عبد اللطيف عبد الغني : قيثارة الوطن والشعب
نقاط بعد البث
* إعتقلت السلطات المطرب عبد اللطيف عبد الغني أو وردي الصغير كما يحلو لعشاقه ومعجبيه أن ينادوه،
* إن إعتقال المبدعين والفنانين والكتاب والصحفيين والمثقفين بشكل عام، لا يعتبر إدانة في حد ذاته لهذه السلطات التي تحاول الحد من تأثير إنتاج هذه النخبة المميزة على أمزجة الجماهير وترقية حساسياتها ووعيها فحسب، إنما يعتبر مثل هذا التوقيف والحد من نشاط المبدع بواسطة السلطة ـ أي سلطة ـ دليل إدانة لهذه السلطة واعتراف ضمني بتخوفها من جاذبية المبدع وتأثيره على المجتمع في كل الحالات، سيما عند انفعاله بنبض الشارع وقضايا أمته. ولقد أضحى إنحياز المبدعين نحو قضايا أممهم يشكل ظاهرة في الحياة العامة لكثير من الشعوب أوروبية كانت أم من العالم الثالث، خاصة بالنسبة لحياة شعبنا السوداني الذي يمكنه إحصاء مجموعات لا حصر لها وسط المبدعين السودانيين من الذين ـ وبطمأنينة وطنية صميمة ـ قرروا الوقوف أينما وقف شعبهم.
* وبذا فقد شكل المطرب البديع عبد اللطيف عبد الغني، أحد الأصوات الغنائية التي يمكن للمستمع أن يصنفها ضمن المطربين ذوي الانتماءات الوطنية العميقة في انحيازها للشعوب والأوطان، ولقد توصل عبد الغني لهذا الموقف النبيل منذ أن كان في المهد الإبداعي سنوات الدراسة بمعهد الموسيقى والمسرح وقتها، سيما وقد كان المعهد في تلك السنوات يضم كوكبة معتبرة من أولئك المبدعين في أوساط الدارسين والمدرسين المنتمين بمواقفهم الوطنية عميقاً تجاه شعبهم وقضاياه في ظل نظام غاشم غشامة سنوات مايو الكالحة وسفاحها النميري.
* إضافة إلى أن البلاد كانت تستمتع بمناصرة أصوات غنائية جبارة في مقام المطربين الراحلين محمد وردي ومصطفى سيد احمد وكل من المطربين محمد الأمين وأبوعركي البخيت وعدد آخر من مطربين وموسيقيين لا يقلون وطنية عن الذين أشرنا لهم داخل وخارج البلاد، من أمثال عاطف أنيس، إسحق الحلنقي، ياسر مبيوع، أبو عرب، كورالات الجلاد والحزب والمعهد وساورا ،، رشا ونانسي وغيرهن ،، الذين واللاتي غنن كما غنت مهيرة وهي تلهم الأجيال جيلاً بعد جيل.
* ولقد وقف عبد اللطيف بوعي متقدم كفنان ملتزم ومتبني لقضية تعامل معها باعتبارها هماً مطلوباً ومشروعاً في سبيل إسعاد الشعب بالدفاع عن قضاياه وترجمة أمانيه، فغنى عبد اللطيف من أشعار شاعر الشعب الراحل محجوب شريف " الشعب حبيبي وشرياني" وغنى "راكوبة" وغنى "لما القلب همً" ،، غنى عبد اللطيف وغنى وغنى ،، حتى أصبح يضاف لقائمة مطربي الوطن وثوراته وقضاياه الكبرى من الذين يتبنون مشاريعاً وطنية وقومية.
* وعندما نذكر صديقنا العزيز عبدو، إنما نستذكر في شخصه وملامحه ومبادئه واهتماماته ومحبته لشعبه، مبدعون ومطربون، غنوا أيضاً لشعوبهم فحفظت لهم شعوبهم هذ المحبة، فأصبحوا كباراً في عيون شعوبهم، من أمثال الشيخ إمام في مصر وشوقية العطار في العراق وماريام ماكيبا في أفريقيا السوداء وجوان بييز في أمريكا وجون لينون في لندن حتى فيروز وصوتها البديع في نواحي الشام.
* نعم ،، فقد غنى عبد اللطيف كما غنى الخليل، ذاك المغني الوطني المهاب بحكم صلة فنه بالوطن، وكما وردي ومصطفى سيد احمد، بل كما المطرب الشيلي فيكتور هارا، الذي انتقمت منه الفاشية العسكرية بعد تدبير إنقلابها المشؤوم في شيلي الحرة فاعتقلته في استاد سانتياغو العاصمة مع الآلاف من بنات وأبناء شيلي ثم أقدمت على قطع أصابع يديه العشرة التي كان يعزف بها على جيتاره للشعب والوطن، قبل أن تعدمه وتصادر حقه في الحياة.
* وعليه ،، المبدع هو ضمير أمته.
* فأطلقوا سراح عبد اللطيف عبد الغني أو وردي الصغير كما يناديه عشاق فنه ومعجبيه ،، أطلقوا سراحه وسراح كافة المعتقلين السياسيين.
ـــــــــــــــ
تشرت بصحيفة الميدان
helgizuli@gmail.com
///////////////