اصل الحكاية
محمد الياس محجوب عندي من الشخصيات الادارية المحترمة التي مرت في تاريخ العمل الاداري بصفة عامة ، والمريخ علي وجه الخصوص ، وهو كما ذكرت مرارا وتكرارا مازال يسبقه ( الرئيس السابق)، رغم انه ترك المنصب قبل (11 سنة) ، ويري البعض أنه من اعظم الاداريين الذي مروا علي تاريخ المريخ ، وأكثرهم ذكاء ودهاء ، وظل الرجل بعيدا عن محيط (العائلة) ، لايتدخل في الازمات والصراعات التي لم تتوقف داخلها طوال (11 سنة) ، فهو ليس محسوبا علي جمال الوالي ، بل يقع تصنيفه في خانة (المعارض) للطريقة التي يدير بها الرجل المريخ.
صدر عنه اكثر من تصريح في هذا الاتجاه ، منها إستنكاره لطريقة الصرف المالي في النادي الكبير ، وغيره من الجوانب الادارية الاخري ، ليصل في النهاية إلي قناعة تامة بصعوبة ظهور شخصية غير جمال الوالي في المريخ يمكن أن تدير النادي في ظل هذا السقف العالي من الصرف المالي . وكانت هذه القناعة مدخل جمال الوالي لضم الرجل إلي العائلة ، وقد كان ، وفي تقديري أن محمد الياس محجوب الآن عضو فاعل ومؤثر في (عائلة) الوالي الكبري ، وهو شيء مؤسف ومحزن في ذات الوقت ، لأن الرجل كان حتي وقت قريب رمز مقنع بأن المريخ مازال بألف خير ، وأن حواءه لم تعقم بعد.
حركة ودالياس الحالية في المجتمع المريخي كلها في مصلحة جمال الوالي ، وفيها ترسيخ لحكم (العائلة) ، فعندما يجدد الرجل تصريحات سابقة عن أن ارتفاع سقف الصرف المالي في المريخ لايستطيعه سوي جمال الوالي ، فهذا يعني إقراره باستمرار هذا الوضع دون ان يقدم معالجات إقتصادية تحد منه أو تسقطه وتأتي ببديل ، كما فعل عصام الحاج في دعوته (للتقشف) خاصة وأن الوضع المالي في المريخ غير حقيقي وهنا الخطورة بأن النادي يمكن مسحه من الوجود ، في الظاهر النادي (ثري) ويرتبط هذا الثراء بشخصية جمال ، ولكن الواقع يقول أنه من افقر الأندية في الدوري الممتاز فهو يعيش بدون موارد حقيقية .
تصاعدت وتيرة تحركات ودالياس بشكل ملحوظ أهلته ليكون جزء اصيل في العائلة ، والمتابع الجيد لهذه التحركات ، سيجد أنه متواجد بكثافة في الانشطة المحسوبة علي جمال الوالي ، سواء كان هذه الانشطة لقاءات تفاكرية ، او (حلحلة) المشاكل بين الوالي وأعضاء مجلسه ، كما حدث في مشكلة عضو المجلس عبدالصمد ، فقد تدخل ودالياس بمبادرة منه لحل الازمة (ان كانت تستحق هذه التسمية) ، ولا أعتقد أن الامر يحتاج لتساؤل من علي شاكلة لماذا تدخل؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ ولماذا لم يتدخل في أزمات اعمق من هذه في مجالس سابقة ترأسها جمال الوالي؟ .
إذا قارنا صعود الرجل الي سطح الاحداث بقوة في معسكر الوالي ، سنجد في المقابل أنه (مختفي) إن جاز التعبير ، أو بعيد كل البعد عن التحالف المريخي المعارض ، لم يشارك في اي من انشطته ولو بصفة مراقب ، يتجنب التحدث عنه خيرا او شرا ، وهناك معلومات بأنه يتجنب ايضا قادته ، وهذا يعني أنه قلبا وقالبا أصبح عضوا في عائلة الوالي .
اواصل
hassanfaroog@gmail.com
///////