة عريقة كسكك حديد السودان، حيث سيستصحب كل من الخطوط الجوية السودانية بشعارها الجميل كما سيستصحب الخطوط البحرية السودانية ومواني البلاد الأخرى، سيما ميناء بورتسودان. وإجابة عن سؤال حول مختصر كلمة (نوس ـ Nos) أوضح بأنها اختصار لكلمة "نوستالجيا ـ Nostalgia" بمعنى أن شركة نوس ميديا المنظمة للمهرجان تعكس الماضي والحنين إليه بشكل إيجابي لاستعادة القيم بأكثر من إعتقال الناس في الماضي " homesick" لبعث ما اندثر منه كالمرافق الحيوية التي ظلت عبر سنوات تقدم خدماتها الجليلة للسودانيين، كما سبق وتمت الإشارة إليها.
نختم تقريرنا هذا برفع سلام تعظيم وإشادة بالفريق العامل بشركة "نوس" على ما بذلوه من جهد لصالح راحة ضيوف الفعالية وعلى رأسهم المخرج الطيب صديق رئيس الفعالية وكل من ميادة خيري مسؤولة "اللوجيستك" بالشركة وعوض الله بشير العضو السابق في فرقة عقد الجلاد ومسؤول قسم "الإفينت" بالشركة وعمر هنتر المسؤول الفني بالشركة وجسور أبو القاسم مسؤول الأنشطة الثقافية إدارياً، كذا د. راشد مصطفى بخيت مدير ندوات الشركة.
الجدير بالذكر أن الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم والذي وصل البلاد مؤخراً مع أسرته، قد تخلف عن تلبية الدعوة التي قدمت له في اللحظات الأخيرة حيث كان سيتم تكريمه بداخل المهرجان لو لا ظرف مرضي طارئ الم به، نسأل له الشفاء العاجل وتمام الصحة والعافية.
hassangizuli85@gmail.com
* نخبة من أبرز المبدعين والصحفيين والكتاب يشاركون في الرحلة!.
* البلوستاروفرقة ود الزين يحيون حفلاً موسيقياً على مسرح الاهرامات!.
* تكريم عدد من المؤسسات والمنظمات والشخصيات المرتبطة بفعاليات الأثار السودانية!.
* مدير اليونسكو بالسودان يخاطب الاحتفالية ويشيد بفكرة المهرجان ويصف الحدث بالعظيم!.
رصد: حسن الجزولي
" خلقنا الله فسجدنا له ،، وجعل العالم يهتف لنا
فنحن الأوائل فى كونه ،، وكل البشر أتوا بعدنا
فيا مجد كوش العظيم المجيد
فمن في الورى يكن مثلنا
وكنداكة تنسج ثوب المهابة عزاً وفخراً ليبقى لنا"
" نشيد مملكة كوش السودانية أول نشيد وطني في العالم "
نظمت شركة نوس ميديا مهرجاناً ثقافياً الجمعة الماضية، بمشاركة مئات من المهتمين والمتابعين والمتخصصين في حقول التاريخ والآثار والثقافة السودانية بآفاقها الفسيحة، حيث أشارت إدارة المهرجان إلى عدد هؤلاء المشاركين بنحو الفي شخص "قدموا من الخرطوم بالقطار، ومن مدن كبوشية وشندي والدامر وعطبرة".فضلاً عن جمهور واسع من أهل منطقة كبوشية الذين لبوا الدعوة بالحضور والمشاركة واستقبال الضيوف بحفاوة أهل السودان.
شكلت الفعالية التي بدأت من محطة السكة حديد بالخرطوم بحري مهرجاناً ثقافياً وتظاهرة فنية وترويحية، ظل فيها المشاركون داخل القطار الذي سار بهم في البوادي والسهول الفسيحة في حالة نشوة وفرحة، وما أن تحرك القطار حتى انطلقت الهتافات الثورية الداوية بحتمية انتصار ثورة الشعب والوطن على جحافر الفلول وبقايا المتآمرين على قضية الشعب الكبرى، ففي القاطرة التي خصصت للمبدعين والصحفيين والاعلاميين وبعض المشاركين الآخرين، بدأت المهندسة " مايسة جعفر حسن" بعض هذه الهتافات التي تجاوب معها المشاركون، بما فيهم الأطفال الذين اصطحبتهم أسرهم، وضمنهم الطفلة سارة مجدي عثمان والطفل محمد حامد ابن السيدة رانيا ثم أيمن ابن سحر الموظفة بشركة مروج، وهي إحدى الشركات الداعمة لفعالية المهرجان، فقد انتبه رصدنا هذا لعدد كبير من موظفي وموظفات هذه الشركة تحديداً بالقطار، كالموظفة مناسك التي عرفتنا بالشركة وتغليفها لبعض المنتجات الغذائية، وموظفي الشركة الذين كان لهم القدح المعلى في تطريب المشاركين في مقطورتهم بالأغاني العاطفية الجميلة، وفي مقدمتهم الموظف علي محمد أحمد، إضافة لكل من محمد، عثمان، خدر،عبد الرحمن، ثم الموظفة زينب.
شاركت مجموعة من المبدعين والكتاب والشعراء في الفعالية، كان في مقدمتهم الفنان المخضرم "علي دوكة" أحد أعضاء فرقة البلوستار التاريخيين خلال سبعينيات القرن الماضي، والتي نقلتنا بفواصلها الغنائية والموسيقية إلى أجواء وبهجة تلك السنوات البديعة، وكذا الفنان " ود الزين وفرقته" والمذيعة هايلين هاشم التي ستقدم فقرات الحفل المسرحي فيما بعد، هذا بالاضافة للمبدعين السينمائيين " سليمان محمد إبراهيم والطيب المهدي" عن جماعة الفيلم السوداني، الدرامية نادية بابكر وأسرتها كتكريم لها ولأسرتها حيث أن زوجها الشاعر عماد الدين إبراهيم هو من صاغ كلمات "بلاد النور" والتي تم تلحينها وتقديمها وأصبحت بمثابة شعار للمهرجان، كما شارك أيضاً الشاعر والناشر "الياس فتح الرحمن" مدير دار مدارك للنشر، المهندس المعماري "عثمان الخير"، المؤرخ صلاح الأمين، " فريد إدريس" مدير منظمة Hope & home for children ـ أمل للطفولة، وشمس الدين ضو البيت ناشر ورئيس مجلس إدارة صحيفة الحداثة التي تحولت مؤخراً من ورقية إلى رقمية وكانت برفقته ابنته "نور"، شرفت الفعالية أيضاً الممثلة الصاعدة "أمال سليمان" إحدى بطلات الفيلم الروائي السوداني "ستموت في العشرين"، وشارك أيضاً صديقنا الشاعر عالم عباس عن اتحاد الكتاب السودانيين، وقد حكى لنا ـ وكنا نجاوره المقاعد ـ واقعة قصيدته البديعة التي تنبأ فيها ( بمعنى كلمة تنبوء) بانفجال الثورة وهزيمة "جلاوذة الملتحين المرجفين"!، والتي أتت بعنوان "صمت البراكين قبل انفجار الحمم":ـ
"هدوءٌ، ولكنه عاصفةْ.
هدوءٌ،
وفي صمته الكاظم من غيظه
قنبلةٌ ناسفةْ.
هدوءٌ،
يهندس في السرِّ
ذرّاتِ وثبته،
ومجرّاتِ ثورته،
واكتساحَ جحافله الجارفةْ.
هدوءٌ
يدَمْدِمُ غَضْبتَهُ، ويُكوّرُ قَبْضَتَهُ
ويدوْزِنُ أوتارَ حناجرِهِ الهاتِفةْ.
هدوءٌ،
يسطّر اشعار مسيرته العارفةْ
و يرتّبُ للنصر عبر صفوف كتائبه الزاحفة.
هدوءٌ،
يكدّس الرعدَ والبَرْقَ ضمّادةً
فوق شرايينه الراعفة.
هدوءٌ،
ليملأ عينيه من خناجر جلاده النازفةْ.
هدوءٌ،
يُحَفّزُ خَيْلَ الوُثُوبِ،
بِمِهْمَازِ هَبّتِه الهادفةْ.
هدوءٌ صَمُوتٌ ليكبُت ثرثرةَ المُرْجفينَ،
ويَفْضَحُ عُرْيَ المُرائين،
علَى وَهْجِ نيرانها الكاشفةْ.
هدوءٌ،
يُخاتِلُ عُذْرَ التأنِّي،
وغَدْرَجَلاوِذَةِ الأمْنِ،
إفْكَ الدجاجلة الملتحين،
ذوي السحنة الزائفةْ.
هدوءٌ،
وتحسبه هدْأة الموت،
لكنّها الآزفةْ،
ستتْبعُها الرادفة.
فلا هجعت تلكمُ الأنفس الخائراتُ
ولا وهنت جذوةُ الرفض فينا،
ولا نامت الأعينُ الخائفةْ".
والتي تلاها في أحد مهرجانات مسابقة جائزة الطيب صالح التي تنظمها شركة زين للاتصالات، وكان عالم أحد أعضاء لجنة التحكيم للجائزة، وبعد واقعة "قصيدته الشجاعة" تم إقصاؤه من عضوية اللجنة!.. كما احتشد في عربات القطار عدد كبير من المشاركين الممثلين لمؤسسات ومنظمات متعددة.
يصل القطار المخصص للفعالية خلال ساعات قليلة لمدينة شندي التي استقبلت فيها لجان المقاومة ضيوف المهرجان بالحفاوة والهتافات الثورية الداوية والأهازيج والأغنيات التي تمجد ثورة ديسمبر المجيدة وشهدائها البررة، حيث تجاوب معها "سكان القطار" مؤكدين على بقاء جذوة الثورة مشتعلة في قلوب الثوار والكنداكات عبر طول البلاد وعرضها وبحتمية انتصارها في نهاية أشواط النضال الوطني.
كما نرجو خلال رصدنا الصحفي هذا ألا نتجاوز جهد موظفي وفنيي وعمال وإداريي القطار وحسن استقبالهم والوقوف على راحة المسافرين، ونخص بالذكر مجموعة شرطة تأمين القطار من المخاطر حيث نشير لكل من "رقيب شرطة عباس عبد الله، مساعد شرطة ماهر عز الدين، مساعد شرطة عوض الكريم محمد خير من الدفاع المدني.
وهكذا يصل بنا القطار لمدينة كبوشية الجميلة فينتقل المشاركون إلى الحافلات التي أقلتهم إلى أرض المهرجان حيث إهرامات البجراوية تقع على مرمى من الاستراحة التي كانت بمثابة "نُزل" استجم بها المشاركون. فتناولوا وجبة الغداء واستجموا قليلاً، حيث عقد سمنار عن الآثار السودانية كان بمثابة ملتقى ثقافياً تفاكرياً لممثلي البعثات والكشوفات الأثرية، تحدث فيه عدد من المتخصصين إلى جانب مداخلات العديد من المهتمين، وبعده ينتقل الجمع إلى المدينة الملكية "عبر المواصلات المحلية والجمال والحمير والكارو والبرينسات".
وتحت أضواء الاهرامات السودانية البديعة بالكشافات الضوئية ذات الألوان المتعددة والمبهرة "عروض مسرح الضوء"، تم عرض فيلم عن "جيرزيلدا الطيب" الأنثربولوجية السودانية ـ البريطانية من إخراج الطيب صديق. وكرمت إدارة مهرجان بلاد النور، كل من "متحف اللوفر والبعثة الفرنسية للآثار، والمعهد الألماني للآثار وخبير الآثار دكتور صلاح محمد أحمد، ومدير موقع البجراوية د.محمود سليمان، وعمال الورشة والخفراء والفنيين في الهيئة العامة للآثار والمتاحف وحراس الإهرامات والمواقع الأثرية بالنقعة والمصورات، والمدينة الملكية. كما خاطب الحفل جورج مدير اليونسكو بالسودان الذي أشاد بالفكرة المهرجان ووصف الحدث الذي تم في الإهرامات بأنه حدث عظيم. وقدمت مجموعة من شباب مدينة الدامر، بقيادة عمر المامون، هدايا لخفراء الإهرامات والمواقع الأثرية عبارة عن (بطاطين)، وقوبلت الخطوة بالإشادة والترحيب من المشاركين.
أفاد المخرج الطيب صديق رئيس المهرجان و مدير عام شركة نوس ميديا التي تنظم المهرجان، إن عدد المشاركين في الحفل، يقدر بنحو الف شخص قدموا من الخرطوم بالقطار، ومن مدن كبوشية وشندي والدامر وعطبرة. مضيفاً بأن فعالية البجراوية "كانت حلماً وتحولت إلى واقع بتفاعل جمهور مهرجان بلاد النور الذي أبدى حماساَ شديدا وترجم ذلك الحماس إلى مشاركة حقيقية في الفعالية رغم بعد المكان. وأضاف أن المهرجان سينتقل لاحقاً إلى الموانئ والمزارع والجبال وتحت القمر بجانب دول الجوار الأفريقي والعربي ودول الخليج" وقال أن مهرجان بلاد النور يهدف في الأساس لاضاءات كاشفة على مرافق حيوية تم تدميرها خلال حقبة الانقاذ ويتجه المهرجان الذي سيتواصل للفت الأنظار إليها، وما السفر بالقطار إلا تعبيراً عن لفت الأنظار لمؤسسة عريقة كسكك حديد السودان، حيث سيستصحب كل من الخطوط الجوية السودانية بشعارها الجميل كما سيستصحب الخطوط البحرية السودانية ومواني البلاد الأخرى، سيما ميناء بورتسودان. وإجابة عن سؤال حول مختصر كلمة (نوس ـ Nos) أوضح بأنها اختصار لكلمة "نوستالجيا ـ Nostalgia" بمعنى أن شركة نوس ميديا المنظمة للمهرجان تعكس الماضي والحنين إليه بشكل إيجابي لاستعادة القيم بأكثر من إعتقال الناس في الماضي " homesick" لبعث ما اندثر منه كالمرافق الحيوية التي ظلت عبر سنوات تقدم خدماتها الجليلة للسودانيين، كما سبق وتمت الإشارة إليها.
نختم تقريرنا هذا برفع سلام تعظيم وإشادة بالفريق العامل بشركة "نوس" على ما بذلوه من جهد لصالح راحة ضيوف الفعالية وعلى رأسهم المخرج الطيب صديق رئيس الفعالية وكل من ميادة خيري مسؤولة "اللوجيستك" بالشركة وعوض الله بشير العضو السابق في فرقة عقد الجلاد ومسؤول قسم "الإفينت" بالشركة وعمر هنتر المسؤول الفني بالشركة وجسور أبو القاسم مسؤول الأنشطة الثقافية إدارياً، كذا د. راشد مصطفى بخيت مدير ندوات الشركة.
الجدير بالذكر أن الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم والذي وصل البلاد مؤخراً مع أسرته، قد تخلف عن تلبية الدعوة التي قدمت له في اللحظات الأخيرة حيث كان سيتم تكريمه بداخل المهرجان لو لا ظرف مرضي طارئ الم به، نسأل له الشفاء العاجل وتمام الصحة والعافية.
hassangizuli85@gmail.com