كلام الناس
• المتابع لتداعيات الأحداث في السودان يلحظ مماطلة المجلس العسكري في عملية تسليم السلطة للحكومة المدنية رغم إعترافه بأنه إستلم رؤية قوى الحرية التغيير التي تضم تجمع المهنيين وتحالف نداء السودان وقوى الإجماع الوطني وتحلف الإتحادي المعارض ومنظمات المجتمع المدني المدعومة عملياً بجماهير الشعب الثائرة التي مازالت متمسكة بضرورة الإسراع بتسليم السلطة لحكومة مدنية.
• *لم يكتف المجلس العسكري بعدم الرد على قوى الحرية والتغيير بل لجأ إلى أسلوب النظام السابق بالحديث عن الحوار مع كل القوى السياسية، وشرع في اللقاء مع جماعات تحت مسميات لم يسمع بها الشعب من قبل رغم معرفته برموزها اللصيقة الصلة بالنظام السابق، الأمر الذي فاقم حالة الإستطاب بين المجلس العسكري وبين الجماهير الشعبية الثائرة الرافضة إشراك رموز النظام السابق في الحكومة المدنية الإنتقالية.
• * واضح تماماً أن قوى الحرية والتغيير زاهدة في تولي مناصب في الحكومة الإنتقالية وسط إتفاق كامل على ضرورة تشكيل حكومة خبراء، لكن ليس على نهج النظام السابق الذي ردد هذا التعبير دون ان يحققه عملياً، بل إستمرت رموزه النافذة موجودة إضافة لبعض الموالين من الأجنحة التكسرة من الأحزاب والحركات المسلحة التي فشلت فشلاً واضحاً في حلحلة الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية بل فاقمتها إلى أن حدث هذا البركان الثوري.
• *نحن لانعول على الضغوط الخارجية مع تقديرنا التام لمساعيها الرامية لإستعجال تسليم المجلس العسري الحكم لحكومة مدنية حسب رغبة الشعب، فقط كل المطلوب من المجلس العسكري تسليم السلطة لحكومة خبراء حسب رؤية الثوار الذين يرفضون إشراك عناصر معادية للثورة، وفق الإرادة الشعبية التي بدأت ثورتها من مدينة الحديد والنار عطبره وجاءت عطبره بكل رمزيتها التأريخية والمجتمعية - عبر قطار الثورة - لتجدد دعمها ومساندتها لموقف الجماهير الثائرة التي لخصت أهدافها العاجلة في تشكيل مجلس سيادي مدني بمشاركة عسكرية وحكومة خبراء إنتقالية "بلا شق ولاطق" ومجلس تشريعي يمكن أن يستوعب كل ألوان الطيف السياسي والنقابي والمجتمعي بمشاركة أكبر للشباب والنساء.
• *هكذا أوصل الشعب الثائر رسالته للمجلس العسكري الذي نحمد له خطواته المقدرة تجاه الإستجابة الحيية لمطالب الشعب، وليس من مصلحته ولا مصلحة السودان المماطلة في تسليم السطة لحكومة خبراء الأمر الذي أدى لإستمرار حالة الإحتقان وتفاقمها، أو محاولة فض الإعتصام بأي شكل من الأشكال لأن ذلك يفجر الموقف أكثر.
//////////////