طرد نيوزلندي وسوداني بسبب عدم لبس الكرفتة!!

 


 

 

 


بتاريخ 09 فبراير 2021م، وتحت عنوان (طرد نائب من البرلمان النيوزيلندي لرفضه ارتداء ربطة العنق)، نشرت جريدة الشرق الأوسط مقالاً جاء على النحو الآتي:
طُرد زعيم حزب «الماوري» (الممثل للسكان الأصليين)، راويري وايتيتي، من البرلمان النيوزيلندي لعدم ارتدائه ربطة العنق.

ولا يمكن للنواب الرجال طرح الأسئلة في غرفة المناقشة إلا إذا كانوا يرتدون ربطة العنق. ومنع رئيس مجلس النواب تريفور مالاردرا النائب راويري وايتيتي مرتين من طرح الأسئلة، وفقاً لـهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وايتيتي قوله أثناء خروجه من الغرفة: «لا يتعلق الأمر بربطة العنق؛ بل يتعلق بالهوية الثقافية». وقد أطلق على رابطة العنق وصف «حبل المشنقة الاستعماري»، وارتدى بدلاً من ذلك قلادة من الحجر الأخضر.
وبعد أن أُوقف للمرة الثانية، واصل وايتيتي طرح سؤاله، فأمره مالاردرا بمغادرة الغرفة. ووصف النائب معاملة مالاردرا له بأنها «غير معقولة»، مضيفاً أنه كان يرتدي «ملابس الماوري الخاصة بالعمل».
ودافعت القائدة المشاركة لحزب «الماوري»، ديبي نجاريوا باكر، التي كانت ترتدي ربطة العنق، عن قضية زميلها، ولكن دون جدوى.
ويعد هذا الخلاف الأحدث الذي يدور حول ربطات العنق بين النائب ورئيس مجلس النواب.
في أواخر العام الماضي، قيل لوايتيتي إنه سيُطرد من البرلمان إذا لم يرتد رابطة العنق. وأوضح في أول خطاب له أمام البرلمان: «خذوا حبل المشنقة من حول رقبتي لأغني أغنيتي».
وأشار مالاردرا إلى أنه يدعم شخصياً تغيير القواعد المتعلقة بالارتداء الإجباري لربطات العنق، لكنه احتفظ بالقواعد بعد استشارة النواب، قائلاً إن الغالبية العظمى يؤيدون الحفاظ على هذا الشرط.
وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن إنها لا تعترض على رفض الناس ارتداء ربطات العنق، (لأن هناك أشياء أكبر يجب التركيز عليها) وأضافت: (لا أعتقد أن النيوزيلنديين يهتمون بربطات العنق). انتهى مقال جريدة الشرق الأوسط
في بدايات عملي بمهنة المحاماة بشرق السودان، وأثناء البدء في إجراءات قضية جنائية لاحظت أن محامي الدفاع يرتدي الجلباب والعمة السودانية وبالطبع لا يرتدي كرفتة لأن العرف العالمي والمحلي يقضي بوجوب ارتداء الكرفتة مع البنطلون والقميص والبدلة وليس مع الجلباب البلدي، وعندها قررت البحث عن سبب قوي لتأجيل الجلسة وتمكين موكلي من الحصول على مستند إثبات معين، ومن ثم قمت على الفور بخلع الكرفتة التي أتضايق دائماً من ارتدائها ووضعتها في جيبي ثم ظهرت بلا كرفتة بصفتي محامي الاتهام أمام المحكمة ، نظر إلى القاضي بدهشة ثم قال لي بحسم: شكلك غير قانوني يا أستاذ لأنك لا ترتدي كرفتة ، اعترضت على الفور وقلت للقاضي ، يا مولانا ، أطلب الحياد من المحكمة ، ألا ترى محامي الدفاع ، إنه لا يرتدي كرفتة أيضاً فلماذا يكون شكله قانوني ويكون شكلي غير قانوني وكلانا لا يرتدي كرفتة؟! لم يلتفت القاضي إلى اعتراضي وقام بإلغاء الجلسة وتحديد موعد جديد للجلسة القادمة للسير في إجراءات المحاكمة، خرجت من قاعة المحكمة مبتهجاً وقبل أن أصل إلى منزلي، كنت قد فرغت من كتابة القصيدة الحلمنتيشية الآتية:
وفي قاعات المحاكمِ كم أعاني كم أقاسي
ربطة العنقِ كريهةُ كم قــطعت أنــفاسي
كيف احترفت القانون ولا اميل له باحساسي
كيف لذت بأبي رناتٍ وتركت قيساً والنواسي؟!
&&&
وقانونُ كالحُ القسماتِ راح يموج بكل قيدِ
لا ينصف غير عمرو ولا يظلم غير زيدِ
أكاد أصيح في روحي عد لبيتك يا وليدي
كيف تحولت هكذا من حر كريم لعبيدِ؟!
&&&
كم واجهت محكمةً وفي حلقي الف غصة
تباً لقاضٍ تنبلٍ تكاد تخفيه المنصة
وهو دائم العبوسٍ فما للهو أي حصة
وكيفما يحلو له يضع الختام لأي قصة!
&&&
لي من فطرتي الاولى كل ارتدادٍ ونكوص
تركت نظم القوافي كي انقب في النصوص
كيف هجرت الحسان واختلطت مع اللصوص
تركت السماء للنسور ورحت في وحلٍ اغوص
&&&
وقاعة ما كنت داخلها لولا سعي لكسب قوتي
تمثل الشيطان فيها في ثـياب الكـهنوتِ
تحية الشرطي تزعجني فكم خربت سكوتي
فما ذنب الارض حتى تُضرب هكذا بالبوتِ؟!
&&&
ويخيم الصمتُ المريبُ ويصيح صوتُ محكمة
ويبدأ الجدلُ الطويلُ أبكم يحاور أبكما
أكاد أصيح بصاحبيّ من المعتوه منكما
قد ضحكت على نفسي لما ضحكت عليهما!!
&&&
واجراءات تطول وتطول مثل ارواح الكلابِ
اتابعها على مضضٍ فيطول همي وعذابي
كم أناقش كل بومٍ كم أجادل في غرابِ
وأخيراً أخرج فائزاً فوز العناكب بالذبابِ!!
&&&

menfaszo1@gmail.com
///////////////////

 

آراء