عثمان ميرغني والتطلع لمنصب رئيس الوزراء!!!
بشير عبدالقادر
30 May, 2022
30 May, 2022
لعله ليس هناك فارق سن بيني وبين السيد عثمان ميرغني . ولكن الفرق في وضوح رؤية الواقع السوداني منذ الاستقلال وحتى اليوم بيننا هو كالفرق بين المشرق والمغرب حتى لا اقول بين السماء والارض. ولادلل على ذلك اقول. في مقال سابق لي بتاريخ 15 نوفمبر 2020 بعنوان "دي عقلية العسكر والكيزان يا عثمان" تعليقا على مقابلة صحفية للصحفي عثمان ميرغني موجودة على النت ؛ هاجم فيها عثمان ميرغني العدو الخيالي "الجهة الثالثة"و (فند ... أن يكون فض الاعتصام من أمام القيادة العامة في 3 يونيو 2019م هو نتيجة خطة فاشلة من حيث التخطيط أو التنفيذ، و أصر على أن هناك عقلية ‘ تؤمن بهذا العنف وأنها مستعدة أن تقوم بذلك مرات ومرات!!!
وكان أقوى دليل ساقه هو قوله ” رغم وجود 5 مستشفيات حكومية عسكرية تحيط بمنطقة القيادة العامة ما تجيء عربية إسعاف تنقذ الناس، سيبك قلنا خلاص خطأ قتلهم هل خطأ إسعافهم ، لا يمكن أن تسعف الناس…. من الذي أزال الرسومات واللوحات الجدارية للاعتصام من الذي مسحها … برضو خطأ مسحوا كل ما يدل على انه في هذا المكان كان في اعتصام وكان في ثورة ، دي عقلية بالمناسبة”!!!.)
وقد ختمت مقالي الاسبق بالجملة التالية:-
(الذي تحاشى الصحفي عثمان ميرغني أن يقوله ، أجدني أختم بتذكيره له هنا، بأن تلك العقلية هي عقلية العسكر و”الكيزان” يا عثمان.)
تذكرت ذلك المقال رغم مرور سنتين لانني وجدت ان عثمان ميرغني كان ومازال وسيظل يسعى لمنصب دستوري فقط!!!
وقد اثبت وجهة نظري ما قرأته في مقاله الجديد بعنوان (نفد الوقت المتاح ..السودان.. والخطة "ب" ) بتاريخ 28 مايو 2022م والذي جاء فيه (تقرييا نفد الوقت المتاح لاخراج السودان من المسار المتدحرج نحو الهاوية؛ ولم يعد ممكنا الا البدء بترتيبات الخطة "ب") ثم في حذلقة كيزانية واضحة يشير بخجل لعجز المجلس السيادي "المجلس العسكري" فيقول "القيادة السيادية للبلاد غير قادرة على تخطي عتبة 25 اكتوبر 2021 فقد توقف الزمن والفعل عند تلك العتبة"!!! فبدلا ان يقول ان هذا التاريخ وانقلاب البرهان هو سبب الانهيار كما ان ازالته او العودة لما قبله ستكون هي الحل؛ تجده يبريء العسكروكيزان ويلقي اللؤم على الاحزاب ولجان المقاومة ؛ فيقول "ان المكون العسكري فوض 4 ممثلين له للحوار .....الا ان المشكلة الحقيقية تظل في الضفة الاخري ؛ المكونات المدنية التي يفترض ان تنجز توافقا يؤهلها لاختيار رئيس وزراء ثم تشكيل حكومة قبل فوات الاوان"!!! وحتى يدعم رأيه يسترسل في التفاصيل وصولا الى ان " المكونات المدنية منقسمة على نفسها بصورة اقصائية...الخ"!!!
ثم يبدأ تلميع نفسه لمنصب رئيس الوزراء فيقول "..في ظل هذه الاوضاع ؛ يجدر ان تبدأ الخطة "ب".!!!
ثم يشير لعجز المكونات المدنية عن تشكيل حكومة فتجده يقول "...من الحكمة ان تعلن المكونات السياسية المدنية حكومة تنفيذية...وتعيين رئيس وزراء باقل عدد ممكن بحسب الحاجة لادارة البلاد لا لاجلاس المتطلعين للسلطة"!!! الجملة الاخيرة هي دفاع استباقي عن نفسه وان كانت في الحقيقة تكشف عن خبئة نفسه "رمتني بدائها وأنسلت" او المثل السوداني المعروف "الفيك بدربو"!!!
بعد ان يداهن العسكر وكيزان نجده يرشح نفسه في تلميح ذكي لمنصب رئيس الوزراء؛ وبكل صراحة خجلت ان تصل الرغبة في المناصب بالانسان لان يستجديها ؛ خاصة وانه ساهم بنصيب مهم في هدم الحكومة المدنية للدكتور حمدوك.
ثم يمهد لفريسته ومطلبه -منصب الوزير الاول- بان يوحي بانه الوحيد الاصلح لذلك المنصب لرضا العسكر والكيزان عنه من جانب ومن جانب اخر لانه يبرز نفسه في صورة وزير اول مدني يمكن ان تقبله الاحزاب وقبلها دول الجوار بل العالم اجمع فيقول ان "مطلب العالم هو حكومة مدنية ذات مصداقية"...وان هذه "تعني وجود توافقا سياسيا عريضا" ....ولكن وبحسبه فإن" التوافق السياسي يبدو أبعد من الثريا في الوقت الراهن"!!! بسبب ان "الاحزاب السياسية بينها ما صنع الحداد وغير قادرة"!!
اذن الحل وبحسب رأيه "تعيين" حكومة مدنية ؛ يرضى عنها العسكر فيقول " ان العقدة ستكون في المرجعية والطبيعي...ان يعتمدها مجلس السيادة ولكن لان الظرف الحالي لا يسمح بتسوية تعتمد مجلس السيادة بتكوينه الراهن فالاولى ان تنشأ حكومة مدنية بمرجعية ذاتية ...ستحظى بدعم داخلي ودولي ...لتجنب اجراءات الاغلاق المتوقعة في شهر يونيو 2022....تتولى الحكومة التفاوض اصالة عن المكون المدني مع المكون العسكري للوصول الى اتفاق خريطة طريق لاستعادة الوضع الانتقالي المنقلب عليه"!!!
ان كان عثمان ميرغني صادق بدل كل هذه البهلوانيات كان يمكنه ان "يأمر" البرهان ان يعلن اليوم قبل الغد العودة لما قبل 25 اكتوبر؛ ولكنه لا يريد ذلك بل يريد ان ترسي "الصفقة" عليه؛ ثم لا ينسى ان يقدم فروض الطاعة والوعود للكيزان والنظام المباد ويبشرهم بعودة ظافرة لهم من خلال تحقيق حلمهم يإنتخابات مبكرة او "مخجوجة" فيلمح لهم بوعده قائلا " والذي يكمل ما تبقى للفترة الانتقالية بإجراء انتخابات رئاسية ونيابية وولائية"!!!
الف مبروك مقدما يا عثمان شجاعتك "الخجولة" في طلب منصب الوزير الاول او رئاسة الوزراء!!! واقولها لك مخلصا ان فعلتها "لتشرعن" وجود العسكر. فأنت شريك في الجريمة والذنب عن كل هذه الدماء التي اريقت و الارواح التي ازهقت من فض الاعتصام حتى مقتل علاء الدين عادل وعزالدين النور يوم امس.
أنشد الشاعر أزهري محمد علي
"سقط تلت البلد عفواً
سقط نص البلد لهوا
سقط كل البلد سهواً
***
ينوم بى جبة الدرويش
يقوم بى بدلة العسكر
فيـــا ويلك فى يوم الويل
تقوم تحتك قيامة الناس
وأفواج الضحايا يجوك
****
المستضعفين فى الارض
يبنو ويهدو عروش
لا الكل بخون البعض
لابتشتريها قروش
***
نفس الولاد جايين
من طين حضاره كوش
حافظين شعر حميد
فاهمين قصايد الدوش
ماتمشى يامحجوب
عاوزين نظبط بوش
ياداب عرفنا الصاح
دخل الكلام الحوش".
wadrawda@hotmail.fr
//////////////////////////
وكان أقوى دليل ساقه هو قوله ” رغم وجود 5 مستشفيات حكومية عسكرية تحيط بمنطقة القيادة العامة ما تجيء عربية إسعاف تنقذ الناس، سيبك قلنا خلاص خطأ قتلهم هل خطأ إسعافهم ، لا يمكن أن تسعف الناس…. من الذي أزال الرسومات واللوحات الجدارية للاعتصام من الذي مسحها … برضو خطأ مسحوا كل ما يدل على انه في هذا المكان كان في اعتصام وكان في ثورة ، دي عقلية بالمناسبة”!!!.)
وقد ختمت مقالي الاسبق بالجملة التالية:-
(الذي تحاشى الصحفي عثمان ميرغني أن يقوله ، أجدني أختم بتذكيره له هنا، بأن تلك العقلية هي عقلية العسكر و”الكيزان” يا عثمان.)
تذكرت ذلك المقال رغم مرور سنتين لانني وجدت ان عثمان ميرغني كان ومازال وسيظل يسعى لمنصب دستوري فقط!!!
وقد اثبت وجهة نظري ما قرأته في مقاله الجديد بعنوان (نفد الوقت المتاح ..السودان.. والخطة "ب" ) بتاريخ 28 مايو 2022م والذي جاء فيه (تقرييا نفد الوقت المتاح لاخراج السودان من المسار المتدحرج نحو الهاوية؛ ولم يعد ممكنا الا البدء بترتيبات الخطة "ب") ثم في حذلقة كيزانية واضحة يشير بخجل لعجز المجلس السيادي "المجلس العسكري" فيقول "القيادة السيادية للبلاد غير قادرة على تخطي عتبة 25 اكتوبر 2021 فقد توقف الزمن والفعل عند تلك العتبة"!!! فبدلا ان يقول ان هذا التاريخ وانقلاب البرهان هو سبب الانهيار كما ان ازالته او العودة لما قبله ستكون هي الحل؛ تجده يبريء العسكروكيزان ويلقي اللؤم على الاحزاب ولجان المقاومة ؛ فيقول "ان المكون العسكري فوض 4 ممثلين له للحوار .....الا ان المشكلة الحقيقية تظل في الضفة الاخري ؛ المكونات المدنية التي يفترض ان تنجز توافقا يؤهلها لاختيار رئيس وزراء ثم تشكيل حكومة قبل فوات الاوان"!!! وحتى يدعم رأيه يسترسل في التفاصيل وصولا الى ان " المكونات المدنية منقسمة على نفسها بصورة اقصائية...الخ"!!!
ثم يبدأ تلميع نفسه لمنصب رئيس الوزراء فيقول "..في ظل هذه الاوضاع ؛ يجدر ان تبدأ الخطة "ب".!!!
ثم يشير لعجز المكونات المدنية عن تشكيل حكومة فتجده يقول "...من الحكمة ان تعلن المكونات السياسية المدنية حكومة تنفيذية...وتعيين رئيس وزراء باقل عدد ممكن بحسب الحاجة لادارة البلاد لا لاجلاس المتطلعين للسلطة"!!! الجملة الاخيرة هي دفاع استباقي عن نفسه وان كانت في الحقيقة تكشف عن خبئة نفسه "رمتني بدائها وأنسلت" او المثل السوداني المعروف "الفيك بدربو"!!!
بعد ان يداهن العسكر وكيزان نجده يرشح نفسه في تلميح ذكي لمنصب رئيس الوزراء؛ وبكل صراحة خجلت ان تصل الرغبة في المناصب بالانسان لان يستجديها ؛ خاصة وانه ساهم بنصيب مهم في هدم الحكومة المدنية للدكتور حمدوك.
ثم يمهد لفريسته ومطلبه -منصب الوزير الاول- بان يوحي بانه الوحيد الاصلح لذلك المنصب لرضا العسكر والكيزان عنه من جانب ومن جانب اخر لانه يبرز نفسه في صورة وزير اول مدني يمكن ان تقبله الاحزاب وقبلها دول الجوار بل العالم اجمع فيقول ان "مطلب العالم هو حكومة مدنية ذات مصداقية"...وان هذه "تعني وجود توافقا سياسيا عريضا" ....ولكن وبحسبه فإن" التوافق السياسي يبدو أبعد من الثريا في الوقت الراهن"!!! بسبب ان "الاحزاب السياسية بينها ما صنع الحداد وغير قادرة"!!
اذن الحل وبحسب رأيه "تعيين" حكومة مدنية ؛ يرضى عنها العسكر فيقول " ان العقدة ستكون في المرجعية والطبيعي...ان يعتمدها مجلس السيادة ولكن لان الظرف الحالي لا يسمح بتسوية تعتمد مجلس السيادة بتكوينه الراهن فالاولى ان تنشأ حكومة مدنية بمرجعية ذاتية ...ستحظى بدعم داخلي ودولي ...لتجنب اجراءات الاغلاق المتوقعة في شهر يونيو 2022....تتولى الحكومة التفاوض اصالة عن المكون المدني مع المكون العسكري للوصول الى اتفاق خريطة طريق لاستعادة الوضع الانتقالي المنقلب عليه"!!!
ان كان عثمان ميرغني صادق بدل كل هذه البهلوانيات كان يمكنه ان "يأمر" البرهان ان يعلن اليوم قبل الغد العودة لما قبل 25 اكتوبر؛ ولكنه لا يريد ذلك بل يريد ان ترسي "الصفقة" عليه؛ ثم لا ينسى ان يقدم فروض الطاعة والوعود للكيزان والنظام المباد ويبشرهم بعودة ظافرة لهم من خلال تحقيق حلمهم يإنتخابات مبكرة او "مخجوجة" فيلمح لهم بوعده قائلا " والذي يكمل ما تبقى للفترة الانتقالية بإجراء انتخابات رئاسية ونيابية وولائية"!!!
الف مبروك مقدما يا عثمان شجاعتك "الخجولة" في طلب منصب الوزير الاول او رئاسة الوزراء!!! واقولها لك مخلصا ان فعلتها "لتشرعن" وجود العسكر. فأنت شريك في الجريمة والذنب عن كل هذه الدماء التي اريقت و الارواح التي ازهقت من فض الاعتصام حتى مقتل علاء الدين عادل وعزالدين النور يوم امس.
أنشد الشاعر أزهري محمد علي
"سقط تلت البلد عفواً
سقط نص البلد لهوا
سقط كل البلد سهواً
***
ينوم بى جبة الدرويش
يقوم بى بدلة العسكر
فيـــا ويلك فى يوم الويل
تقوم تحتك قيامة الناس
وأفواج الضحايا يجوك
****
المستضعفين فى الارض
يبنو ويهدو عروش
لا الكل بخون البعض
لابتشتريها قروش
***
نفس الولاد جايين
من طين حضاره كوش
حافظين شعر حميد
فاهمين قصايد الدوش
ماتمشى يامحجوب
عاوزين نظبط بوش
ياداب عرفنا الصاح
دخل الكلام الحوش".
wadrawda@hotmail.fr
//////////////////////////