طرابيل كنيسة قنتي في دائرة الضوء

 


 

 

أثناء إقامتي القصيرة (7-20 مايو 2015) في مدينة بتسبيرج (Pittsburgh) الأمريكية لاحظتُ مدى اهتمام القوم بآثارهم التاريخية والحضارية، وبمباني جامعتهم العريقة التي أُسست عام 1787م، حيث تتوسطها كتدرائية التعليم (Cathedral of Learning)، في شموخ أشمٍّ يعكس رمزية المعرفة وأهميتها. وقفتُ عند قاعدتها في تواضع لا يلامس أطراف عظمة حضورها البازخ في المدينة، وتقديرها في نظر السُواح والمقيمين. وفي تلك اللحظة جالت في ذاكرتي حادثتان يقفان على طرفي نقيض، ويشكلان طرفاً من معالم الاختلاف بين أبعاد التفكير الذهني للإنسان. ترتبط إحداهما بالرأي الذي أطلقه أحد أساتذة التاريخ والحضارة بجامعة أمدرمان الإسلامية: "بأن آثار السودان السابقة لدخول الإسلام عبارة عن موروثات ضلال نصراني وعبدة طين وأوثان لايجوز الاحتفاء بها"؛ وانسحاباً على ذلك جاءت الحادثة الثانية بمشاهدها المتعددة التي تجسدت في تحطيم تمثال الشيخ بابكر بدري بجامعة الأحفاد، والشهيد القرشي بجامعة الخرطوم، والمجاهد عثمان دقنة أمام بلدية بورتسودان، والنصب التذكارية لأمراء المهدية بساحة جامع الخليفة بأمدرمان. وفي هذه الأيام يظهر نمط مشابه من التفكير السطحي، تتجلى معالمه في انتقاد الحفريات الآثارية التي تُجري تحت إشراف المشروع القطري-السوداني لترميم وصيانة بعض المواقع الآثرية في الولاية الشمالية وولاية نهر النيل، ووصفت تلك الانتقادات توظيف التمويل القطري في المصرف الذي حدد له بالسفه والذهول عن مقاصد الأولويات. وهنا يظهر الفرق بين العقلية الغربية والشرقية، فهم يقدرون الآثر المادي؛ لأنه يمثل ملمحاً من ملامح حضاراتهم السابقة، ويشجع أجيالهم اللاحقة لتطوير مسارات الأبداع والعطاء الإنساني؛ لأن العقل الذي يستطيع أن يقيِّم موروثات الماضي بطريقة موضوعية،يستطيع أن يستثمرها بصورة إيجابية لبناء حاضر أفضل. وبناءً على هذه القيم المفاهيمية المتعارف عليها عالمياً يمكن القول بأن التمثال التذكاري للشيخ بابكر بدري ليس فيه شية من الوثنية؛ لأن أهل السودان لا يعبدون رائد تعليم المرأة، بل يرونفي شخصه العصامي تجسيداً لبدايات الوعي التنويري في مجتمع كانت تعلو فيه النبرة الذكورية، وتتصاعد الانتقادات القادحة في أهمية التعليم المدني للبنين قبل أن يكون مسموحاً به للبنات. وعند هذا المنعطف تكمن فضيلة تقدير المبدعين من أفراد الشعب السوداني، وتتصاعد قيمة المعرفة التراكمية التي تدفع الإنسان الواعي بمقاصدها إلى الأمام. لكن مشكلتنا الأساسية تتبلور في أننا نثمن الأشياء من منطلقات أيديولوجية سطحية ليست لها أبعاد مقاصدية؛بل في معظم الأحيان ذاهلة عن مقاصد الموضوعات المنتقدة نفسها. ولذلك نجد أن الغربيين في كثير من شؤونهم الحياتية يهتمون بجواهر الأشياء، وكيفية توظيفها لخدمة المصلحة الإنسانية،بينما نحن نتعلق بالقشور؛ دون إدراك لكنه السؤال المُلح، والمستفز في آن واحد: لماذا تقدم الغرب وتخلفنا نحن؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نُعرِّف القارئ بالمشروع القطري-السوداني الذي يهدف إلى التنقيب عن الآثار السودانية في الولاية الشمالية وولاية نهر النيل، وترميم الآثار المكتشفة وصيانتها، ثم إعداد دورات تدريبية للعاملين الجدد في حقل الآثار. وتُقدر قيمة الدعم المالي المقدم للمشروع من دولة قطر بـ 135 مليون دولار أمريكي، لمدة خمس سنوات. وقد تم تدشين هذا المشروع عام 2013م تحت إشراف نخبة من علماء الآثار القطريين، والسودانيين، والألمان. وتشمل المناطق التي تمَّ التنقيب عنها في محلية التضامن بالولاية الشمالية، آثار كنيسة قنتي؛ وموقع "حوش مار" بقرية فقيرنكتي، والذي يشبه تصميمه المعماري مدينة الخندق، حيث توجد به آثار مساكن، ومحال تجارية، ومباني إدارية، مشيدة من الطوب اللبن والطين (الجالوص)، وتُقدر مساحة الموقع بـ150350 متراً مربعاً. وأما الموقع الثالث فهو مع المقابر التي تقع شرق قرية منصوركتي، وهي عبارة عن 110 كومٍ دائري وبيضاوي من الحجارة والحصى، مرتفعةً عن سطح الأرض، ويبلغ قطرها من 6 إلى 20 متراً، ويرجع الآثاريون تاريخها إلى الفترة الأخيرة من العهد المروي وما بعده. والموقع الرابع هو موقع قلعة الحتاني التي تُنسب إلى الملك الحتاني الذي عاش في أواخر العهد السناري، وهي في شكل حصن استراتيجي، بُنيت على الضفة اليسرى للنيل، وبالقرب من قرية حسينارتي.
لا يتطرق هذا المقال إلى كل هذه المواقع الآثرية، أو يقدم إجابة شافية عن ا لسؤال المحوري: لماذا تقدم الغرب وتخلفنا نحن؟ أو يفند دعاوى المعارضين لمصارف المشروع القطري-السوداني، بل يسعى المقال في جوهره لتوضيح ملامح أحد المواقع الآثرية التي أُعيد كشفها وترميمها هذا العام، بعد أن كانت نسياً منسياً من قِبَل الحكومات السودانية المتعاقبة، والموقع المعنى هو موقع طرابيل كنيسة قنتي، بالولاية الشمالية.


ما الطرابيل وما أصلها؟
الطرابيل كلمة عربية فصيحة، ومفردها طربال، ويقصد به الجزء الأعلى من الجدار، أو الصخرة المبرزة في الجبل، ولذلك شاع المصطلح في جزيرة العرب، ومصر، وبلاد الشام. وفي السودان أضحى يطلق على مدافن الزعماء والملوك الكائنة بقرية نوري في الولاية الشمالية، وكذلك على أعمدة كنيسة قنتي، والتي يرجع الآثاريون تاريخها إلى عهد مملكة المقرة. وردت إشارة لها في كتاب نعوم شقير، تاريخ السودان وجعرافيته، الصادر عام 1903م؛ في معرض حديثة عن مدن السودان وآثارها، إذ يقول: "والدُفَّار على يمين النيل، وتبعد نحو 9 أميال عن أبي دوم قشابي، ويزعم أهل دنقلة أنها بلدة نمرود بن كنعان، وإن الملك موسى سكنها بعد الإسلام، وأسس فيها مملكة دامت إلى ما قبل الفتح المصري، فخربها الشايقية ... وهي الآن حلة صغيرة، وفيها قلعة خربة قائمة على صخرة كبيرة. وبقربها جزيرة عامرة تسمى قانتي [أي قنتي]، يسكنها ذرية ملوك الدُفَّار مع الشايقية، وفيها آثار قديمة، وجامعان، ومسجدان." والآثار التي أشار إليها شقير أرجعها بعض المهتمين بتراث المنطقة إلى أعمدة كنيسة قنتي، وكنيسة أخرى توجد آثارها في منطقة كندورة في الساب، حسب رواية الأستاذ أحمد شوك عثمان، الذي يحتج بأن حفريات إنشاء سدود فيضان عام 1994م أظهرت بعض أثارها المعمارية. ولا تمدنا المصادر الآثارية بمادة كافية عن طرابيل كنيسة قنتي وسكان المنطقة؛ إلا أن وجود الكنيسة داخل جزيرة قنتي يدل على أن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان، لكن يبدو أنهم رحلوا عنها نتيجة للفيضانات المتكررة إلى ضفة النيل اليمنى، حيث كان يسكن أسلاف أهل منطقة قنتي الحاليون، علماً بأن حاضرة مملكة الدُفَّار كانت على الضفة اليمنى، وتحديداً بقرية جقرنارتي التي توجد فيها آثار مسجد أولاد جابر الذي إشار إليه صاحب الطبقات ود ضيف الله. وحديثاً تفيدنا المصادر التاريخية بأن قرية قتني كانت مأهولة بالسكان قبل العهد المهدوي، بدليل أن الإمام المهدي عين الشيخ محمد حسين والد العمدة أحمد شوك عاملاً عليها وعلى المناطق المجاورة لها. بالرغم من ذلك ظل أهالى قتني يدفنون موتاهم بالطرف الشمالي من علي نارتي على الضفة اليمنى للنيل إلى أن تحول الدفن إلى قلعة هارون جوار الكنيسة بعد عام 1918م.
ولا ندري ما سر تسمية مقابر هارون. هل كان هارون المشار إليها رجلاً صالحاً؟ أم الاسم قديم، ويرجع تاريخه إلى الفترة المسيحية أو ما قبلها؛ لأن البعض يحتج بقول نعوم شقير أن أصل أهالي الدُفَّار يرجع إلى نمرود بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح، وإذا افتراضنا جدلاً صحة ما ذهب إليه شقير، فهذا يعني أن جزيرة كانت مسكونة قبل مجيء المسيحية؛ لأن سلالة نمرود بن كنعان عاشت في العصور القديمة. وبذلك نصل إلى أن كنيسة قنتي في الأصل كانت معبداً، قبل أن تُحول إلى كنيسة. وهذا مجرد استنتاج يحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب. وفي الفقرات الآتية نتحدث عن الظروف التاريخية والإطار المسيحي العام الذي نشأت فيه كنيسة قنتي؛ لنرى أوجه الشبة والاختلاف بينها والكنائس الأخرى التي أُسست في كنف النوبة المسيحية.    


الخلفية التاريخية لطرابيل كنيسة قنتي
بعد انهيار مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي قامت على أنقاضها ثلاث ممالك نوبية، تشمل مملكة نوباتيا في الشمال وعاصمها فرس، ومملكة المقرة في الوسط وعاصمتها دنقلا العجوز، ومملكة علوة في الجنوب وعاصمتها سوبا. دخلت المسيحية بصفة رسمية إلى هذه الممالك في عهد الملك جستنيان وزوجته ثيودورا، أي في القرن السادس الميلادي، حيث أعتنقت مملكة نوباتيا وعلوة المسيحية على المذهب الأرثوذكسي (أي مذهب اليعاقبة)، بينما أعتنقت مملكة المقرة المذهب الكاثوليكي (الملكاني) على أيدي رجال البعثة التبشرية التي أرسلها جستنيان. ثم بعد ذلك توحدت مملكتا نوباتيا والمقرة، وبموجب ذلك تحولت مملكة المقرة إلى المذهب الأرثوذكسي، وأضحت تابعة لكنيسة الأسكندرية بدلاً عن كنيسة روما الإيطالية. وبلغ عدد الأوبرشيا التابعة لها في ذلك العهد سبع عشرة أبروشية، وكانت بابوية الأسكندرية تعين أساقفتها. أُسس معظم كنائس المقرة في تلك الفترة على الطراز البازيليكي أو الباسيليكي، وهو طراز من معماري ظهر في المدن الرومانية الوسيطة، ويقال أنه مأخوذ من الحضارة الأغريقية القديمة. وتعنى كلمة بازيليكا صالة الملك والعرض، أو القاعة الملكية في اللغة الأغريقية، وبعد ذلك انتقل الطراز البازيليكي إلى المباني التجارية والملكية، ثم إلى المباني الكنسية. وفي العادة تأخذ البازليكيا شكلاً معمارياً مستطيلاً، مقسم إلى ثلاثة أجزاء، هي الصحن المركزي الذي يتوسط المبني، وجناحين علي جانبي البهو، تفصل بينهما الأعمدة، ولها حنية (الحنية تعنى القوس) شرقية، وبعض البزيليكات لها حنيتين شرقية وغربية، ولها أبواب، بعضها يفتح علي ساحة الميدان العام، والأخر يطل على الشارع الرئيس في المدينة. وكانت البزيليكات الكنسية تغطى بسقف نصف برميلية في حيث الشكل،وتُزين من الداخل بالمنحوتات والتماثيل الجميلة والأرضيات الرخامية والجدران المكسوة بالرخام. وقد ساد هذا الطراز المعماري في كنائس النوبة بالرغم من أنه تأثر بالبيئة المحلية، حيث كانت تبنى الكنائس في الغالب من الطوب اللبن، أو الطوب الأحمر، وبعضها من الحجر الرملي، أو الجرانيت.
    الشيء الآخر المميز لكنائس النوبة أعمدتها الجرانيتية الأسطوانية الشكل وذات التيجان المربعة، والمزينة من الجوانب بزهرة اللوتس. واللوتس (Lotus) كلمة يونانية تطلق على نبات مائي مُزهر، تتميز أزهاه ببتلاتها الدائرية الكاملة، وقرنتها ذات الشكل الأسطواني، التي تبرز في العادة إلى أعلى. وتعتبر زهرة اللوتس من الرموز الوطنية في مصر، والهند، وفييتنام. واقترن اسمها بقضية الخلق في الأساطير المصرية القديمة، وكانت أوراقها تُوضع في مقابر الملوك والعظماء، والشاهد في ذلك أن بقايا منها وجدت حول جسد توت عنخ آمون عندما فُتح قبره عام 1922م.وإلى جانب ذلك نجدها في النقوش والرسومات الفرعونية في جدران المعابد المصرية القديمة.


الخاتمة
تقودنا طرابيل كنيسة قنتي إلى نتيجة مفادها أن قرية قنتي من أقدم القُرى في الولاية  الشمالية، حيث يرجع تاريخها إلى فترة ما قبل المسيحية. وفي المسيحية كانت توجد بها كنيسة رئيسة من ضمن الكنائس التي انتظمت المناطق المأهولة بالسكان في الولاية الشمالية. وبعد أن تمَّت عملية أسلمة المنطقة وتعريبها صارت قنتي جزءاً من مملكة الدُفَّار، التي أُسست حاضرتها في قرية جقرنارتي على الضفة اليمنى للنيل، وكانت تابعة من الناحية الإدارية إلى دنقلا العجوز التي كانت مقراً لممثل سلطنة الفونج في المنطقة آنذاك. وفي عهد الملك ناصر بن حمد بن محمد بن صلاح بن مسوا الكبير تعرضت مملكة الدُفَّار إلى اعتداء وتخريب من جيرانها الشايقية، أفضى إلى انهيارها قبيل الغزو التركي عام 1820م. وبعد ذلك التخريب نزح معظم أهل الدُفَّار إلى الضفة اليسرى للنيل، حيث سكنوا جزيرة قنتي، ومنطقة منصوركتي، وحسينارتي، وأمبكول، وكورتي، والغريبة، وبقى بعضهم بالضفة اليمنى في المنطقة الواقعة بين جقرنارتي وجلاس،وهاجر آخرون إلى أنحاء متفرقة في وسط السودان، وشرقه، وغربه. وفي عهد المهدية أصبحت قنتي ضمن عمالات العفو الإحسان التي أسسها الإمام المهدي بعد انسحاب قوات مصطفى ياور، مدير مديرية دنقلا، من المنطقة بعد واقعة منقارتي عام 1884م، وعُين محمد حسين، والد العمدة أحمد شوك، عاملاً على منطقة قنتي. ويؤكد هذا التعيين أن جزيرة قنتي كانت مأهولة بالسكان في تلك الفترة، أو بالأحرى منذ انهيار مملكة الدُفَّار في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.
    عليه نأمل أن يكون هذا الاهتمام بآثار منطقة قنتي ومنصوركتي حافزاً للباحثين لتوثيق تاريخ هذه المنطقة العريقة والمهمة في تاريخ السودان القديم والوسيط والحديث، بدليل أن الكشوف الآثارية أثبتت أن تاريخها يرجع إلى العهد المروي؛ وبعد دخول المسيحية إلى مملكة المقرة كانت من المناطق التي تمثل حواضر الوجود المسيحي، والشاهد في ذلك طرابيل كنيسة قنتي؛ وفي العهد الإسلامي كانت مملكة الدُفَّار واحدة من المملكات الإسلامية التي نشأت على ضفاف نهر النيل، وأحتضنت أيضاً مشيخة أولاد جابر الذين اشتهروا بالعلم والصلاح في العهد السناري. وبذلك يؤكد نموذج قنتي مفهوم الاستمرارية والاستيعاب الثقافي الذي أشار إليه وليام آدم، وجي اسبولدنق، وأحمد محمد علي حاكم، ومحمد أبوسبيب؛ إذ يقول آدم: إنَّ العرب النيليين، الذين يقطنون المنطقة الواقع بين الدبة وجنوب الخرطوم، "لا يعترفون بأن أصلهم نوبي؛ بل ينتسبون إلى القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية، لكننا نعلم أنهم كانوا يتحدثون اللهجات النوبية قبل خمسمائة عام." وبناءً على هذا المدخل اللغوي يصل آدم إلى أن سكان شمال السُّودان النيلي أصلهم نوبيين، حملوا معهم كثيراً من قيهم الثقافية وحافظوا على أصولهم العرقية بعد دخول الإسلام. ولذلك يرى اسبولونق أنَّ سلطنة سنار مثَّلت نهضة نوبية متأسلمة، وأن الإسلام شكَّل دينها الرسمي؛ إلا أنه لم يكن صاحب المرجعية في تسير نظامها السياسي والاجتماعي، بل كانت الكفَّة الراجحة للتقاليد والموروثات النوبية القديمة. ويؤكد هذه الاستمرارية من طرف آخر يوسف فضل، قائلا: "إنَّ "السُّودان لم يكن مجرد جسر، عبرت عليه الثقافة العربيَّة والإسلاميَّة إلى إفريقيا، ولا بوتقة انصهرت فيها الثقافتين العربيَّة والإفريقيَّة، وإنما كانت للسودان شخصيته التاريخيَّة المتميزة منذ فجر التاريخ، ولعل المتابع لشخصيَّة السُّوداني يجد إنها استطاعت أن تسودن الثقافة العربيَّة والإسلاميَّة قبل أن تتقبلها، كما أبرزت كينونتها الخاصة في إطار الثقافة الإفريقيَّة التي تنتمي إليها."


ahmedabushouk62@hotmail.com
///////////

 

آراء