منذ اللحظة التي تم فيها الاعلان عن سفر البشير الي تركيا تبادر الي الاذهان دوافع الرحلة التي اقتضت سفر الرجل في هذا التوقيت بعد مرور ايام علي تداعيات مقتل الصحفي السعودي الخاشقجي ويبدو ان المجموعات الاستشارية العاملة مع البشير وعباقرة العلاقات العامة المحيطين به قد نصحوه بان يسرع ويحصد مع الحاصدين واختار السفر الي هناك لتقريب الصلات بين تركيا والسعودية علي حساب الضحية ومن اجل التوصل الي سيناريو "لتفطيس " القضية والابقاء علي المصالح والصفقات المليارية ويبدو ان مايجري في الدوائر الدولية والاقليمية من ردود افعال وتلفيقات وفبركات ساذجة و كريهة في هذه القضية قد فتح شهية السيد البشير الذي يدير البلاد عن طريق الانفعالات العاطفية ومايشبة مجلس الاجاويد علي انغام " العرضة والطرب الحماسي "وجعلنة " القضايا وقرر ان يجرب حظه وذهب. انتظرنا مع المنتظرين نتائج زيارة البشير الي هناك وكان اول الغيث خبر مصحوب بلقطات مصورة بدقة وعناية تظهر الرئيس السوداني كما ولدته امه مجردا من كل مظاهر الاحترام والتقدير والفخامة وابسط القواعد والتقاليد البروتكولية والمراسمية المعتادة في علاقات الامم والشعوب. في اول الامر اعتقدت ان الصورة ربما تكون من الارشيف للرئيس البشير في احد الاجازات والزيارات الخاصة في احد المنتجعات للراحة والاستجمام من عناء العمل ثم اعتقدت انه في طريقة الي مباحثات خاصة لتوقيع بعض الصفقات لقطات تحتمل كل التفسيرات الا عملية استقبال رئيس دولة في دولة اخري. ولكن اذا عرف السبب بطل العجب فتركيا لم تعد هي تركيا القديمة بعد ان نجحت جماعات ومنظمات الاخوان المسلمين في اختراقها والسيطرة عليها علي مراحل بسبب ضعف الاخرين في المنطقة. ماحدث للبشير اهانة متعمدة لانهم يعتقدون انه قد تطاول بمحاولة اختراق مخططهم الدقيق والخبيث لتصفية حساباتهم مع المحور السعودي الخليجي لان تركيا الراهنة ليست تركيا الزمان بعد ان اصبحت تحكم وتدار بواسطة مجموعات اخوانية وعقائدية تعتبر نسخة طبق الاصل من ايران الخمينية وادراكوا مايريدة البشير فردوا عليه بطريقتهم... تركيا الاخوانية ليست بريئة من دم الصحفي السعودي وكانوا علي علم بتحركات الخاشقجي والسعوديين معا وتركوهم يفعلوا فعلتهم لكي يحصدوا النتائج وقد فعلوا بدقة واحترافية وخالفوا القوانين و الدين والاخلاق والعرف الكريم ودهسوا في طريقهم نفس بريئة استدرجت بواسطة اكثر من جهة لتلقي مصرعها بتلك الطريقة البشعة والكريهة. ////////////////