طب نفسي رياضي
د. نيازي عزالدين محمد
15 July, 2012
15 July, 2012
السلوك الرياضي القويم المنضبط:قاعدة رياضية ملزمة لكل المنظومة الرياضية خارج وداخل المستطيل
سئل أحد عظماء وعباقرة نجوم كرة القدم عن اعظم لحظة مرت به واحرج لحظة؟أجاب :ان اعظم لحظة مرت عليه حين تقدم ونفذ ضربة جزاء امام حارس عظيم ونتج عن الهدف انه اهل بلده لكي تفوز بالبطولة ,واجاب عن احرج لحظة مرت به بالقول:حين خرج عن السلوك الرياضي مرة واحدة في حياته الكروية واستشاط غضبا من المدرب ولم يقبل ان يتم استبداله فماكان من الجمهور الذي احبه وحمله علي الاعناق سنين طوال الا ان ارتفعت حناجره وعلا صوته بالنقد المباشر لنفس اللاعب الذي كان محبوبا وخلوقا, فكان ردعا مباشرا وجميلا من الجمهور لكي يحافظ علي تأريخ اللاعب والخلق الرياضي القويم معا.
ان لعبة كرة القدم لم تنل ما نالته من مكانة عالمية في نفوس الناس بامبراطوريتها الضخمة التي تحكم بها كوكب الارض(فيفا) وبأموالها الضخمة وحجم المشاهدة العالي الذي يفوق كل حدث علي سطح الكوكب,انما نالت ما نالته بسبب الخلق الرياضي الجميل الذي يجبر ثمانين الف بشر متواجد في جنبات الملعب ان يصفق ويرفع قبعته للاعب رد تحية زميله في الفريق المنافس الذي مرر اليه الكرة لكي يتم علاج زميله المصاب,
كذلك عندما يتم استبدال لاعب باخر ويكون الذي هو خارج قد ادي ما عليه من مهام وواجبات وحاز رضا الجمهور نراهم يزفونه بتصفيق حاد في موجة مهيبة رهيبة هذه لعمري هي اللحظة التي تأسر اللب وتنحفر في ضمير اللاعب مدي الحياة.
ان اعظم اساطير اللعبة لم يكونوا ليحوزوا هذه المكانة بدون خلق رياضي قويم تخلقوا به ابان ممارستهم اللعبة وحافظوا علي اخلاقهم الرياضية مدي الحياة لأصالتها في شخصياتهم ولحفرها عميقا في نفوسهم,ولو اخذنا مثالا لذلك نجد عالميا الجوهرة السوداء بيليه البرازيلي الذي رفدته ظروف كر القدم في الفترة التي كان يلعب فيها رفدته ظروف بساطة اللعبة وتخلف خطط الدفاع والتكتيك الكروي ساعده كل ذلك ليتفوق علي منافسيه من اللاعبين المدافعين فسمق نجمه وصار اسطورة لوحده,ولم يكن بيليه يصل الي ماوصل اليه دون تاج الخلق الرياضي الذي كان يتخلق به,كذلك الاسطورة الارجنتينية الفذ العبقري دييجو مارادونا الذي اجبر النقاد والمتخصصين في كرة القدم من المدربين ان يتوجوه ملكا للالفية الماضية في كرة القدم العالمية,لانهم شهدوا ان الفترة التي لعب فيها مارادونا شهدت تقدما وتطورا في التكتيك والفنيات والخطط الدفاعية الكروية التي عاني منها دييجو وتفوق رغمها علي الناس كلهم,ايضا رغم مشاغبته والضجة التي حول شخصيته الا انه كان خلوقا خلوقا خجولا داخل الملعب,ولم يكن لاعبونا الافذاذ السابقون بمعزل عن السلوك الرياضي القويم والخلق المنضبط الذي اهلهم لكي يتربعوا علي قلوب الناس ابان عطائهم واحترافهم لعب الكرة ومن بعد اعتزالهم وتوقفهم,من لدن الامير صديق منزول اسطورة نادي الهلال ,مرورا ببرعي اسطورة المريخ الي علي قاقرين الذي كان خلوقالا بدرجة تنسيك موهبته وادائه في الملعب,مرورا بوزير دفاع السودان الفذ جدا طارق احمد ادم الذي كان اسطورة في استخلاص الكرة في احلك المواقف من بين ارجل اخطر واحرف المهاجمين باقل مجهود,فكان دمثا جدا وخلوقا بدرجة وزير,وكانت المنافسة الشريفة بينه وبين زميله في قيادة شارة القيادة علي اشدها جكسا فيما اظن فكان ان تمت مفاضلته عليه باللغات التي كان قاقا يتحدثها ,اين لاعبي اليوم من مثل قاقارين..عجبي...
تري اين لاعبي اليوم ومحترفي اليوم من السلوك الرياضي والخلق خارج وداخل الميدان؟خاصة بعدما صارت كرة القدم حرفتهم التي يتكسبون منها ويعطونها كل وقتهم؟ان الاجيال التي نتحدث عنها من العظماء السابقين لم يكونوا محترفين ولم يتلقوا اموالا عند تسجيلهم تذكر.بل انهم تلقوا اشياءا رمزية من واقع حبهم لللعبة وللشعار فاعطوا افضل ماعندهم من فن كروي واخلاقي وسلوكي شكل منظومتهم الرائعة الخالدة..اننا نطالب المسئولين من الكرة في الاتحاد العام الوطني بان يولو موضوع السلوك الرياضي اهمي قصوي ورعاية اقرب واوضح من الان لانه ,اي السلوك الرياضي, هو ما يحمل كرة القدم وتطورها اما الي شاطئ الامان او الي اسفل سافلين,ولابد من ان يولي مسئولو الاتحاد الامر رعاية واهمية فورية مبناها العلم والمهنية, بمعني ان تسن قاعدة او لائحة تلزم النادي بان يفتح ملفا شخصيا ونفسيا لللاعب المسجل حديثا وان تكون نسخ هذا الملف مع الاتحاد العام للكرة بما انه من يرعي هذا اللاعب ومحتمل ان يتم اختياره لكي يمثل بلده في منتخبها الوطني بمختلف تدرجاته,ان التفلتات الاخلاقية التي تحدث لللاعبين في الوقت الراهن وينتج عنها تصلب في العلاقة بين اللاعب ومدربه او اللاعب وادارته او اللاعب وزميله او اللاعب والمحيط الرياضي من اعلام وصحف وجمهور داخل الميدان او خارجه يجب ان نتحمل كلنا مسئوليتها وان نتحلي بالجرأة والشجاعة الكافية لكي نوزع مسئوليتها بيننا ونحلل الموقف نفسيا وعلميا ومهنيا حتي نتبين المؤثر والمحرض والعلة والسبب حتي لا نضع المسئولية جلها او كلها علي عاتق اللاعب الذي هو ربما يكون الحلقة الاضعف نسبة لما يتعرض له من ضغط شديد ويكون مطلوب منه ان ينتج لعبا تثمر عنه نتيجة مرجوة دون النظر بعيون الاعتبار الي ما يؤثر هو فيه ويتأثر به.
اننا بص دد عدد من الظواهر المعاصرة حاليا التي تخص بعض النجوم الكبار في كرة القدم في بلدي , الذين أتي منهم سلوك ليس شبها لهم ابان مسيرتهم الرياضية الحافلة ما يلقي الضوء علي الجانب الاخر من المنظومة من المدرب الي الاداري الذين يسهمون اسهمهم في نفسية اللاعب بما انهم معنيون به ومسئولون عنه وولا بد لنا من القاء اللوم علي اللاعب الذي عركته التجارب وخبر دهاليز كرة القدم ولكنه تجاهل كل هذا التراكم الحياتي وتعامل خلال الازمة بردة فعل لاعب هاو او مبتدئ كان الاولي به ان يعلم ان المؤمن مصاب وان دوام الحال من المحال,كذلك كان يجب عليه وهو النجم الجمهوريان يفيد من سابق المحنة والا يكرر السلوك الاحمق والا ينسي سبب المأساة وان يعلم نفسه ضبط الاخلاق والا ينسي انه ملك للعامة اكثرمن كونه مل نفسه.
اجمالا اننا في انديتنا في اشد الحاجةلتاسيس ادار فنية للطب النفسي الرياضي لكي تشمل اللاعب والاداري والمدير والخفير بالنادي لانهم جميعا بشر ويشكلون عقد المنظومة ويؤثرون ويتاثرون ببعضهم البعض,وبما ان الرياضيين قبيلة وان القبيلة تشكل الامة فنقول قول السابق:
انما الامم الاخلاق ما بقيت فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا.
والله من وراء القصد.
Niazee Elawad [nzeer1@gmail.com]
///////////