عالم جديد يطل في السودان و انتظار لميلاد فكره
طاهر عمر
12 July, 2022
12 July, 2022
السودان القديم الذي قد سار في خط سنار المهدية الانقاذ بنخب تدافع عن ثقافة عربية اسلامية تقليدية قد لفظ أنفاسه ليس بفضل نخب واعية يهدف عملها الفكري لاستشراف مستقبل السودان في إرتباطه مع تاريخ الشعوب الحية و علاقة الفرد فيها بقيم ثورة حقوق الانسان حيث رسم عبرها علاقة الفرد مع تطور الدولة كمفهوم حديث بل بفضل ثورة المعلومات و تقدم تكنولوجيا الاتصال حيث أتاحت لثوار ثورة ديسمبر إمكانية إرتفاع مستوى وعيهم بشكل فاجاء النخب السودانية التي قد كانت تحت نير عقل الحيرة و الاستحالة و خوفها المرضي الذي منعها من إستيعاب مسيرة الانسانية التاريخية و الانسان التاريخي و قد رأينا طيلة حقب كسادهم و هم مكبلي بفكر لا يعرف الطريق للانتصار للفرد و العقل و الحرية و كيف يكون انتصارهم للفرد و العقل و الحرية و النخب أنفسهم أتباع المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ عند الشيوعيين و أصدقاءهم و هم في تفاعلهم الموضوعي الذي يجعلهم في إطار المحلية و قد قلب على فكرهم المجاملات و الاخوانيات و الشلليات و بالتالي كان المتضرر مستوى الوعي حيث نجدهم أي النخب بمستوى وعي منخفض مقارنة بنخب المجتمعات الحية حيث يسود فكر ورثة عقل الأنوار.
من علامات موت عالم النخب الفاشلة في السودان أن يكون إنقلاب البرهان الفاشل أول انقلاب من نوعه حيث لم يسعف النخب السودانية الفاشلة قصر نفسها من أن تصل بالفترة الانتقالية الى منتهاها و هذا بسبب أنهم في لحظة لفظ آخر أنفاس فكرهم القديم و تجربتهم القديمة التي لا تسعف مع ثورة كثورة ديسمبر نتاج وعي لم يكن بعمل فكري هادف و واعي ينشد التغيير و من هنا كانت حركة ثوار ديسمبر و حركة السياسيين في إتجاهات متعاكسة كان الثوار في انتظار حكومة إنتقالية واعية تسير لنقل المجتمع من تقليدته الى حيز مجتمع ينشد الدولة الحديثة و لكن جاءت النخب و هي تسير عكس مراد الشعب لأنههم أسيري فكر المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ و كانت متسربلة بفكر الترقيع و التوفيق الكاذب و كله نتاج فكر كاسد لنخب لم تلاحظ حتى أن حقبة ميلاد الجديد قد أطلت من وراء تجارب الشعب السوداني و أن القديم قد بداء يلفظ أنفاسه و لكن النخب كانت تقاوم موت القديم و هذا له تفسير يدخل في المعادلات السلوكية و هي ان النخب الفاشلة تخشى إنبلاج أنوار الفكر الجديد لأنهم ليسوا على استعداد لا جسدي و لا عقلي لإستقباله و السير في طريقه لانجاز التحول الاجتماعي و بالتالي عبره يكون التحول الديمقراطي.
أذكر جيد عندما جاء حمدوك بعد أن استقبلته حاضنته و سلمته رئاسة الوزراء قام بزيارة الامام الصادق المهدي أذكر جيد بيني و بيني نفسي قد أخذته مؤشر بأن النخب السودانية و في مقدمتها حمدوك كرئيس حكومة أعقبت أعظم ثورة لم تدرك بأن القديم قد مات و أن الجديد لم يولد بعد و المؤسف نجد بعد زيارة حمدوك للصادق قد أعطت الصادق المهدي طاقة جديدة في مقاومته للجديد و نجده قد تهكم على حمدوك بل لم ير فيه خطرا يهدد أمجاده الزائلة بفعل ارتفاع مستوى وعي شباب ثورة ديسمبر التي وصفها الصادق نفسه بأنها بوخة مرقة إلا انها ألقمته حجر سد حلقه و عرفة في قرارة نفسه بأن هذا الجيل لم يكونوا جيل الستينيات حيث يسود جيل يقبل الصادق المهدي كرجل دين بين النخب السودانية و هذا أكبر الأخطاء التي اوردت النخب السودانية الفاشلة موارد الهلاك لماذا لم يستوعب حمدوك دوره بأنه يقود حكومة ثورة قد فارقت درب الامام بل لماذا أعطى حمدوك فرصة حتى يتجراء متهكم عليه كما اعتاد الصادق المهدي معادات كل من يظن أنه سيأخذ أنوار أمجاده؟
مثلا على ذلك قد راينا الصادق المهدي قد خرج من طوره في نقد جون قرنق بعد نيفاشا لأن الصادق أحس بالتهديد من قبل قرنق و لكن قرنق كان على استعداد عقلي و جسدي أن يرد على الصادق المهدي و لم يبرد له غبينة و هذا الذي لم يقدر على فعله حمدوك مع الصادق المهدي بعد تهكمه عليه بعد أن زاره و كانت زياره قد وجد فيها الصادق المهدي فرصة لكي لا يفارق الشعب السوداني عقل المفكر التقليدي الذي قد رأيناه في محاصصة الحرية و التغيير و تهافتهم على الوظائف و بعقل نخب لم تقود الثورة العظيمة بل جاءوا بمستوى وعي متدني قد رأيناه في تهافتهم على وظائف ظنا منهم أن ما تركته الانقاذ من ركام هو دولة و لم يخطر ببالهم بناء هيكل دولة حديثة.
ايضا من علامات أن عقل سنار المهدية الانقاذ قد ولى بلا رجعة عجز النخب السودانية الفاشلة في خلق جسم معارض موحد ضد إنقلاب البرهان الفاشل و السبب هو على أي فكر سينبني هذا الجسم المعارض؟ على عقلهم التقليدي القديم عقل الخنوع للمرشد و مولانا و الامام و الاستاذ؟ في اللا شعور قد عرفت النخب الفاشلة نخب التكالب على الوظائف و المحاصصة أن عقلها القديم قد أنهدم و لكنها ما زالت لم تستطع أن تقدم فكر جديد بين عشية و ضحاها لذلك ما زالت عاجزة و غير قادرة على مواجهة نفسها بأن زمن المفكر التقليدي السوداني قد إنتهى بغير رجعة حيث لم يعد يقنع الفكر الشيوعي طبقات صاعدة تنشد الحرية و ليست الشمولية كما رأينا تجربة أتباع الحزب الشيوعي السوداني و مجافاتهم لكل ما هو عقلاني و أخلاقي و إصرارهم على فكرة انتهاء الصراع الطبقي و نهاية التاريخ و قد أوقعهم في أن يكونوا في مستوى واحد مع الكيزان و الفلول فيما يتعلق باسقاط حكومة حمدوك لأن الشيوعي السوداني مازال لا يؤمن بفكرة الدولة من الأساس و هذا أيضا عقل لاهوتي ديني تقليدي يجب التفكير في مغادرة محطاته.
و لكن كيف يغادر الشيوعي السوداني محطة نسخته السودانية التي لم تصل بعد الى مستوى أحزاب الغرب الشيوعية و الاشتراكية و قد رضيت بنمط الانتاج الرأسمالي و أغلب النخب السودانية لا ترى في الفكر الليبرالي غير فكر رميم و هذا بسبب جهلهم بفلسفة التاريخ الحديثة التي لا نجد لها اثر في كتابات المؤرخين السودانيين و هم عاجزين في مصالحة التاريخ مع تاريخ الأفكار و عاجزين في خلق نقطة توازن حيث يتقاطع التاريخ مع الفلسفة علم الاجتماع كما نجده في فكر عالم الاجتماعي العراقي علي الوردي.
هناك في أدبيات النظريات الاقتصادية ما يفيد بأن سلوك المستهلك فيما يتعلق بمسألة المنفعة و الاشباع يظل لشهور كما كان عليه قبل إنخفاض دخله و بعدها يتغير سلوكه و هذا حال النخب السودانية الآن و هي في اللا شعور قد أدركت بأن فكرها التقليدي قد وصل الى منتهاه و لكنهم يتصرفون و كأن شئ لم يكن الى حين كما سلوك المستهلك بعد انخفاض دخله الى حين إعادة توجيه سلوكه من جديد مع دخله الجديد و هذا هو حال النخب السودانية فهي في اللا شعور قد أدركت بأن المثقف التقليدي قد ولى زمانه و الفكر التقليدي قد ولى زمانه و لكن مازلت تسلك كما المستهلك الذي انخفض دخله و لكنه يسلك كأن شئ لم يكن و هذا بسبب محكاة الغريم أي أتباع المرشد و الامام و الاستاذ و مولانا كل منهم يظن بأن اعترافه بأن الفكر التقليدي قد انتهى سوف يفسح المجال لغريمه في نيل السلطة و ما درى بأن غريمه في حال أسواء من حاله و هذا هو حال الساحة الفكرية التي عجز أتباع الامام و المرشد و الاستاذ و مولانا في خلق جسم معرض لأفشل إنقلاب لأن فكرهم التقليدي قد بلغ منتهاه للأسف و لا تسعفهم ذاكرتهم و تجربة النخب السودانية بمفهوم القطيعة مع التراث القريب منه قبل البعيد و لهذا فهم في عقل الحيرة و الاستحالة و يعشعش على رؤوسهم الخوف المرضي.
واحد مؤشرات نهاية المثقف التقليدي في السودان في العادة في ظل كارثة مثل إنقلاب البرهان الفاشل تقدم الشعوب خيرة ما عندها من مفكريين يخاطبون ضمير العالم و الشعوب الحية فاين إختفى الكتبة و الفريسين و قد رأيناهم قبل أن يضرب لا شعورهم الاقتناع بأن المثقف التقليدي قد غادر ساحة الفكر فاين محاولاتهم اليائسة التي كانت تعرقل تقدم الفكر و قد رأينا في العقد الأخير و قبل سقوط البشير كيف كانوا يدبجون أفكارهم التقليدية في بلادة كانت تسير باتجاه نهاية دروبهم التي لا تفتح على فكر ينتصر للحياة و قد يتذكر القارئ الكريم كتابات مثل الكرة في ملعب الرئيس و هي تجسد أفكار المثقف التراجيدي و هو يلفظ انفاسه كمثقف تقليدي استشكلت عليه فلسفة التاريخ الحديثة و رأينا من اقترح انتخابات عشرين عشرين و قد سانده صاحب المصالحة ما بين العلمانية و الدين و المصالحة ما بين الرأسمالية و الاشتراكية بفكر يوضح لك تقليدية النخب السودانية.
و قد رأينا من يطرح ثورة في الثورة و لاهوت التحرير و يسانده صاحب الروزنامة و كلها كتابات تنبئ بأن زمن خروج المثقف التقليدي من التاريخ قد أطل و غيرهم كثر صاحب المساومة التقليدية و صاحب الصرخة و إعلان في إنقلاااب و دي قمة شطارته و هو في تقليديته مهادن للطائفية و نسخة الشيوعية السودانية المتخشبة و المفرح أننا في زمن تقدم الشعب و سقوط النخب و قد أدركت النخب التقليدية السودانية بان من يقوم بالتغيير هو الشعب و ليس النخب و المفكريين و القادة و المثقفين و الشعب مصدر السلطة في زمن قد انتصر فيه الفلاسفة و علماء الاجتماع للفرد و العقل و الحرية مع إفتراض عقلانية الفرد و أخلاقيته و هذا البعد الغائب عن أفق المثقف السوداني التقليدي الذي قد تأهب للخروج من التاريخ.
taheromer86@yahoo.com
من علامات موت عالم النخب الفاشلة في السودان أن يكون إنقلاب البرهان الفاشل أول انقلاب من نوعه حيث لم يسعف النخب السودانية الفاشلة قصر نفسها من أن تصل بالفترة الانتقالية الى منتهاها و هذا بسبب أنهم في لحظة لفظ آخر أنفاس فكرهم القديم و تجربتهم القديمة التي لا تسعف مع ثورة كثورة ديسمبر نتاج وعي لم يكن بعمل فكري هادف و واعي ينشد التغيير و من هنا كانت حركة ثوار ديسمبر و حركة السياسيين في إتجاهات متعاكسة كان الثوار في انتظار حكومة إنتقالية واعية تسير لنقل المجتمع من تقليدته الى حيز مجتمع ينشد الدولة الحديثة و لكن جاءت النخب و هي تسير عكس مراد الشعب لأنههم أسيري فكر المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ و كانت متسربلة بفكر الترقيع و التوفيق الكاذب و كله نتاج فكر كاسد لنخب لم تلاحظ حتى أن حقبة ميلاد الجديد قد أطلت من وراء تجارب الشعب السوداني و أن القديم قد بداء يلفظ أنفاسه و لكن النخب كانت تقاوم موت القديم و هذا له تفسير يدخل في المعادلات السلوكية و هي ان النخب الفاشلة تخشى إنبلاج أنوار الفكر الجديد لأنهم ليسوا على استعداد لا جسدي و لا عقلي لإستقباله و السير في طريقه لانجاز التحول الاجتماعي و بالتالي عبره يكون التحول الديمقراطي.
أذكر جيد عندما جاء حمدوك بعد أن استقبلته حاضنته و سلمته رئاسة الوزراء قام بزيارة الامام الصادق المهدي أذكر جيد بيني و بيني نفسي قد أخذته مؤشر بأن النخب السودانية و في مقدمتها حمدوك كرئيس حكومة أعقبت أعظم ثورة لم تدرك بأن القديم قد مات و أن الجديد لم يولد بعد و المؤسف نجد بعد زيارة حمدوك للصادق قد أعطت الصادق المهدي طاقة جديدة في مقاومته للجديد و نجده قد تهكم على حمدوك بل لم ير فيه خطرا يهدد أمجاده الزائلة بفعل ارتفاع مستوى وعي شباب ثورة ديسمبر التي وصفها الصادق نفسه بأنها بوخة مرقة إلا انها ألقمته حجر سد حلقه و عرفة في قرارة نفسه بأن هذا الجيل لم يكونوا جيل الستينيات حيث يسود جيل يقبل الصادق المهدي كرجل دين بين النخب السودانية و هذا أكبر الأخطاء التي اوردت النخب السودانية الفاشلة موارد الهلاك لماذا لم يستوعب حمدوك دوره بأنه يقود حكومة ثورة قد فارقت درب الامام بل لماذا أعطى حمدوك فرصة حتى يتجراء متهكم عليه كما اعتاد الصادق المهدي معادات كل من يظن أنه سيأخذ أنوار أمجاده؟
مثلا على ذلك قد راينا الصادق المهدي قد خرج من طوره في نقد جون قرنق بعد نيفاشا لأن الصادق أحس بالتهديد من قبل قرنق و لكن قرنق كان على استعداد عقلي و جسدي أن يرد على الصادق المهدي و لم يبرد له غبينة و هذا الذي لم يقدر على فعله حمدوك مع الصادق المهدي بعد تهكمه عليه بعد أن زاره و كانت زياره قد وجد فيها الصادق المهدي فرصة لكي لا يفارق الشعب السوداني عقل المفكر التقليدي الذي قد رأيناه في محاصصة الحرية و التغيير و تهافتهم على الوظائف و بعقل نخب لم تقود الثورة العظيمة بل جاءوا بمستوى وعي متدني قد رأيناه في تهافتهم على وظائف ظنا منهم أن ما تركته الانقاذ من ركام هو دولة و لم يخطر ببالهم بناء هيكل دولة حديثة.
ايضا من علامات أن عقل سنار المهدية الانقاذ قد ولى بلا رجعة عجز النخب السودانية الفاشلة في خلق جسم معارض موحد ضد إنقلاب البرهان الفاشل و السبب هو على أي فكر سينبني هذا الجسم المعارض؟ على عقلهم التقليدي القديم عقل الخنوع للمرشد و مولانا و الامام و الاستاذ؟ في اللا شعور قد عرفت النخب الفاشلة نخب التكالب على الوظائف و المحاصصة أن عقلها القديم قد أنهدم و لكنها ما زالت لم تستطع أن تقدم فكر جديد بين عشية و ضحاها لذلك ما زالت عاجزة و غير قادرة على مواجهة نفسها بأن زمن المفكر التقليدي السوداني قد إنتهى بغير رجعة حيث لم يعد يقنع الفكر الشيوعي طبقات صاعدة تنشد الحرية و ليست الشمولية كما رأينا تجربة أتباع الحزب الشيوعي السوداني و مجافاتهم لكل ما هو عقلاني و أخلاقي و إصرارهم على فكرة انتهاء الصراع الطبقي و نهاية التاريخ و قد أوقعهم في أن يكونوا في مستوى واحد مع الكيزان و الفلول فيما يتعلق باسقاط حكومة حمدوك لأن الشيوعي السوداني مازال لا يؤمن بفكرة الدولة من الأساس و هذا أيضا عقل لاهوتي ديني تقليدي يجب التفكير في مغادرة محطاته.
و لكن كيف يغادر الشيوعي السوداني محطة نسخته السودانية التي لم تصل بعد الى مستوى أحزاب الغرب الشيوعية و الاشتراكية و قد رضيت بنمط الانتاج الرأسمالي و أغلب النخب السودانية لا ترى في الفكر الليبرالي غير فكر رميم و هذا بسبب جهلهم بفلسفة التاريخ الحديثة التي لا نجد لها اثر في كتابات المؤرخين السودانيين و هم عاجزين في مصالحة التاريخ مع تاريخ الأفكار و عاجزين في خلق نقطة توازن حيث يتقاطع التاريخ مع الفلسفة علم الاجتماع كما نجده في فكر عالم الاجتماعي العراقي علي الوردي.
هناك في أدبيات النظريات الاقتصادية ما يفيد بأن سلوك المستهلك فيما يتعلق بمسألة المنفعة و الاشباع يظل لشهور كما كان عليه قبل إنخفاض دخله و بعدها يتغير سلوكه و هذا حال النخب السودانية الآن و هي في اللا شعور قد أدركت بأن فكرها التقليدي قد وصل الى منتهاه و لكنهم يتصرفون و كأن شئ لم يكن الى حين كما سلوك المستهلك بعد انخفاض دخله الى حين إعادة توجيه سلوكه من جديد مع دخله الجديد و هذا هو حال النخب السودانية فهي في اللا شعور قد أدركت بأن المثقف التقليدي قد ولى زمانه و الفكر التقليدي قد ولى زمانه و لكن مازلت تسلك كما المستهلك الذي انخفض دخله و لكنه يسلك كأن شئ لم يكن و هذا بسبب محكاة الغريم أي أتباع المرشد و الامام و الاستاذ و مولانا كل منهم يظن بأن اعترافه بأن الفكر التقليدي قد انتهى سوف يفسح المجال لغريمه في نيل السلطة و ما درى بأن غريمه في حال أسواء من حاله و هذا هو حال الساحة الفكرية التي عجز أتباع الامام و المرشد و الاستاذ و مولانا في خلق جسم معرض لأفشل إنقلاب لأن فكرهم التقليدي قد بلغ منتهاه للأسف و لا تسعفهم ذاكرتهم و تجربة النخب السودانية بمفهوم القطيعة مع التراث القريب منه قبل البعيد و لهذا فهم في عقل الحيرة و الاستحالة و يعشعش على رؤوسهم الخوف المرضي.
واحد مؤشرات نهاية المثقف التقليدي في السودان في العادة في ظل كارثة مثل إنقلاب البرهان الفاشل تقدم الشعوب خيرة ما عندها من مفكريين يخاطبون ضمير العالم و الشعوب الحية فاين إختفى الكتبة و الفريسين و قد رأيناهم قبل أن يضرب لا شعورهم الاقتناع بأن المثقف التقليدي قد غادر ساحة الفكر فاين محاولاتهم اليائسة التي كانت تعرقل تقدم الفكر و قد رأينا في العقد الأخير و قبل سقوط البشير كيف كانوا يدبجون أفكارهم التقليدية في بلادة كانت تسير باتجاه نهاية دروبهم التي لا تفتح على فكر ينتصر للحياة و قد يتذكر القارئ الكريم كتابات مثل الكرة في ملعب الرئيس و هي تجسد أفكار المثقف التراجيدي و هو يلفظ انفاسه كمثقف تقليدي استشكلت عليه فلسفة التاريخ الحديثة و رأينا من اقترح انتخابات عشرين عشرين و قد سانده صاحب المصالحة ما بين العلمانية و الدين و المصالحة ما بين الرأسمالية و الاشتراكية بفكر يوضح لك تقليدية النخب السودانية.
و قد رأينا من يطرح ثورة في الثورة و لاهوت التحرير و يسانده صاحب الروزنامة و كلها كتابات تنبئ بأن زمن خروج المثقف التقليدي من التاريخ قد أطل و غيرهم كثر صاحب المساومة التقليدية و صاحب الصرخة و إعلان في إنقلاااب و دي قمة شطارته و هو في تقليديته مهادن للطائفية و نسخة الشيوعية السودانية المتخشبة و المفرح أننا في زمن تقدم الشعب و سقوط النخب و قد أدركت النخب التقليدية السودانية بان من يقوم بالتغيير هو الشعب و ليس النخب و المفكريين و القادة و المثقفين و الشعب مصدر السلطة في زمن قد انتصر فيه الفلاسفة و علماء الاجتماع للفرد و العقل و الحرية مع إفتراض عقلانية الفرد و أخلاقيته و هذا البعد الغائب عن أفق المثقف السوداني التقليدي الذي قد تأهب للخروج من التاريخ.
taheromer86@yahoo.com